الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في شروط التغيير في المغرب

أحمد زوبدي

2023 / 9 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في شروط التغيير في المغرب.

الوضع في المغرب سيء للغاية. الحكومة عاجزة عن ممارسة صلاحياتها كما يمنحها ذلك الدستور بحكم أن كل القرارات والبرامج الكبرى تأخذ من الفوق عبورا بالقصر وبحكم كذلك أنها جزء من الأوليغارشيات المسيطرة. حضور الجهاز الحكومي يبقى شكليا ولا يؤثر على دينامية التحولات التي تعرفها البلاد فضلا على أن أعضاء الحكومة هم أنفسهم جزء من الأوليغارشيات التي تسرق ثروة البلاد. العامل الخارجي له نصيب الأسد في هذا الباب حيث أن الاستراتيجيات الدولية تبقى هي المتحكمة في آخر المطاف في ما يجري على المستوى القطري.
الوضع تتحكم فيه إذن اوليغارشيات تتقاسم الأدوار في ما بينها، في ما يبقى دور الدولة ضعيفا للغاية و لا يؤثر على الثقل الذي تنزل به هذه الاوليغارشيات. هناك هيمنة وسيطرة على الوضع بتواطؤ الإمبريالية والاوليغارشيات التي تكون العمود الفقري للنظام السياسي القائم.
لكن بالمقابل، هناك دينامية اجتماعية تسمح بوجود حراك اجتماعي يرسل باستمرار إشارات واضحة في اتجاه الطبقات المهيمنة، وعلى رأسها السلطة الحاكمة أي القصر، منذرا إياها بأن هناك أخطارا محذقة لقدر الله تفضي إلى وضع لا تحمد عقباه. صحيح أن هذه الحركية لا تتمكن من فرض أجندة في اتجاه التغيير الملموس، لكن رغم محدوديتها، فإنها تفتح الباب لتطوير آليات النضال للتقدم إلى الأمام. الحراك في الريف وفي أماكن أخرى مثل عمال المناجم فضلا عن حركية المقاطعة والاحتجاجات شبه يومية للعمال الموسميين خصوصا، كل هذا الحراك مكن من فضح السياسات اللاشعبية التي ينتهجها النظام ومن يدور في فلكه.
الآن، كل القوى الطواقة للحرية مدعوة إلى الاستمرار في نهج أشكال جديدة للنضال في النظرية كما في الممارسة، وهي الوسيلة الوحيدة لتتمكن الحركات الاجتماعية وكل قوى التقدم والتحرر من فرض سلوكاتها النضالية وبالتالي إرغام النظام ومعه الاوليغارشيات على إعادة النظر في برامجه وسياساته وإلا أن الأمور ستمشي إلى ما لا تحمد عقباه في أية لحظة لأن المغاربة، على علل الكثير منهم أي عدم وعيهم بالاستغلال وبالاخص غياب الشجاعة والتخلص من الخوف، سيكونون مجبرون رغم أنوفهم للخروج إلى الشارع للدفاع عن كرامتهم.
للتذكير، دور الأحزاب والنقابات، التي أدت وظيفتها التاريخية، انتهى، كما نعيش اليوم تفكيك هذه الإطارات.
اليوم المأمورية موكولة للشعوب التي أخذت زمام نفسها بنفسها، كما نقرأ ذلك من خلال ما يجري في العالم والمشاكل التي يطرحها روح العصر، وبالتالي فالحركات والهيئات وعلى رأسها طبعا المثقفين الملتزمين وليس مثقفي السلطة، هي التي تعطي شكلا جديدا للسياسة وللفاعلين السياسيين، الملزمون أن يكونوا مثقفين، على أن السياسة سوف لن تكن سياسة المصالح لكن سياسة تدبير شؤون ومشاكل المجتمع.
التغيير في المغرب رهين ببناء جبهة شعبية لتغيير ميزان القوى لصالح الطبقات الشعبية والكادحة وبالتالي إقامة مجلس تأسيسي يقوم بوضع دستور نابع من سلطة الشعب لبناء الدولة الوطنية الديموقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل


.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو




.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي