الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قميص فلسطين !!

حسن مدبولى

2023 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


قميص عثمان عبارة دارجة تؤشر بين الناس على إستخدام حقيقة بعينها إستخداما متعسفا لتحقيق أغراض لاعلاقة لها بالعدالة أو الإنصاف ،
وقد بدأ هذا المصطلح عندما استخدم الأمويون مقتل عثمان بن عفان كذريعة لمعارضة علي بن أبي طالب وإزاحته والإستيلاء على السُلطة فأخذوا قميص عثمان الملطخ بدمه ورفعوه على أسنة رماحهم زاعقين مطالبين بالثأر له ، بينما هم فى الحقيقة كانوا يقاتلون لأسبابهم الخاصة التى لاعلاقة لها بدم عثمان أو قميصه؟
وبعض المنتمين للنخبة المصرية فى أيامنا هذه يستخدمون قميص (فلسطين )لشيطنة منافسيهم والقضاء عليهم وذلك عن طريق إتهامهم بالتطبيع مع العدو وخيانة القضية القومية !؟
بينما يسعى بعض هؤلاء الأشاوس فى حقيقة الأمر لتحقيق أهداف أخرى لاعلاقة لها بهجومهم النارى على المطبعين، وهى أهداف قد تكون أحط وأقذر من عملية التطبيع ذاتها ،
ومما يزبد الأمر فحشا إنهم يستخدمون تلك القضية بشكل إنتقائى مدهش، فيهاجمون مطبعين معينين ، ولا يرفعون ذات القميص فى وجه مطبعين آخرين لايسببون لهم إزعاجا، و لا يهددون لهم مصالح ،
حتى على مستوى الدول والنظم والقوى السياسية فإن التطبيع يصبح جريمة كبرى عندما تقع فيه وزيرة الخارجية الليبية ، بينما عندما يمارسه خليفة حفتر أو حمدوك وبعض أطياف اليسار السودانى أو قناة الجزيرة القطرية وغيرها، تنهال المبررات عن الضرورات المرحلية والإقليمية، أو المهنية الاحترافية الإعلامية ويصبح الظهور بقناة الجزيرة أملا عظيما !!
و فى هذا الإطار المشوه يمكن القول أن الحملة الأخيرة التى تم شنها ضد السيد هشام قاسم بحجة أنه مطبع ، والتى وصلت لحد مساندة السلطة ومنحها الفرصة لسجنه بعد أشهر قليلة من ترأسه للتيار الحر المعارض الذى تم تدشينه فى يونيه الماضى، لاعلاقة لها بكونه مطبع أو يمتلك علاقات خارجية وإنما هو تنافس نخبوى سياسى يفتقد الى القيم أو المبادئ !؟
نحن ضد التطبيع وضد التمويل الأجنبى والأمر لا يحتاج منا عناء الدفاع عن أنفسنا فى هذا الخصوص ، لكننا ضد استخدام هذا الموضوع لتحقيق مآرب أخرى منها القضاء على المنافسين السياسيين أو التقرب للسلطات الحاكمة، وأيضا نحن ضد الإستخدام الإنتقائى المغرض عند مناهضة المطبعين،
وإلا فلماذا هشام قاسم وحده الذى لا ينزل تطبيعه من حلق البعض فى توقيت مخزى، بينما هؤلاء البعض أنفسهم يتجاهلون أو يحافظون على رمزية شخصيات أخرى كالدكتور أحمد زويل، والدكتور علاء الأسوانى ، والدكتور يوسف زيدان والدكتورة منى برنس والفنان عمر الشريف والفنان عمر خورشيد وصاحب نوبل نجيب محفوظ والمخرج على سالم والمخرج حسام الدين مصطفى والفنان خالد أبو النجا والفنان عمرو واكد، والمؤرخ ماجد فرج، وحتى عادل إمام الذى تم اتهامه بالتطبيع عندما شهدت إحدى حلقات مسلسله "مأمون وشركاه" وقتا طويلا من طقوس الصلوات اليهودية تحمل رسائل مضمونها أن الناس وإن اختلفت دياناتهم يجب أن يعيشوا بإخوة ومحبة.ورأى البعض أن إقحام اليهود الأطياب الأخيار في الدراما المصرية لا يفهم منه إلا دعوات التطبيع مع إسرائيل وخصوصا أن الدول العربية تكاد تخلو من أي طائفة يهودية.
وكذلك لا يجرؤ هؤلاء على المخاطرة بمواجهة الدور الرئيسى الذى يحاول من خلاله مهرجان الجونة السينمائي بث عمليات تطبيع ممنهجة بين فنانين صهاينة وبعض الفنانين المصريين مثل محمد هنيدي ومحمد رمضان وغيرهما ، فلم نرى أحدا من النخبة ( الوطنية وحماة القومية) يمتطى جواده رافعا جعيرته ضد تطبيع مالك ومؤسس وملياردير الجونة الدولى !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي