الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (11)

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 9 / 4
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


و تحت عنوان: نحو التحرر. يأتي الفصل الخامس عشر؛ سيبين فيه جاك مارساي أنه باستحضار ضغوط حساسيات ذاتية و قناعة تردد المؤرخ دائما في ولوج حقل الأزمنة الراهنة فضلا عما يخلقه غياب الربائد/الأرشيف و راهنية الماضي القريب من المعوقات غير القابلة للتجاوز سمح له بإبراز أن مجموع أبحاثه قد توصلت إلى الفرضية التي مفادها أن الاستعمار زيادة على انه شكل خاص بالامبريالية المعاصرة سيكون على موعد مع تناقضات فرضتها متطلبات تنمية رأسمالية تعتمد على الرأسمال المالي و تقليص فروع ضعيفة من النسيج الصناعي و كذا الصراع المحتدم ضد جميع الأوضاع المحمية سيظهر منطقيا التفكير بان التحرر بإمكانه حيازة مكانة ضمن توقعات و إستراتيجية رجال الأعمال و مسؤولي السلطة العمومية الواعين بهذه الضرورة.
و يتساءل الباحث كيف إذن يفسر هذا التردد و التأخر في التعامل مع هذا المعطى و لماذا كل تلك الحروب؟ أن توضيح ذلك سيقوم به من محاولته التعرف على اللحظة التي سيعلو فيها أنصار التحرر السلمي عن أولئك الذين كانوا يعتبون أن فرنسا بغياب اتحاد فرنسي لن تكون امة يحسب لها حساب على الصعيد الدولي. و كذا اللحظة التي سيتراجع أصحاب النهج الاكتفائي و الاستعماريون أمام أولئك الذين يعتبرون أن السلطات لها ما يجب أن تفعله عوض حماية القطاعات الضعيفة التي كبحت القدرة التنافسية لمجمل الاقتصاد الفرنسي؛ و بهذه المناسبة يعرب الباحث على أن الفرصة مواتية لإعادة النظر في الأحكام النقدية الموجهة لطبيعة العلاقات الاقتصادية و المالية بين فرنسا و إمبراطوريتها.
و هذا ما ستقوم به الحركة التحديثية بتبنيها تحليلات تستند بالأساس على الأرقام الكاشفة و الدالة مما سينحي جانبا القناعات الحزبية و بذلك إعطاء الأهمية البالغة و منح الثقة الكاملة للأبحاث الاقتصادية. الأمر الذي يدفع هذه الحركة إلى الاقتناع بان القوة الفرنسية لا تتحقق على امتلاك المستعمرات كما ستدرك أن الإمبراطورية الاستعمارية و بعيدا عن كونها مصدرا للثروة تشكل عبئا ثقيلا يجب الفكاك منه.
و يكشف جاك مارساي أن هذه الحركة التحديثية تجد جذورها في سنوات الثلاثينيات؛ عندما أبانت الأزمة العامة عن توقف حركة البنيات الصناعية الفرنسية الشيء الذي سيدفعها لتهيئ السلطات العمومية لاستيعاب أن الروابط بين فرنسا و الإمبراطورية الاستعمارية بإمكانها أن تبقى حية و فاعلة بعد فك الروابط السياسية.
هذه المواقف الملحاحة حسب الباحث تساعد على تخليص الدور الذي لعبته الحركة التحديثية، فساهمت بالتحليل المتأني للظواهر الاقتصادية في دعم الرغبة لتكييف الاقتصاد الفرنسي مع الظروف العالمية الجديدة.
و مؤكد لدى جاك مارساي أن هذه الحركة لم تهيئ عن قصد عملية التحرر؛ لكنها على الأقل حضرت الأرضية لها. ففي الخمسينيات بدأ بدا على مستوى السلطات العمومية ساب كلفة فك الروابط بين فرنسا و مستعمراتها، و صار التخلص من الإمبراطورية واحدا من مواقفها الصارمة مع الحفاظ على علاقات دبلوماسية تراعي المصالح الفرنسية بهذه المستعمرات.
و يخلص الباحث إلى أن الإمبراطورية الاستعمارية في منظور الحركة التحديثية أخذت من فرنسا مواردا كان من الأحسن استعمالها لخلق قوة اقتصادية لدى فرنسا نفسها. و في نظر مارساي؛ أي تردد للسلطات في تبني هذه المواقف الجريئة يكشف و بالملموس عن التأثير الذي لا زالت تمارسه المقاولات الاستعمارية على سياسة الدولة.
وينهي جاك مارساي هذا الفصل الأخير بملاحظة أن فرنسا قد تأخرت في تبني سياسة فك الروابط مع مستعمراتها زمنا إلى أن انتصر في الستينيات الفريق الأكثر حداثة في السلطات العمومية و الباطرونا الفرنسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح