الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رقصة الموت
فاطمة الشيدي
2006 / 11 / 9الادب والفن
تعال لنرقص
سنرقص آخر رقصة للقلب
وأول رقصة للموت
كقلبين مشلولين
سنرقص
كحلم مذبوح على كرسي هزاز
سنرقص
كقلب عجوز مشلول الوهج على كرسي متحرك
لايقوى على مغادرة مساحاته المنذور لها من قبل طاقات الرؤيا الناقصة
ويحلم بالعبث الجسيم
سنرقص
سنكون دافئين ربما
وربما سنحترق لنبعث الدفء لكل من يحتاجه
وربما سنحتاط له كي لانشتعل إلا في آخر موت
سنبكي ونحن نرقص ليشعر الآخرون باحتياجنا للرقص
وطاقاته لدرء الموت للحظات عن أرواحنا
مرر كلماتك أو أصابعك المتحدثة ببلاغة تحت أوتار الكفن
دغدغ منسوب الوجع تارة
واقبض على شفرات التعب لتصير مداها الجارح تارة أخرى ..
وأنا سأستطيل تارة بالفرح ، وأتقلص بالحزن تارة أخرى
سأستعر تارة
وأهمد تارة أخرى ..
وأنت أسرع الخطوة وأبطأها في ذات الوقت
لأذوب في وخز الحركة والسكون معا
تحرك في اتجاه الروح تماما..
ولأنك الوحيد الذي يعرف لغتها
عري سوادها في ألوانك
لاتبكي
دعني وحدي أبكي
شفّر وجعك ليدخل من أوسع باب لي..
فالدمع المحبوس يقتلني أبكر
لاتشرب دمعي المالح كي لايغريك بالعودة
وعند احتدام الحزن ارقص على أطراف قلبك بحذر
ثم تطاول في اللحن
وزّعه بعناية على أرواح غفل ، أو على أرواح جامدة،
أو على أرواح تجهل معنى الدوار
أو على أرواح تحن إليه إذ فقدته في لعبة قدرية عتيقة
ببراعة ابدأ بالحركة المتأنية والمتخاطرة كحس شهي
علّم الروح فناء الأجزاء بكلها في تناغم ثر وخاص
وفي تداعي مسرف في البوح والدفء ضع مفاتيحك في أقفال الوقت
حرك ينابيعك في اتجاه العطش تماما
نبّه منابع الحس
دغدغ مكامن الشعور
افرك جسدينا ببعضهما لينتج دفئا قليلا مايلبث أن يشعل حرائق الروح: الغابة التي ستستعر فلايوقفها مد أو ماء ..
تحرّك بتدريج محترف من البطء حتى السرعة حتى الدوار
لاتتعب من الحركة ( للأمام / للخلف )
دع كل من يرانا يشعر بالدوار الأول ، وبالنشوة ..وبالفرح القصير .
أعد ترتيب الموتى في دفاتري
وأعد حسابات النبض
وأعد دمج الروح فيك لتصبح أنت
فترتفع فيها سخونة الحمى وأرتفع الهذيان
(للأمام / للخلف)..
خدّر الحزن المترمل على حافة السواد ، ثم انفخ فيه ليتطاير فينيقه الملعون باتجاهك فقط ..
وحين تتقين أن الموت صار في اللب تماما
لاتذهب
تصيّر آلة حادة رباعية الجهات ..
ضاعف الحركة ( أعلى /أسفل .. يمينا/ يسارا ) ..
كي تتخبط المدية بلا بوصلة
تشرّخ أجزاء الروح المهترئه بعشوائية
ليسيل الدم الدافئ ويغرق الروح التي ستئن من أربع جهات وعشر زوايا ، ومئة جرح ..
وهناك تماما .. أوقف الهز ببطء..
ورويدا رويدا تهيأ لتزج الروح خارجك ببرود ملعون تماما كالدخول الأول .. وليس بعد فترة طويلة منه أيضااا..
انفتح على أوسعك كباب خشبي قديم لايعلق به كل مايخرج من بوابته
إلا كصرير الحنين
انفتح لترمي الروح خارجك ببساطة القسوة
وبقسوة البساطة
اتركها ثقيلة بجراحها
لاتتمنى أن تواصل الرقصة كي لا تسجد على أرجل الكرسي الخشبية
ليلعق الموت لعاب انتصاره وهو يبتلعها بنهم
اتحد بك مع الغناء المنتشر كي لاتسمعها وهي تئن
فقط انظر من أعلى طاقات الفرح واندفع في غيابك للأمام ..
ثم إلى آخر مساحاته في الخلف
اندمغ مع الموسيقى وقهقه كاللهاث
وحين نسقط في لذة الدوار وحلم الدفء
سنواصل الرقص قبل أن ننفخ مافي صدورنا من هواء لننفض الأرواح الأولى كتاريخ غبار عابر
وسنخبأ الأغنيات في جيوبنا كي لانشعر بالوحشة في أول ليلة
و بذات الحركة الأولى
و بذات الطقس
وبذات الهيئة واليقين ..
سنكرر الحركة للأمام/للخلف لليلة أخرى كاملة الوجع أيضا
سنمتص الدفء كله من أجسادنا
ثم سنقذفها جافة إلا من الدمع ..
وحين ننكسر ككرسي بأرجل خشبية
سنبكى كثيرااا ولآخر مرة
لن بكى الفقد ولكن سنبكى الهزيمة
وسنحلم أن يغرى أحدنا الغابة يوما بأن تمنحنه عودا ليسند كرسيه العظيم ،،
ليعاود لعبة الرقص في طقس آخر ..
مع ظل آخر
( للإمام / للخلف ) ....................
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. نهال عنبر : المسرح جزء من الثقافة المصرية ونعمل على إعادة جم
.. إيمان رجائي: النسخة السابعة من مهرجان نقابة المهن التمثيلية
.. لقاء سويدان : خشبة المسرح الدافع الأول للتألق والإبداع الفني
.. نرمين زعزع : رعاية المتحدة للمهرجانات الفنية والثقافية يزيد
.. استعدوا للقائهم في كل مكان! تماثيل -بادينغتون- تزين المملكة