الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حادث تصادم افكار

عماد الطيب
كاتب

2023 / 9 / 5
الادب والفن


حقيقة اختلف بها عن اغلب البشر .. وربما تعد هذه الحقيقة غريبة في تكوين شخصيتي .. او من الثقة المفرطة في نفسي .. مثلا انا لا احب المديح والثناء واتجاهل كل من يمدحني بكلامه واحاول ان اغير الحديث لوجهة اخرى . وينتابني شعور بالضيق . واتلمس دواخلي .. واعتقد ان هذا المدح كاذب او فخ اوخديعة وماشابه ذلك .. وحتى لو كان صادقا فقد يصيبني في حالة من الفوضى النفسية الداخلية تجعلني وكأن كل اجزاء جسمي جرى عليها عملية تفكيك من الصعب استرجاعها من جديد او ما كانت عليها سابقا . لهذا فأنا اكره المديح وكل انواع الاطراء . حتى لو كان من باب التشجيع .. فهو لن يغير شيئا من عملي وتحركاتي ومشاعري .. بالمقابل ان اسوء شيء في حياتي ان ينتقدني شخص عن فكرة او سلوك انا مؤمن بها واقوم به بقناعة شديدة حتى لو كنت على خطأ . ولهذا رؤسائي في العمل ومعهم زملائي واصدقائي وحتى افراد عائلتي يعرفون ذلك ويحاولون تجنب النقد والمدح معي . . احب ان اكون في منطقة وسطى . ليس من باب التكبر والغرور .. وانما اذا كان الانسان يمتلك ادوات عمله الناجح وادوات علاقته الصحيحة مع الاشخاص.. فالقرار مهما يكون على المقابل ثقيل ومرفوض . لن اعمل سوى ماتمليه عليه قناعتي .. احيانا مرؤسيي قي العمل عندما يمتدحون عملي وينظرون الى تعابير وجهي لمعرفة تأثير هذا المدح على نفسيتي تراني احني رأسي الى تحت بوجوم . اشعر وكأن الامر فيه استغفال او دعوة الى زيادة انتاج في عملي .. وهنا يكون المدح يعكس نوع المصلحة المطلوبة مني ولايكون لشخصي وحده وانما لعملي . واعرف جيدا ان عملي متكامل . ولكن قد يبدو دور العصفورة في الامر يأخذ مفعوله وحتى مع النقد في الظروف المعكوسة ..لهذا لايغريني مديح ولايسقطني انتقاد فكلها اراء وانا القرار .. بالامس انتقدني احد الاصدقاء برسالة مشبعة بألفاظ غير مسبوقة واسمعها لاول مرة منه وبهكذا جرأة . دون وضع اي اعتبارات .. المصيب في الامر ان كلامه رغم ثقله ومزاجيته الا انه شكل لدي مجرد هواء في شبك دون تأثير يذكر فهو لن يزحزحني عن ماقلته وما سأقوله .. ولكن المحزن في الامر انني لم اسيء له بل واكرمه في كثير من المواقف . واحترمه .. ولكن اكتشفت في نهاية الامر اننا لانملك لغة مشتركة في عملية نقل افكاري له لكي يفهمها كما اريد انا وليس كما يفهمها وتؤول الى تفسير آخر حسب مشيئته .. اذن المشكلة في المقابل وكيفية تلقيه للمعلومة .. بعض الاحيان تساهم الظروف العصيبة في تحوير المعنى . ونفسيا يذهب المقابل الى تفسيرات غير منطقية تحكمها الحالة النفسية .. وليس هذا فحسب وانما يسترجع امورا اكل عليها الدهر وشرب .ليعيد تفسيرها من جديد وتشكيلها وفق حالته النفسية الصعبة . وكان في وقتها متقبل للفكرة حين كان بظروف نفسية افضل .. هذه الازدواجية في الرأي الواحد يساهم مساهمة فاعلة في التأثير على العلاقة وتدخل في نفق مظلم . برأيي الشخصي اقوله لصديقي ولغيره .. ان يتريث الشخص في قراراته واحكامه في ظل ظروف سيئة لانها تجلب اراء في غير مصلحته ومصلحة الاخرين . ولكن اقول في ختام كلمتي . ان شعورا سيئا يكتنفك حين تكتشف مؤخرا انك تتعامل مع اشياء واشخاص غير حقيقيين . غادرهم بهدوء واترك لهم رماد الذكريات . وحين يفيقون من غيبوبتهم يوما ما سوف يبحثون عنك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??