الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكونفوشيسية

صلاح زنكنه

2023 / 9 / 5
الادب والفن


جاءت التسمية نسبة الى مؤسسها ومنظرها وصانع مجدها وديمومتها الحكيم (كونفوشيوس) الذي نذر نفسه لإقامة مدرسة روحية تسهم في السلام الداخلي للإنسان.
الكونفوشيوسية ليست دينا بمعنى الدين من حيث الثوابت الدينية المتعارف عليها, وإنما هي شبه دين أو عقيدة, والأصح هي مجموعة من المعتقدات والمبادئ الصينية طورت عن طريق تعاليم كونفوشيوس وأتباعه وأنصاره ومريديه.

تتمحور الكونفوشيوسية في مجمل طروحاتها وأدبياتها حول الأخلاق والآداب وطريقة إدارة الحكم والعلاقات الاجتماعية والتي أثرت تأثيرا مباشرا في حياة الصينيين، وحددت لهم أنماط الحياة وسلم القيم الاجتماعية، كما وفرت المبادئ الأساسية التي قامت الصين عليها النظريات والمؤسسات السياسية والاجتماعية في الصين.
وانطلاقا من الصين انتشرت الكونفوشيوسية في كوريا ثم انتقلت إلى اليابان وفيتنام وتايوان حتى أصبحت ركيزة راسخة ثابتة في ثقافة شعوب شرق آسيا على العموم.

كونفوشيوس ٥٥١ - ٤٧٩ ق م .. أي عاش ۷۲ سنة، اسمه الأول هو (كونغ فوتسو) أي الملك وهو فيلسوف وحكيم ومعلم ألمعي كبير تخرج من تحت يديه عشرات الآلاف من التلاميذ, حتى لَقب بنبي الصين.
والنبي هذا كان صادقا مخلصا عقلانيا معتدلا وعمليا في سلوكه, حيث ركز على أربعة مبادئ أساسية على الانسان أن يتبعها (العلم الغزير والسلوك الحسن والطبيعة السمحة والعزيمة القوية)
كونفوشيوس هو أول فيلسوف أو حكيم صيني يفلح في إقامة مذهب يتضمن كل التقاليد الصينية عن السلوك الاجتماعي والسياسي والأخلاقي.
فلسفته قائمة على القيم الأخلاقية الشخصية، وعلى أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقا لمثل أخلاقي أعلى, ولقد كانت تعاليمه وفلسفته ذات تأثير عميق في الفكر والحياة الصينية والكورية واليابانية والتايوانية والفيتنامية.

ومن المآخذ على كونفوشيوس والكونفوشيوسية هو تشبثهم بالماضي وتقديسه وتعظيمه, دون الاعتبار للحاضر والمستقبل مما جعلها تتعرض لانتقادات شديدة في هذا الصدد من لدن الكثير من المعارضين, دينيين وعلمانيين وليبراليين وشيوعيين على حد سواء, والذين استخفوا بهذه الأطروحة الساذجة التي تشد الناس الى الوراء حيث الماضي التليد الذي ما عاد ينسجم مع طموحات الشعوب التي تسعى الى حياة كريمة ضمن واقعها الآني والعياني.

دامت الكونفوشيوسية تتحكم في الحياة الصينية قرابة عشرين قرناً، أي من القرن الأول قبل الميلاد حتى نهاية القرن التاسع عشر بعد الميلاد, لكنها غدت في خبر كان في القرن العشرين الذي ضاق بالروحانيات والمثاليات واللاهوتيات التي مـا عادت تجد نفعا.
ورغم هذا وذاك تحولت الكونفوشيوسية الى إرث إنساني في ذاكرة الصينيين ووجدانهم كونها اسهمت في صناعة ثقافة شعبوية شمولية انسانية الخطاب والتخاطب, ثقافة ذات خصوصية وتفرد وتميز, تستحق الاشارة والاشادة والتكريم والتقدير والتبجيل بجدارة.

وأخيرا وليس آخرا إن كونفوشيوس هذا حسب المؤرخين فـــي زمانه كان أشد الأولاد دمامة في الصين، أذناه مسطحتان ضخمتان، وأنفه أفطس كأنف الملاكمين وأسنانه ناتئة وحادة، لكنه كان منذ صغره ذكياً، بل مفرط الذكاء, طموحا مثابرا جادا, سعى كي يترك بصمتة في تاريخ بلده الصين, وقد فعل ذلك بحق وحقيقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب