الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدم الاستقرار السياسي في الصين يجبر الرئيس الصيني على الغاء زياراته الخارجية

هشام جمال داوود

2023 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ينهي الإعلان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية الصينية التكهنات حول ما إذا كان الرئيس الصيني شي جين بينغ سيحضر قمة مجموعة العشرين في نيودلهي يومي 8 و9 سبتمبر 2023 ومن المؤكد أنه ليس ازدراء لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي كما اعتقد بعض المعلقين.
ولكن بالنظر إلى أنه أشار في يوم افتتاح مؤتمر الحزب العشرين في تشرين الاول العام الماضي إلى أن العلاقات مع الهند لن تتحسن، وعدم رغبته في إجراء مناقشة موضوعية حول حل قضية الحدود مع رئيس الوزراء مودي على هامش قمة بريكس مؤخرا، فإن عدم حضور شي جين بينغ قمة مجموعة العشرين وتجنب فرصة مناقشة الوضع على الحدود الصينية الهندية يعني أن الهند يجب أن تستعد لفترة من التوتر ربما تتخللها اشتباكات عرضية.
وبشكل عام، فإن الصين هي التي ستخسر، وستمضي الهند قدما في القمة كما هو مخطط لها بحكم البروتوكول، ربما لن يجد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ الذي سيتولى نائبا عن شي جين بينغ مكانا بارزا، ومع غياب الزعيم الصيني البارز المعرقل ينبغي على نيودلهي أن تجد أنه من الأسهل عقد القمة ووضع اللمسات الأخيرة على الوثيقة الختامية على الرغم من معارضة روسيا لإدراج أي إشارة إلى الحرب في أوكرانيا.
ومع ذلك ستفقد الصين فرصة لإبطاء السرعة التي يتم بها عزلها دوليا، وستفقد الفرصة لإحياء اقتصادها الراكد القائم على التصدير، بل وستفقد الفرصة أمام شي جين بينغ للدفاع عن مبادراته الشخصية لمبادرة الأمن العالمي (GSI) ومبادرة التنمية العالمية (GDI) ومبادرة الحضارة العالمية (GCI).
وتروج الصين دبلوماسياً للمبادرات الأخيرة خاصة منذ أوائل هذا العام باعتبارها البدائل المثالية لما تسميه بكين النظام العالمي الحالي الذي تقوده الولايات المتحدة.
من الواضح أن الرئيس الصيني شي جين بينج لديه اسباب تمنعه من حضور ما كان يمكن أن يكون بالنسبة للصين تجمعا مهما لقادة العالم، ولن يحضر مؤتمر قمة مجموعة ال 20 فحسب بل إنه لن يحضر أيضا قمتي رابطة أمم جنوب شرق آسيا وشرق آسيا، وفي الوقت الذي أصبح فيه سلوك الصين عدوانيا بشكل متزايد وحتى بعض كوادر الحزب الشيوعي الصيني في خطر شخصي، يوصون بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وجيران الصين، فإن غياب شي جين بينغ عن هذه التجمعات الدولية يعكس برسالة خاطئة.
وبعيدا عن الإشارة إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ بدأ في تفويض السلطة إلى رئيس الوزراء الصيني أو غيره من أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم في الصين، فإنه يشير إلى مشاكل تتعلق بصحته أو تكثيف الانقسامات داخل الحزب، وفسر بعض المحللين الصينيين مقطع الفيديو الذي نشرته كاميرات المراقبة المملوكة للدولة على نطاق واسع لشي جين بينغ المرتبك إلى حد ما وهو يسير للقاء رئيس جنوب أفريقيا رامافوزا في قمة بريكس في جوهانسبرج مؤخرا على أنه مؤشر على مشاكل صحية، وفي مناسبتين سابقتين على الأقل اختفى لمدة أسبوعين لكل منهما دون تفسير، كما شوهد في وقت سابق وهو يمشي ويعرج بشكل طفيف.
وفي الوقت نفسه هناك استياء متزايد من شي جين بينغ وسياساته بسبب تباطؤ الاقتصاد والبطالة المتزايدة والجرعات المتزايدة باطراد من الدراسة الإلزامية لأفكار شي جين بينغ لأعضاء الحزب وفرض لوائح أمنية صارمة تدريجيا والسياسة تجاه روسيا وسوء التعامل مع علاقات الصين مع الولايات المتحدة.
على سبيل المثال لا الحصر فإن أعضاء الحزب الشيوعي الصيني وقطاعات أخرى من المجتمع على حد سواء غير راضين وظهرت منشورات تنتقد شي جين بينغ وسياساته في وسائل التواصل الاجتماعي، كما كتب كوادر الحزب الشيوعي الصيني مقالات تختلف مع بعض سياساته، وقد انعكس هذا في الأسبوعين الماضيين في مقالتين واحدة في صحيفة صينية رسمية تسلط الضوء على المشاكل الاقتصادية والأخرى من قبل عضو في الحزب الشيوعي الصيني في صحيفة سنغافورة الموالية للحزب الشيوعي الصيني.
وسلط مقال صريح ونقدي بشكل غير عادي في المراقب الاقتصادي الصيني في 11 أغسطس 2023، بعنوان (لا يمكن لأي أم أن تطبخ لأطفالها بدون أرز) الضوء على الصعوبات الاقتصادية الحادة في المقاطعات الصينية واعترف أربعة من مديري المالية في مختلف المحافظات قابلتهم الصحيفة بشكل منفصل بالندرة الشديدة في الأموال وما يترتب على ذلك من تقليم لمشاريع التنمية.
هؤلاء المدراء قالوا بأنهم أمضوا معظم أيام عملهم يشرحون للمتقدمين سبب عدم قدرتهم على تقديم الأموال، وتم قضاء بقية أيام عملهم في مناشدة كبار الكوادر للحصول على الأموال، وفي الوقت نفسه يضغط رؤساء المقاطعات وابناء المقاطعات عليهم لضمان الأموال لمشاريع التنمية الرئيسية، ودفع رواتب الموظفين وما إلى ذلك. وقدرت صحيفة "Economic Observer" أنه لم يمض سوى وقت قصير قبل إفلاس القطاع العقاري لكن تم حذف المقالة في غضون يومين.
كان المقال المطول المكون من 2980 كلمة الذي كتبه رجل الأعمال الصيني المقيم في هونغ كونغ (ليو مون هونغ) ونشر في صحيفة "ليانهي زاوبو" المؤيدة للحزب الشيوعي الصيني في سنغافورة في 21 أغسطس 2023، وعلى غرار الأسلوب الكلاسيكي للقادة الشيوعيين في الصين، انتقد المقال شي جين بينغ بشدة، ولكن دون ذكر اسمه فعلياً، ونشر خارج الصين تحت عنوان "السبب الجذري لمشاكل الصين الاقتصادية يكمن في المشاكل السياسية" ، كاتب المقال هو عضو في الحزب الشيوعي الصيني وكان عضوا في المؤتمر الاستشاري السياسي الحادي عشر للشعب الصيني وهو الذي يعتبر أعلى هيئة استشارية سياسية في الصين.
لقد خاطر المؤلف بشكل كبير حيث تم القبض على النقاد الصريحين في هونغ كونغ، مثل المليونير (جيمي لاي) البالغ من العمر 75 عاما بموجب قانون الأمن القومي، حيث ركز المقال الذي انتقد إعادة انتخاب شي جين بينغ رئيسا على بناء عبادة الشخصية والتعامل مع العلاقات مع الولايات المتحدة، والسياسة بشأن روسيا وما إلى ذلك.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي الصينية (Weibo) نشر مستخدمو الإنترنت تعليقات تقول (ان مقال ليو مون هونغ المناهض للحزب يستحق القراءة).

يشير نشر هذه المقالات إلى ظهور أو تعزيز الفصائل داخل الحزب الشيوعي الصيني المعارضة لشي جين بينغ وتشمل المؤشرات الأخرى اختفاء وزير الخارجية السابق تشين غانغ، وإقالة كبار قادة القوة الصاروخية لجيش التحرير الشعبي، وخطابات شي جين بينغ وقيصر الأمن تشن ون تشينغ خلال زيارتيهما إلى شينجيانغ وغانسو على التوالي والتي ركزت على ارسال إشارات عديدة إلى (الاستقرار).
ختاماً فان الرئيس الصيني ما لم يكن يعاني من مشاكل صحية خطيرة تمنعه من الذهاب الى القمة، فسيكون الاقتتال الداخلي في الحزب الشيوعي الصيني وعدم الاستقرار السياسي داخل الصين مرغماً للرئيس شي جين بينغ في الصين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على