الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( كتاب الزلزال) الفريق نجيب الصالحي/ اتحاد الادباء و الكتاب في الديوانية

كامل داود
باحث

(رويَ اêيçï المïèçل ئ الكêçè في الïيوçنيé)

2023 / 9 / 6
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


كتب الزميل ثامر أمين
تعد المعارضة واحدة من أهم مرتكزات الديمقراطية في الأنظمة السياسية ، وهي ظاهرة قديمة عرفتها الساحة السياسية وكذلك الأدبيات الثقافية وكلاهما هدفه الاصلاح في الأداء القائم ، والمعارضة السياسية علة وجه التحديد هي رؤية وبرنامج سياسي بديل هدفه النقد والتصويب ، ولأهمية هذا الحراك وانعكاسه على مجمل مظاهر الحياة العامة فقد استضاف اتحاد الادباء والكتاب في الديوانية مؤخرا واحدا من أبرز اقطاب المعارضة العراقية خلال فترة التسعينيات ذلك هو الفريق الركن نجيب الصالحي رئيس مؤسسة القدوة لإعداد القادة الشباب وذلك للحديث عن اصداره ( الزلزال ) الذي يمثل شهادة عيانية على خفايا الأيام الدامية التي جرت عند وبعد غزو العراق للكويت عام 1990 وما أعقبه من احداث دراماتيكية ممثلة بالانسحاب الفوضوي واندلاع انتفاضة اذار 1991 التي تمثل صفعة على وجه النظام السياسي القائم آنذاك كل هذه الاحداث يرويها الصالحي بتفاصيل دقيقة باعتباره كان قائدا لأحدى القطعات العسكرية خلال تلك الفترة من تاريخ العراق . وقد تضمن سرده لتلك الاحداث جملة من المواقف الانسانية تجاه المواطنين الكويتيين وكذلك ثوار الانتفاضة والتي لا تخلو من شجاعة و مغامرة ليستقر به الترحال في العاصمة الأردنية " عمان " المدينة التي أمست ملاذا آمنا للمعارضين العراقيين الهاربين من بطش الطاغية، اختار العراقيون هناك، مكانا لتجمعهم و لقاءاتهم، هو آثار المسرح الروماني الذي يتوسط المدينة، الذي اصبح مثابة لتواجد الاف العراقيين في عهد التسعينيات، بينهم كتاب و مثقفون وسياسيون، وهو المحطة الفاصلة بين العودة الى بغداد مع الاحتمال الذهاب الى سجون الامن العام، لانها غالبا ما كانت تغري على انفلات الالسن بالحديث المعارض للنظام، و الاتجاه نحو دول المنافي . المثقف العراقي الذي مر وعاش لسنوات داخل العاصمة الأردنية وصارع حياة صعبة في العيش والسكن والعمل والجلوس في المقهى لساعات طويلة، وقد رافق هذه السنوات والشهور والايام الكثير من المفارقات والقصص المؤلمة وتداعيات لا تخلو من مواقف انسانيه رائعة اشار الى واحدة منها السيد هادي الحسيني في كتابه (الحياة في الحامية الرومانية)
فيقول جاءنا خبر محزن مفاده وفاة الرجل الكبير المترجم عبد الرحمن الخزاعي بعد خروجه ظهرا من مكتبة امانة عمان المحاذية الى المدرج الروماني وعند الباب سقط ارضا وتجمع بعض المارة عليه محاولين انقاذه ومساعدته لكنه للأسف فارق الحياة بسرعة، كان حزننا كبير على الخزاعي الذي تكفل ضابط عراقي كبير اسمه (نجيب الصالحي ) هارب من نظام صدام واقام في الاردن، تكفل بمصاريف تهيئة وايصال جنازة الخزاعي الى اهله في مدينة الديوانية. وبدرجة من الكتمان، خشية معرفة المخابرات العراقية لتفاصيل قد تضع ذوي الخزاعي للمسائلة والاعتقال لان الصالحي كان معارضا بارزا لنظام صدام . وبقي الامر طي الكتمان .
وقد قادنا ذلك، في اتحاد الادباء و الكتاب في الديوانية، الى توجيه دعوة خاصة الى (الفريق الركن الصالحي) وتكريمه بحضور نخبة من الادباء و السياسيين والعسكريين من زملاء الفريق، الذي تقبل الدعوة بأريحية و سرور، مشترطا عدم التطرق الى موضوع الخزاعي رحمه الله حيث قال وبكل تواضع : نعم ما ورد في كتاب الحامية صحيح ولكنه موقف بسيط، لا يستحق هذا التكريم وليكن لقاؤنا في الديوانية مراجعة لذكريات خلت مع اهلها الطيبين، وهكذا كانت أصبوحة جميلة و ثرية، عرض فيها المحتقى به، ما شهده تاريخه المشرف، من ذكريات و مواقف تشكل مصدرا رصينا و دقيقا لتوثيق مرحلة استثنائية من تاريخ العراق.
والصالحي لمن لم يطلّع على سيرته الوطنية وتاريخه العسكري هو ضابط عراقي كبير ترك امتيازات النظام السابق ولجأ الى المعارضة عام 1995 واختار من الاردن ساحة لممارسة نشاطه الوطني المعارض وهناك قام بدور وطني على الصعيدين الميداني والفكري تمهيدا للتغيير لكنه وللأسف بعد حدوث التغيير عام 2003 ناله التهميش شأنه شأن العديد من العراقيين الوطنيين والشرفاء حيث رغم ما اتسم به الصالحي من مهنية وشجاعة واستقلالية فانه لم ينل من المواقع الحكومية ما يوازي دوره وتضحياته في المعارضة وذلك بسبب الاخطاء التي ارتكبتها الحكومات المتلاحقة على سدة الحكم في العراق بعد 2003 واعتمادها على الحزبية والطائفية في اسناد المناصب والمواقع العليا في الدولة وكذلك بسبب منهج العزل وثقافة الاقصاء الراسخة في عقلية السياسيين الجُدد والتي جاءت بمردود عكسي على اصحاب هذه الثقافة فهم حاليا في واد والشعب في واد آخر ، لقد قدم الصالحي الكثير للعراق ، فقد ضحى بالغالي والنفيس وفي الاخير لم يحصد غير نظافة الموقف وراحة الضمير ، فعلى الصعيد الميداني قام الصالحي وحال وصوله الى الاردن عام 1995 قادما اليه من كردستان العراق بتأسيس حركة الضباط والمدنيين الاحرار ويوم كان في أعلى مراتب القيادة العسكرية في ظل النظام السابق قدّم بحثا عن الفساد الاداري في المؤسسة العسكرية ويومها كان هذا العمل يعد موقفا شجاعا ومغامرا ، وعلى الصعيد الفكري قام الصالحي بإصدار كتابه ( الزلزال ) الذي يعد وثيقة تاريخية هامة لما جاء فيه من معلومات عن الانتهاكات والبطولات التي شهدتها تلك الحقبة الدامية من تاريخ العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام


.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف




.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال