الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجارة المقال

حواس محمود

2023 / 9 / 6
الصحافة والاعلام


المتتبع للمشهد الثقافي العربي الراهن يلحظ وجود بعض الظواهر السلبية والمرضية والتي تشوه هذا المشهد رغم إيجابياته العديدة ، ولعل أهم السلبيات التي تؤثر على الواقع الثقافي الراهن ما يمكن القول عنه ب " تجارة المقال " أي أن َ هناك بعض المثقفين أو المحسوبين على فئة المثقفين اتجه ويتجه نحو كتابة المقال سواء كان هذا المقال ثقافيا أو اجتماعيا أو تربويا لا يهمهم ! وإنما المهم عندهم فقط هو ما يدره عليهم هذا المقال من مكافأة مالية ، وهنا تتجه الرغبة الى الناحية المادية ، ويترك هؤلاء الناحية الثقافية والإبداعية خلفهم ، أو في درجة اهتماماتهم الثانوية ، وينسى هؤلاء ويتناسون أنَ مهمة المثقف الرئيسية هي التنوير تنوير الجماهير وتبيان الحقائق والإخلاص للحالة الإبداعية التي تعتريه ، والمشكلة أن أغلب هؤلاء كانوا يمارسون إبداعات أخرى كالقصة أو الشعر أو المسرح أو الرواية ، الا أنهم تحولوا ويتحولون إلى المقال بغية المكافأة المالية لأن المقال لا يكلفهم جهدا إبداعيا ( كما يرون ) كما يكلفهم إبداعاتهم الأساسية السابق ذكرها ، ومن ثم فإن بحر المقال لا يجفَ ماؤه أي أنَ كتابة المقال أسهل لديهم باعتباره يعتمد على مراجع معينة يتم الاعتماد عليها ، وما عليهم الا القيام بتوليفة بسيطة وربط الفقرات بعضها ببعض فينتجون مقالة !
وبالتالي فهم قد دبجوا مقالة كاملة متكاملة وجاهزة للنشر تنتظر المكا فأة ، وهنا لا يفوتني أن أرجو من القراء والمتابعين الا يفهم من مقالتي هذه أنني قصدت تلك المقولة " الناقد شاعر فاشل " فحبذا لو كان هؤلاء من هذه الفئة لأغنوا الساحة الثقافية بنوع آخر من أنواع الإبداع أسميه " الإبداع النقدي " فكل صنوف الكتابة
ابداع ، والمقال نفسه ابداع من المفترض الا يتطفل عليه من خطا بعض خطواته على طريق جنس أدبي معين وأن يترك المجال للمبدعين في مجال المقال ليتابعوا إبداعاتهم ، ويستمر الشعراء والمسرحيون والقصاصون في مجالات إبداعاتهم لتتطور كافة المجالات الإبداعية في المسار الصحيح لها ولا تنحرف لغايات مادية وتجارية وحياتية ضيقة ومحدودة
إنَ الذين يتاجرون بالمقال – إن جاز التعبير – يستفيدون من مناخ سلبي آخر في الساحة الثقافية العربية هذا المناخ يتعلق باستلام ذوي الكفاءة القليلة في المجال الصحفي والثقافي لتحرير بعض الصحف والمجلات والدوريات العربية مما أدى ويؤدي إلى نتيجة سلبية واختلاط الحابل بالنابل ، وفي حالات كثيرة تغيب عن النشر مقالات مفيدة وممتعة أنتجها كتاب لهم باع طويل في مجال الكتابة المقالية ، ويفسح المجال لشاعرأو قاص أو مسرحي بأن ينشر مقاله ، ويخسر – في هذه الحالة – صاحب المقال الذي إن تم قياس المقالين بمعايير فنية منصفة لصعدت مقالته من دون شك ولسقطت مقالة ( القاص ، الشاعر ، المسرحي ) وهكذا يتم تشويه الوسط الثقافي العربي بحالة تأخذ طابعا تجاريا لكتابة المقال الصحفي خاصة ، وفي الختام أتقدم بدعوة المؤسسات الإعلامية والصحفية والثقافية للتدقيق في أية مقالة تردهم وقياسها من ناحية النوع وليس الكم ، ولا أنس القول إنَ هذا الكلام لا يعني – بالطبع- منع الآخرين من كتابة المقال ولكن ليس بالصورة السلبية التي تأخذ طابعا تجاريا بحتا تفقده – المقال - قيمته الحقيقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ