الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جواسيس النظام آل علوي

كوسلا ابشن

2023 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


إثر فشل ثورة أمازيغ أريف, إستهدف النظام آل علوي أهالي أريف العزل, بإرتكاب أبشع إبادة جماعية, و إعتقال آلاف المعتقلين. و لإفراغ أريف من شبابه, تم تهجير آلاف أريفيين الى الديار الأوروبية, في إتفاقيات مع الدول الأوروبية للعمل في مناجم الفحم و الضيعات الفلاحية و العقارات و غيرها من الأعمال الشاقة و الرخيصة, بعيدا عن وطنهم أريف. كان التهجير مصحوبا بجيش من جواسيس النظام آل علوي, إنخرطوا بالعمل من خلال أماكن تجمعات أريفيين و كذا القنصليات و المساجد و الودديات, التي أسست خصيصا للتجسس على المهجرين أريفيين.
منذ الألفية الثالثة, وما يسمى بالعهد الجديد, و مع تطوير وسائل المستعملة في التجسس, كثفت الأجهزة الإستخباراتية نشاطها سواء في الداخل أو الخارج, من خلال عدة أجهزة, أهمها مديرية الدراسات وحفظ المستندات (لادجيد) التي يقودها ياسين المنصوري, و المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (ديستي) التي يقودها عبد اللطيف الحموشي, مهمتهما إستهداف المعارضين للنظام, خاصة نشطاء أريف في الداخل و في بلدان أوروبا الغربية, من دون إستثناء المتضامنين مع قضيتهم العادلة.
إستمر نشاط التجسس في الخارج بحرية و في مواقع مختلفة, منها القنصليات و أوكار الظلامية (المساجد), التي جند مدير (لادجيد) ياسين المنصوري أئمتها للتجسس على المصلين الموركيين, و أسندت كذلك مهمة التجسس للمؤسسات المستحدثة للعمل مع المهجرين, خاصة (مؤسسة الحسن الثاني للمهاجرين المغاربة بالخارج), و (مجلس الجالية المغربية بالخارج).
في سنة 2008 أعتقل شرطي هولندي من أصل موركي يعمل ضمن شبكة التجسس على أمازيغ أريف لصالح جهاز مخابرات آل علوي, و تم توقيف جواسيس آخرين في بلدان آخرى, لتظهر الى العلن فضيحة التجسس على نشطاء أريف, و رغم التحذيرات و المعلومات التي تلقتها البلدان الغربية من مخابراتها عن خطورة نشاط المخابرات آل علوي, إلا أنها لم تتخذ إجراءات جذرية لإجتثاث آثر هؤلاء الجواسيس من الأراضي الأوروبية.
إمتلاك المخابرات آل علوي لوسائل التجسس أكثر تطورا, سمح للنظام آل علوي البوليسي, إستهداف ليس فقط المناضلين ضد سياسة إنتهاكات حقوق الشعب الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية و الثقافية و اللغوية, بل تجرء النظام آل علوي على إستهداف قادة دول و سياسيين أوروبيين و قادة منظمات حقوقية.
بفضل برنامج بيغاسوس الإسرائيلي, أتاح لمخابرات آل علوي, التحكم في الهواتف الذكية, و معرفة محتوياتها و معرفة البيانات الدقيقة عن أصحابها المستهدفين, و تحديد مواقعهم و صورهم. حسب المنظمات الحقوقية الدولية فقد أستهدف بهذا البرنامج أكثر من عشرة آلاف رقم هاتف مستهدف, من بينهم الصحفيين و الكتاب و السياسيين المعارضين للنظام آل علوي و من ضمنهم كذلك النشطاء أريفيين في الداخل و الخارج, و لم ينجوا قادة دول أجنبية من التجسس, فقد تم إختراق هواتف مسؤولين في حكومتي فرنسا و إسبانيا, كما ذكر الإعلام الأوروبي في حينه.
عزز النظام آل علوي حضور شبكاته الإستخباراتية في أوروبا و خاصة في هولندا و إسبانيا و فرنسا و بلجيكا و ألمانيا. رغم المعرفة التامة بالنشاط التجسسي ضد المعارضين لنظام آل علوي, و خاصة مناضلي و نشطاء أريف, إلا أن الغرب يغض الطرف أحيانا عن هذا النشاط الإجرامي بمبرر الإلتزام بالتعاون الأمني المشترك لمكافحة الإرهاب الإسلامي و الجريمة المنظمة, و أن هؤلاء الجواسين يزودون أجهزة الاستخبارات الأوروبية بالمعلومات الإستخباراتية الضرورية لمنع حدوث الجرائم التي تستهدف أوروبا.
التصادم السياسي و المصلحي في سنوات الأخيرة بين الدول الأوروبية و النظام آل علوي, ظل بظلاله على نشاط شبكة التجسس في أوروبا, و بسبب هذا تم فضح بعض جرائمها و إسقاط بعض أعوانها. في هذا الجو المشحون بالصراع بين سلطة آل علوي و بعض الدول الأوروبية, طردت الدولة البلجيكية من أراضيها سنة 2018, كوثر فال, لسبب نشاطها التجسسي على المعارضة أريفية المقيمة في بلجيكا لصالح مخابرات النظام آل علوي. و تم إكتشاف شبكة تجسس على أريفيين في إسبانيا تعمل لصالح المخابرات آل علوي, ترسل معلوماتها الإستخباراتية من المساجد, من ضمن هذه الشبكة عميل رفضت المحكمة الوطنية الإسبانية طلبه لمنحه الجنسية الإسبانية سنة 2019, بعد التأكد أنه جسوس من شبكة (لادجيد). و في ألمانيا أعتقل محمد أ. عميل في شبكة الإستخبارات آل علوي, كان يتجسس بين 2021 و 2022, على نشطاء أريفيين المقيمين في ألمانيا. لم تتقاكس بلدان غرب أوروبا من متابعة عملاء و جواسيس النظام آل علوي, ففي السنوات الآخيرة تم طرد من الأراضي الأوروبية أحد عشر جسوسا من أعوان المخابرات آل علوي, بما فيهم أئمة أوكار الظلامية. فجر القضاء البلجيكي سنة 2022 فضيحة تورط شبكة الإستخبارات التي يديرها الجاسوس محمد ب, في عملية فساد سياسي و مالي, تشمل تقديم رشاوي لبعض أعضاء البرلمان الأوروبي, بهدف التأثير على قرارات البرلمان الأوروبي لدعم مصالح النظام آل علوي, و خاصة فيما يخص قضية إنتهاكات حقوق الإنسان داخل مورك, و بين هؤلاء الأعضاء, رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة بين الإتحاد الأوربي و سلطة آل علوي, بيير أنطونيو بانزيري. نتيجة لهذه الفضيحة, أصدر الوكيل العام البلجيكي مذكرة توقيف في حق مسؤول الشبكة محمد ب, و عبد الرحيم عثمون دبلوماسي سابق, و المسؤول المباشر عن تقديم الرشاوي, وهو مرتبط بالمخابرات آل علوي, و كذا مذكرة توقيف في حق مدير (لادجيد) ياسين المنصوري, و شملت المذكرة كذلك المتورطين الأخرين من إيطاليا و اليونان.
نتيجة تمادي النظام آل علوي في إستباحة المؤسسات الدستورية الأوروبية, و إباحة مخابرات المخزن للديار الأوروبية بالنشاط التجسسي على شرفاء النضال الدمقراطي و التحرري, أصدر البرلمان الأوروبي, يوم 19 يناير من هذه السنة (يوم ذكرى إنتفاضة الأمازيغ سنة 1984), قرار إدانته لإنتهاكات حقوق الإنسان من طرف النظام آل علوي, و طالب البرلمان الأوروبي المخزن بإطلاق سراح معتقلي الرأي و التعبير بما فيهم المعتقلين السياسيين, و على رئسهم المناضل الزفزافي قائد إنتفاضة أريف, المحكوم بعشرين سنة سجنا نافذة. و من جهتها أطلقت منظمة العفو الدولية حملة دولية لمطالبة النظام آل علوي بإطلاق سراح مناضلي حراك أريف و الكف عن سياسة إنتهاكات حقوق الإنسان و مصادرة حرية الرأي و التعبير و حرية العمل السياسي و العمل الجمعوي.
سياسة إنتهاكات حقوق الشعب الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية و الثقافية و اللغوية, و مصادرة حرية الرأي و التعبير, ولد الإنفجار المكبوت في اللاشعور الجمعي, كما ساهم في نمو الوعي القومي الأمازيغي, حافر قبر النظام الكولونيالي آل علوي, و نتيجة المستجدات النضالية على الساحة الأمازيغية, وجه النظام آل علوي أجهزته القمعية صوب النضال الأمازيغي في الداخل و الخارج. هاجس الخوف من دنامية المهجرين أريفيين, صوب المخزن أجهزته المخابراتية نحوهم في ديار تواجدهم في الخارج, ليصبحوا الهدف الرئيسي لشبكة التجسس آل علوي في الديار الأوروبية. نتيجة المعلومات الإستخباراتية التي كان يحصل عليها آئمة أوكار الظلامية (المساجد), و القنصليات و غيرهما من الأجهزة التجسسية أو بسبب إختراق الهواتف و الحواسب, قد تم إعتقال و إختطاف الكثير من النشطاء أريفيين المستهدفين من الجواسيس, بمجرد وصولهم الى مطارات و موانئ أريف. كما حصل مع الناشط أريفي زهير أنعيسى بإعتقاله بمجرد وصوله الى مطار آيت ناضور, صيف 2022, و تعرض للتعذيب الوحشي قبل محاكمته بسنتين سجنا نافذا. نفس المصير لقيه رفيقه في درب النضال, الناشط أريفي (أحمد البورتكيز) في فبراير هذه السنة, من إعتقال داخل مطار آيت ناضور, قادما من دولة بلجيكا لزيارة أهله و للاطمئنان على صحة والده المريض, لكن جهاز القمع كان في إنتظاره لإعتقاله و نقله الى مدينة الدار البيضاء للتحقيق معه تحت التعذيب اللاإنساني, الذي هو سنة المحققون روبوهات أمير المسلمين.
الجسوسية تكون وظيفة اللاأخلاقية و الجبانة عندما توظف ضد أبناء الشعب, و تتلقى الإستنكار الواسع من شرائح الشعب موركي, كما يتلقى الجواسيس الجبناء الفشل يوما عن يوم في مهنتم الحقيرة, يتم معاقبتهم بالطرد من الدول الإقامة أو السجن مذلولين و منبوذين من الجميع. لا يؤتمن العملاء في أقوالهم و لا في أعمالهم, في المقابل ستضل راية النضال الدمقراطي و التحرري رافعة في ساحة النضال, رغم العراقل و الإستبداد و الجاسوسية. و ستبقى مرفوعة حتى التحرر من الأنظمة الكولونيالية و الأنظمة الإستبدادية, و سيشتعل النضال التحرري أكثر و أكثر حتى سقوط النظام البوليسي آل علوي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة