الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملهاة . . في مواجهة الظلام

أمين أحمد ثابت

2023 / 9 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


يقال رب ضارة نافعة و . . هذا ما جرى ويجري معي خلال حرب ال 9 سنوات من حرب اليمن الكاذبة لوكالات الكانتونات المليشاوية المحلية للخارج ، حيث وجدتني عاطلا دون عمل وحال اشبه بالإقامة الجبرية في منزلي – كأمر واقع لسياسي اكاديمي نشط ملجم عن ممارسة الدور الاجتماعي أو قول الرأي والتعبير الحر . . غير المسموح به ما دمت تخضع تحت واحدة من قوى الوكالات الثلاث – وهو ما جعلني ك – مهووس بالكتابة – أن اجدني متفرغا كاملا عن اية انشغالات كانت ، وطبعا بعد جهد السنوات الأولى من مسرحية هدم البلد وتهشيم المجتمع والانسان . . في محاولة لإيجاد عمل لتوفير طريقة دخل بعد انقطاع الرواتب و . . لم اجد من يستوظفني ، فالجامعات الخاصة بمبلغ زهيد تمتهنك لإعطاء قشور معرفية سطحية لطلبتها – بما يشابه تلك في التعليم الثانوي – ومنهم طلبة الطب والصيدلة والمختبرات – وأن تخضع لتقديم أسئلة مباشرة للامتحانات من ملزمة 10 – 15 صفحة ، الى جانب أن تكون ضمن وريقات أعطيت لهم مسبقا ك 30 سؤال والاجابة عنها جاهزة ، هذا غير السلوك اللاأخلاقي لتعامل الطلاب مع استاذهم لكونهم يدرسون بفلوسهم ليأخذون الشهادة ، فأنت تقبض مما يدفعونه و . . ليس عليك إلا تتقبل كل ذلك الانهيار اللاقيمي للتعليم – مثلك لا يستطيع الاستمرار ل 3 محاضرات ويستقيل ، حتى اشيع عنك مسبقا في جميع دكاكين الجامعات الخاصة عدم ملاءمتك للتدريس ( حسب الطلب ) وانت أستاذ دكتور اكاديمي ل 30 عاما واكثر ، وفي مجال دقيق يندر وجود متخصص فيه – ذهبت بحثا للعمل في محلات و . . حارس لمنشأة عمارة او العمل في مطعم – لم يقبلك احد ، لماذا ؟ بجواب غير معقول لواحد بمكانتك وعلمك أن يشتغل في هذا العمل – تترجى ، يأخذون الامر كمزحة ، تصر بفعل الحاجة . . يرد عليك غير ممكن !!!!! – بعد فقدان الامل . . وجدتني منعزلا في غرفتي لسنوات أخيرة لا عمل لي سوى متابعة الاخبار وافراغ الأف الصفحات من الكتابة في مؤلفات او مقالات تنشر الكترونيا – وهذا ما منحتي وقتا واسعا للتأمل والبحث في امر الانسان والمجتمع والفكر والتاريخ ، كون انتاج فكر التغيير لواقعك لا اثر له حيث واقعك مستلبا كليا بما فيه انسانه – وفق كلام يمني عامي : تصرخ في الفراغ ولا احد يسمعك او ينتبه لك . واخر : انت تكتب لمن ، لا احد يهتم ، الناس تعصرهم حياة الظنك . . وانت تدور فكر وعلم ، إنك كما من يكتب على الماء او كمن يحفر بيدية البحر .
وبعد 9 سنوات اجد يحضرني بشكل متكرر اكثر من قول عامي اطلق في وجهي . . تارة بهزء - وللأسف عشرات بل مئات من النخب السياسية والاكاديمية – وأخرى باستهجان كرد فعل انفعالي – من داخل اسرتك واهلك الى من تجدهم محدودي العدد في محيطك من الأصدقاء – أي نفع تجنيه ؟ ف . . فهو كلام لا يؤكل عيش . . لك واسرتك ولا يغير او يخفف ولو قليلا من المعاناة وذل توفير حتى ابسط الحاجات الأساسية للحياة – ما الفائدة ؟ ، فعشرات الكتب المؤلفة متكدسة كرزم اوراق في خزانتك ، معرضة للتلف والضياع بعد مرور الوقت – مثل غيرها السابقة التي كتبت خلال الأربعة عقود الماضية – فلست تمتلك مالا لطباعتها ونشرها لتعود عليك بمال يمكنك من نشر مؤلفاتك تباعا ، هذا غير كونه يمثل دخلا للعيش الامن في ظل انعدام وجود الرواتب والحقوق المالية والوظيفية المستحقة قانونا – ففي حالتك لم تخرج المؤلفات لتصل الى الاخرين ، خاصة وانها موسومة – وفق ما تزعم - بطروحات جديدة مغايرة تلعب دورا تنويريا وتغييريا للإنسان والمجتمع ، بل وفي أسس الفكر البشري وفي العلوم الطبيعية – إذن فإن المنفعة العامة ( لبلدك والانسان عامة ) مفقودة كليا – اللهم كما يقول البعض : إنك وجدت ما تلهي نفسك به خلال زمن الحرب . . لا اكثر – مثل هذه الاحكام الاستفزازية المحبطة . . لم ولن تكون لها آثار على قناعاتي الشخصية او النفسية ، ولكن حضورها المتكرر . . الواضعة لي في موضع الاتهام ب ( اللاقيمة ) ، طالما وأن ما اصبح يشغلني كل يوم خلال سنوات حرب العبث اليمنية بالوكالة . . لا يخرجني من حقيقتي الموضوعية ك . . ( إنسان عاطل ) وكرب اسرة ( عاجز ) عن تحمل مسؤوليته كعائل تجاه اسرته المصغرة واخوته التي تنتهك حياتهم واسرهم الظرف القائم منذ 9 سنوات بدون راتب يغطي الايجار والاكل والمشرب ولا وجود مطلقا الامان العلاجي والتطبيبي وابناءهم مهددين بتوقف دراستهم ( العامة والجامعية ) ، فقد تلاشت الحومية المجانية ولا تتوفر نفقات التعليم الخاص ( المكلف ) رغم دونية عطائها – فأنت بدرجتك العالية وفق المفترض ذا دخل عال يمكنك تقديم العون ولو بجزء يسير – إذا . . فما المنفعة التي تؤمل بتحققها ، حتى الروحية المجردة لا وجود لمؤشرات لها واقعيا ، حتى – وفق ما تأمله - أن يأتي وقت تخرج الى الناس فتنفعهم – فكل المؤشرات تكشف ذهاب المجتمع والانسان – اليمني والعربي – نحو انفلاش تهشمي اكثر ، نحو لا قيمة للفكر والعلم – ما دمت غير انتهازي نفعي رخيص ، وما دام عطائك لا تحميه مؤسسة فكرية او علمية جادة – وهي الغائبة واقعا في اليمن ومختلف البلدان العربية – خاصة وانك لم تقم للمال او المناصب قيمة . . التي رفضتها سابقا ، وهو ما فرض واقع عجزك الراهن والمستقبلي – إنك لن تغير جلدك او قناعاتك ، ولكنك أصبحت تدرك حقيقة الان ، أن هذا العجز يعد ثمنا تدفعه للحفاظ على قيمة وجودك ، وليس عليك سوى الاستمرار وعدم الانسحاق الروحي ، خاصة وأن العمر يتقدم . . ولم تعد ذلك الشاب السابق بيولوجيا ، فقيمتك الان هو دماغك وخبراتك وصمودك – كغيرك الشرفاء النوعيين – أن لا ينكسر مثل هذا النموذج اجتماعيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب