الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، المعروفة بالبوليساريو ، هي منظمة إرهابية كما فشل في اثباته الجهاز البوليسي ( DGST ) عدة مرات متتابعة ، وفشل .

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


هل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، المعروفة بالبوليساريو ، هي منظمة إرهابية كما فشل في اثباته الجهاز البوليسي ( DGST ) عدة مرات متتابعة ، وفشل .
القتل والقتل المضاد ، سقوط اشخاص فرنسيين مغاربة برصاص الجيش الجزائري في السعيدية ، وسقوط جزائري بمراكش ( للثأر ) من حادث السعيدية .
والخطورة انْ تنخرط كل القنوات الجزائرية ، والقنوات المرتبطة بها ، والقنوات التي تحارب شعار مغربية الصحراء ، وتنتصر الى الحل الاممي الذي تجسده القرارات الأممية باسترسال . والقنوات المخزنية ، او تلك المرتبطة بالأجهزة المخابراتية المخزنية ، او بعض القنوات التي تحاول الظهور بالوطنية الشوفينية ، التي وصفت قتل مغاربة فرنسيين بالعمل الإرهابي ، حيث ارتفاع درجة الحرارة بين النظامين الجزائري والمغربي ، وكأن الاحداث وبالسرعة المتعامل بها ، تبشر بقرب اندلاع مواجهة بين النظام المخزني وبين النظام الجزائري . فاصبح كل نظام من النظامين يتهم النظام الاخر بتهمة الإرهاب ، للتقليل من شأنه ، او لتحريض المجتمع الدولي ضده .. نحن ومن هذه المقدمة ، لا نبحث في تفاصيل ما جرى بين السعيدية ومراكش ، لان مقتل السائحين المغربي ، والمغربي الفرنسي ، حصلت في المياه الجزائرية ، وليس في المياه المغربية ، في حين تبقى جريمة مراكش ، فوق التراب المغربي ( للانتقام ) من حادثة السعيدية ..
فواقعة السعيدية ، تدخل في اختصاص النظام الجزائي التي حصل القتل بمياهه الإقليمية ، فيكون بذلك الجهاز العسكري او الأمني الجزائري ، من له الحق في تصنيف نوع العملية . هل حقا بسبب امتناع الضحايا من الاستجابة لتحذير الجيش الجزائري بالتوقف وبالاستسلام ، ام ان الإجهاز حصل من دون تحذير ، نظرا لسخونة الحساسية بين النظامين المخزني وبين النظام العسكري الجزائري .. لكن انّ الذهاب في القول ، بانّ ما حدث بالسعيدية ، وما حصل ( كانتقام ) في مراكش ، يجر المنطقة الى حرب نظامية بين النظامين المتصارعين ، يبقى تنبؤاً خارج الاحداث التي حصلت ، ويبقى الواقع ، ان الحادثين ، حادث السعيدية ، وحادث مراكش ، تبقى مجرد احداثا عرضية ، تتعامل معها سلطة البلدين ، باعتبارها احداثا من قبيل الوقوع في كل لحظة وثانية ، خاصة امام اشتداد الازمة بين النظامين ، وخاصة امام الترقب لما ستسفر عنه التحقيقات التي تقوم بها السلطات المختصة .. فبسبب التطاحن والتشنج ، والتأزيم للعلاقات الثنائية بين النظام المخزني البوليسي ، ونظام العسكر الجزائري ، فان الردود المنتظرة من كلا النظامين ، لا تخرج عن التفسير الوطني الشوفيني ، لتبرير حصول الاحداث ، واعطائها الحجية القانونية ، وحجية الاختصاص ، لتبريئ الذمة ، ولرمي المسؤولية على الطرف الآخر . لكن ورغم القرار الذي ستتخذه السلطات المختصة في كلا البلدين ، يبقى فقط للتبرير ، ولدحض اتهام الطرف المقابل ، طبعا باسم الدفاع عن الوطن ، وباسم حساسية الظرفية التي تمر بها العلاقات بين النظامين المتصارعين .. لكن دون الوصول الى اعلان الحرب ، التي شروطها تبقى متوفرة ، لكنها الى الآن مؤجلة بسبب ترقب ما ستسفر عنه تحركات الأمم المتحدة ، في تحركاتها لفض نزاع الصحراء المغربية . ففي شهر أكتوبر القادم ، سيكون مجلس الامن مع موعد هام وحساس ، عند البث والتباحث بشأن النزاع الدائر في الصحراء الغربية . وطبعا على ضوء القرار الذي سيصدره مجلس الامن ، على ضوء تقرير المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، سيتحدد المسار الشبه نهائي للنزاع ، خاصة وان الأمم المتحدة من خلال القرار المنتظر ، سيكون في جزؤه الأساسي ، مبنيا على التقرير الذي سيمد به المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد Sttafan de Mistura ، الذي زار بالأمس مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية ، في اطار المهمة المكلف بها من قبيل الأمم المتحدة ، خاصة وامام الفشل الذي حصده السيد Sttafan de Mistura في فض النزاع بين الأطراف المتنازعة في الملف السوري ، وانحيازه الاعمى لجانب أطروحة المعارضة السورية ، خاصة وان المعطيات التي كانت متوفرة ، كانت تميل الى جانب التقسيم ، أي تقسيم سورية ، وهي المؤامرة التي فشلت بصمود النظام السوري ، وبتعقيد العلاقات بين المعارضة السورية ، وبتغيير الموقف الخليجي ، خاصة موقف المملكة العربية السعودية ، من النزاع الدائر بالمنطقة ، وهو ما ترجمه الدور الجديد للسعودية من النزاع ، سواء بتغيير الموقف إيجابيا من النظام السوري ، واخذ فاصل من المعارضة التي كانت دمية بيد واشنطن ، باريس ، لندن، و دولة إسرائيل ، ثم الشروع في رأب الصدع مع الجمهورية الإيرانية ، حيث تغير الموقف السعودي ب 160 درجة بعد ما تبين للقيادة السعودية ، ان اصل الصراع الدائر ، خطورته تتوقف على الموقف من النظام السوري ، ليتحول الى تقسيم للجغرافية السورية ، ولشعب سوريا بمختلف اقوامه المتعايشة منذ سنين وسنين طويلة . كما ان الموقف الغربي وخاصة إسرائيل ، من تشجيع نشوب حرب بين السعودية وبين ايران ، غيّر من ادراك القيادة السعودية ، بان المستهدف من الحرب السعودية الإيرانية ان حصلت ، ستسبب الشرخ لنظام الحكم بالمملكة العربية السعودية ، وللدولة الإيرانية ، أي احياء الحرب الإيرانية العراقية ، لتدمير المملكة العربية السعودية ، وتدمير ايران ، خاصة توظيف نتائج الحرب ، للإجهاز على مشروع القدرات النووية الايرانية .. فالفشل الذي حصده المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد Sttafan de Mistura في الملف السوري ، سيكون نفس الفشل المنتظر عند معالجة المبعوث الشخصي للأمين العام ، ملف الصحراء الغربية ..
-- وهنا نتساءل . كيف للسيد Sttafan de Mistura ، الشروع في المعالجة ، وهو سيتفاوض مع اطراف ( الجزائر وموريتانية ) منحازة ، وليست محايدة ؟ .
-- كيف سيكون تقييم الوضع ، عندما تصب النقاشات ، او المفاوضات مع اطراف تعترف بالجمهورية الصحراوية كدولة ، ولا علاقة لها بالحياد الذي يستوجب ضبط المواقف في هذا النوع من الصراع الخطير ؟
ان جولة السيد Sttafan de Mistura ، مآلها الفشل الذي أصاب الملف السوري ، ويكون الاتجاه العام من خلال المعطيات المتوفرة ، هو التمسك بالمشروعية الدولية ، وبالأمم المتحدة ، وهي خيارات ستضرب في الصميم مشروعية مغربية الصحراء ، ولتتحول كل الصحراء المتنازع عليها الى مناطق تقتضي الاستفتاء وتقرير المصير ، المؤدي الى استقلال عن المغرب .. وهذا ما يوضحه مواقف السيد Sttafan de Mistura ، من قرارته التي تستهدف حصار النزاع كما تؤكده قرارات مجلس الامن ، لكن للأسف لم يسبق للسيد Sttafan de Mistura ، ولم يسبق لقرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وموقف الاتحاد الأوربي كسلطة تنفيذية ، او كسلطة تشريعية ، او كسلطة قضائية ، الإشارة ولو بالأصبع الى حل " الحكم الذاتي " الذي طرحه النظام المخزني البوليسي في ابريل 2007 ، حتى يتجنب تراكم الشروط التي ستؤدي الى سقوط النظام ..
فعن أي تفاوض يُتحدّث عنه ، والسيد Sttafan de Mistura متشبع فقط بحل الاستفتاء وتقرير المصير ، المؤدي الى استقلال الصحراء عن المغرب ..
والسؤال ، ونحن نحلل هنا كمحايدين موضوعيين ، ما موقف السيد Sttafan de Mistura ، من حل " الحكم الذاتي " الذي تقدم به النظام المخزني ، لانقاد دولته من السقوط في ابريل 2007 ؟ .. وهذا ليس له من تفسير ، غير انتظار فشلا آخرا ، مثل فشل جميع المبعوثين الشخصيين للأمين العام للأمم المتحدة ، في انجاز عملهم بطرق شفافة ، وليست منحازة ..
والسؤال . ماذا عند فشل الأمين العام الشخصي بملف نزاع الصحراء الغربية ، وهو فشل مؤكد ، لان المشروع الذي تتم معالجته ، سينتهي باتخاذ القرار الصادم من قبل مجلس الامن ، ومن قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة . أي اعتماد حل تيمور الشرقية ، او اللجوء الى الأمم المتحدة مباشرة لطرح التصويت بقبول او عدم قبول عضوية الجمهورية كعضو بالأمم المتحدة . فقرار مجلس الامن المرتقب ، سيكون متجاوبا مع قرارات الأمم المتحدة ، التي تتعامل مع ملف النزاع ، بمنطق الاحتلال والاستعمار ، الذي يتوجب انهاءه من خلال تقرير المصير ، الحل الغير قابل للتنازل كحق من طرف جبهة الوليساريو ، ومن طرف مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، ومن قبل الاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي . والمصيبة هي من قِبَل مجموعة من الدول العربية التي تعترف بالجمهورية الصحراوية ، او تستعد للاعتراف بها ، بمجرد الإعلان عن فشل الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة Sttafan de Mistura .. وكي لا نذهب بعيدا . ماذا يُفهم من استقبال السيد إبراهيم غالي كرئيس للجمهورية الصحراوية ، في قلب عاصمة الاتحاد الأوروبي Bruxelles ، واستقبل بنفس البروتوكول الذي تم استقبال كل رؤساء الدول الأوربيين والافارقة ، ورؤساء الحكومات الاوربيين والافارقة ، ورفع راية الجمهورية الصحراوية ترفرف عاليا ، الى جانب رايات الدول الاوربية والافريقية ، وراية النظام المخزني في سماء Bruxelles ..
-- وماذا حين يقف رئيس الجمهورية الفرنسية السيد Emanuel Macron ، مع إبراهيم غالي كرئيس للجمهورية الصحراوية ، ويقف بجانبهم محمد السادس كملك ...
-- وماذا حين استقبل مؤتمر لقاء Bricks ، إبراهيم غالي كرئيس دولة ، والقاءه خطابا امام رؤساء الدول ، فاق عددهم الخمسين ، ومنهم رؤساء دول يتمتعون بحق الفيتو بمجلس الامن .. الخ ..
فان كانت هذه هي الحقيقة الساطعة ، فماذا ينتظر النظام المخزني من قرار مجلس الامن القادم ، وماذا ينتظر النظام عند اعلان السيد Sttanfan de Mistura ، فشله المخدوم ..
والآن نرجع لطرح السؤال المطروح أعلاه . هل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، المعروفة بالبوليساريو ، هي منظمة إرهابية ، تمارس الإرهاب بمختلف الوانه واشكاله ؟
باستثناء النظام المخزني البوليسي ، فلا توجد دولة واحدة في العالم ، تصف وتتهم جبهة البوليساريو ب ( المنظمة ) الإرهابية . فنظام محمد السادس وحده خاصة بوليسه السياسي ، هو من يصف الجبهة بالمنظمة الإرهابية . وهذا الاتهام لم يسبق للحسن الثاني ان وجهه للجبهة ، رغم شراسة الحرب الدائرة منذ سنة 1975 ، استمرت لمدة ستة عشر سنة ( 16 ) . بل كان في الكثير من المرات يصف الصحراويين ب ( ابناءنا ) المُغرّر بهم ، ورفع في وجههم الشعار الاستراتيجي " ان الوطن غفور رحيم " .. بل استقبلهم في قصره بحضور محمد السادس ، وبحضور وزير الدولة في الداخلية ادريس البصري ..
ومرة أخرى . هل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المسماة بالبولساريو ، هي منظمة إرهابية ، كما كان يصفها الوالي بالمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني عبدالحق الخيام ، وجهاز البوليس السياسي DGST ، وفشل في ذلك ..
وقبل شروعنا في تحليل هذه الإشكالية ، يتعين بادئ ذي بدء ، ان نطرح السؤال عن شروط الإرهاب ، حتى نقتنع بصحة اتهام البوليس السياسي DGST ، والجهاز السلطوي L’appareil autoritaire الذي تمثله وزارة الداخلية ، بصحة الاتهام بان جبهة البوليساريو ، هي منظمة ارهابية ؟
يمكن حصر مشاهد العمليات التي تدخل في تعريف الإرهاب ، مثلا باستعمال العنف لتثبيت فكرة سياسية ، او السمو والانتصار لتنظيم سياسي يستعمل العنف لتحقيق مآرب سياسية ، او للدفاع المستميت لإركاع الخصم والنيل منه سياسيا ، وتنظيميا .. فما كانت تقوم به جماعة " الدولة الإسلامية " ، " داعيش " ، قد جسد الإرهاب بكل اشكاله المختلفة . فماذا تسمي تطوع انتحاري للتفجير في سوق شعبي يؤمه كثرة الشيعة ، او كثرة مسيحيين ، او قتل اليهود لديانتهم الغير مقبولة والمرفوضة ..وماذا عن العنف الذي أودى بكُتاب وبمثقفين علمانيين في الشرق الأوسط كمهدي عامل وحسين مروة ، وأبو زيد ... الخ ، وبخارج الشرق الأوسط ، كاغتيال ناجي العالي ( حنظلة ) .. كذلك ماذا نسمي عملية محطة Boulogne بإيطاليا من انتاج اليمين المتطرف ؟ .. وماذا عن اغتالي " الالوية الحمراء " الإيطالية الماركسية اللينينية ، زعيم حزب الديمقراطية المسيحية Aldo Moro ، وقتل جماعة " بادر مينهوف " اليسارية الألمانية Bader und Mein huf التي صفاها المستشار الاشتراكي الألماني Helmut Smit في السجن ، والمسؤولة عن قتل رجل الاعمال الألماني Schleyer ..
وماذا عن إرهاب الدولة الذي يتخذ عدة اشكال من القمع ، كالسياسي ، والحقوقي ، والعرقي والاثني ..
-- ولو كانت جبهة البوليساريو ، منظمة إرهابية ، كما حاول البوليس السياسي وفشل DGST " الوالي عبدالحق الخيام " ، لماذا قبل النظام المخزني التفاوض معها ، وتحت اشراف الأمم المتحدة ، لبحث سبل مصير الصحراء الغربية ، هل الاستقلال ، ام هل الاندماج مع الدولة المغربية ؟
-- وحين يتفاوض النظام المغربي مع الجبهة ، وهو وحده من ادعى ان الجبهة منظمة إرهابية ، لماذا قبل التفاوض مع منظمة اتهمها بالإرهاب ، رغم ان اللقاءات للنظام المخزني مع جبهة البوليساريو ، كان يعتبرها بمثابة حركة تحرير وليس بمنظمة إرهابية ..
-- وماذا عندما اعترف الملك محمد السادس بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، واصدر ظهيرا وقعه بخط يده ، يقر فيه بهذا الاعتراف الذي نشره بالجريدة الرسمية للدولة العلوية المخزنية عدد : 6539 ؟
وعندما اعترف الملك بالجمهورية الصحراوية ، فهو اعترف بالشعب الصحراوي ، واعترف بالجبهة كحركة تحرير ، وليست بمنظمة إرهابية . فاذا كان يتهم الجبهة بالإرهاب ، فهل كان المخزن البوليسي يجلس مع منظمة إرهابية ، وهو يعرف انها إرهابية ؟
ان اعتراف الملك بالجمهورية الصحراوية ، هو اعتراف بالجبهة كحركة تحرير ، وليست بمنظمة إرهابية كما حاول البوليس السياسي DGST وفشل ، وكما حاوله مرات عديدة الجهاز السلطوي الطقوسي L’appareil autoritaire وزارة الداخلية وفشلت ...
-- وماذا عن الدول وعددها اكثر من خمسين دولة ، تعترف بالجمهورية الصحراوية ، وتقيم معها وتتبادل معها تنصيب وتعيين السفراء . فهل هاته الدول تعتبر البوليساريو منظمة إرهابية ، ومع ذلك تتعامل معها في جميع المجلات ..
-- وماذا عن الأمم المتحدة التي بها مكتب لجبهة البوليساريو اعلامي ، سياسي ، ودبلوماسي بمقر الجمعية العامة ب New York .. هل الأمم المتحدة تعلم بصحة اتهام البوليساريو بالمنظمة الإرهابية ، ومع ذلك تمنحها مكتبا بإدارتها ، شأن كل حركات التحرر في العالم . فهل لو كانت الجبهة البوليساريو بمنظمة إرهابية ، هل كان لها ان تستفيد من جميع الخدمات التي تضْمنها الأمم المتحدة مع منظمات مشابهة ومماثلة ..
-- واذا كانت جبهة البوليساريو منظمة إرهابية كما حاول تسويقه البوليس السياسي ، والجهاز السلطوي الطقوسي لوزارة الداخلية وفشل في ذلك .. هل كان لها ان تكون لها مكاتب وتمثيليات بكل العواصم الاوربية ، وبالمدن الاوربية . فهل الاتحاد الأوربي المحايد يقبل التعامل مع منظمة متصفة ب ( الإرهاب ) ؟
-- ولو كانت جبهة البوليساريو منظمة إرهابية ، هل كان لها ان تتقاضى امام محكمة العدل الاوربية ، في مواجهة الدولة المخزنية .. وهل كان التفكير ينصب على اصدار تلك المحكمة لقرارات ابطلت الاتفاقيات الموقعة بين الدولة المخزنية ، وبين الاتحاد الأوربي ، بخصوص الموارد الاتية من الصحراء الغربية المتنازع عليها ..
-- واذا كانت جبهة البوليساريو منظمة إرهابية ، كيف تسمح اكثر من خمسين دولة حضرت لقاء قمة Brics ، بقبول حضورها وهي إرهابية . وكيف سيقبل رؤساء تلك الدول ، الجلوس في قاعة المؤتمرات ، والسيد إبراهيم غالي يخطب فيهم وجهة نظر الجمهورية الصحراوية ، والمفاجئة حضور رؤساء دول كبيرة تتمتع بحق الفيتو بمجلس الامن .. فهل كان يجهل هؤلاء وعددهم اكثر من خمسين دولة ، بان منظمة البوليساريو هي منظمة متطرفة ؟
ولو كانت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، " البوليساريو " منظمة إرهابية . هل كان للرئيس سعيد قيس رئيس الجمهورية التونسية ان يستقبله استقبال الرؤساء ، وليس استقبال الإرهابيين الخارجين عن القانون ..
-- وماذا عن عضوية الجمهورية الصحراوية بالاتحاد الافريقي كدولة ساهمت في تحرير قانونه الأساسي .. فلو كانت الجبهة منظمة إرهابية ، هل كان لها ان تحظى بعضوية الاتحاد الافريقي كدولة من الدول المنتمية للاتحاد ؟
-- وهل الأوروبيين من خلال الاتحاد الأوربي ، يعتبرون جبهة البوليساريو منظمة إرهابية ، ومع ذلك يجلسون معها في Bruxelles ، وقبل Bruxelles ، حضور الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، الى جانب إبراهيم غالي، كرئيس الجمهورية الصحراوية ، وبجوارهما يقف محمد السادس ملك المغرب ..
بل لقد فشل البوليس السياسي الذي يشرف على وزارة الخارجية ، في اقناع الدول ، بان منظمة البوليساريو هي منظمة إرهابية . ولو كانت حقا منظمة إرهابية ، هل كان لواشنطن ان تمنحها مكتبا سياسيا واعلاميا ودبلوماسية بالعاصمة واشنطن ، وتخصص لها مساعدات سنوية تصرف على المنظمات المشابهة بالولايات المتحدة الامريكية .
واذا كانت منظمة البوليساريو منظمة إرهابية ، فكيف نفهم تقرير وزارة الخارجية الامريكية الذي صدر مؤخرا ، وصف فيه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، بحركة تحرير . وقول التقرير بان جبهة البوليساريو هي حركة تحرر وطني ، من جهة اعتبار الجبهة كما صاغه قرارا للأمم المتحدة بمثابة الممثل الوحيد للشعب الصحراوي 34/37 .. ومن جهة عدم اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء . ومن جهة فالحل سيكون امميا ، باعتبار ان القضية أضحت من اختصاص الأمم المتحدة لا غير .. فلو قام عسكر الجزائر مثلا ، واعلنوا سحب الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، واشهروا مغربيتها ، فان موقفهم سيكون شاردا وضد المنتظم الدولي ، الذي يعتبر الاستفتاء وتقرير المصير حقا ثابتا لا يباع ولا يشترى ، أي غير قابل التفاوض ... ففرق بين الامس وبين اليوم .. أي حل لنزاع الصحراء الغربية مصدره الأمم المتحدة وحدها دون غيرها ..
وقبل الختام . ماذا حين ادان البرلمان الأوروبي وضعية حقوق الانسان في الصحراء الغربية ، وهي نفس الإدانة رددها تقرير الخارجية الامريكية عن الصحراء ...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟