الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الالفية الثالثة ..حصاد قرن من الخراب

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2023 / 9 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


شهدت الالفية الثالثة مع بدايتها تغيرات في اتظمتها الحاكمة وفق تظرية الشرق الاوسط الجديد والتي استبشرت بعض شعوب المنطقة بها خيرا كونها مغلفة بالديمقراطية وحقوق الانسان المزيفة كبديل للأنظمة التوليتارية, فولدت انظمة ودول فاشلة برعاية اجنبية محكمة. تدرجت هذه التغيرات من الاحتلال المباشر الى ما يسمى بثورات الربيع العربي, التي اسست للطائفية والمحاصصة المقيتة والفساد الاداري والمالي.
ولا نغفل ان هذا قد شمل جميع الانظمة في المنطقة التي اسقطت بشكل مباشر بالتدخل الاجنبي او التي كان تغيير انظمتها ناتج عن ما يسمى تظاهرات شعبية بإيعاز واسناد خارجي والتي نتج عنها أنظمة فاشلة تعاني من فقدان السيطرة على أراضيها، والصراعات الداخلية، وانتهاكات حقوق الإنسان، والفساد، والفقر، وغيرها من المشكلات التي تهدد سلامتها وشرعيتها وفقا لمؤشر الفساد العالمي.
انطلقت موجة من الثورات والحركات الاحتجاجية في عدة دول عربية، مثل تونس، ومصر، وليبيا، وسوريا، واليمن، وغيرها. كانت هذه الثورات محفزة بشكل رئيسي بسبب سخط الشعوب على أوضاعهم المعيشية والسياسية المزرية، ورغبتهم في التغيير والديمقراطية. لكنها انتجت انظمة فاشلة,و هذه الانظمة رغم فشلها لازالت مهيمنة على ساحة الحكم وتتمسك في تثبيت حكمها وفسادها..
لنحلل بعض المؤشرات التي قد تشير إلى سبب ديمومة بعض هذه الأنظمة رغم فشلها. يمكن تقسيم هذه المؤشرات إلى ثلاث فئات رئيسية: الموارد، والتحالفات، والإصلاحات.
• الموارد: تتمتع بعض هذه الأنظمة بثروات طبيعية كبيرة، خصوصًا النفط والغاز، مثل ليبيا والجزائر وغيرها. تسمح هذه الموارد لهذه الأنظمة بتوفير بعض المزايا والخدمات لشرائح مختارة من المجتمع، مثل الموظفين الحكوميين أو قادة القبائل أو الميليشيات المساندة.
• التحالفات: تحظى بعض هذه الأنظمة بدعم إقليمي أو دولي من جهات مختلفة، مثل السعودية أو روسيا أو الولايات المتحدة او بعض الدول الملاصقة. يقدم هذا الدعم مساعدات مالية أو عسكرية أو سياسية لهذه الأنظمة، مما يزيد من قدرتها على الصمود والتغلب على التحديات..
• الإصلاحات الشكلية, تقوم بعض هذه الأنظمة بإجراء بعض التغييرات أو التنازلات في سياساتها أو هيكلتها، بهدف تهدئة الشارع أو تحسين صورتها. مثل هذه الإصلاحات قد تشمل إقالة الحكومة أو إجراء انتخابات أو تعديل الدستور أو إطلاق سراح المعتقلين أو زيادة المخصصات بالإضافة إلى هذه المؤشرات، يمكن ذكر بعض العوامل الأخرى التي قد تساهم في ديمومة هذه الأنظمة، مثل::
• ضعف المعارضة وتشتتها , لذا تفتقر بعض هذه الأنظمة إلى معارضة سياسية قادرة على تقديم بديل جذاب ومقنع للشعوب قد تكون المعارضة مشتتة أو مقسمة أو مغيبة أو مرتبطة بجهات خارجية. كما قد تفشل المعارضة في استغلال فرص التغيير أو التفاوض على حلول سلمية..
• خشية الفوضى, تخاف بعض شرائح المجتمع من التغيير الجذري أو المفاجئ في نظام الحكم، خصوصًا إذا كان يؤدي إلى انهيار الأمن والاستقرار والخدمات. قد تفضل هذه الشرائح الحفاظ على الوضع القائم، رغم عيوبه وفشله، على المجازفة بالانزلاق إلى حالة من الفوضى والصراع والانقسام, لاسيما اذا كانت هناك دول محاورة تلعب دور الشرطي لخدمة الدول الكبرى بحجة التهديد المكاني والقضايا المصيرية..
• نقص التوعية, تفتقر بعض فئات المجتمع إلى التثقيف والتنور والتحرير من التأثيرات الغبر متوقعة لوصول جكام غير مؤهلين بل واشد قسوة وتخلفا من سابقيهم.
قد تجني الدول المستعمرة من ديمومة أنظمة الفساد في هذه الدول بعض الفوائد,:
لكن هذه الفوائد قد تكون مؤقتة أو مزيفة، فالشعوب المستعمرة لديها حق في التحرر والحكم الذاتي، ولديها قدرة على المقاومة والثورة ضد الظلم والاستغلال. كما أن الأنظمة الفاسدة قد تكون غير مستقرة أو غير موالية للدول المستعمرة في بعض الأحيان، وقد تتحالف مع دول أخرى..
إذن، يمكن القول إن الدول المستعمرة ، تزرع بذور الصراع والكراهية والتخلف في المنطقة وهذه الحكومات وهي ستلعب الدور ذاتيا في ديمومة ضعف وتخلف الانظمة وجاجتها لطلب المساعدة الخارجية..
لذا على الشعوب المتضررة من الفساد والظلم أن تتحد وتتنظم وتتحرك بشكل سلمي وحازم للمطالبة بحقوقها وحرياتها وكرامتها، وأن ترفض أي تدخل أو تأثير من جهات خارجية تسعى إلى استغلال مصالحها أو تقسيمها أو تضليلها بمسميات تعمق الهوة بين افراد المجتمع كالطائفية والاثنية,. هذا الحل يتطلب أيضًا من الشعوب أن تبني بديلًا سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا يعبر عن هويتها وطموحاتها وقيمها، وأن تسعى إلى التعاون والتكامل مع الشعوب الأخرى التي تشاركها نفس المصير والمطالب..
أما موقف اليسار الوطني من الأنظمة الفاسدة، فهو موقف معارض ونقدي وثوري، فاليسار الوطني يرى في الفساد مظهرًا من مظاهر الظلم والإستبداد والإستغلال، ويعتبره عائقًا أمام التقدم والتحرير والعدالة. لذلك، يسعى اليسار الوطني إلى كشف مصادر وآليات وآثار الفساد، وإلى توعية الشعب بخطورته، وإلى تنظيم المقاومة ضده، وإلى المشاركة في بناء مجتمع جديد خالٍ من الفساد.لكن المشكل الاكبر هو الدعم الاستعماري والغير استعماري لانظمة الفساد لان هذه الانظمة ستبقى متمسكة بالحكم وتمارس كل انواع العنف ضد المعارضين وهذا يتطلب رفض هيمنة القطب الواحد على مصير الشعوب ودعم الشعوب التي تسعى للتخلص من هذه الهيمنة والقوى التي تتطلع الى التحرر.
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اطفال الشطرة يرسمون لغزة


.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا




.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ


.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت




.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا