الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافةُ رحابةُ صَدرٍ

حسام محمود فهمي

2023 / 9 / 8
الصحافة والاعلام


رَحابةُ الصَدرِ هي سَعَةُ النَّفْسِ وَطُولُ الأَنَاةِ أو البالِ وتَقَبُلِ الاِختلافِ والتنوعِ. هكذا تكونُ الصحافةُ التي تستمرُ في عالمٍ رقميٍ تسيطرُ عليه وسائلُ التواصلِ الاِجتماعي بما فيها من حُريةٍ وخفةِ حركةٍ وتحررٍ من أيةِ قيودٍ. الاِنغلاقُ يخنقُ الصحفَ سواءَ في صورتِها الورقيةِ أو الرقميةِ، كم من صحفٍ أصبَحَت ماضيًا. الصحُفُ التي اِستمرَت خاصةً في الولاياتِ المتحدةِ وأوروبا هي التي حقَقَت معادلةَ الاِحتفاظِ بالقُراءِ؛ آراءٌ طَليقةٌ، مقالاتٌ شيقةٌ، تقاريرٌ دقيقةٌ، ترفيهٌ متنوعٌ. الصحيفةُ تصلُ إلى الخمسين صفحةٍ ويقفُ وراءها فريقٌ مُتمرِسٌ. في مواسمِ الاِنتخاباتِ تتبارى الصُحفُ في التوعيةِ ببرامجِ المُرَشحين، في القضايا الجَدليةِ والحياتيةِ تكونُ حاضرةً بالتبصيرِ، تتسللُ إلى القارئ بذكاءٍ فتُصبِحُ جُزءًا من يومِه.

في فترةٍ كانت الصحافةُ المصريةُ مدرسةٌ عُليا في الاِفتتاحياتِ والأعمدةِ والكاريكاتير، كانت النصُ كلمةٍ بمقالةٍ. مع خُفوتٍ قَلَت قاعدةُ المتابعين، ومع اِنخفاضِ مستوى التعليمِ قَلَت القراءةُ، فأصبَحَ هَمُ الصحافةِ مُضاعفًا. تَغَيَّرَ مفهومُ صحافةِ الحكومةِ من قُربٍ من مراكزِ صنعِ القرارِ بالنصحِ والنَقدِ للصالحِ العامِ إلى مُدافعًا عن قراراتِها ومُبَرِرًا لها ولو لم يتقبلْها الشارعِ. الاِختيارُ بين قدحٍ وذَمٍ في وسائلِ التواصلِ الاِجتماعي ومدحٍ في صحيفةٍ يميلُ تلقائيًا لجانبِ القَدحِ، ولو فقدَت مواقعُ التواصلِ مصداقيتَها. ظاهرةٌ لا ينبغي أن تَمرَ كأنها لم تكنْ. الصحفُ على أهميتِها قليلةُ القُراءِ، على ما فيها من المواهبِ والقدراتِ التي تنتظرُ فرصةَ إثباتِ قدراتِها.

ولما كان الشئُ بالشئِ يُذَكِرُ، يحضُرُني ما تعرَضَت له نقابةُ المهندسين من اِنتقاداتٍ شخصيةٍ لاِعتراضِها على تخفيضِ سنواتِ الدراسةِ في كلياتِ الهندسةِ، لم تكنْ النقابةُ وحدُها في الاِعتراضِ لكن أيضًا كثيرين من أساتذةِ الهندسةِ. مع الأسفِ، اِنحازَت أقلامٌ وتقاريرٌ عدةٌ لقرارِ تخفيضِ سنواتِ الدراسةِ. لماذا؟ أهو مبدأُ دافعْ عن الحكومةِ أو المسؤولِ؟ وأين الرأي الآخرُ؟ أين رحابةُ الصدرِ؟ أين الصالحُ العامُ في دراساتٍ هندسيةٍ تحتاجُ تأنيًا واِستيعابًا؟

صحافةُ الحكومةِ مصدرُ ثقةٍ لقُربِها من صانعِ القرارِ، بشرطِ أن تُبَصِرَه وأن تنقُلَ له ما يفوتُه. مراعاةُ رأي القارئ والإحساسُ به هما مفتاحُ المِصداقيهِ التي تُبقي الصحافةَ، هما المُقابلُ للجوئه لمواقعِ التواصلِ الاِجتماعي بحثًا عن معلومةٍ أو حقيقةٍ قد تكونُ كاذِبةٍ، أو تنفيسًا عما يخنُقه.

لما أكتبُ أشعرُ أنني أوصَلتُ رسالةً للمسؤولين.

الصحافةُ تقومُ بالقارئ أولًا وأخيرًا.

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي