الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟.....9

محمد الحنفي

2023 / 9 / 8
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


إهداء إلى:

القابضات، والقابضين على الجمر، من أجل الإنسان.

الطامحات، والطامحين، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

الحزبيات، والحزبيين، الحريصات، والحريصين على تغيير الواقع، من أجل أن يصير في خدمة مصالح الكادحات، والكادحين.

المناضلات، والمناضلين، من أجل بناء الأداة، التي تقود ذلك التغيير؟

محمد الحنفي

كيف يكون المجتمع الذي يسود فيه الطموح؟

وعلى خلاف المجتمع، الذي يسود فيه التطلع، والذي لا يكون إلا مجتمعا فاسدا، نجد أن المجتمع الذي يسود فيه الطموح، يختلف جملة، وتفصيلا، عن نقيضه في المجتمع، الذي يسمونه التطلع؛ لأن الطموح لا يكون إلا إنسانيا، والتطلع ليس كذلك، ولأن الطموح لا يتناسب مع انتشار الفساد، في مختلف المجالات، الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، بينما نجد أن التطلع يتناسب معه.

والطموح لا يرضى لنفسه لا يرضى لنفسه، أن يتمتع بامتيازات الريع، بينما نجد أن التطلع يرضى لنفسه أن يتمتع بامتيازات الريع، والطموح يأبى أن يصير ناهبا، أو مرتشيا، في الإدارة المغربية، وفي الجماعات الترابية: المحلية، أو الإقليمية، أو الجهوية، أو في أي مسؤولية وطنية، لها علاقة بذلك، بينما نجد أن التطلع لا يأبى على نفسه أن يصير كذلك، خاصة وأن النهب، الذي قد يكون بالملايير، بعد الملايين، وأن الارتشاء الذي قد يكون بالملايير، بعد الملايين، وأن الطموح يمتنع عن الاتجار في الممنوعات، بينما نجد أن المتطلع لا يأبى على نفسه أن يمارس الاتجار في الممنوعات، التي تساهم، بشكل كبير، في التسريع بالإثراء السريع: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.

والطموح لا يفكر، أبدا، في التهريب، من، وإلى المغرب، بينما نجد أن التطلع، يعتبر التهريب مناسبة مثلى لجني ثمار التهريب، التي تخدم مصلحة التطلع: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي يسعى التطلع إلى تحقيقها.

وإذا كان الطموح يعتبر نقيضا للتطلع، وكانت الصفات التي يتصف بها الطموح، تعتبر نقيضة للصفات التي يتصف التطلع، فإن الطامح، يعتبر كذلك نقيضا للمتطلع، على مستوى المفهوم، كما تعتبر الصفات التي يتصف بها الطامح، نقيضة للصفات التي يتصف بها المتطلع.

فالطامح، عندما يجد نفسه مسؤولا، عن إدارة معينة، لا ينهب، ولا يرتشي، ولا يعرف إلا تطبيق القوانين على الجميع، ولا يعرف شيئا آخر، إلا أن يكون طامحا. أما المتطلع، فإنه عندما يصير مسؤولا عن إدارة معينة، فإنه لا يمتنع عن ممارسة النهب، كما لا يمتنع عن ممارسة الارتشاء، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، سعي إلى صيرورته من كبار الأثرياء، بورجوازيين كانوا، أو إقطاعيين، أو تحالفا بورجوازيا إقطاعيا متخلفا.

وإذا كان الطامح، يمتنع عن التمتع بامتيازات الريع، فإن المتطلع يعتبر نفسه، أهلا للتمتع بتك الامتيازات الريعية، التي يحصل عليها، والتي تسرع بتحقيق التطلعات الطبقية، التي تجعل منه إنسانا له مكانته، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، مما يوصله إلى تحقيق المكانة، التي ينشدها، ليصير من كبار البورجوازيين، أو من كبار الإقطاعيين، الذين لا يستفيد منهم: لا العمال، ولا باقي الأجراء، ولا سائر الكادحين، ولا الجماهير الشعبية الكادحة، ولا الشعب الكادح، لأن تحقيق الثراء الفاحش، لا يفيد إلا الأثرياء، كما لا يفيد إلا البورجوازيين، أو الإقطاعيين، أو التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، وفي الوقت الذي نجد فيه أن الطامح، لا يرضى لنفسه أن يمارس الاتجار في الممنوعات، لإدراكه لمخاطرها على نفسه، وعلى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعلى الجماهير الشعبية الكادحة، وعلى الشعب الكادح، بينما نجد أن المتطلع، لا يمتنع عن الاتجار في الممنوعات، رغم إدراكه لمخاطرها، على جميع المستويات، ورغم الأضرار الكبيرة، التي تلحقها بالمجتمعات البشرية، إلا أنه يعرف، جيدا، أنها تعتبر الوصول إلى مجالس الجماعات الترابية، أو البرلمان، وقد يتم اعتبار، تلك الوسيلة، طريقا، إلى الوصول إلى الحكومة، ولأن الطامح لا يرضى لنفسه أن يمارس التهريب، من، وإلى المغرب، فإن المتطلع، يعتبر التهريب، أفضل وسيلة للوصول إلى الثراء السريع، لأن النهب، والاتجار في الممنوعات، شيء واحد، كلاهما ممنوع قانونيا، وكلاهما يحقق التطلعات الطبقية، بسرعة فائقة، مما جعلهما مطلوبين للتفعيل، عند المتطلعين، رغم الأضرار الكبيرة، التي تؤدي إلى تحقيق التطلعات الطبقية، وفي نفس الوقت تلحق الأضرار بالمجتمع، على جميع المستويات.

ونظرا للفروق القائمة بين المجتمع الذي يسود فيه الطموح، والمجتمع الذي يسود فيه التطلع، فإنه يمكن القول: بأن مجتمع الطموح، هو مجتمع ضد إنتاج الفساد، ومجتمع التطلع، هو مجتمع إنتاج كل أشكال الفساد: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، مما يجعل الإنسان، لا يطمئن على نفسه، في مجتمع التطلع، نظرا لاستشراء أمر الفساد فيه، مما يجعل المجتمع غير آمن، والناس فيه لا يأمنون على أنفسهم من الأضرار، التي يلحقها الفساد بالمجتمع. ولذلك، نجد أن النضال الحقيقي، والذي ينصب على إخلاء المجتمع من الفساد أولا. وهو الذي يعمل على إشاعة الاطمئنان بين الناس، حتى يتجنبوا إصابتهم بأي شكل من أشكال الفساد: الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو الثقافي، أو السياسي، ليجد نفسه منتميا إلى مجتمع الطموح، الذي لا وجود للفساد فيه.

ونظرا لأن مجتمع الطموح، هو مجتمع خال من الفساد، بأنواعه المختلفة، بما في ذلك الفساد الجماعي، أو الفساد الإداري، مما يحول المجتمع الذي يسود فيه الطموح، إلى مجتمع مثالي، أو مجتمع القدوة، الذي تقتدي به كافة المجتمعات، التي تسعى إلى التخلص من كافة أشكال الفساد، حتى تجعل أي فرد من أفراد المجتمع، الذي يسود فيه التفاعل: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، الذي لا يتم إلا في إطار المجتمع، الذي يسود فيه الطموح.

فما العمل من إيجاد مجتمع يسود فيه الطموح، حتى يطمئن فيه كل فرد على نفسه، وعلى مستقبله، ومن أجل أن يتم الاطمئنان على مستقبل المجتمع ككل؟

إن أي عمل، يؤدي إلى قيام مجتمع نظيف، لا وجود للفساد فيه، لا بد أن يقوم على أساس:

1 ـ التحرير من العبودية، ومن الخوف من أية قوة، مهما كانت، وكيفما كانت، كالخوف من السلطة القائمة، أو سلطة الاحتلال الأجنبي، التي لا زالت قائمة في سبتة، وامليلية، والجزر الجعفرية، حتى يمتلك كل فرد الشجاعة، من أجل مواجهة الفساد، بأنواعه المختلفة، سواء كان اقتصاديا، أو اجتماعيا، أو ثقافيا، أو سياسيا، أو انتخابيا، أو إداريا، أو غير ذلك، من أجل المساهمة، قدر الإمكان، في محاربة الفساد، مهما كان، وكيفما كان، حتى يصير مجتمع الطموح، خاليا منه، بالإضافة إلى تحرير الأرض المحتلة، أو ما تبقى منها، من جعل جميع الأراضي المغربية متحررة، من الاحتلال الأجنبي، ليتم الجمع بين تحرير الإنسان، وتحرير الأرض.

2 ـ والتحرير، لا يكتسب معناه، ولا يمتلك دلالته، إلا بالنضال من أجل تحقيق الديمقراطية، من الشعب، وإلى الشعب، كما سماها الفقيد: القائد أحمد بنجلون، وهي نفسها الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، نظرا للعلاقة الجدلية القائمة، بين التحرير، والديمقراطية، إلى درجة القول: بأنه لا تحرير بدون ديمقراطية، ولا ديمقراطية بدون تحرير.

ومعلوم، أن المجتمع المتحرر، والديمقراطي، هو مجتمع يسود فيه مفهوم الإنسان، الذي لا يكون إلا متحررا: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، كما لا يكون إلا ديمقراطيا، حسب مفهوم الديمقراطية، الذي أتينا على ذكره، من منطلق أن التحرير، يتضمن معنى الديمقراطية، والديمقراطية، تتضمن معنى التحرير، خاصة وأن التحرير بدون الديمقراطية، لا يكون قائما، كما أن الديمقراطية بدون تحرير، لا تكون قائمة.

3 ـ العمل على تحقيق الاشتراكية، التي يتم فيها جعل وسائل الإنتاج المادي، والمعنوي، ملكا للمجتمع ككل، التي يتم فيها التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، على جميع أفراد المجتمع، حتى يطمئن جميع أفراد المجتمع، على أنفسهم، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، ليصير بذلك مجتمع الطموح، مجتمعا متحررا، وديمقراطيا، واشتراكيا.

والاشتراكية، لا تتم إلا بتحقيق التحرير، وبتحقيق الديمقراطية، وبتحقيق الاشتراكية، في نفس الوقت، نظرا للعلاقة الجدلية القائمة بين التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، لأن الاشتراكية بدون تحرير، وبدون ديمقراطية، تكون غير قائمة، وأن الديمقراطية، بدون تحرير، وبدون اشتراكية، تكون، كذلك، غير قائمة، وأن التحرير بدون ديمقراطية، وبدون اشتراكية، يكون، أيضا، غير قائم. وهذه العلاقة الجدلية، هي التي أدركها الشهيد عمر بنجلون، عندما وضع ترسيمته التي عرفت به:

تحرير ـ ديمقراطية ـ اشتراكية.

مما جعل الظلاميين، ومن ورائهم النظام المخزني، يعملون على اغتياله، والتخلص منه، من أجل التخلص من الحركة الاتحادية الأصيلة.

والعمل على تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، هو في عمقه، نضال من أجل إيجاد مجتمع الطموح المتحرر، والديمقراطي، والاشتراكي، الذي لا وجود فيه، لأي شكل من أشكال الفساد، الدي يعرقل السير العادي للمجتمع، ويحول دون العمل على تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام