الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفنانة كزيزة عمر ومسرحية الصوت الانساني لجان كوكتو

عصمان فارس

2023 / 9 / 8
الادب والفن


المسرح النسوي الكردي في الثمانينات في السليمانية
كنا نستعد في معهد الفنون الجميلة في السليمانية، لاقامة المهرجان التجريبي الاول للمسرح الكردي ،وكانت تجربة الفنانة الكوردية لتمثيل واخراج مسرحية الصوت الانساني للكاتب الفرنسي جان كوكتو، ووضع الموسيقى ونفدها الفنان نهرو صالح كان عمل مذهل في المسرح التجريبي في معهد الفنون في السليمانية، بديكور بسيط وكرسي وبعض الاقنعة ربما توحي لحالة الازدواجية والفرح والحزن عند الانسان، كنت احترم عملهم وشدني هدوئهم وهما يعملان كزيزة ونهرو بصمت واحترام ،والمسرحية فيها عنصري الابهار والدهشة في تمثيل الفنانة القديرة كزيزة، والتي شاهدتها في عمل مسرحي اخر لهارولد بنتر واخراج شفيق المهدي في اكاديمية الفنون الجميلة في بغداد ,وبعد التخرج عينت مدرسة في قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة في السليمانية،الفنانة كزيزة عمر لها باع طويل في المسرح الكردي هي ووالدها ،وقد اشاد النقاد والمسرحيين والجمهور لما تمتلكه من كاريزما في تمثيل شخصية لوحدها على مدى ساعة واحدة ,في تمثيل دور المرأة في مسرحية الصوت الانساني لجان كوكتو ،حكاية المسرحية تتناول امرأة تقوم على محادثة هاتفية مع آخر, لا نسمعه أبداً وغير مرئي، ونعلم من خلال حوارها المتقطع مع ذلك الآخر المجهول بأنّ علاقتهما في مراحلها الأخيرة، ويقدّم كوكتو الهشاشة البشرية عندما تتعرض لنهاية شيء ما؛ العروض المسرحية فالسردية واحدة ,وهي امرأة تقوم على محادثة هاتفية مع آخر لا نسمعه أبداً وغير مرئي، ونعلم من خلال حوارها المتقطع مع ذلك الآخر المجهول بأنّ علاقتهما في مراحلها الأخيرة.فترة امتلأ بها كوكتو بالنص الأنثوي وتشريحه العاطفي والعقلي ,في فترة أوروبية كانت تتمرد على الأنماط الفنية والاجتماعية، إنها فترة بداية الثلاثينيات الأوروبية وتجييش كامل لمفاهيم العلمانية والدولة الوطنية، وهو ما كان بحاجة ضرورية لثورة اجتماعية وفلسفية مرافقة له.يمكن اختصار الأمر بأنّ عرض الصوت الإنساني هو أقرب للرفض الأنثوي للتقليدية السلبية ,التي لا تفعل شيء سوى التلقي ونهاية الحب وموته، لكن المهم هنا أن المتلقي ا لن يروا هذا الشغف إلا من خلال تلك الشخصية الوحيدة التي تتحرك أمامهم على الخشبة بمفردها مسرح المونودراما ذات النفس الواحد . أو بالأحرى مع سماعة الهاتف التي تخوض بوساطتها محادثة تشكل كل «حوار» المسرحية - إن ما تقوله هذه المرأة، إلى جانب الموسيقى ولحظات الصمت الطويلة التي تقطع عباراتها، هو كل ما نسمعه نحن المتفرجين، بمعنى أننا لا نسمع كلمة واحدة مما يقوله محدّث المرأة في الطرف الآخر من الخط. لكننا سرعان ما سنفهم أن المكالمة هي حديث عن إنهاء العلاقة من جانب الرجل. فهو الآن يخبر حبيبته بأنه في طريقه إلى أن يتزوج بامرأة أخرى ,وأن الوقت قد حان لكي ينتهي كلّ ما بينهما.واخيرا ندرك ان الممثلة كزيزة كانت الضحية لنزوات رجل في غرفة القتل ونهاية الحب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا