الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ضيافة المدافع .. مذكرات الأيام الساخننة (2) يوم المستنصرية الدامي

جعفر المظفر

2023 / 9 / 8
سيرة ذاتية


في ضيافة المدافع .. مذكرات الأيام الساخننة (2)
يوم المستنصرية الدامي

في اليوم الأول من نيسان عام 1980 تقرر أن تكون جلسة الإفتتاح لمؤتمر إتحاد الطلبة الآسيويين في قاعة المؤتمرات التابعة لجامعة المستنصرية في بغداد على أن تعقد بقية جلسات ذلك الإتحاد في مدينة الحبانية السياحية في الأيام الثلاثة التالية, وقد تبنى عقد المؤتمر وإستضافة جلساته الإتحاد الوطني لطلبة العراق وكان الصديق السيد محمد دبدب وقتها رئيساً له خلفاً للكادر الطلابي اللامع كريم الملا الذي أصبح فيما بعد وزيراً للشباب, والذي أعتبره واحداً من أفضل البعثيين الذين عملت معهم سواء من ناحية الخبرة أو من ناحية الخلق.
لكن الإشراف على ذلك النشاط بشكل عام ظل مناطاً بمكتب الطلبة والشباب القومي في القيادة القومية لحزب البعث. ولأني كنت مسؤولاً بالأصل عن قسم المنظمات الطلابية خارج العراق فقد تقرر أن أكون مسؤولاً أيضاً عن متابعة شؤون هذا المؤتمر وتوفير احتياجات عقده وذلك بالتنسيق مع المرحوم كمال فاخوري مدير المكتب الذي كان له فضل تفعيل العمل الطلابي العربي بما يخص عموم الساحة العربية أو في بقية الساحات الدولية ذات الكثافة الطلابية العربية المؤهلة لإحتضان نشاط نقابي كذلك الذي تصاعد في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
ونظراً لأهميته فقد تقرر أن ينعقد المؤتمر برعاية رئيس الجمهورية صدام حسين الذي أناب لإفتتاحه نائبه في رئاسة الوزراء ووزير خارجيته السيد طارق عزيز. وبعد انتظار لم يطل جاء من يخبرنا أن عزيز على أبواب أن يصل إلى بوابة المستنصرية فتهيأت لغرض استقباله مع عددٍ من أعضاء المكتب التنفيذي الذين كان في مقدمتهم رئيس الإتحاد الوطني الأخ محمد دبدب والأخوة الأعضاء في المكتب طاهر البكاء وهشام محمد ثامر وخولة لفتة ومحمد حسن. غير أن خالد الذكر المرحوم كمال فاخوري سرعان ما لفت انتباهي إلى حقيقة أن المؤتمر ينعقد برعاية من الاتحاد الوطني لطلبة العراق وأن السياقات الرسمية تقتضي أن تكون قيادة الاتحاد هي من يقوم بمهمة الإستقبال, واقترح عليّ البقاء معه في القاعة بوصفنا ممثلين عن الحزب ولا نحمل صفة رسمية أو نقابية تمنحنا أو تفرض علينا المشاركة في مهمة الإستقبال, فرأيت أن رأيه هو الصواب.
لقد كنت من المعجبين حقاً بالمرحوم فاخوري الذي كان بالإضافة إلى تجربته الطويلة وخبرته في العمل النقابي والسياسي ذا عقلية متفتحة تعلمت منها الكثير, وكنت حريصاً أثناء عملي معه على أن ألتقط الكثير من خبرته سواء على صعيد المعلومة الذكية أو على صعيد التعامل السياسي المتحضر.
صحيح إن خبرتي في العمل الطلابي لم تكن بالقليلة, إذ تهيا لي ان أكون مسؤولاً عن تنظيم الإتحاد الوطني في كلية طب الأسنان للفترة التي سبقت هيمنة الحزب على السلطة في أعقاب الإنقلاب الذي اطاح بنظام الرئيس عبدالرحمن عارف عام 1968, وكانت تلك الفترة حافلة بنشاط طلابي بعثي مكثف في مواجهة تظيمات طلابية متعددة يتقدمهم الشيوعيون والبعثيون الموالون للتنظيم البعثي السوري الذين تسموا باليسار, ونظراً للدور الذي قام به إتحادنا في القاطع الطبي فقد اختارني الحزب بعدها كأحد تسعة أعضاء في أول مكتب تنفيذي للإتحاد الوطني لعموم طلبة العراق الذي أُعلِن بعد نجاح عملية الإطاحة بالرئيس عارف.
إن أهم ما يمكن ذكره في تلك المرحلة هو محاولتنا احباط الإضراب الطلابي في جامعة بغداد الذي قاده تحالف ضم الشيوعييين وبعثي التنظيم الموالي للقيادة السورية. وقد تأسس عملنا ذاك على قناعة كانت تفيد أن التحالف الشيوعي مع بعثي سوريا قد عقد النية على تكرار تجربة الإضراب الطلابي الذي قاده البعثييون في عام 1963 والذي هيأ المناخ الملائم لاسقاط نظام الزعيم عبدالكريم قاسم في الثامن من شباط من العام نفسه, ولذلك تقرر إفشال ذلك الإضراب ليس حباً بنظام عارف وإنما لغرض إفشال المخطط الثنائي الإستباقي الرامي إلى الهيمنة على السلطة.
وسوف أترك الحديث عن تلك المشاهد المفصلية لتوقفات أخرى لغرض ان لا تأخذني تفاصيلها الهامة بعيداً عن الموضوعة الأساسية مثار الحديث والتي تأتي هنا تحت عنوان (يوم المستنصرية الدامي).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -