الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفجيرات أيلول 2001 : صاحب المصلحة والضحايا -1

سعيد مضيه

2023 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


جرائم بلا مجرمين!
تزعم البروباغاندا الأميركية أن الولايات المتحدة بلد مفتوح ، وفي الولايات المتحدة العدد الأكبر من الجرائم والنسبة الأدنى من حيث اكتشاف الفاعلين. تعرف الولايات المتحدة الأميركية بكثرة الاغتيالات والفاعل مجهول. كتب بطرس غالي في مذكراته ان الولايات المتحدة ليست بحاجة الى دبلوماسية ودبلوماسيين؛ فلديها العسكر اوالتهديدات بالعسكر تغني عن الدبلوماسية والدبلوماسيين. لحظة كتابة بطرس غالي مذكراته لم تكن العقوبات ضد الدول والأفراد ظاهرة بارزة في الحياة الدولية. فهل تفتقر دوائر حفظ القانون الى المحققين الأكفاء فتترك الجرائم بفاعل مجهول؟ أم ان الولايات المتحدة بلد مغلق أكثر من الديكتاتوريات المكشوفة ؟!
عام 1963 اغتيل الرئيس الأمريكي جون كينيدي، أثناء زيارة انتخابية بولاية تيكساس الأمريكية. نظرت محكمة أمريكية برئاسة القاضي إيرين وارنر في جريمة اغتيال الرئيس الأميركي، بناءً على تحقيقات رسمية وجرمت لي هارفي اوزوالد بجريمة اغتيال الرئيس. قبيل حددوث الجريمة سمع عند السفارة السوفييتية بالمكسيك شخص يصرخ باسم لي هارفي أوزفالد معطل طلبه للسفر الى الاتحاد السوفييتي! ولذلك انتشرت شائعة إثر مقتل كندي انه قضى ضحية مؤامرة سوفييتية مخلبها القاتل لي هارفي اوزفولد.
صُرع اوزفولد ، وهو بين الشرطة تنقله من مكتب التحقيق الى السجن، برصاصة في بطنه أطلقها صاحب مطعم يدعى جاك روبي، كان "منفعلا" تعاطفا مع الأرملة جاكلين كينيدي. توفي جاك روبي في السجن بمرض خبيث. أغفل التحقيق الرسمي بالجريمة كل هذه الملابسات وغيرها كثير، أغفلتها محكمة وارين، وأصدرت حكمها بحق القاتل القتيل.
ظهر بعد انتهاء المحاكمة فيلم يصور حادثة الاغتيال، اظهر بما لا يقبل الشك أن الرئيس ذهب ضحية مؤامرة. الرئيس المغدور انكفأ أولا إلى الوراء إثر طلقة جاءته من قدام، وفي الحال جاءته رصاصة اوزفالد من الخلف فهشمت جمجمته ونثرت داغه في حضن زوجته الجالسة بجانبه في السيارة.
أعيد التحقيق بالقضية لكن تعذر تقدم التحقيق خطوة واحدة نظرا لعدم وجود الشهود والأدلة . قيل انه تبين للجنة التحقيق الجديدة ان جميع الذين عملوا بمطعم جاك روبي قضوا في حوادث مجهولة. كان مدير مكتب التحقيقات ادجار هوفر الذي كان في دائرته الأمنية المحورية دولة داخل دولة، وهو ابن رئيس أمريكي أسبق. ومدير المخابرات المركزية ألن دالس شقيق جون فوستر دالس داعية الحرب الباردة والمجابهة من مواقع القوة النووية.
لوحظ ان الفترة التي اعقبت اغتيال كينيدي شهدت تصاعد العدوان على فيتنام وجمحت الولايات المتحدة في سباق التسلح. دبرت إدارة جونسون مؤامرة خليج تونكين وبموجبها قصفت فييتنام الشمالية، حيث تضاعفت الخسائر البشرية وفي الاقتصاد. لكن الحصاد حمل الرئيس جونسون على العزوف عن الترشح ثانية لانتخبات الرئاسة.
في العام 1994 اوكلت هيئة إعادة النظر في سجلات اغتيال كندي مهمة إعادة تصنيف وفتح جميع الوثائق المتعلقة بحادثة اغتياله . ستة صناديق بها مواد للمخابرات تم فرزها جانبا وربطت للنقل. مع ذلك في يناير1995 ، حين كانت هيئة إعادة النظر على وشك تفتيش تلك السجلات تبين تدمير اثنين من الصناديق. شمل التدمير سجلات 23 رحلة قام بها كندي في خريف 1963. واشتملت السجلات المتلفة على ثلاث ملفات حول شيكاغو. بررت المخابرات ضياع الوثائق بإجراء نقل روتيني.
جيمز دي يوجينيو، كاتب وباحث ، أحدث كتبه "اغتيال جون كندي : البينات هذا اليوم"، اورد في مقالة منشورة ، الأدلة على تواطؤ المخابرات الأميركية في إخفاء الجهات المتآمرة على الرئيس الصريع عام 1963. جاء في مقالته ان مؤامرتين دبرتا حينئذ لاغتيال الرئيس، قبل أن تنجح الثالثة. إحدى المحاولتين اللتين لم تنفذا تعلقت بزيارته لمدينة شيكاغو، تعذر تنفيذها نظرا لتغيير الرئيس المغدور برنامجه في نفس اليوم؛ لكنها كشفت وعرف مدبروها. يقول دي يوجينيو، ان الاحتمال كبير بمنع اغتيال الرئيس لو أعير الاهتمام بمعطيات التحقيق في مؤامرة شيكاغو الفاشلة، وذلك في ضوء التماثل والتناظر في عدد من التفاصيل بالخطتين.
بنفس نوايا إرباك التحقيق وتضليله أتلفت الوثائق المتعلقة بالهجوم على مبنى الكونغرس الأميركي في 6 كانون ثاني / يناير 2021 ، أتلفت المخابرات مواد مهمة للتحقيق الذي يقوم به الكونغرس حاليا بصدد الاحداث التي جرت بتحريض من ترامب، وكادت تسفر عن الإطاحة باجهزة الليبرالية الأميركية لصالح الفاشية.
كتب دي يوجينيو: ان الكشف عن إقدام الهيئات الاستخبارية الأميركية على شطب نصوص رسائل تخص يوم اقتحام مبنى الكونغرس في 6يناير 2021، تضيف نظيرا محتملا لاغتيال الرئيس الأميركي جون كندي عام 1963.
اغتالت المخابرات المركزية الأميركية باتريس لومومبا في الكونغو واليندي بالبرازيل ضمن مؤامرة انقلاب عسكري أطاح بحكومته المنتخبة ديمقراطيا. ودبرت عشرات المؤامرات الفاشلة لاغتيال كل من جمال عبد الناصر وفيدل كاسترو.
في برناج بثته فضائية الميادين ؤخرا قال أولف ساند مارك، رئيس مركز شيلر بالسويد، ان "الغرب قام باغتيال قادة عدم الانحياز ؛ الغرب يعد لإبقاء تسلطه على العالم وهو يعد لزيادة عدم الاستقرار".
و بقي لغزا أيضا لم يكشف اغتيال مالكولم إكس ومارتن لوثر كينغ القائدان البارزان لحملة الحقوق المدنية في عقد الستينات. وكذلك اغتيال فرد هاملتون، وعدد كبير من الثوريين بالولايات المتحدة قضت عليهم الشرطة التابعة لمكتب التحقيقات الجنائية او اوعزت لقتلة مأجورين مهمة التصفية. مجازر أخرى مضت لم يتعرض الفاعلون للمساءلة ، منها مجزرة جاكسون ستيت ومذبحة سجن أتيكا ، والحرب التي نفذتها الشرطة باسم الدولة ضد حركة الهنود الأميركيين، والفهود السود واليسار الجديد وسكان البلاد الأصليين.
في خمسينات القرن الماضي شنت حملة عرفت بفترة المكارثية السوداء، لطخت التاريخ الأميركي الحديث، واثبتت قابلية الرأسمالية الليبرالية ان تلد الفاشية في كل لحظة. أسند للسيناتور مكارثي ملاحقة الشيوعيين. تم اضطهاد اليساريين والمثقفين العاملين في كتابة السيناريو والإخراج والتمثيل في هوليوود، وشمل الاضطهاد الروائيين والمفكرين، اضطرت لجنة يرأسها مكارثي عددا كبيرا الى التخال والتنكر لكتاباتهم ومواقفهم السابقة . اتبع أسلوب مؤثر في إخراج عمليات التخاذل والاستنكار بغطاء ديني .
في هذا السياق كتب باول ستريت، الكاتب التقدمي مقالة " العم سام ولد قاتلا "، جاء فيه "منذ بدأت البحث في سياسة أميركا الخارجية واطلعت على أعمال علماء رائعين منهم ويليام أبليمين ويليامز، وولتر لافيبر، ثوماس مكّورميك، تشومسكي، تشالرز جونسون وغابرييل غولكو، لم تدهشتي كثيرا تفجيرات 11/9/ 2001 .
بقيت طويلا أعتقد أن هجوما وشيكا يشنه سلفيون اسلاميون على الرأسمال المالي أو السياسي بالولايات المتحدة؛ وحين حصل الهجوم قلت في نفسي ولآخرين " هنا الضربة الامبريالية المضادة التي سوف يوجهها العم سام كمبرر ل " بيرل هاربر جديدة " وتتضمن اغتيال جماهير ضخمة من العرب والمسلمين ومحاولة توطيد هيمنة الولايات المتحدة من خلال وضع الجزمة على احتياطات النفط في الشرق الأوسط.
في العام 2018 جاء في إحدى مقالات باول ستريت على موقع كاونتر بانش، "بمقدوري مواصلة الكشف بقائمة الجرائم داخل أميركا الشمالية وخارجها. وهي معروفة على نطاق واسع أو منسية في قلب الوحش الامبريالي لان ضحايا الجرائم من غير البيض لا يدخلون في التعداد لأنهم يعتبرون بشرا بدون كفاءة. وذلك إنجاز عظيم لمؤسسا ت الدولة المهيمنة إيديولوجيا ، ودورها هو " صناعة الموافقة" على الامبراطورية الأميركية وعدم المساواة في الداخل والخارج.
اما جون بيلغر، صحفي تقصي ومخرج أفلام وثائقية، فيقول إنه لتبسيط ٌ للأمور التذرع بمنطق الجهل المتناسي واللامبالاة والذاكرة المنتقاة ...الجريمةلا تعتبر جريمة إلا إذا اقترفوها ‘هم’ r؛ ولهذا السبب ، كما كتب الروائي البريطاني الراحل، هارولد بنتر ، جرائم السوفييت معروفة في الغرب ، بينما أعمال العدوان الأميركية مجرد ‘مدونة‘، إن كان ثمة اعتراف بحدوثها . قتلت أميركا وتقتل الملايين، في أصقاع عديدة ، ربما لا تعرفها ، لم تحدث مطلقا ... حتى أثناء حدوثها لم تحفط في سجلات، وهي لا تهم أحدا وليست مهمة" : او كما فضل نوعام تشومسكي الإشارة اليها ‘معيار أوحد’: ‘نحن’ في الأصل ‘جيدون’ و ‘هم’ سيئون" .
لهذ السبب ، على سبيل المثال فان نوعام تشومسكي ، أعظم مثقف في أواخر القرن العشرين واولئل القرن الحادي والعشرين على نطاق العالم كله، يعيش داخل الولايات المتحدة ، لكنه منذ زمن بعيد ممنوع من الظهور على الميديا الرئيسة . دوما يقترف أخطاء لا يمكن التسامح معها : يسجل ويوثق وينتقد جرائم أميركا في الداخل ، الى جانب النظام المؤسسي المحلي والاضطهاد الاجتماعي البنيوي ، تلك التي اوجدت الاعتداءات المتلاحقة على الديمقراطية والمصلحة العامة.
حسب قوانين الغرب إن اقترف شخص يهودي او مسيحي جريمة فالدعاية تلقي المسئولية على الفاعل؛ أما إذا حومت الشبهات حول مسلم فعبء الجريمة يلحق بالمسلمين كافة! تلك هي قوانين التمييز العنصري، قوانين تفوق العرق الأبيض على بقية الأجناس.
اكمل جون بيلغر الصورة فكتب يحلل صناعة الدعاية كأداة مركزية في السياسة: " نحن نعيش في مجتمع ميديا لا تتوقف عملية غسل الدماغ وفلترة الإدراك طبقا لحاجات أو أكاذيب الولايات المتحدة". ويضيف: " الولايات المتحدة تسيطر على الميديا العالمية في الغرب، أكبر عشر شركات ميديا في العالم باستثناء واحده مقرها الولايات المتحدة".
نقل جون بيلغر تصريحا لوزير خارجية باكستان صدر في تموز2001 ، اي قبل التفجيرات، قال فيه أن "الولايات المتحدة تنوي غزو أفغانستان " ، علما أن طالبان صنيعة إدارة كلينتون، تفاوضت معهم على مد انبوب غاز عبر البلاد مقابل 58 سنتا لكل قدم مكعب من الغاز.
سيمور هيرش صحفي تقصي أميركي لآأخر لاكتسب شهرة بين الجمهور وفي أوساط المطلعين الساخطين على خفايا السياسات الامبريالية؛ كرس طاقته ومهاراته في الكشف عن كل ما تخفيه السياسات الأميركية في الداخل والخارج. مع الزمن، ونظرا لدأبه على نشر ما يردده من داخل الأجهزة واحتفاظه بأسرار مصادره ، فقد تطوع عدد كبير ممن يشغلون مراكز رفيعة، والساخطين على تجاوزات القوانين، بإرسال المواد الكاشفة كي تنشر ؛ مع الزمن اتسعت دائرة المتعاونين مع هيرش ، في ظروف الكبت ينفسون، في غياب المكاشفة وصراحة النقاش مع المسئول، يسربون المعلومات الى هيرش أو غيره من صحفيي التقصي. الغريب أن هيرش يوجز في مذكراته في ما تعلق بهجمات أيلول؛ لم يشر ولو تلميحا الى مفارقات في تحقيقات اللجنة الرسمية . فقط أشار مرارا الى تحفظه في نشر معلومات أصدقائه عن تشيني مخافة كشفهم وإلحاق الأضرار بهم.
يكتب هيرش في " مذكرات صحفي استقصائي" الصادر مترجما الى العربية عام 2019: "برز تشيني(نائب الرئيس بوش) كقائد لنخبة الليبراليين الجدد ابتداءً من 11 سبتمبر، وعمل كافة ما بوسعه لتقويض رقابة الكونغرس على الحكومة. تلقيت المزيد من المعلومات من مصادري الداخلية حول مد سيطرته على البيت الأبيض، ولكن للمرة الثانية ، كانت قدرتي محدودة للكتابة عما أعرفه لخوفي على مصادري...أصبحت على علم بهدف تشيني، وهو السيطرة على أهم عملياته العسكرية والمخابراتية، والحد الى أقصى قدر ممكن كيلا يعرف الكونغرس عنها أو يتدخل فيها. [438] . هي المرة الثانية التي يمد فرد سيطرته على البيت الأبيض؛ أقدم كيسنغر في سبعينات القرن الماضي على الاستئثار بالسلطة.
وفي مذكراته قال انه يهودي وكيسنغر يهودي ؛ غير انه ناصبه العداء ولم يتوان عن كشف جرائمه، وبالذات جريمة الإطاحة بسيلفادور اليندي اوائل سبعينات القرن الماضي.
كشف هيرش جرائم الاحتلال الأميركي في سجن أبو غريب: "...إن احتقار الجنود للسجناء والشعور أن باستطاعتهم أن يفعلوا ما يشاءون كان بوحي من القيادة العليا. ذكرْتُ ذلك في مقابلة إذاعية ، وأضفْتُ في تلك اللحظة أن أي شخص يستمع الى هذه المقابلة ويعرف شيئا عما جرى في سجن أبو غريب عليه ان يتصل بي". [448] أضاف، "يسعدني القول ان تقاريري عن أبو غريب قد غيرت مجرى الحرب واوقفت ممارسة التعذيب. ولكن الحرب لم تتوقف ، كما كان الحال في قصة ماي لاي[ قرية فييتنامية اقترف الجنود الأميركيون فيها مذبحة مروعة فضح أمرها سيمور هيرش] ، والجريمة لم تضع هي الأخرى نهاية لحرب فييتنام ولا لوحشيتها .."[450]
يضيف: "بدات ادرك أن 8أو 9 أشخاص يحيطون بديك نشيني يحتكرون إدارة الدولة".
كريس هيدجز، صحفي تقصي أيضا كتب مقالة ضد غزو العراق عام 2003 ، حين كان مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز في الشرق الأوسط ، وفصل من الخدمة بسببها. كتب في إحدى مقالاته الاستقصائية:"أُنجِز انقلاب بطيئ الحركة؛ الشركات الكبرى وأصحاب المليارات فازوا؛ والانتخابات الدورية لا تتيح للمواطنين المشاركة بالسلطة...". أمسك الواحد بالمائة أعنة السلطة وراحوا يوجهونها حسب مصالحهم فقط. "بات شن الحروب البيزنيس الرئيس للدولة، والمهام العسكرية الشرسة التي تمارس في الخارج باتت تمارس في الداخل أيضا"، حسب تعبير كريس هيدجز .
في مقالة أخرى كتبها الصحفي التقدمي الأميركي ، باول ستريت، ونشرت على موقع كاونتر بانش في العاشر من سبتمبر/ أيلول ، عنوانها "تأملات في 11/9 جرائم‘هم’ تنسينا جرائم‘نا’" ، أورد 43 واقعة جريمة بحق المدنيين وعدوان اقترفتها الولايات المتحدة الأميركية منذ استقلالها ، بما فيها جرائم اقترفتها أول إدارة ضد مواطنين أصليين. بعض الوقائع يشمل عدة حروب مثل العدوان على اميركا الوسطى أو مصرع 3-5 ملايين في جنوب شرق آسيا جراء أعمال عدوانية أو العدوان على بلدان الشرق الأوسط. يخلص ستريت الى القول ان دور المؤسسات الإيديولوجية المهيمنة "صنع الموافقة" للامبراطورية الأميركية واللامساواة في الداخل والخارج.
نشرت عدة مقالات تجمل ما جرى في العقدين الماضيين نفقات عسكرية بلغت 21 تريليون دولار لم تجلب الأمن ولا الاستقرار . إحدى الناشرين على الموقع، ليندسي كوشغاريان، مديرة مشروع الأولويات القومية بمؤسسة دراسات السياسة ، والمشارك الرئيس في كتابة التقرير حول حالة انعدام الأمن تكاليف العسكرة منذ 9/11. قالت الباحثة ان الحكومة الفيدرالية انفقت 21 تريليون دولارا خلال عشرين عاما ، سنوات من القحط بالنسبة للأسر الأميركية . شح الإمكانات للانفاق على الخدمات الملحة، لم يجعلنا الإنفاق العسكري اكثر امنا ".
وأخيرا ، عشية الذكرى الثانية والعشرين للتفجيرات، رصد نورمان سولومون، المدير التنفيذي للمؤسسة "من أجل الصواب والدقة العامة "، عواقب أيلول 2001 في مقالة نشرت في الثامن من ايلول الجاري:" قدمت الحرب على الإرهاب تصريحا سياسيا لقتل الناس وتهجيرهم من اماكن سكناهم على نطاق واسع في ثمانية بلدان على الأقل؛ والتدمير الناتج شمل المدنيين ، القتلى والجرحى لا تحمل أسماء ولا وجوه تصل أولئك الذين وقعوا على الأوامر وصوتوا على التمويل. ان تدخلا عسكريا اميركيا يمكن ان ينجم عنه تجويع عشرات آلاف الناس . وما أراه قادما أفعالا وسياسات سوف تكلف المزيد من الأبرياء وتولد المزيد من الإرهاب.

أضاف: بخلاف الذين قتلوا في 11 أيلول ظل قتلى العراق خارج رادارات الميديا الأميركية، وكذلك التشوهات النفسية التي لحقت بالعراقيين وتدمير البنية التحتية في بلادهم؛ بينما العسكريون الاميركيون والمدنيون على قائمة الرواتب ، ارتفعت أعداد قتلى الحرب الى 8.250 الف، وعندما عادوا الى الوطن فتر اهتمام الميديا بمعاناة المحاربين وبعائلاتهم. اما بنظر الشطر الصناعي من التجمع الصناعي – الحربي – الكونغرس فقد كانت حرب العراق ناجحة جدا. ارتفعت لدرجة كبيرة عقود البنتاغون ، وواصلت ميزانية وزارة الدفاع ارتفاعها مضت سنوات عدة بعد الغزو واعترفت شخصيات أميركية بارزة ان غزو العراق كان الى حد كبير من أجل النفط،، منهم الرئيس الأسبق للقيادة المركزية بالعراق ، جنرال ابي زيد، والرئيس السابق الاحتياطي الفيدرالي(البنك المركزي)، الان غرينسبان والسيناتور تشوك هيفل ، الذي تسلم حقيبة وزارة الدفاع. أضاف: انتشرت " الحرب على الإرهاب " الى أبعد زوايا المعمورة . في سبتمبر 2021 حين وقف الرئيس بايدن امام الجمعية العمومية ليقول :" اقف هنا ولأول مرة منذ عشرين عاما لا تشتبك الولايات المتحدة في حرب"، فإن تكاليف مشروع الحرب افادت ان " العمليات الناهضة للحرب" التي تخوضها الولايات المتحدة مازالت متواصلة في 85 بلدا – منها "ضربات طائرات مسيرة " و" اشتباكات على الأرض".
انقضى 22عاما على تفجيرات 22 أيلول والقوى التي جرت الولايات المتحدة الى الحرب في عدة بلدان لم تزل تحتفظ بسلطة قوية على الشئون الخارجية والحربية. حالة الحرب لم تزل هي المتحكمة.
يتبع لطفا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب