الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-أدولف ليبرمان يدعو إلى ..تنظيف- إسرائيل من العرب

سالم جبران

2006 / 11 / 10
القضية الفلسطينية


منذ قامت دولة إسرائيل، عام 1948، وفيها نظامان سياسيان متناقضان تماماً، نظام للتعامل مع اليهود ونظام للتعامل مع السكان الأصليين-الأقلية الفلسطينية.
كان اليهودي يتجول حراً في كل مكان، وكان العربي بحاجة إلى تصريح للسفر إلى المدينة القريبة، حتّى لو كان هذا لزيارة عاجلة عند طبيب. كان اليهود مواطنين أحراراً يتجولون كما يشاؤون، وكان العرب في غيتوات مغلقة.
كانت الدولة اليهودية تصدر القوانين لنهب أراضي العرب التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم، ولإعطائها لليهود الذين قدموا إلى إسرائيل من روسيا أو من فرنسا أو من الأرجنتين. واليوم وبعد ستبن سنة لإقامة الدولة العبرية، بإمكان كل سائح يجيء إلى الجليل أن يجد مجتمعين مختلفين تماماً، قرى كثيفة مغلقة مثل الغيتوات للعرب، (بعد أن نُهِبَت معظم أراضيها) وقرى غارقة في الخضرة مثل القرى في الريف الأوروبي –لليهود طبعاً.
قلنا دائماً، نحن الباقين في وطننا، ولكن تحت الحصار، إن الديمقراطية الإسرائيلية هي شبيهة جداً بالديمقراطية اليونانية القديمة، ديمقراطية للأحرار فقط، وأما العبيد فلهم الإهانة الكاملة والاغتصاب الكامل للحقوق الإنسانية.
صوتنا داخل الحصار كان من الصعب أن يصل إلى العالم الواسع، إلى أوروبا وأمريكا إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان. وكان صوت المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة يقول للعالم في استعلاء عنصري أبيض إن الديمقراطية الإسرائيلية هي الواحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
إن الرواية الحقيقية الشاملة لمأساتنا في وطننا لم "تُكْتَب" بعد. كما أن المسح التاريخي- الاجتماعي-الاقتصادي-الثقافي لحالتنا، داخل الحصار- لم يُكْتَب بعد.
كيف يُمْكِن للسجين في زنزانة مغلقة، أن لا ييأس؟ هذا السؤال يسأله مَن ليس في الزنزانة. ولكن الذي في الزنزانة يرد على هذا التساؤل: وإذا يئست، ماذا أستفيد؟ هل تصير حالتي في الزنزانة أفضل؟
إنَّ ال150 ألف فلسطيني الذين ظلّوا في مدنهم وقراهم، بعد النكبة مباشرة، أصبحوا الآن مليوناً ومئتين وخمسين ألف إنسان عربي فلسطيني. آباؤنا وأجدادنا كسروا الصخر وطبخوه، آباؤنا طبخوا "الشوربا" من التراب، وبالأساس أطعمونا من أثمار الأشجار. إن بقاء الأقلية الفلسطينية في الوطن، وتطورها، وتبلور وعيها، هو أُسطورة بطولية، لو كان العالم العربي، سياسياً وإعلامياً، راقياً وعصرياً، لقدمها للعالم على أنها أوديسة العصر. ولكن خلال عشرات السنين تعامل معنا الإعلام الرسمي الغبي، كما لو كنا "خَوَنة"، أو "صهاينة" أو "متعاونين". وعندما كنا نلتقي في أوروبا، مع بعض "القوميين" العرب كانوا يرفضون حتّى الكلام معنا، لأننا "أعوان العدو الصهيوني"، لا أكثر ولا أقل.
إن النظام الإسرائيلي، سنة بعد أخرى، صار يقلع شُْرش الحياء، صار يمارس التمييز بشكل مكشوف أكثر، بشكل وقح أكثر، وصار لا يقوم بالحيل والأحابيل لإخفاء التميز العنصري.
سأُذَكِر مَن لا يتذكر أن العنصري المأفون مئير كهانا، ابن العنصرية الأمريكية، صار عضواً في البرلمان الإسرائيلي في السبعينات من القرن الماضي. كان وقتها لا يزال بعض الحياء عند "اليسار" و"اليمين" ، فقررت الكنيست تقريباً بالإجماع، سَن قانون خاص لطرد كهانا من الكنيست. وقال مناحيم بيغن زعيم اليمين الإسرائيلي إنه عندما يتذكر ماذا فعلت النازية لليهود في ألمانيا غير مستعد أن يسمح لعنصري يهودي معادٍ للعرب أن يظّل في الكنيست!!
الآن.. سقط القناع، سقط الزيف، سقط الكذب. سقط العُهْر الديمقراطي.
أفيغدور ليبرمان المهاجر الروسي الذي قَدِم إلى إسرائيل في السبعينات صار قائداً، صار قائداً قومياً. وأقام حزباً قاعدته الأساسية من المهاجرين الروس، هو حزب فاشي عنصري بكل المقاييس.
قبل عدة سنوات، اقترح إلقاء قنابل "غير عادية" على سد أسوان. وقبل سنوات اقترح هجوماً عسكرياً خاطفاً على سورية وعلى ايران.
الآن، بعد :تجربة" سياسية، صار يعتقد أن العرب الفلسطينيين الذين يعيشون داخل دولة إسرائيل، كمواطنين، هم هم...المشكلة الحقيقية لإسرائيل. لماذا يجب أن تكون الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع أحادية القومية- يتسائل- بينما إسرائيل ثنائية القومية، عشرون بالمائة من سكانها هم فلسطينيون؟!!
وقد ركّز كل برنامجه السياسي الانتخابي وكل رؤيته السياسية، على هذه النقطة.
الكل يعترف أن هذه الدعاية هي دعاية عنصرية وهي بمثابة تهديد جماعي ضد مليون ومائتي ألف وخمسين عربي فلسطيني هم في الوقت نفسه مواطنون في دولة إسرائيل.
حتًى رئيس الحكومة إهود أولمرت يقول "آراء ليبرمان ليست آرائي. ومواقف الحكومة ليست مواقف ليبرمان. وهو يعرف ذلك"
ولكن، يا سيِّد أولمرت فإن ليبرمان ليس مجرد مواطن في إسرائيل، بل هو داخل حكومة إسرائيل، وهو نائب رئيس حكومة للشؤون الاستراتيجية، وهو عضو في اللجنة العليا للأمن في الحكومة، ويقال أنه المسؤول عن مجابهة الخطر الايراني. ونحن العرب في إسرائيل نتساءل: هل هو المسؤول أيضاً عن الخطر الكامن في العرب في إسرائيل؟!
ليبرمان الآن ليس كلباً يعوي على مسؤوليته، بل نائب رئيس حكومة إسرائيل. وإذا كان ليبرمان، نائب رئيس الحكومة ليس أقل من لابن أو من هايدر، أليس بإمكاننا أن نقول أن العنصرية موجودة رسمياً، داخل حكومة إسرائيل؟!
إن إسرائيل تزعق رسمياً، عندما يُعَيَن عنصري أو لاسامي في أية وظيفة في أوروبا أو أمريكا الجنوبية، تزعق كلما أطلق أحمدي نجاد تصريحاً فارغاً وغبياً، والسؤال هو: هل العنصرية عند الآخرين هي خطيرة، مسمومة، وتهدد اليهود، بينما العنصرية عند اليهود هي جزء من حرية الفكر؟!
لقد شرح ليبرمان ، بالتفصيل، فلسفته العنصرية في مقابلة طويلة في صحيفة "ساندي تلغراف" البريطانية، مؤخراً والساسة العرب الأفاضل من المحيط إلى الخليج يقرأون الإنجليزية، فليقرأوا دررالفوهرر الجديد أدولف ليبرمان ولينشروها في العالم، وليبلغوا الأمم المتحدة واليونسكو بها. إما أن الأنظمة العربية ساكتة لأن السيد الأمريكي داس على أقدامهم وداس على رؤوسهم وقال لهم اسكتوا ،فسكتوا.
نحن العرب الفلسطينيين، الباقين في أرض آبائنا وأجدادنا . لم نُصَب بالهلع والفزع، ونحن نقول بالعبرية لليهود: كنا هنا، قبل أن يأتي ليبرمان مهاجراً إلى أرضنا، وسنظل هنا، بعد انقشاع ليبرمان، الشخص والظاهرة.
ولكننا نحذر إسرائيل ونحذر العرب ونحذر العالم، احذروا الأفعى النازية (اليهودية!) التي ترفع رأسها وترفع صوتها، بثقة!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل