الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حداثة ام تنوير

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2023 / 9 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


التنوير والحداثة هما مصطلحان مرتبطان بالتطور الفكري والثقافي والاجتماعي في أوروبا والعالم. التنوير هو حركة فلسفية وعلمية نشأت في القرن الثامن عشر، تقوم على استخدام العقل والنقد والتجربة كمصادر للمعرفة، وتنادي بالحرية والتسامح والديمقراطية. الحداثة هي مرحلة تاريخية تبدأ من القرن السادس عشر، تتميز بالتغييرات الجذرية في الاقتصاد والسياسة والفن والدين، نتيجة للثورات الصناعية والبرجوازية والعلمية. يمكن القول إن التنوير هو جزء من الحداثة، أو أنه أحد مظاهرها أو محركاتها..
واجهت الحداثة والتنوير صعوبات جمة في المجتمع الشرق اوسطي ولم تفضي الى نتائج ملموسة على الصعيد الفكري والحضاري. لكن يمكننا استكشاف بعض العوامل التاريخية والثقافية والسياسية التي قد تؤثر على موقف المجتمع الشرق أوسطي من الحداثة والتنوير..
يمكننا القول إن المجتمع الشرق أوسطي لم يشارك بشكل كبير في التطورات التي حدثت في أوروبا، بل كان على هامشها أو تحت تأثيرها. ففي ذلك الوقت، كان المجتمع الشرق أوسطي يعاني من ضعف سياسي واقتصادي وثقافي، نتيجة للاستعمار الأوروبي والانحطاط الاستعماري والفساد الداخلي. كما كان المجتمع الشرق أوسطي يتمسك بالتقاليد والعادات والأصول التي تشكل هويته، في مواجهة التغيرات والتحديات التي تفرضها الحداثة.
كما يمكننا القول إن المجتمع الشرق أوسطي لم يستطع إلى الآن تحديث نفسه بشكل كافٍ لمواكبة التغيرات التي حصلت في العالم. فلا زال يعاني من مشكلات سياسية واجتماعية ودينية كبيرة، مثل الديكتاتورية والاوتوقراطية والفساد والفقر والإرهاب والصراعات. كما لا زال يفتقر إلى حرية التعبير وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين.
وهنا علينا الاجابة غلى السؤال الملغم لماذا لا يتقبل المجتمع الشرق أوسطي الحداثة أو التنوير؟ وهذا يحتاج إلى تحليل عميق وشامل للعوامل التاريخية والثقافية والسياسية التي شكلت هذا المجتمع وأثرت على موقفه من هذه المفاهيم. كما يحتاج إلى تقييم نقدي للوضع الراهن لهذا المجتمع والتحديات التي يواجهها في ظل العولمة والتكنولوجيا. وأخيراً، يحتاج إلى رؤية طليعية للمستقبل المرجو لهذا المجتمع والسبل الممكنة لتحقيقها..
فالمجتمع الشرق أوسطي ليس موحداً أو متجانساً، بل يتكون من دول وشعوب وثقافات مختلفة، لها تاريخها وحاضرها ومستقبلها الخاص. كما أن التكنولوجيا ليست ثابتة أو محددة، بل هي متغيرة ومتطورة، وتتأثر بالعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية. لذلك، يمكننا القول إن المجتمع الشرق أوسطي يواجه تحديات وفرص قليلة في عصر التكنولوجيا والتقدم الهائل في تكنولوجيا المعلومات ولازلنا نفكر بعقول ميتة، وأن ردود أفعالنا ومواقفنا
من جهة اخرى، لا تستفيد من التكنولوجيا الا في بعض المجالات الضيقة، مثل الاتصالات والإعلام والتعليم والصحة والطاقة.
من جهة أخرى، يمكننا القول إن المجتمع الشرق أوسطي قد تأثر سلبًا بالتكنولوجيا في بعض المجالات، مثل الأمن والسياسة والدين والهوية. فقد استخدمت التكنولوجيا كأداة للتجسس والتضليل والإرهاب من قبل بعض الأطراف المعادية أو المتطرفة او الحكومات العميلة. كما أثارت التكنولوجيا تحديات جديدة للحفاظ على القيم والأخلاق في ظل التغيرات السريعة. لذا يحتاج المجتمع الشرق اوسطي الى إنتاج وابتكار التكنولوجيا، وليس فقط استهلاكها أو تقليدها, وكذلك الى عقلية نقدية مبنية على المنجزات الاركيولوجية لتجاوز التابوات الفكرية المعرقلة لكل تطور..
فالمجتمع الشرق أوسطي يواجه تحديات كبيرة في نتيجة للحروب والإرهاب. كما يواجه صعوبات في مجالات الاقتصاد والتنمية ، نتيجة للفقر والفساد والبطالة. بالإضافة إلى ذلك، يواجه انقسامات في مجالات الدين والثقافة والهوية، نتيجة للتطرف والتعصب والتمييز والتي تفرز بعض الاليات الاجتماعية المتخلفة كي تصبح هي الحاكمة والتي تبرر رفض الحداثة والتنوير وقبول الاحتلالات بكل اشكالها وتبرير هرمية الفساد..
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا