الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميلاد الكونفدرالية العالمية الدولية : خطوة إيجابية نحو توحيد القوة العمالية الدولية

خالد جلال

2006 / 11 / 10
الحركة العمالية والنقابية


بعد عقود من التشتت والتفرقة وبعد فشل بعض المحاولات السابقة، عقدت كل من "الكونفدرالية الدولية للنقابات الحرة" (CISL) و "الكونفدرالية الدولية للشغل" (CMT) المؤتمر التأسيسي والاندماجي أيام 1، 2 و 3 نونبر 2006 بالعاصمة النمساوية "فيينا" بحضور 1500 مندوب يمثلون 150 بلدا من أجل الإعلان عن ميلاد تنظيم نقابي عالمي موحد أطلق عليه إسم "الكونفدرالية النقابية العالمية" (CSI)، والمكونة من 306 نقابة وطنية تمثل حوالي 166 مليون عاملا. وقد شكل هذا المؤتمر الاندماجي حدثا تاريخيا مهما باعتباره لم شمل المكونات الديمقراطية العمالية تحت مظلة تجمع نقابي دولي لأول مرة في تاريخ الحركة النقابية العالمية.
ومن الأهداف الرئيسية وراء تأسيس هذا التنظيم العمالي الدولي الوحدوي هو التصدي للعولمة الاقتصادية المتوحشة التي تعتبر وسيلة لتحكم الدول الأمبريالية الكبرى في اقتصاديات الدول الفقيرة والنامية وتركيعها واستنزاف ثرواتها، هذه العولمة التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على مصير وحقوق الطبقة العاملة. وحسب قول بعض القياديين النقابيين الدوليين، فإن الحركة النقابية عرفت تراجعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة بسبب تعدد الجبهات التي فتحتها العولمة الاقتصادية والتي تمثلت أساسا في الهشاشة والمرونة في الشغل وتزايد الاقتصاد غير المهيكل وتفاقم ظاهرة المقاولة من الباطن وسن تشريعات شغلية لصالح أرباب العمل...وغيرها، الشيء الذي سرع من تأسيس جبهة عمالية مضادة قادرة على توحيد الصف العمالي دوليا والوقوف في وجه مختلف المخططات التدميرية للعولمة التي تكتسح بوثيرة متسارعة كل مناطق العالم وتأتي على الأخضر واليابس.
والآن وبعد تحقيق هذا الحلم الذي انتظرته التنظيمات النقابية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تواجه الكونفدرالية النقابية العاليمة عدة تحديات تأتي على رأسها النضال من أجل احترام القوانين الدولية الشغلية والاتفاقات الدولية وكذا العمل على تحقيق المطالب العادلة للأجراء على أرض الواقع وبناء جدار عمالي اجتماعي عالمي لوقف زحف العولمة النيوليبرالية من خلال توحيد الجهود وتذويب الخلافات الضيقة بهدف تحقيق الأهداف النبيلة للمارسة النقابية المتمثلة في ضمان العيش الكريم للمأجورين وتحسين مداخيلهم وظروف عملهم وتوفير التغطية الاجتماعية والصحية لهم.
كما أن من المهام الملقاة على عاتق الكونفدرالية النقابية العالمية هو الاستمرار في مد الجسور بينها وبين هيئات المجتمع المدني من قبيل المنظمات غير الحكومية (ONG) والمشاركة المكثفة والحضور الفاعل والوازن في مختلف المنتديات الاجتماعية الدولية لمناهضة العولمة والعمل على تأسيس عولمة مضادة بديلة هدفها تحقيق تغيير فوري في قواعد ووظائف الاقتصاد العالمي. كما يشكل النضال من أجل احترام الحريات النقابية وفي مقدمتها الحق في الإضراب في جميع دول العالم من أولويات الأهداف المسطرة من طرف هذا التجمع النقابي الدولي.
كما يمكن اعتبار هذا الاندماج للنقابتين المذكورتين وتشكيلهما لتنظيم نقابي دولي موحد درسا من الدروس المهمة التي يجب الوقوف عندها في بلادنا من أجل العمل على تحقيق تلك الوحدة النقابية التي تسعى إليها الطبقة العاملة المغربية باعتبارها المدخل الأساسي الذي يؤهلها لتجسيد روح التضامن والتآزر والتوحد بهدف تأسيس اللبنات الأولى لتنظيم نقابي موحد قادر على تجاوز معيقات الواقع المتأزم للممارسة النقابية على الصعيد الوطني بهدف مواجهة العولمة الاقتصادية التي باتت آثارها السلبية وانعكاستها الخطيرة تؤثر بشكل واضح ومباشر على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لشرائح واسعة من الشعب المغربي والتصدي كقوة واحدة لمؤيدي ومناصري المخططات الجهنمية والتدميرية لهذا الخطر الكاسح والمدافعين عنه، وبالتالي العمل من أجل تحقيق عولمة نقابية وعمالية بديلة قادرة على انتزاع مطالب الطبقة العاملة المغربية وتحقيق العدالة الاجتماعية وبناء مغرب الغد: مغرب الديمقراطية الحقيقية، مغرب المؤسسات المعبرة حقا على إرادة الشعب، مغرب المساواة وحقوق الانسان، مغرب الحق والقانون، مغرب التنمية البشرية الحقيقية، مغرب التقدم والنماء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وقفة احتجاجية لطلاب جامعة إدلب دعما للشعب الفلسطيني


.. محتجون يحاصرون وزارة العمال والنقابيين البريطانيين للضغط على




.. عيد العمال بفرنسا: -يجب وضع حد لسياسة تدمير المكاسب الاجتماع


.. تونس.. مئات العمال يحيون عيدهم بمظاهرة في شوارع العاصمة




.. أصوات من غزة| في يومهم العالمي.. العمال يعانون البطالة وقسوة