الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواساتنا لضحايا كارثة الزلزال

كوسلا ابشن

2023 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


ضرب إقليم الحوز ليلة أمس, زلزال مدمر بقوة 7 درجات على مقياس ريختر, كان مركزه جماعة إغيل, التابعة للإقليم, بلغ عدد الضحايا حتى بعد الظهيرة ليوم السبت, حسب الإعلام الرسمي: 1037قتيلا و 1204 جريح بينهم 721 حالة خطيرة, الى كتابة هذه السطور.
المناطق المتضررة من هذا الزلزال, هي جماعات أمازيغوفونية, تتعرض لسياسة التهميش و الإقصاء الممنهجين منذ بداية الإحتلال. و نتيجة التمييز, فمن المنطق في حالة الكوارث, تعتمد هذه المناطق على سواعد أبنائها و بالوسائل البسيطة المتوفرة لديها للقيام بالعمليات المساعدات و الإنقاذ و الإغاثة. أغلب هذه المناطق الأكثر تضررا و أكثر الخسائر المادية و البشرية نتيجة الزلزال, لعبت السياسة العنصرية اليوم دورها المقصود في تهميش مناطق الزلزال, وذلك بغياب المؤسسة المخزنية و فرقها للإنقاذ و للإغاثة في هذه الأماكن, و ليس المعيقات الطبيعية كما يروج لها الإعلام السطوي العنصري. المؤسسة العسكرية تملك أسطول من المروحيرات القادرة للوصول لهذه المناطق و الى مناطق وعرة أكثر من البلدات المتضررة.
المؤسسات المخزنية لا تملك المبادرة الذاتية للتدخل في حوادث الكوارث الطبيعية, فهي تتحرك بإرادة المالك اللاشرعي لبلاد مورك, فبأمره فقط تبادر هذه المؤسسات في التدخل لتقديم المساعدات الى المحتاجين و المتضررين من الكوارث, خاصة الزلازل المعروف حدوثها في مورك. و الوحدات المنتشرة لتقديم المساعدات و الإنقاذ, تختصر على مناطق محددة و محدودة, كما حددها قادة المؤسسة و تكون بحضور كاميرات التلفزيونية و كاميرات الهواتف المحمولة.
ذهنية النزعة الشوفينية المهيمنة في وسط العروبيين و الإسلاميين و موقفهما في مثل هذه الحالات معروفة و واضحة و لا ينتظر منها التضامن و لا التأسف. الملاحظ في تعليقات و تقارير بعض وسائل الإعلام و تصريحات بعض الصحفيين, بعض الجمل بنكهة عنصرية, مثل (لحسن حظ "المغرب" أن الزلزال وقع في جبال الأطلس الكبير) الجملة تكررت في أكثر من تعليق و تصريح. طبعا من منطق هؤلاء, فإن ضحايا الزلزال شمل المناطق الأمازيغوفونية, و هذه الضحايا اللامفكر فيها لا قيمة لها و هي خارج "المواطنة" المحسوبة على العروبة, ولحسن الحظ أن "المغرب" بالهوية الإرتزاقية مثل مدينة الجديدة, لم تتأثر بالزلزال و لم تتعرض للخسائر البشرية و المادية, و هذه الحظ الجيد و البشرى السارة, أما آبادة الأمازيغ بالكوارث الطبيعية, فهو خير على العروبة الإستعمارية.
سيكولوجية الحقد والكراهية و سياسة التمييز العنصري و الإضطهاد البوليسي ستفشل في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للنظام الكولونيالي. و الكوارث الطبيعة لا تستطيع في آبادة الأمازيغ, فجبال الأطلس تمدهم بقوة الصمود و الأم الأمازيغية تمدهم بالإستمرارية.
تضامننا مع ضحايا كارثة الزلزال, و مواساتنا و تعازينا لعائلات المفقودين و متمنياتنا بالشفاء العاجل للمصابين.
عاشت تامازغا حرة, و النصر للأطلسيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة