الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حصّة الاقليم اولاً وحصّة العراق ثالثاً...

محمد حمد

2023 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


يُشار عادة في وسائل الإعلام المختلفة الى الخلافات المستمرة، منذ زمن بعيد، بين حكومة بغداد المركزية وحكومة اربيل على انها خلافات "بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان". وهذا في رأيي المتواضع خطا فادح. فمن يتابع مجريات ومسارات هذه العلاقة يكتشف بسهولة أن الخلافات وما فيها من "مسائل عالقة" هي في الجوهر "بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحزب مسعود البارزاني في الشمال". والاقليم ليس له دخل بالموضوع. وغالبا ما يتم زجّ الاقليم في معمعة هذه الخلافات كورقة ضغط من أجل كسب المزيد من المكاسب الحزبية. وهذا يتم عادة عبر عدة طرق منها تهييج مشاعر الناس البسطاء في شمال العراق. والعزف بشدة على الوتر القومي الحساس جدا !
أن سلوك وتصرفات وتصريحات وايضا "عنتريات" حزب آل بارزاني في الاشهر الاخيره بيّنت انه الحزب الوحيد، من مجموع بقية الاحزاب الكردية الاخرى، الذي يقف دائما ضد الجميع. دائما في موقع المعارض. واحيانا يمارس المعارضة من أجل المعارضة فقط ! جعل من نفسه حجر عثرة في طريق اية تسوية أو اتفاق. فإذا اتغف عشرة أشخاص تراه المعارض الوحيد فيهم. أن لم يكن رأيه هو الاعلى وصوته هو الاقوى في كل شأن أو مسألة. لا شيء يرضيه ابدا. لا تنفع معه مفاوضات ولا تفاهمات ولا اتفاقات مكتوبة. وحتى لو وقع قادته عليها بعشرة اصابع. فانهم سرعان ما يتنصلون عنها في اليوم الثاني. ومشكلة حزب بارزاني والعائلة المالكة في اربيل هي انهم مقتنعون حتى النخاع بان الاقليم وخيراته وثرواته, ليس جزءا من العراق فحسب، بل هو "ملكية خاصة" تابعة لهم، لا يمكن التفريط بها ابدا. ودونها الموت والخطوط الحمراء وانهار الدماء. هل سمعتم عن شخص تخلى لغيره عن ملكية "خاصة" برحابة صدر؟
اصافة إلى هذا، لم تسلم حكومة واحدة في بغداد وعلى مدى عشرين عاما من نيرانهم "الصديقة" التي يطلقونها كلما تعكّر مزاجهم السياسي. حتى وإن كان رئيس الحكومة الاتحادية متعاونا معهم كثيرا. ويتودد لهم صباح مساء.
ومن يطًلع على تاريخ العلاقة المتوترة دائما بين حكومة بغداد وحكومة اربيل (حكومة آل بارزاني) سيجد ان 70 بالمئة من مشاكل العراقيين، عربا وكردا وتركمانا، تاني من طرفهم. نعم من طرفهم فقط، وليس من طرف الاقليم كما تروّح بعض وسائل الاعلام. وهنا علينا دائما أن نفرّق ونميز بين الحكومة والشعب، خصوصا ان جميع هذه الحكومات المركزية والمحلية جاءت رغم انف الشعب، عن طريق إنتخابات مزورة وغير نزيهة. رفض اكثر من ثلثي الناخبين المشاركة فيها.
لقد دأب آل بارزاني ومنذ سنين على تمثيل دور الضحية. واتقنوا هذا الدور بطريقة هوليودية بارعة. الى درجة انهم لم يعرفوا تمثيل اي دور آخر سواه، مستخدمين عن باطل ولاهداف حزبية وعائلية حقوق "شعب كردستان الدستورية". لتضليل المواطنين الكرد الذين لا حول ولا قوة لهم سوى الانصياع والرضوخ لعمليات الشحن "العنصري" التي يمارسها حزب بارزاني ضد حكومة بغداد متهما إياها ب (تجويع الشعب الكردي) وحرمانه من استحقاقاته الدستورية. فتراهم بين حين وآخر يهددون العراق بالتدخل الدولي. من اجل ماذا؟ من اجل المال لا اكثر ولا اقل. لان المال صار ربهم الاوحد ودينهم المقدس.
في رده على شكوى وانتقاد وتذمّّر رئيس حكومة الاقليم مسرور البارزاني واتهامه لحكومة بغداد بانها تنصلت عن التزاماتها والاتفاقات المبرمة مع الاقليم. تفضّل الناطق باسم الحكومة الاتحادية باسم العوادي بالرّّد وبشكل لا لبس فيه.
وهنا ننقل تصريحه الذي نشرته جميع وسائل الاعلام؛
(ان الحكومة الاتحادية نفّذت التزاماتها المالية كاملة تجاه اقليم كردستان". مشيرا الى ان " الاموال التي في ذمّة الاقليم بلغت اكثر من ثلاثة اضعاف حصّة الاقليم حسب الاتفاق الفعلي للدولة". وتابع قائلا بعظمة لسانه الحكومي: "ان حكومة الاقليم لم تسّلم الإيرادات النفطية وغير النفطية كما اوجب تسليمها قانون الموازنة " مشيرا الى انه "رغم عدم التزام حكومة الاقليم اتخذت الحكومة الاتحادية قرارا بعدم تحميل المواطنين العراقيين في الاقليم جريرة عدم الالتزام".
ويختتم الناطق باسم حكومة بغداد المركزية تصريحه قائلا:" ان الالتزام بالقوانين الفيدرالية والاتفاقات ا المبرمة في ظل الدستور أقصر طريق لاستكمال التحويلات المالية وتعزيز الثقة". والله يا خوي، انت نايم ورجليك بالشمس !
يا ناطق باسم الحكومة الاتحادية ماذا تقول عن "تعزيز الثقة؟"
يا رجل، هؤلاء الناس (آل بارزاني) لا يعترفون بالدولة العراقية. لا يعترفون بالقوانين الفيدرالية. لايعترفون بالدستور العراقي. ولا يعترفون بالمحكمة الاتحادية وقوانينها الملزمة للجميع. هؤلاء الناس، يا من وضّحت الامور امام الجميع، لا يريدون منكم سوى المال. ولا شيء غير المال. بسرعة وبدون مقابل. سوف "ازيّن شاربي" اذا حصلتم منهم على برميل نفط واحد او دولار واحد من الإيرادات غير النفطية.
واختتم مقالي عن هذا الموضوع بتغريدة للنائبة السيدة حنان الفتلاوي، تشخّص فيها مشكلة الاقليم فتقول: "مشكلة الاقليم لن تحل الى قيام الساعة لانهم لن يسلموا وارداته ابدا. فلم يسلموها منذ عشرين سنة، ولن يسلموها..يختلفون مع كل رئيس وزراء جديد حتى وإن كان متعاونا معهم".
أعتقد أن كلام النائبة الفتلاوي إصاب كبد الحقيقة. ولا يحتاج إلى أدلًة او براهين فيما ذهبت اليه...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة