الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهزة الارضية في الاسطورة الشعبية الامازيغية بايت واوزكيت

الحسن اعبا

2023 / 9 / 9
الادب والفن


الهزة الأرضية في الأسطورة الشعبية الامازيغية..تازناخت ايت واوزكيت نمودجا
الباحث الحسن اعبا.
نَّ الميثولوجيا الأمازيغية وعلى العكس من الأساطير الخاصة بالشعوب التي كانت تتواجد في عصر البروتولتريت، لم تقم بتدوين أساطيرها كتابيًا والتوثيق لها فاكتفت بسردها ونقلها شفاهيًّا بين الأجيال، وفي العقل الجمعي لدى شعبها -كما هو معروف عن الأساطير- وعلى إثر ذلك فقد تعرضت لظلم وتعتيم على مر قرون مع عدة عوامل أخرى مثل انتشار الإسلام الذي حد من نشر هذه الأساطير أو الإحتلال الفينيقي والروماني الذي طمس حصصًا من هويتها باختلاطها معها، بالرغم من هذا الاختلاط هناك إيجابيات عديدة له، لكن بالمقابل فإن أكثر الأشخاص الذين حافظوا عليها هم الأمازيغ أنفسهم الذين ظلوا متمسكين بالعادات والتقاليد من أحفاد الطوارق في الصحراء أو الذين فضلوا الانعزال في الجبال خوفًا على الهُوية. ومن جهة أخرى فإنها تتسم بالإيجابية فقد قام الدخول الروماني والفينيقي بحفظ جُغرافيتها، وميراث شعبها بتأريخها ولفت الأنظار إلى شمال إفريقيا من دون نسيان المؤرخين والفلاسفة اليونان والرومان واللاتيين والأمازيغ والعرب الذين تحدثوا عنها من كل جانب مثل؛ هيرودوت، ديودور الصقلي، كوريبوس، القديس أوغسطين، ابن خلدون، ابن عذارى المراكشي، سترابون، بومبينوس، سكيلاكس، سالوست وبليني الأكبر. ان التقافة الامازيغية بشكل عام مثلها مثل جميع التقافات العالمية التي تحدتث عن الكون واسراره وغرائبه وغرائزه..فالكون..او الدنيا وبالامازيغية المتداولة...دونيت...او اماضال..ليس جديدا في التقافة الشعبية الامازيغية...فالامازيغ استنطقوا الكون والطبيعة وضربت امثال كثيرة عن هدا الكون العجيب الغريب الدي مازال يحير العلماء والباحثين وغيرهم من بني البشر.ان دراسة الكون لا تنفصل وجوديًا عن دراسة الذات التي تشكل أحد نتاجات الكون الأصيلة، ولعل دراسة الكون وغوامضه هي المفتاح لفهم الذات وهذا ما أراه يعبر عن المضمون العميق لجملة سقراط بأن يعرف الإنسان نفسه، وهذا ما أراه يعبر عن المضمون الغني لدراسات فلاسفة اليونان ومن قبلهم الميثولوجيات الدينية لحل لغز الوجود الكوني وبنفس الوقت من خلاله دخول عالم الذات العميق، ومن هذا المنطلق بالذات أجد التقاطع التاريخي بين الكونيات والفلسفة، فكليهما يعبران عن طرح شمولي للفهم، وكليهما قائمان على تساؤلات وفرضيات ونظريات وتخيلات لعوالم ممكنة، ويكفي أن نفهم التقاطع العميق بين مونادات لايبنتز الفلسفية وعوالم أفريت الكونية، ومفهوم الزمن الفلسفي مع زمان النسبية العامة، وشمولية جبرية اسبينوزا مع مفاهيم الكون الثابت، ونظرية الخير عند أفلاطون أو الفراغ عند ديمقريطس أو الله عند لايبنتز التي تؤدي كلها الدور نفسه في النظرية الكونية، وتصورات موسيقى الكرات القديمة للكون عند الفيثاغورثية مع نظرية الأوتار الفائقة الكونية التي تقترح أن المشهد المجهري للمادة تغمره أوتار دقيقة تتحكم أنساق اهتزازاتها في تطور الكون، لنرى مدى التقاطع التاريخي بين نمطي المعرفة..ومن بين الامثال الشعبية الامازيغية اليكم هده القصيدة الشعرية الامازيغية لاحد المتصوفين الامازيغ القدماء وهو يتحدث عن الكون...دونيت حيث قال
ادونيت اتار لامان اياساراگ ن دنوبي
ادونيت اتار لامان اياسگني ئيلان غ لبور
تغدرتي تغدرت والي كنت ئيبنان ابو نزاهات
ئيبنو كنت اتاشرافين ئيدو س اكال ئيزدغ گيس
ايامكسا رارد وولي ياغوزالاك يوسفردي
اهان اجديگان تزريت ءيلا فلاس لحسابي
ان الدنيا او الكون هنا هو غدار يغدر بالانسان ويغريه باعاجبه حتى ينسى الانسان خالقه كما جاء في هده القصيدة التصوفية القديمة الرائعة. فالانسان يجب ان يكون كالراعي الدي يرعى الغنم ويعكف حتى لاتتجاوز اغنامه هده الحدود.وهناك مثل اخر قيل بلسان الحيوان ويضرب بين الناس حيث قال القنفد..وبالامازيغية...بومحند...او ئينيسي
ئينا بومحند...قال القنفد
... دونيت ؤر تعودي ءيمي ؤرتات ؤفيغ...
فالكون حسب المثل لانهاية له وليسهناك بابا للخروج منه
وجاء على نفس الحيوان اي القنفد
ئينا بومحند ...قال القنفد
دونيت اياد داتزيگيز خار تساقلاي
هدا المثل الشعبي مصدره قصة امازيغية قديمة جرت بين القنفد ورفيقه الدئب عندما كان يتجولان حتى اصابهما العطش ففكر القنفد في حيلة فنزل في دلو الى قاع بئر فشرب حتى شبع فاطل عليه الدئب فقال له القنفد ياصاحبي هنا في هدا القاع اغنام كثيرة..فلما سمع الدئب الى هده الرواية نزل في دلو اخر في الوقت الدي دخل فيه القنفد الى دلو اخر فلما التقيا في الوسط قال له الدئب الى اين ياصاحبي فاجابه القنفد هده هي حال الدنيا ياصاح فيها الطالع وفيها النازل فتركه حتى مات وحيدا في قاع البئر وحول الدنيا او الكون يقول احد الشعرا القدماء الدي شبه الدنيا بالنسيخ وشبه الخيوط بالايام والفصول بالحديد والقصب بالمطر ودلك في بيث شعري رائع حيث يقول
تگا دونيت ازطا
گون ؤسان ءيفالان
گون ءيزماز ؤزال
ءيگ ؤزال اغانيم
وقال شاعر اخر والدي اعتبر الكون او الدنيا بمتابة حقل وبدوره البشر والحصاد هو عزرائيل الدي يحصد ارواح الناس حيث قال
ئيگر اتگا دونيت
ئيگ بنادم امود نس
ءيگو سيدنا ازراين
اشووال خار مگرن
ويقول مثل شغبي اخر
...زوند يان م ءيتملا دونيت اغو تسرس ازد امان
اي مثل الدي ظن ان الدنيا لبنا فوجد ماء
وهناك مثل اخر قيل بلسان الحرباء..وبالامازيغية..كاشا..او محباوش
قالت الحرباء...تنا كاشا
... اسي اضار سرس اضار اورن سراك تگراول دونيت
اي ءيمشي رويدا رويدا حتى لاتنقلب عليك الدنيا
وماذا قالت الأسطورة الشعبية الامازيغية حول الكون..؟؟
حسب العقلية الشعبية الامازيغية السائدة هنا..من الدي اخد الدنيا بقرنه حتى لاتنقلب ؟؟..لقد اجابت الأسطورة الشعبية الامازيغية السائدة هنا بمنطقة تازناخت او قل بايت واوزكيت بصفة عامة..تقول الرواية...ان هناك ثورا كبيرا طوله طول الكون هو الدي اخد الدنيا بقرن واحد فقط لكن عندما نسمع عن الهزة الأرضية فاعلم ان هذا الثور هو الدي استبدل الدنيا الى قرن اخر حتى يستريح وهكذا بقيت الدنيا او الكون في قرن هذا الثور وستفنى عندما يتركها تسقط اد ذاك ستنفجر الدنيا او الكون وسينتهي البشر وسيفنى الى الابد..نعم هده هي الأسطورة السائدة بايت واوزكيت.
- المصادر والمراجع
- اسطورة الكون او الدونيت..الشفوية السائدة بمنطقة ايت واوزكيت الى اليوم
- المصادر[عدل]
- الكون - تأليف دافيد برجاميني - مكتبة لايف العلمية - بيروت - 1971.
- الكون - تأليف كولين رونان - الأهلية للنشر والتوزيع - بيروت - 1980.
- الكون الأحدب - تأليف د. عبد الرحيم بدر - بيروت - لبنان - 1980.
- الكون الراديوي - تاليف جي. أس. هي -ترجمة عبد الكريم علي - بغداد -1991.
- قراءة مخططات نشوء الكون - مجلة العلوم الأمريكية - النسخة العربية - عدد أبريل 2004.
- «توسُّع الكون من تباطؤ إلى تسارع» نفس المصدر السابق - عدد مايو 2004.
- المصادر[عدل]
- الكون - تأليف دافيد برجاميني - مكتبة لايف العلمية - بيروت - 1971.
- الكون - تأليف كولين رونان - الأهلية للنشر والتوزيع - بيروت - 1980.
- الكون الأحدب - تأليف د. عبد الرحيم بدر - بيروت - لبنان - 1980.
- الكون الراديوي - تاليف جي. أس. هي -ترجمة عبد الكريم علي - بغداد -1991.
- قراءة مخططات نشوء الكون - مجلة العلوم الأمريكية - النسخة العربية - عدد أبريل 2004.
- «توسُّع الكون من تباطؤ إلى تسارع» نفس المصدر السابق - عدد مايو 2004.
- المصادر[عدل]
- الكون - تأليف دافيد برجاميني - مكتبة لايف العلمية - بيروت - 1971.
- الكون - تأليف كولين رونان - الأهلية للنشر والتوزيع - بيروت - 1980.
- الكون الأحدب - تأليف د. عبد الرحيم بدر - بيروت - لبنان - 1980.
- الكون الراديوي - تاليف جي. أس. هي -ترجمة عبد الكريم علي - بغداد -1991.
- قراءة مخططات نشوء الكون - مجلة العلوم الأمريكية - النسخة العربية - عدد أبريل 2004.
- «توسُّع الكون من تباطؤ إلى تسارع» نفس المصدر السابق - عدد مايو 2004.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا