الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطع الرأس سمة ثقافية

طارق الهوا

2023 / 9 / 10
كتابات ساخرة


تاريخياً، لم تقم أي حضارة في شبه الجزيرة العربية، سوى ما ذُكر في الأساطير عن اليمن. كانت هناك ثقافات، ومن سماتها قطع الطريق والغزو ومهاجمة القوافل لشح الموارد، وطبيعة سكان يتوجسون من قسوة البيئة والآخر، وكان ذلك يرد ذكره في الشعر على انه فخر ورجولة، لكن العرب حددوا ثلاثة شهور حُرم تمنع فيها هذه الاعمال الفخرية، حتى يستطيعون تأمين قوافلهم من وإلى الهلال الخصيب!
لم تخرج الدعوة المحمدية عن هذا الإطار الثقافي، بل انها كسرت الشهر الحرام/رمضان في غزوات، وتجاهل الداعي شخصياً عرف الخروج على قبيلته فحاربها، وروى أن الملائكة حاربت معه. اقتباس واضح من اليهودية، لكنه لم يقتبس أسطورة توقف حركة الشمس، مثلما حدث مع يشوع حتى تنتهي معركته مع اعدائه.
هذا الموروث الثقافي حل أينما حلت الدعوة المحمدية، ولم تستطع الحضارات تهذيبه أو تحسينه أو منعه، لسبب بسيط هو نزوله من السماء، والقشرة الحضارية في الشرق الأوسط، التي خلقها من قيل عنهم مستعمرون زالت بمجرد رحليهم، وعادة ريما إلى ما هو أقبح من عادتها القديمة.
المحمديون يريدون العيش في كل الدنيا وفق ثقافة عصر رسولهم، الذي اقتبس من المجتمعات والاديان الأخرى، فهم يرون في الثياب التي اقتبسها رسولهم من الحضارة الأشورية فرضا دينياً، وهم الجماعة الوحيدة تاريخياً التي قالت أن الثياب فرض ديني! وهذا الفرض يصون حرية المرأة وعفتها، كما يدّعون، لكنه في واقع الأمر علامة تمييزهم واستقلاليتهم عن أي مجتمع يعيشون فيه. بدأت المجتمعات تدرك ذلك.
فرنسا بلد علماني، لكن المحمديين يريدون العيش فيه وفق ثقافة صحراء الدعوة، وبما انهم ما يزالوا في مرحلةالضعف وقلة العدد (10% من سكان فرنسا) يستخدمون الاحتيال على الديمقراطية أحياناً، وشرعة الصحراء أحياناً أخرى.
حكايات شرعة الصحراء الدامية كثيرة، ومنها ما غيّر سيكولوجية الشعب الفرنسي تجاه المجتمع المحمدي فيه مثل حكاية قطع رقبة المدرس صمويل باتّي، والحكاية الأحدث هي مراوغات الاسابيع الأخيرة في المحاكم، بعد منع الحجاب في المدارس بقرار حكومي أيدته المحكمة العليا بحكم نهائي لا استئناف عليه.
الرد على هذين القرارين كان خروجاً على الطريقة الصحراوية على قانون مديني، حيث ذهبت 300 طالبة مسلمة إلى مدارسهن بالحجاب في تحد سارفر للقانون، وحين منعتهن إدارات المدارس من الدخول حتى يغيرن الخيم التي يرتدينها، وافقت الطالبات ما عدا سبع وستين طالبة (هم الأشد تزمتاً)، بل هدد والد إحداهن في كليرمون/فيران بقطع رأس مدير المدرسة، وقُبض عليه وسيحاكم في أكتوبر.
والمؤكد أن هذا التهديد العلني، يخفي تحفزات خفية لذئاب منفردة كثيرة، قد تضرب ضربتها في أي لحظة، حتى تخاف الحكومة وتغيّر قرارها.
إصرار فرنسا على علمانيتها واضح حتى اليوم، وإصرار المحمديين على فرض فروضهم والعيش بشروطهم أينما هاجروا واضح أيضا. والمتوقع بعد فشل كل هذه الحروب ذات القشرة الثقافية، بداية حروب أخرى، سيخسر الغرب فيها كثيرا لكنه سيربحها في النهاية لأنه الأقوى الذي يملك العلم ويصنّع التقنية.
خلق الغرب مشكلة رهيبة لنفسه بجلد الذات على فترات استعماره، رغم أن كل الحضارات فعلت ذلك، بل أن المحمديين فعلوا ذلك عندما كانوا الأقوى، ودولة مثل تركيا بنت أراضيها على أملاك المسيحيين.
آمن الغرب بالتعددية على انها قوة، وتعامى عن كل الدراسات وشواهد التاريخ أن المحمدي يستحيل أن يتوافق مع ما لا يوافق شريعته، أو حتى ثقافات صحراء الرسالة.
حروب قادمة تنتظر الغرب وليس فرنسا فقط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ١-;- - سياسة القمع ليست حلا ضد التطرف
سعود سالم ( 2023 / 9 / 10 - 09:51 )
المشكلة القائمة في فرنسا حاليا هي القانون الجديد الذي أصدره وزير الداخلية الفرنسية دارمانان بخصوص منع العباية في المدارس، أما منع الحجاب فهو قانون قديم وساري المفعول. ومشكلة فرنسا هي أن العلمانية أصبحت بدورها ديانة يؤمن بها العديد وذريعة أيضا لسن قوانين تنال مباشرة حرية المسلمين، وهم عادة من شمال أفريقيا.فالعباية هي مجرد ثوب تلبسه بعض الفتيات للتعبير عن نوع من الهوية وإن كانت مزيفة وغير حقيقية وأيضا للتمرد عن المجتمع الذي يحتقرها ويعتبرها مواطنة من الدرجة الثانية أو الثالثة ..


2 - - ٢-;-بقية
سعود سالم ( 2023 / 9 / 10 - 09:52 )
ولا يخفي على بال أحد أن دارمانان بهذا القانون الغبي يحاول إستقطاب الحركات اليمينية الفاشية والعنصرية التي تزداد أهميتها قرب الإنتخابات القادمة، الأوروبية ثم الرئاسية، ودارمانان له طموحات سياسية ويأمل أن يأخذ مكان سيده ماكرون في الإنتخابات الرئاسية القادمة. ونحن نعتقد أن سياسة المنع والقمع لها بالتأكيد نتائج عكسية، والقوانين العديدة الصادرة ضد الحجاب والبوركيني والعباية إلخ تساهم بطريقة مباشرة في إزدياد التطرف الإسلامي وأسلمة الفرنسيين ذوي الأصول الأفريقية - بالذات الجزائر والمغرب ـ ونعتقد أن الحرية وإحترام الآخر وثقافته هي أسلحة أكثر فعالية من الترغيب والترهيب والمنع والإقصاء.
ودمتم بخير


3 - في كل محمديّ يكمن أبو بكر البغدادي
زكري ( 2023 / 9 / 10 - 13:51 )
كلهم (نعم كلهم) يحلمون بعودة دولة الخلافة الإسلامية ، وكلهم يتحدثون عن (الأمة الإسلامية) ويؤمنون بأسبقية انتمائهم إلى (الأمة الإسلامية) عن انتمائهم إلى أوطانهم الأصلية - وهم لا يؤمنون بالأوطان - فما بالك بأوطان هجرتهم التي هي في عقيدتهم (فسطاط الكفر) !
وفيما لو وصل المسلمون في أوربا إلى السلطة ، فسيفرضون أحكام شريعتهم على الأوربيين ، فإما التأسلم وإما الجزية وإما الموت . وسيعتبرون كل النساء الأوربيات سبايا وملك يمين (حلال لهم) حتى لو تأسلمن (وخاصة منهن الصبايا الشقراوات) . وما فعلوه في العراق (السبايا الإيزيديات) يمكن أن يتكرر في أي مكان . وقد يأتي يوم يجد فيه الأوربيون أنفسهم غرباء في أوطانهم !
وحتى الآن ، العالم بخير ما دام المسلمون ليسوا بقوة أميركا أو الصين .

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟