الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمظهرات الإبداع..ولمعانه في شعر الشاعرة التونسية القديرة د- آمال بوحرب

محمد المحسن
كاتب

2023 / 9 / 10
الادب والفن


لعل من أبرز الخصائص المميزة للعمل الفني عموما والملفوظ الشعري خصوصا انه عمل يستفز المتلقي ويحمله على التفكير والتامل في كل حرف وكل كلمة بل يجعله يبحث عما خلف السطور وخلف الكلمات.
ومن هنا يمكننا القول أن الجمالية في الشعر جماليتان : هما جمالية الكتابة وجمالية التلقي .
فالطاقة الشعرية تتسع كلما اتسعت دائرة القرّاء لان كل واحد سيتناول النص من منظوره الخاص ويرى فيه ما لا يرى غيره .
ولا يفوتنا الإشارة الى أنه من شروط جمالية النص الشعري أن تكون المعاني والصور متمنعة مستفزة لا تسلم نفسها للمتلقي بيسر بل تحمله على أعمال فكره وقراءة القصيدة بترو،وبذلك يمكننا الإقرار بكثير من الإطمئنان أن النص الشعري نصان : نص مكتوب على ضوء رؤية صاحبه،ونص مقروء حسب رؤية المتلقي .
وهنا نستحضر قول تودوروف ”ان النظرة إلى الحدث الواحد من زاويتين مختلفتين يجعله حدثين منفصلين.
وقد لا أجانب الصواب إذا قلت للشعرية أساليبها البليغة،ومؤثراتها المهمة في تفعيل الرؤية الشعرية في القصائد الحداثية المعاصرة،لاسيما حين تمتلك قوة الدلالة المكتسبة من شعرية الأساليب وتنوعها وغناها الجمالي بالتقنيات الفنية المعاصرة،فالشعرية-بالتأكيد-تثيرها الأساليب الشعرية المتطورة،ومحفزاتها الإبداعية الفاعلة في تكثيف الرؤية الشعرية،وتعميق منتوجها الإيحائي المؤثر.
في هذا السياق بالتحديد،تتجلى الرؤيا الإبداعية الخلاقة التي ترتقي بالنسق الشعري،وترقى بمستويات مؤشراته الجمالية للشاعرة التونسية الفذة آمال بوحرب.
وهنا أقول للقارئات الفضليات والقراء الأفاضل : لا ترتقي الرؤيا الجمالية إلا بمنتوج جمالي، وشكل جمالي جذاب؛وهذا التفاعل والتضافر بين الإحساس الجمالي والشكل الجمالي هو الذي يرقى بالحدث الشعري،ومثيراته الجمالية..
وهذا ما تجلى بوضوح لا تخطئ العين نوره وإشعاعه في جل قصائد الشاعرة د-آمال بوحرب.
وهذه واحدة من قصائده المدهشة..فأضبطوا أنفاسكم قليلا :
يا ليت َالاشواق بالدموع تغتسلُ
تنفض غبار السنين وإليكَ تُرسلُ
كفاني لسحرِ عينيكَ أحمل وبها
بين الكنائس والمساجد أتنقلُ
السابحات دليل وجدي المعتق
جوى به زلازل الأراضين تختزلُ
دموعٌ ترتجفُ بين لحظي وخدي
ونفسي تركتها إلى محياكَ ترتحلُ
جعلتكَ كأس خمر أعاقرك عشقآ
كانَك النبض فيه شراييني توصل
إذا أطلَّ اللَّيلُ أشعلُ شموع صمتي
أكتبك َقصيدة وبدر وجهك أرتجل
د-آمال بوحرب
نص عميق،نحت من أجل الخلود في عالم الكتابة الرومانسية.وليس غريبا أن تترجم أعمال هذه الشاعرة التونسية الفذة (د-آمال بوحرب) إلى الفرنسية والإسبانية..إلخ في-المدى المنظور-لما تشكله من إبداع وازن،تختلط فيه كل الأساليب والأشكال الأدبية والإبداعية.


*د.آمال بوحـــــرب كاتبة وشاعرة تونسية الجنسية مقيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة.ترسم بالكلمات لوحات ابداعية مذهلة،تداعب الذائقة الفنية للمتلقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا