الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العولمة..هل تلغي الوطنية ؟؟

كنان النجاري

2006 / 11 / 10
العولمة وتطورات العالم المعاصر


العولمة تلك الظاهرة و الموضوع الشائك الذي يعيشه العالم و الذي يبدو ان لا رجعة فيه الى الوراء فأما ان نستوعبها و نتعاطى و نتفاعل معها و أما ان ننفعل فيها فيتجاوزنا التاريخ و نعيش تحت أطلاله ..
لذلك كان لا بد من فتح افق و لو كان مقتضب عن هذه الظاهره و محاولة البحث في وجودنا نحن فيها .
فبعد ظهور قوى جديده في العالم كان لا بد من ثقافة العولمة ان تدخل كل حدود لا بل كان لا بد من تفرض واقعا جديدا حلله البعض بأنه منهج لالغاء الحس الوطني عند الأمم الضعيفة !!
فالعولمة و بابسط تعاريفها هي اتجاه نحو انكماش العالم و زيادة وعي الأفراد و المجتمعات بهذا الانكماش ( التعريف ل رونالد روبرتسرون ) و بهذا التعريف نرى أن روبرتسرون قد اشار الى ان الأهمية تكمن في وعي العالم لهذا الانكماش و التقلص و الاقتراب البعض من البعض و مجرد وصول هذا الأدراك يعني ان العولمة اصبحت حقيقة حياتية معاشة في الواقع و في الوعي .
فأذا نحن اما مرحلة جديدة من مراحل تطور الحداثة و نحن امام حقيقة لا يمكن الخروج عنها الا و هي بأن العلاقات الاجتماعية في العالم تشهد تلاحم تقارب لا يمكن الفصل فيها و ان الربط بين المجتمعات العالمية ليس فقط اقتصاديا بل انه يتحول الى ربطا ثقافيا و انسانيا ..
لكنّ هذه الرابط الذي يزداد يوما بعد يوم لا يعني أنّ البعد العالمي قد أنهى البعد الوطني ولا تعني إلغاء الانتماء الوطني إلغاء كاملا ولا تعني استبدال الداخل بالخارج فكل الذي تتضمنه العولمة هو إضافة بعد جديد إلى الأبعاد المحلية، حيث يصبح العامل الخارجي بنفس حضور العامل الداخلي في تأثيره على سلوكيات وقناعات وأفكار الأفراد . و هذا الكلام قد يجد له طريقا بين الانظمة الديمقراطية لا الاستبدادية.. بين الأمم القوية الفتية و ليس الأمم الضعيفة الهرمة !!
قد لا يتسع المقال للشرح عن العولمة و ما هيتها فالحديث يطول ما بين العولمة السياسية و الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية .. فالأهمية لا أن نشرح الظاهرة ( العولمة ) بل الأهمية ان نضع لها حلا و اقول بأن اي طرح للظاهرة دون حل انما تعني سفسطائية بحتة .
*- فأين نحن من ذلك و اي عولمة نريد ؟؟ و هل من جدوى من ان نعلن مناهضة العولمة و مواجهتها تحدياتها الثقافية والعسكرية و نحن نغوص في الهويات الأثنية و المذهبية و الطائفية ؟؟؟
ألسنا بحاجة الى مشروع نهضوي و طني حقيقي ؟
فأين هذا المشروع النهضوي الجديد ؟ و كيف يمكن أن يقوم ؟
العولمة ظاهرة حتمية و وضع الحواجز و الهروب منها بات من المستحيلات .
فلا بد من النظر الى حال و اوضاع بلادنا و خصوصا من النواحي القانونية و السياسية و الاجتماعية و قدرتها على مواكبة عصر العولمة .
فمن الناحية القانونية و باختصار ما زلنا الى الان نعاني من مبدأ بأن القانون يحكمنا وان المس به يعني الألحاد و بات الأنسان في خدمة ذاك القانون و كأن الحال اصبح عليه بأن الأنسان للقانون و ليس القانون للأنسان !!
اما سياسيا فلا تزال عقلية الطبقة السياسية في بلادنا تحكمها افكار متخلفة و جامدة .. افكار لا تحمل في ابعادها سوى النفس الطائفي او الديني او العرقي و في الوجه الأخر نرى الايدلوجية الشمولية و الالغائية في نفس الوقت و التي حولت المجتمع الى اشكال انقسامية مقنعة و جاهزة لتطفو على السطح في اي وقت تريد ..
اما اقتصاديا فما زالت حكايات الاجداد و الافلام الهندية و المصرية القديمة تمارس الى الان في حركة الأموال في بلادنا .مشاريع تجارية بأصحاب و هميين وراءهم مسؤولي البلاد و افلاسات و مافيات و احتكارات و صفقات فاسدة و ما الى ذلك من ضعف النفوس ..
و أخيرا اجتماعيا فأن جمود النص القانوني و المارسات السياسية الوحشية و الألغائية و الضعف الاقتصادي العام , كل هذه الامور عكست سلبا على الوضع الاجتماعي و افقدته حس الانتماء و وضعته في كانتونات مغلقة تنظر للأخر بعين المحتل او المغتصب !
تلك المعطيات و الأوضاع التي يعيشها مجتمعنا حولت مفهوم العولمة الى رعب حقيقي و الى عدو استراتيجي وكان الجواب قبل السؤال بأننا غير مهيئين لخوض غمار العولمة ..

نعم العولمة ليست ايجابية في المطلق و ايضا ليست سلبية في المطلق لكنها حتمية في المطلق. و لكن حتميتها لا تعني الغائنا في المطلق لا بل أننا نملك حتمية النجاح و التميز .فبلادنا تملك كل المقومات لخوض هذا الغمار دون خوف. فمن الموقع الإستراتيجي الى الثروات الطبيعية بأنواعها.
بلادنا تملك المعطيات الكافية و تقدم لنا الأمكانيات الطبيعية و يبقى العمل على الأنسان من خلال الانفتاح والحوار .. يبقى العمل على الأنسان من خلال تأهيل الكوادر الكافية للتألق في البلاد..
ان وجود مجتمع حر و ديمقراطي يملك جميع الخيارات و ينتج ما امكن من امكانيات بالاضافة الى ما تقدمه الطبيعة من خيرات تحول عملية العولمة الى سلاح حقيقي في يدنا و تكون منعطفا لاعادة راية الحضارة الى بلادنا .
و اعود اسأل من جديد ..هل العولمة تلغي الوطنية ؟؟؟ ام انها تلغي الأنظمة الاستبدادية ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي بعد مقتله في حادث تحطم مروحية | ا


.. الضفة الغربية تشتعل.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائي




.. هل ستتمكن إيران من ملئ الفراغ الرئاسي ؟ وما هي توجهاتها بعد


.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة Life’s Good لتقديم أجهزة عصرية في




.. ما -إعلان نيروبي-؟ وهل يحل أزمة السودان؟