الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في يوم الذكرى: لن يخفنا الارهاب ولن يوقف حياتنا

حسين عبدالله نورالدين

2006 / 11 / 10
الارهاب, الحرب والسلام


في الذكرى الأولى للتفجيرات الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة - الزرقاوي في الفنادق الأردنية تتزاحم أفكار وصور عديدة ليس أولها صور الشهداء الذين صعدت أرواحهم إلى جنة الخلد، وليس آخرها مواقف نواب العزاء الذين تفاخروا بمنح الزرقاوي صفة الشهيد والشفيع.

وبين هاتين الصورتين يبرز موقف بعض الصحفيين والمراسلين الذين اجتهدوا فخانهم الاجتهاد. وكذلك صورة المحللين والمعلقين الذين انتفضوا للدفاع عن العمل الإرهابي وتبريره وكأنه فعل مقاومة مجيد.

الموقف الشجاع والحاسم كان من قبل الملك عبدالله الثاني الذي وعد شعبه بالنيل من الإرهابيين والوصول إلى أوكارهم انتقاما لأرواح الشهداء وكان ذلك فعلا لا قولا، ومن هنا جاءت المشاركة الأردنية الفاعلة والحاسمة في النيل من راس الأفعى الذي دبر ذلك العمل الشرير.

ومرة أخرى عندما اسقط الرأس المدبر انبرت الأقلام والحناجر للدفاع عن الإرهاب وتبريره. لا بد للصحفيين الأحرار أن يلتزموا بالضمير المهني الصحيح وبالأخلاق الصحفية الحقيقية. أن ينحازوا إلى أوطانهم وليس إلى الإرهاب، أن ينحازوا إلى ثقافة الحياة وليس إلى ثقافة الموت.

لا يمكن لأي أعمال كتلك التي تقوم بها عصابات القاعدة الإرهابية وغير القاعدة في العراق وغير العراق أن تكون أعمالا بطولية ولا يمكن أن تكون عمليات القتل وقطع الرؤوس مقاومة مجيدة أو حتى شكلا من أشكال المقاومة الوطنية. فلا بد من تسمية الأشياء بأسمائها ووصف تلك الأعمال بما تستحقه فهي أعمال إرهابية إجرامية لا يمكن تبريرها أو إيجاد أي مسوغ لها.

لا يجوز لهذه الأقلام أن تقيم الدنيا لبضع مئات من الشهداء في لبنان وفلسطين، مع كل التقدير لهؤلاء الشهداء والاعتزاز بهم، ولا تحرك ساكنا لمئات الألوف من الشهداء العراقيين الذين يسقطون ضحية الإرهاب.

في ذكرى الإرهاب الذي هز عمان نستذكر المواقف الشجاعة لذوي الشهداء وصبرهم وتحملهم ورضاهم بالقدر. وفي المقابل نستذكر مواقف بعض السياسيين الذين أدانوا ذلك الإرهاب وان كان بعضهم اتخذ موقفه ذاك خجلا وخوفا. لقد تجلت المواقف المزيفة من الإرهاب وانكشفت في موقف هؤلاء السياسيين من قانون منع الإرهاب. لقد وقفوا ضد هذا القانون امتثالا لقول المثل العربي: كاد المريب أن يقول خذوني.

وانطلاقا من هذا المثل أيضا أو تداعياته، يتبارى الكتاب في الدفاع عن الإسلام وكان الإسلام بحاجة إلى دفاع أو كان الإسلام هو الإرهاب. في حال وقوع أعمال إرهابية لا داعي للدفاع عن الإسلام. فالإسلام يدافع عن نفسه. بل يكفي إدانة هذه الأعمال ووصفها بأنها أعمال إجرامية وإرهابية وإدانة مرتكبيها بل وتكفيرهم أن هم قالوا أنهم قاموا بها انطلاقا من انتمائهم للإسلام. فالذي يذبح البشر على اسم الله اكبر وان قال انه مسلم هل هو مسلم حقا؟ فلماذا نتورط بتبرير الإسلام والإسلام من هؤلاء براء؟

الإسلام ليس متهما في الأساس. ويجب إن لا نضعه موضع الاتهام. وعندما تقوم جماعة إسلامية أو متأسلمة بعمل إرهابي فإنها تسيء للإسلام ولكننا نسيء إليه أكثر عندما نسارع ونقول إن الإسلام بريء من هذا العمل وكان هناك اتهام للإسلام. عندما تقوم جماعة مهما كان انتماؤها العقائدي أو الديني أو السياسي أو الفكري بعمل إرهابي فان المتهم الرئيسي فيه هو الجماعة التي قامت به وليس للإسلام أي علاقة بذلك.

ومطلوب من النقابات والنقابيين أن يكونوا على قدر المسؤولية وان لا يدافعوا عن الإرهابيين. ومطلوب خصوصا من المحامين الذين يدافعون عن الإرهابيين في المحاكم أن يكفوا عن هذه المهزلة. وأقول لهم عار عليكم لو كنتم رجالا أن تدافعوا عمن يريد قتلنا وقتل أطفالنا. فالإرهابيون لا يتورعون عن القتل متى كانت الفرصة سانحة فلماذا ندافع عنهم؟. كفاية رضوخا للجماعات الإرهابية. فالإرهابيون يجب أن يعلقوا على المشانق لا أن يوفر لهم محامي. فلا حوار مع الإرهاب ولا رحمة ولا شفقة لأنهم عندما يتمكنون منا فإنهم لا يحاورون ولا يشفقون.

قانون منع الإرهاب كان ضروريا وكذلك يجب تفعيل قانون العقوبات وتعديله أن لزم الأمر. قد يكون حكم الإعدام قاسيا عندما نتحدث عنه في صالونات السياسة لكنه الحل الوحيد مع هؤلاء الإرهابيين الجبناء الذي يتغنون بالشهادة ويزينوها للتغرير بالشباب غير الواعي لكنهم يحتمون بالنساء والأطفال والمدارس كما رأينا في العراق والباكستان.

في ذكرى الإرهاب الذي لم يرهبنا ولم يخيفنا ولم يوقف حياتنا نستذكر الشهداء ونستذكر أجهزة الأمن الوطني التي لم تترك الإرهابيين ينعمون بثمرة أعمالهم الشريرة.

في ذكرى تفجيرات الفنادق، وهي ذكرى أليمة، لا بد من اخذ الدروس والعبر. ولا بد ممن صحوة ضمير من قبل أولئك الذين يحلو لهم الافتخار بما تقوم به عصابات الإرهاب. كفى أولئك الكتاب والمعلقين ارتزاقا من الأرواح البريئة التي تزهق في عمليات إرهاب عبثية ملطخة بالدماء البريئة التي تعمق يوما بعد يوم الفرقة والنزاع وتولد المزيد من الكراهية والانتقام وحب الدم.

في هذه الذكرى الأليمة وبعد الوقوف تحية وإجلالا للشهداء الأبرار ولرجال الأمن الشجعان فرسان الحق المبين لا بد من وقفة صادقة مع النفس والضمير لاتخاذ موقف شجاع جريء من هذه الأعمال ومن يقوم بها ومن يشجعها ويؤيدها ويدعمها. موقف يكون شجاعا وصادقا وحازما خلاصته أن لا حوار مع الإرهاب والبادي أظلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران