الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آنابيل

حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)

2023 / 9 / 10
الادب والفن


لا تحب الموت آنابيل
التي تخرج برفقة حبيبها
الثامنة صباحاً
مبللةً سعيدةً بليلةِ ينابيع ساخنةٍ
مسرعةً إلى عملها في العيادة الطبية.
لا يحب الموت فان دورم،
عجوز في السبعين،
يفكر بقضاء الإجازة في نابولي
حيث التقى في ساحتها
بمعلمة البيتزا
التي جعلت حياته حقول أوريغانو
ولا المعالج الفيزيائي ،
الذي يعيد تأهيل أصابع الكتابة .
يقول لي بمرح،
"أشفيك، فتكتب قصة لأطفالي"
أقول له بمرح جحا :
بل أشفيك بعدم شفائي ، وأعطيك المعنى
فلا تذهب في الثمانين إلى الموت الرحيم
بعد (فرط) سعادة الشعب الأبيض.
***
لا أحد يحب الموت،
سوى جائعي البلاد
في شرق القلب
بسنابل القمح الفارغة يهشون
على قرون استشعار الأطفال الذابلة
بينما تحرك الأمهات
قلوب الطير المفجوعة
وفضلات قمامة أمراء الحرب
مع حصى الكلى
المتبقية بعد مزادات الأعضاء
لا أحد يحب الموت
سوى ملائكة صغيرة
تشهد ذبح الإنسان الشرقي كل يوم،
فترسل ايميلات الرجاء
كي تكون البديل.
لا أحد يرسل تنيناً عظيماً فداءً
ثمة علامة X عملاقة
تلمع فوق ثياب الإعدام.
وصواريخ الفضاء الشبقة
وتويترات التهريج الإنساني
(ليلاً نهارا فقط)
كحمّام شعبي،
مقطوعة مياهه،
مع توافر مميعات الدم المجانية
الدولية والمحلية.
***
لا أحد يحب الموت!
جاري فان سلوتن يريد الترميد،
كيلا تتذكر الديدان وجهه،
أبو رياض يريد الدفن
في مقبرة باب الصغير داخل المدينة،
ليستأنس بأصوات الباعة.
وأنا لا أحبه أيضاً
لكنني أنتظره ،
وأصنع له شاي الأعشاب المفضل عندي؛
بابونج ربيع أمي
يانسون طفولة جدتي
ميريمية شباب زوجتي
أريد خديعته بالأنوثة
لعلنا نصل إلى اتفاق
حول تهريب الأطفال الملوّنين
دون قضاء.
ذلك الذئب الماكر!
إنه غودو الذي يأتي دائماً بوقاحة،
بعد أن يقتل في الطريق
غودو الملون الخاص بشعوبي القمحية الجائعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا