الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثف والمجتمع والسلطة

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


" مدير البوليس السياسي ، ورئيس ( البنية التحتية ) حشاكم ، قطعوا الكنكسيون عن منزلي . لذا سأضطر للخروج لإرسال هذه الدراسة من مقعى او من Cyber " .
لا تتوخى هذه الدراسة ، دراسة واقع المثقفين الذين اصبحوا من حيث موقعهم الطبقي ، جزءا من الطبقات السائدة ، ولا أولئك الذين اختاروا بشكل صريح وواضح ، موقع الطبقات الكادحة ، واصبحوا مثقفين عضويين لهذه الطبقات ، وذلك لان هاتين الفئتين ، قليلتين العدد ، بينما تَموْقع اغلبية المثقفين ، ضمن الطبقات المتوسطة التي لم تعد كذلك ، وانحدرت الى ما دون وضع الرعايا الجاهلة والمفقرة . وسنحاول ما أمكن التمييز بين الموقع الطبقي لهذه الفئات المثقفة ، ومواقفها في ظرف سياسي معين ، والتي قد لا تكون معبرة عن موقعها الطبقي الحقيقي .
1 --- ملاحظات سريعة وعامة حول المثقفين .
لا بد من تحديد موقع المثقفين في العلاقات الاجتماعية ، وعلاقات الإنتاج ، خصوصا لفهم مواقفهم ، ودورهم في حركية المجتمع .
إن المثقف يمثل احد قطبي التناقض في قسمة العمل الاجتماعي ، قطب العمل الذهني ، في مقابل العمل اليدوي . لذلك فهو يحمل بشكل عفوي ، الأيديولوجيا السائدة التي ترى في تلك القسمة ، حقيقة أزلية ، وترى أن هناك تفوقا للعمل الذهني على العمل اليدوي . وهذه الرؤيا ، تطمس ان البنية الفوقية ، ما هي الاّ انعكاسا معقدا ، وغير مباشر وجدلي ، للبنية التحتية . أي لأنماط الإنتاج المتواجدة ، في تشكيلة اجتماعية معينة ، مع ما تتضمنه من علاقات إنتاج ، وقوى إنتاج ، وعلاقات اجتماعية متغيرة ومتناقضة .
صحيح أنّ هناك مثقفون يحملون معرفة موضوعية ( مثلا في العلوم الطبيعية ) ، لكن لا يجب ان ينسوا ، انّ معارفهم لا تستغل ، الاّ اذا كان ذلك في مصلحة النظام المخزني البوليسي ، وبالشكل المضمون الذي يراه النظام العلوي . لذلك فان الاعتقاد بانهم فوق المجتمع ، وتناقضاته الطبقية ، لانهم يحملون معرفة موضوعية ، لا يعدو كونه مجرد وهم .
وقبل ان نتطرق الى الفئات الواسعة من المثقفين ، أي الذين يمارسون عملا ذهنيا ، لا بد ان نميز داخل هذه الفئة ، وهي فئة قليلة ، لكن ذات أهمية بالغة ، وهي فئة المبدعين الحقيقيين .
ان المبدعين أكانوا مبدعين في العلوم الطبيعية ( فيزياء ، كمياء ، علوم الأرض ) ، او علوم الحياة ( البيولوجيا ، الطب ... الخ ) ، او في الرياضيات ، او حتى في العلوم الإنسانية بمفهومها الواسع ( اقتصاد ، علم الاجتماع ، فلسفة ، علوم سياسية ، تاريخ ... ) ، او في الفنون والادب .. ان هؤلاء جميعهم ، رغم كونهم أبناء لعصرهم ، أي أنّ وعيهم مرتبط بما وصلت اليه الحضارة البشرية في ذلك العصر ، ينتجون قيما كونية ، مهما كان انتماؤهم الطبقي . مثلا علماء الفيزياء مثل " نيوطن " ، او " غليليو " ، او " انشتاين " .. ان اكتشافاتهم العلمية ، تفتح آفاقا رحبة امام التقدم العلمي . بل ان بعضهم قد قاموا بثورات في ميدان الفكر ، وعلى مستوى تصور الانسان للكون ، الشيء الذي أدى الى نمو هائل لقوى الإنتاج ، وبالتالي الى تعميق التناقض مع علاقات الإنتاج ، والعقليات والبنى الفكرية السائدة . هكذا فانهم يلعبون دورا قويا في حركية المجتمعات البشرية .
ان دور العلماء في العلوم الإنسانية ، يظهر اكثر التباسا ، لانهم هم الذين يعملون على مستوى البنية الفوقية للمجتمع ، ومع ذلك فان المبدعين الحقيقيين في العلوم الإنسانية ، مهما كانت التصورات الخاطئة التي قد يسقطون فيها ، يقدمون خدمات لتطوير الإنسانية . فلا احد يشك في اسهامات " سقراط " ، او " ارسطو " ، او " كانط " ، او " هيگل " في الفلسفة . ولا أحد يمكنه ان يتنكر لاسهامات " ريكاردو " ، و " آدام سميت " في ميدان الاقتصاد ، ولا لإسهامات " ماركس " في العديد من العلوم الانسانية .
اما الادباء ، والفنانون المبدعون ، فهم يستطيعون التعبير عن هوية شعبهم ، وينشرون قيما متنورة تساهم في تطوير العقليات ، وضرب التقاليد والعادات المتخلفة ، وهم بذلك يساهمون مساهمة فعالة في حركية مجتمعاتهم . ان الادباء الكبار من امثال " بلزاك " ، و" ليون طولسطوي " .. يتوصلون الى تفكيك بنى مجتمعاتهم ، وسبر اغوارها ، وتحليل تناقضاتها وحركيتها العميقة ، و ذلك بالرغم من مواقفهم السياسية ، او اوضاعهم الطبقية .
2 --- الحرية شرط الابداع .
انّ الابداع يفترض توفر شرط الحرية ، والاّ كان ضئيلا ، وظل محصورا على بعض العباقرة الموهوبين القلائل . لذلك لا يجب ابدا اخضاع توجيه العلوم ، أكانت طبيعية ، او علوم الحياة ، او العلوم الانسانية ، لاية سلطة . ولعل ما اصاب " غليليو " على يد الكنيسة ، وعلم الوراثة في الاتحاد السوفياتي السابق على يد " لسنكو " ، كافٍ لتوضيح النتائج المدمرة ، لاخضاع العلوم لتوجيه السلطة ومصالحها .
وبجانب فئة المثقفين المبدعين ، يوجد جيش من المثقفين الذين يمارسون عملا ذهنيا ، دون ان يصلوا الى مستوى انتاج معرفة كونية . وهذه الفئات تتكاثر في ظل النظام الرأسمالي ، الذي دفع بقسمة العمل الاجتماعي الى قصى الحدود . انّ هذه الفئات في اغلبيتها الساحقة ، تتميز بوضعها الوسطي في علاقات الانتاج ، فهي من جهة قريبة من البرجوازية ، لانها تحتل وظائف ومواقع اجتماعية ، تجعلها في علاقات مستمرة مع البرجوازية ، لكنها في اغلبيتها تعاني من الرأسمالية التي تحد من استقلاليتها ، وتحولها بسرعة كبيرة ، الى عمال مأجورين ، خاضعين لقوانين رأس المال ، التي تهدد بتخفيض مستواهم المعيشي ، الى مستوى الشعب الكادح . لذلك فان هذه الفئات متدبدبة بين القطب الشعبي وطبقاته الاساسية ( الطبقة العاملة والفلاحون ) ، وبين البرجوازية والطبقات السائدة . فهي تطمح للالتحاق بالطبقات السائدة ، بفضل الاستفادة من معارفها ، وقد تستطيع اقلية قليلة من المثقفين ان تلتحق فعلا بتلك الطبقات ، لكن يبقى الاتجاه العام للتطور الرأسمالي ، هو اضعاف هذه الفئات ، وتفقيرها ، والحاقها بالكادحين ، وخاصة في دولة ، كالدولة المخزنية ، البوليسية ، البطريركية ، والرعوية .
ان هذه الفئات الغير متجانسة ، اذا تركت لها قيادة الشعب ، قد تسقط ضحية الايديولوجيا السائدة ، التي تجعل منها قوة محايدة فوق الصراع الطبقي ، لانها تحمل معرفة موضوعية مزعومة ، وقد تطرح مشروعا اجتماعيا وهميا ، تطبعه اللائيكية والدولتية ، واوهام اصلاح النظام الرأسمالي .
والحقيقة ان الراسمالية في دول المركز ، استطاعت جر هذه الطبقات المتوسطة ، بفضل تطبيق السياسات " الكينزية " " كينز " ، وتحسين اوضاع هذه الطبقات عبر اقامة مؤسسات الحماية الاجتماعية ، وذلك كخلاصة لدروس ازمة الثلاثينيات . غير ان الازمة الحالية للنظام الرأسمالي ، اصبحت تضع ذلك الوفاق الاجتماعي على الرف .
ان كون هذه الفئات تعمل بشكل عام على مستوى البنى الفوقية للمجتمع ، تجعلها تعطي اهمية بالغة ومبالغ فيها للدولة ، التي تجسد رأس هرم البنى الفوقية . لذلك فان هذه الفئات تتبنى أحيانا الانقلابية ، وهو حق مشروع ، او اصلاح الدولة الغير قابلة للاصلاح من فوق ، اي عبر المؤسسات التي عادة ما تكرس سيادة دولة ما ، كاسلوب للتغيير ، وتسقط في وهمٍ انّ الدولة قادرة على صنع المجتمع ، وعلى ان تكون فوق الطبقات .
لكل ما سبق ، يبقى دور القوى الممثل للطبقات الكادحة ، حاسما في الصراع ضد اوهام هذه الفئات الاجتماعية ، وذلك بهدف جر الجزء الاكثر وعيا وتقدما وسطها ، الى جانب طبقات الشعب الكادح .
ومع تسطيرنا على تدبدب المثقفين على غرار باقي الطبقات المتوسطة ، فانه لا بد من التأكيد على خاصيتهم ، التي تميزهم عن باقي الطبقات المتوسطة . وهذه الخاصية تتمثل في كونهم يعملون في الحقل الفكري . لذلك فهم شديدوا الحساسية للصراع الفكري ، والفلسفي ، والايديولوجي . ولهذا السبب يكتسي هذا الصراع ، اهمية قصوى بالنسبة لقوى التغيير ، بهدف ربح هذه الفئات او تحييدها . ان هذا الواقع ، هو الذي يفسر انّ هذه الفئات او جزء منها ، قد يتخذ في بعض الاحيان مواقف لا تتوافق وموقعها الطبقي ، كما انه يفسر ايضا تدبدب مواقف بعض المثقفين ، الذين نراهم ينتقلون من الليبرالية الى القومية ، ثم الماركسية ، وليعودوا الى اللبرالية ، او يلتحقوا بالاصولية – الاسلام السياسي .
3 --- جرد اهم التطورات التي عرفها المثقفون المغاربة منذ الاستقلال الشكلي .
يظهر لنا ان هناك ثلاث مستويات ، تساعد على فهم تطورات واقع المثقفين المغاربة :
ا – ما هي الشرائح التي تتكون منها هذه الفئات المثقفة ؟ .
ب --- كيف تطورت الاوضاع المادية لهذه الفئات ، كجزء من الطبقات المتوسطة ، مع اعتبار خصوصية هذه الفئات المثقفة ؟ . وما هي سياسات النظام المخزني البوليسي ازاءها ؟
ج --- ما هي المؤشرات الفكرية التي فعلت في هذه الفئات ؟
في نظرنا هناك ثلاثة شرائح اساسية ضمن المثقفين المغاربة :
--- الشريحة التابعة للغرب على مستوى الثقافي La fraction occidentalisée .
--- الشريحة المرتبطة فكريا بالمشرق العربي ، والتي تأثرت بالإيديولوجيا السائدة فيه : القومية العربية السلفية ، الفكر النهضوي ، والإصلاح الديني ...
--- الشريحة التي تلقت تكوينا تقليديا ( القرويون والتعليم الأصيل ) ..
ان هذه الشرائح لا يفصلها جدار صيني ، لكن التمييز بينها ، يساعد على فهم واقع المثقفين المغاربة . ان هذا التصنيف للشرائح ، يعكس في حد ذاته التهميش ، الذي يصيب الثقافة البربرية ، بالرغم من ان السّنين الأخيرة تشهد انبعاثا هاما لهذه الثقافة ، لكن خجولا .
لقد تحالفت الشرائح الثلاثة فيما بينها ، في اطار ( الحركة الوطنية ) ، في مواجهة الاستعمار المباشر ، لكن المستفيد الكبير من الاستقلال الشكلي Aix-les Bains ، كان هو الشريحة المتغربة Occidentalisée . ومهما يكن من امر ، فان هذه الشرائح كانت قليلة آنذاك ، الشيء الذي جعلها تستوعب بسهولة من طرف أجهزة الدولة ، وقد وفر الاجماع الذي كان سائدا في ذلك الوقت ، إمكانية استيعابها فكريا .
لكن مع أوساط الستينات ، وبداية السبعينات ، بدا ان ّالاجيال التي تكونت ابّان الاستقلال الشكلي ، تطرق أبواب التشغيل ، غير انّ استمرار التبعية بشكل خطير إزاء الامبريالية الفرنسية ، أدى الى كون هؤلاء ، لم يجدوا امامهم إمكانيات كبيرة للارتقاء الاجتماعي . فقد كان جهاز الدولة في مكوناته المختلفة ، القمعية ( وزارة الداخلية ، الجيش ، وزارة العدل ، الدرك ، إدارة السجون ) ، او الايديولوجيا ( وزارة التعليم ، الثقافة ، الاوقاف ... ) ، او التقنية ( وزارات المالية ، الصناعة ، المعادن ، الطاقة ، الاشغال العمومية ... ) ، كان ذلك الجهاز قليل العدد نسبيا ، وكان في جزء هام منه ، وخاصة على مستوى المسؤوليات الأساسية ، في يد الفرنسيين ...
ومنذ سنة 1956 ، والى حدود أواسط الستينات ، كان الصراع محتدما ما بين القوى الجذرية في الحركة الوطنية ( المقاومة وجيش التحرير ، خاصة جيش الجنوب ، والاتحاد الوطني للقوات الشعبية Unfp ) ، وبين الطبقات السائدة التي كانت تعيد هيكلة نفسها ، وتضع الأسس السياسية لسيادتها في المجتمع ، عبر تصفية القوى الجذرية في حركة المقاومة وجيش التحرير ، واحتواء القوى المناهضة وسط الحركة الوطنية .
ج --- الستينات .. عوامل تجذر وعي المثقفين .
ان هذه ، هي الشروط الموضوعية ( المادية والسياسية ) ، التي جعلت اغلبية المثقفين المغاربة آنذاك ، يلتحقون بالمعارضة ، او يلتزمون الحياد في اسوء الأحوال . وكانت تلك الفئات تطرح شعارات ، هي في نفس الوقت تقدمية ، وتخدم مصالح المثقفين ، كالمطالبة بالاستقلال السياسي ، والاقتصادي ، والثقافي ، عن الامبريالية ، وضرورة توفر اطر وطنية تحل محل الأطر الأجنبية ..
هناك عامل آخر دفع المثقفين الى المعارضة او الحياد ، وهو لجوء النظام الى حالة الاستثناء ، وتصعيد القمع ضد مناضلي الشعب ( ما بين شهر مارس 1965 ، وبداية السبعينات ) . أما في بداية السبعينات فقد اثرت الهزات التي عرفها النظام ( محاولة الجيش السيطرة على الدولة خلال الانقلاب الأول في سنة 1971 ، او انقلاب مدينة الصخيرات ، انقلاب 16 غشت 1972 ، او انقلاب الطائرة ) ،على المثقفين في اتجاه اتخادهم مواقف معارضة للنظام الملكي ، حيث كان الجميع ينشد الجمهورية المغربية الديمقراطية.
وقد كانت هناك أيضا مؤشرات فكرية لعبت دورا لا يستهان به في موقف المثقفين المغاربة . فالجزء الفاعل من المثقفين المغاربة هو – كما اشرنا لذلك – الشريحة المتغربة التي تتميز بتبعية كبيرة إزاء الثقافة الغربية ، وخاصة بلاد " موليير " فرنسا . لذلك لم يكن غريبا ان يتأثر هؤلاء المثقفون أشد التأثير ، بالصراعات الفكرية التي عرفتها الستينات في فرنسا ، خاصة ان من كان يقود انتفاضة مايو 1968 ، ومن قلب جامعة " السوربون " La Sorbonneالعريقة ، هم المثقفون الذين ثاروا ضد التقليدانية ، وثاروا ضد النظريات الإصلاحية ، كالماوية ، والستالينية ، والاصلاحية التي مثلتها أحزاب الآرو شيوعية .. L’eurocommunisme . فالفرنسيون كانوا مثقفين وتقدميين ، فمن ينسى " سارتر " ، و" سيمون دوبوفوار " ... ان المثقف الفرنسي كان يحظى بالاحترام التام من قبل الشعب الفرنسي ، ومن قبل الساحة الفكرية العالمية الواضحة . فكيف انتقل " جون بول سارتر " من الوجودية الى الماركسية ، واصبح يناضل من اجل قضايا التقدم والتحرر في العالم . لقد كتب " سارتر " ، وفي عز عنفوان انتفاضة مايو 1968 " ان الكاتب يجب ان يكون في اليسار " .
لقد كان التعاطف سائدا آنذاك وسط المثقفين الفرنسيين ، مع قضايا التحرر الوطني ، وكانوا يناهضون الاستعمار والامبريالية . هكذا شهدت الخمسينات والستينات ، حركات قوية للمثقفين في فرنسا ضد الحروب الاستعمارية ، خاصة حرب الجزائر ، حرب الفيتنام ،
وتعاطفا كبيرا مع الثورات ، وحرب العصابات في أمريكا اللاتينية ، وفي القارة الافريقية ، ونالت القضية الفلسطينية حضها من التضامن الاممي ( الجيش الأحمر الياباني ) .
امّا على صعيد الوطن العربي ، فقد تميزت هذه المرحلة بصعود التيار القومي ، صعود جمال عبد الناصر الى السلطة سنة 1952 ، وتطور الناصرية في اتجاه مناهض للإمبريالية ، خصوصا بعد العدوان الثلاثي في سنة 1956 ، ورفض الصهيونية والرجعية العربية . كما صعد حزب البعث الى السلطة في سورية والعراق ، وحكم الحزب الاشتراكي الماركسي اليمن الجنوبي ... وهذه التطورات كان لها تأثير كبير على فئات واسعة من المثقفين المغاربة . اما أولئك الذين تكونوا بالمشرق العربي ، او أولئك الذين كانت لهم ارتباطات وعلاقات ، مع العديد من المصريين والشاميين الذين قدموا الى المغرب للعمل في ميدان التعليم . بل لقد كان للفكر القومي ، وللمقاومة الفلسطينية ، تأثير على باقي شرائح المثقفين ، نظرا لطابعهما المناهض للإمبريالية ، والصهيونية ، والرجعية العربية ، ولتركيزهما الى هذا الحد او ذاك على الإسلام . وفي المقابل كانت مواقف النظام في المغرب آنذاك ، واضحة في تبعيته التامة للإمبريالية ، وتحالفه مع الرجعية العربية ، وعداءه للقومية العربية ، الشيء الذي ساهم في دفع العديد من المثقفين ، الى الابتعاد عن السلطة ومناهضتها .
د --- في اتجاه التصالح بين المثقف والسلطة .
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو التالي :
-- لماذا تغيرت مواقف اغلبية المثقفين المغاربة ، لصالح النظام المخزني البوليسي ، في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات ؟ .
-- ماذا وقع على مستوى الأوضاع المادية لهذه الفئات ؟
-- كيف تعامل النظام معها ؟
-- ماذا تغير على مستوى ساحة الصراع الفكري ؟
أأ – بعد الهزات التي تعرض لها النظام في بداية السبعينات، وحتى يجنب النظام السقوط الذي كان وشيكا ، اقدم على عدة إجراءات ، كان لها بالغ الأثر على الأوضاع المادية لأغلب المثقفين ، بل حتى على أوضاعهم المعنوية .
-- 1 – لقد حاول النظام والطبقات السائدة ، توسيع قاعدتها الاجتماعية ، عبر توسيع الطبقات المتوسطة . فجاءت مغربة القطاع الثالث ، ومغربة الأطر ، والمخططات الاقتصادية خاصة الخماسي 1973 – 1977 ، وانتفاخ أجهزة القطاع العام بشكل لم يسبق له مثيل . وقد استفادت الفئات المثقفة بشكل خاص من هذا التطور ، ولو كان ذلك بشكل متفاوت ، حيث استفادت الفئات العليا من الأطر بالخصوص السلمان 10 و 11 في الوظيفة العمومية .
-- من جهة ثانية اصبح النظام بمختلف سلطاته ، يلعب دورا اكثر ديناميكية في الميادين التي ينشط فيها المثقفون ، حيث بدأت تغدق الأموال على المثقفين ، وخلق العديد من المؤسسات لاستيعابهم ، بل دفعت القطاع الخاص نفسه الى لعب دور في هذا المجال .
-- انشاء اكاديمية ، الاكاديمية الملكية لاستقطاب المثقفين الأكثر شهرة .
-- انشاء المجالس العلمية لاستقطاب المثقفين التقليديين ، وتوظيفهم لخدمة سياسة الدولة ، ولمناهضة الأصوليين ، والإسلام السياسي .
-- انشاء العديد من جمعيات الأنهار ، والوديان ، والجبال ، والصحاري وغيرها ، والتي تساهم بقسط وافر في تمويل أنشطة ثقافية ومثقفين .
-- إقامة العديد من المهرجانات ، والمواسم ، والجامعات الصيفية الموازية ، والمناظرات ..
-- مراقبة الصحافة وتشجيع المنابر الموالية للنظام ، او التي تقبل باللعبة السياسية كما أرادها النظام ، وكما يريدها داخل النسق المخزني المحافظ على التقاليد المرعية ، وعلى الطقوسية .
-- بناء العديد من المركبات الثقافية ... الخ .
-- دفع بعض المؤسسات الخاصة الكبرى مثل الابناك .. الى انشاء مؤسسة تشجع الثقافة والفن .
وفي مقابل الأموال التي اصبح النظام ، والقطاع العام والخاص ينفقونها على " الثقافة " ، و " المثقفين " ، تزايدت بشكل خطير ، سيطرة الدولة على الميادين الثقافية . هكذا أصبحت وزارة الداخلية تمثل " المثقف الأول " تتدخل في كل شيء وتراقب كل شيء .
2 --- المواجهة الغير متكافئة مع الجماهير المغربية .
إضافة الى السيطرة الدولتية على مجال " الثقافة " ، لضبط " المثقفين " ، والتحكم فيهم من حيث التوجيه ضمن شعارات الدولة المخزنية والبوليسية ، سيواجه النظام قوى ثورية خرجت من صفوف المثقفين الحقيقيين ، الذين رفضوا التدجين ، وطرحوا الثقافة من منظارها الثوري ، لان الثقافة قضية ورسالة ، وليست تهريجا ، لخدمة المشاريع التي تنسج باسم الثقافة ، في حين لا علاقة لها بالثقافة ، لا من قريب ولا من بعيد . لقد تم انشاء قوى ثورية ، منها من يؤمن بنظرية الاستيلاء على النظام من فوق ، وبقوة السلاح ، " حركة 3 مارس 1973 " ، ومنهم من رفض هذا الخط في النضال ، فأدانوا من فوق ما وصفوها بالبلانكية ، ودعوا الى ثورة وطنية ديمقراطية ، باعتماد خط الجماهير ، لا بالقفز عليها " الحركة الماركسية اللينينية المغربية " . لقد واجه النظام المخزني البوليسي هذه التحركات ، من خارج صندوق المخزن ، بقمع شرس ، مما أدى الى تقوية الطبقات السائدة مرحليا ، واصبحت جزءا من ( اجماع ) سياسي مفروض من فوق ، وبقوة البطش ، اجماع سياسوي يتفق على جميع شعارات الدولة الطقوسية ، البطريركية ، والرعوية ، والمخزنية . من " سلم اجتماعي " غير موجود ، و " مسلسل ديمقراطي " مشبوه ومشوه .. وقد وفرت هذه الوضعية الجديدة للعديد من " المثقفين " بدون قضية وهم اشباه المثقفين ، الغطاء السياسي والايديولوجي للالتحاق بالنظام ، وبالسلطة ، دون ادنى إحساس بالذنب .
3 – لقد استطاعت الممالك ، والامارات ، والمشاييخ الخليجية ، أن تلعب دورا خطيرا في افساد العديد من الرموز الثقافية ، بفضل الأموال التي اغدقتها عليها ، إما مباشرة ، او بشكل ملتوٍ عبر العديد من المنابر والمؤسسات الثقافية ، وغير الثقافية التي تمولها تلك الدول بفضل الطفرة النفطية .
4 – اما اوربة ، وخاصة فرنسا ، فقد شهدت أواخر السبعينات والثمانينات ، صعود مثقفين جدد رجعيين ، تنكروا لمواقفهم وقناعاتهم السابقة ( جون بول سارتر ، الفلاسفة الجدد ، الصراع ضد الفكر العالمثالثي ، محاولات تبرير ممارسات الامبريالية ... ) . وكذلك نظريات رجعية ترتكز على حرية الفرد ، وعلى الفردانية ، والانانية ، وتجعل تلك الحرية الفردية في تعارض تام مع أي التزام تقدمي ، الذي أصبحت تماثله بالكليانية والدكتاتورية ، وبروز نظريات لا ترى أي اتجاه ، ولا أي معنى للتاريخ البشري ، انتشار شكل جديد متوحش من الليبرالية ، يواجه أي تدخل للدولة في صالح الشغيلة ، ويركز على الحرية التامة للرأسمال ، بدون قيود ، ولا حدود جغرافية كانت او إنسانية . ونظرا للتبعية شبه الكاملة لل ( مثقفين ) المغاربة إزاء ما ينتجه " البار يزيون " Les parisiens ، فقد بدأت تلك النظريات تكتسح المثقفين المغاربة ، لكنهم فشلوا من انزال الثقافة بمفهومها الحقيقي ، عندما تمسكوا بالقشور ، وتركوا الجوهر الذي ينطق بلسان تقليدي ، اصبح عاجزا عن تصريف اليومي الذي لا علاقة له بجوهر الحضارة الاوربية . لان الحضارة تستحيل عن النقل ، لأنها حضارة شعب ، وليست حضارة ( مثقفين ) يعانون الاستيلاب الفكري ، عندما يعتبرون المدنية الاوربية ، هي الحضارة الاوربية .. ( جميع الشعوب لها حضارة ، لكن ليس كل الشعوب مدنية ) .
إذا كانت هناك عدة عوامل أدت الى تغيير مواقف ( المثقفين ) ، ومنها الانحلال البيروقراطي في الاتحاد السوفياتي السابق ، والصراعات الدموية في العديد من دول العالم الثالث ، خاصة بالقارة الافريقية ، وبأمريكا اللاتينية والجنوبية ، فان من اللازم التأكيد على دور التلفاز التي تطور تقنيا خلال هذه الفترة بشكل جنوني ، الشيء الذي أدى الى ظهور اشباه المثقفين ، يتقنون استعمال هذه الوسيلة الإعلامية بخبث ومكر مدانين .
وقد استطاعت الامبريالية ، استيعاب العديد من اشباه المثقفين في جهازها الإعلامي المتضخم باستمرار من جهة ، بينما سمح لها التلفزيون من جهة أخرى ، من ابراز المثقفين الذين يخدمون مصالحها وتهميش الاخرين ، مما دفع ب ( المثقفين ) الذين يطمحون الى الشهرة ، الى القبول بالتعامل مع الرأسمالية ، والتسامح مع ممارساتها ، بل الدفاع عنها ، رغم انها تستعملهم ، لكنها تكرههم ، لانهم مجرد متطفلين جنوبيين ، لن يسْطع ( نجمهم ) ابدا في سماء باريس Paris .
5 – لقد تميزت نهاية السبعينات ، وخاصة بعد ويْل النكسة في سنة 1967 ، ببداية ازمة الأنظمة السياسية القومية ، التي مثلت بشكل مغلوط ، الأدوار التي تميز البرجوازية الصغرى ، وايديولوجيتها التي كانت ترى الوحدة العربية بشكل مثالي طوباوي ، لا واقعي ، ولا طبقي ، ولا قسري هيمني ، وليس على أسس ديمقراطية ، واحترام للخصوصيات والثقافات الشعبية ، التي لم تكن تفتح امام الجماهير الكادحة الباب لفعلها ( المستقل ) ، في نفس الوقت بدأت الرجعية العربية تتقوى مستفيدة من الطفرة النفطية ، ومن قصور واخطاء الفكر ، والممارسة القومية للبرجوازية الصغرى . ان هذه التغيرات ، انعكست على العديد من ( المثقفين ) المغاربة ، الذين بدأوا يتخلصون من القومية العربية ، لفائدة القطرية ، بل حتى الشوفينية العنصرية في بعض الأحيان ( القضية البربرية ) .
6 – وادى تطور ازمة المعسكر ( الاشتراكي ) ، بسبب الانحلال البيروقراطي الذي أصابه ، وقيام حروب بين دول ( اشتراكية ) ، كالصراع الصيني الفيتنامي ، والحرب الكمبودجية الفيتنامية ،ومجيء " بولبوط " الذي اعدم اكثر من ثلاثة مليون كمبودجي ، والصراع الصيني السوفياتي ، والانقلاب الأوربي على النظريات الكلاسيكية عندما تم طرح الآروشيوعية L’eurocommunisme ، ونجاح Jorge Marchait الستاليني في التأثير على بعض ( المثقفين ) المغاربة ... الى طرح تساؤلات خطيرة حول البديل الاشتراكي ، ساهم في زرع اليأس وسط المثقفين ، ووسط اشباه المثقفين بدرجة خاصة .
7 – وفي نفس الوقت ، بدأ يظهر ان الإسلام يمكن ان يلعب دورا هاما في التغيير ، ولو كان على حساب قوى ماضوية ، متعصبة ، ومتزمتة ، وظلامية . هذه القوى تريد باسم رفض الغرب ، ان تدفع المجتمع المغربي للتخلي عن العديد من المكاسب والمكتسبات ، التي وفرها تطور البشرية .
والحقيقة ان الغرب غربان ، غرب امبريالي يضطهد ويستغل ، ويريد استعباد الشعوب ، وغرب ديمقراطي تقدمي ، يقدم لنا العديد من القيم المتنورة ، ويناضل من اجل الحرية والديمقراطية ، واسعاد الانسان أينما كان .
هذه اذن هي الشروط الموضوعية والذاتية التي تفسر مواقف المثقفين ، ومواقف اشباه المثقفين ببلادنا ، الى حدود أواسط الثمانينات . والآن يجب ان نتساءل عن التطورات التي طرأت منذ ذلك الحين ، وعن الآفاق .
ب ب --- عن وضع المثقف الحالي والآفاق .
ان الوضع الحالي لهذه الفئات جد متناقض ، فهي أصبحت موضوعيا معارضة للنظام المخزني البوليسي ، الطقوسي ، والرعوي ، والبطريركي ، الثيوقراطي ، لان التطور والنمو الذي عرفته في النصف الثاني من السبعينات ، وبداية الثمانينات ، ارتكز بالأساس على انتفاخ أجهزة الدولة والقطاع العام . وبما ان ذلك الانتفاخ مُوّل في جزء لا بأس به بالقروض الأجنبية ، ولم يستند الى أسس صلبة ، أي نمو مماثل للبنية الإنتاجية للبلاد ، فانه سرعان ما افضى الى ازمة عميقة ، تمثلت في سياسات التقشف ، وما يرافقها من تفقير لهذه الفئات الاجتماعية ، ومن توقف لنموها ، وإعادة انتاجها كما تشهد على ذلك عطالة حملة الشواهد الجامعية .. وادى تعمق الطابع المخزنولوجي ، البوليسي ، والقمعي للدولة البوليسية ، وتدخل وزارة الداخلية في كل كبيرة وصغيرة ( ام الوزارات ) ، الى تصاعد القمع ، وتضييق الخناق على هذه الفئات . هكذا فان هذه الفئات توجد موضوعيا في خانة الشعب ، لكنها لن تلتحق بالشعب وقواه المناضلة ( ليس كأفراد ، بل كفئات اجتماعية ) ، وطبقاته الكادحة ، الاّ اذا توفرت الظروف التالية :
-- نظرا للطابع المتدبدب لهذه الفئات الاجتماعية ، فان تطور القوى الجذرية ، وخاصة تنظيمات الطبقات الكادحة ، ضرورة لا مناص منها لحسم ذاك التذبذب ، لصالح جر تلك الفئات الى جانب الطبقة العاملة وحلفاءها .
-- نظرا لطبيعتها كفئات مثقفة ، وهنا لا اعني اشباه المثقفين ، تتأثر الى حد كبير ، بالصراع الفكري ، السياسي ، والايديولوجي ، فانّ من الضروري بمكان ، وخاصة بعد الزلزال الذي عاشته البشرية كالوحش ( كورونا ) ، القيام بمجهود فكري جبار ( هذا المفهوم لا يمكن ان ينجزه شخص بمفرده مهما كانت طاقاته ومؤهلاته ، بل مطروح ان تقوم به القوى التقدمية والثورية الحقيقية ) ، لتوضيح الرؤيا ، وبلورة الخطوط العريضة لبديل معقول وملائم لواقع بلادنا ، يعيد الثقة للمثقفين المغاربة ، وليس لأشباه المثقفين ، في إمكانية التغيير نحو الاحسن والأفضل .
واذا كان من شأن برنامج مرحلي يستجيب للمطالب الملحة للجماهير الشعبية ، وضمنها هذه الفئات ، ان يعيد لها الثقة في النضال ، فان التركيز على الديمقراطية وحقوق الانسان ، والحريات العامة ، مسألة لها أهمية قصوى ، ويبقى انْ لا مندوحة من بلورة تصور استراتيجي ينير الطريق ، وقد يرتكز ذلك التصور الى نقد المفاهيم الرئيسية التي كانت تشكل الأسس التي إنبنت عليها الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي المنحل والسابق ، وكذا المفاهيم القومية البرجوازية الصغرى ، والتصورات السائدة حول الوطنية .
ويمكن في نظرنا ، وحسب التجربة ، حصر اهم المفاهيم الخاطئة للبناء الاشتراكي الإنساني ، وليس الطبقي في ما يلي :
- الدولتية او المماثلة ما بين المِلكية الجماعية لوسائل الإنتاج ، ومِلكية الدولة . فملكية الدولة ليست ملكية جماعية بالضرورة . بل عادة ما يكون غطاء لهيمنة البيروقراطية على وسائل الإنتاج .
- الاقتصادوية ، او اعتبار انّ تطوير الإنتاج المادي هو كل شيء ، وان الانسان ليس سوى خادم لذلك الإنتاج ، وبالتالي انتقاد التصنيع من اجل التصنيع ، نقد المماثلة ما بين التقدم والنمو الكمي للإنتاج ( خاصة الصناعي ) .
- التصور للحزب كطليعة تمتلك الحقيقة ، وتنوب على الجماهير ، وتهيمن على الدولة والشعب ، وبالتالي تفرغ المنظمات الجماهيرية من مضمونها كمنظمات مستقلة ، وتحول المجتمع المدني الى جسم هامد .
- المركزية الاوربية التي جعلت العديد من التحاليل حول العالم الثالث ، تستنتج التجارب الاوربية الغربية ، والوعي بان تعميم نموذج الرأسمالية الغربية على المستوى العالمي ، مستحيل تماما ، لأنه نموذج يرتكز الى استغلال الاغلبية البشرية ، شعوب العالم الثالث بالخصوص ، ونهب خيراتها .
ان تعميم نموذج الرأسمالية الغربية ، علاوة على كونه مستحيل تماما ، يعني وقوع كارثة بيئية اخطر من كل القنابل النووية .
نعم فلا نقد التصورات التي تروجها الدولة المخزنية ، البوليسية ، البطريركية ، والرعوية ، والتي روجتها خلال الستينات ، والسبعينات ، والثمانينات ، وطيلة التسعينات التي تختزل تاريخ البلاد وتشوهه ، وانْ تستعيد الهوية الوطنية كل ابعادها ( العربية ، البربرية ، الإسلامية ، الافريقية ) التي يجب تخليصها من كل ما أصابها من تفسخ وتخلف في القرون الأخيرة ، وإخصابها بكل القيم والمكتسبات التقدمية الكونية .. ولا خلاص أيضا من إعادة تأسيس مفهوم القومية العربية ، انطلاقا من نقد جوانب القصور والخطأ التي تميزت بها التصورات الناصرية ( جمال عبد الناصر ) ، والبعثية .. ، كل ذلك بهدف بناء تصور ديمقراطي للهوية الوطنية والقومية العربية ، وللبناء الديمقراطي التقدمي في بلادنا ، على مختلف المستويات الاقتصادية ، منها والاجتماعية ، والسياسية ، والثقافية ، بناء يرتكز الى الطاقات الخلاقة للشعب المغربي وللجماهير المغربية ، ولموارد بلادنا الطبيعية ، ويوفر تصورا واقعيا وفعالا ، لاستعمالها احسن استعمال ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية