الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحت الوصايا كنموذج

سلوى فاروق رمضان

2023 / 9 / 10
الادب والفن


إن من يفتون أن الأصل للمرأة أن تقر في بيتها لإن خروجها من أسباب الفتن ومن يقولون بحرمانية خروج المرأة للعمل بدون إذن زوجها هم أنفسهم من يعفون الزوج من مصاريف العلاج وأجر الطبيب لزوجته! ففقهاء المذاهب الأربعة إتفقوا على عدم وجوب نفقة العلاج على الزوج، قال الإمام الشافعي في الأم (........ لا يؤدي عنها أجر طبيب ولا حجام )، وفي المذهب الحنفي جاء في حاشية ابن عابدين أن النفقه هي الطعام والكسوة والسكن، وفي فتح القديرقال شمس الأمة الحلواني ( إذا مرضت مرضا لا يمكن الإنتفاع بها بوجه من الوجوه تسقط النفقه) فحتى كسوة الطعام والسكن والكسوة سقطت وهي مريضة! ولم يتغير رأي بقية المذاهب فهم يعتبرون أن التداوي لحفظ أصل الجسد فلا يجب لمستحق المنفعة ( الزوج) كعمارة الدار للمستأجر تجب على المالك لا على المستأجر! هذا وغير إجماعهم على عدم إلزام الزوج بشراء كفن لزوجته ولو كانت فقيرة، هذه الفتاوى ما هي إلا إسقاط نفسي لكراهية المرأة والرغبة في تكبيح جماحها، أصحاب هذه الكراهية ينشروها بين الناس عن طريق المقدس، فإعطاء كراهيتهم القداسة تصعب على العقل التفكير في عدم عدالتها ويجعلون لأصحاب الفكرة سلطة على العوام فيصبحوا قادرين على تهيجهم على أي مفكر ويستطيعوا أن يجعلوهم يقولوا أن هذا تكريم للنساء بدون الشعور بأي تناقض، فخطورة القداسة إنها تمنع من يعتنفها من إدراك معاني ما يقولوه هم فقط مدفعون بعواطفهم يخشون رفض المرأة لهم يخشون أن لا يستطيعوا نيل رضاها أو أن لا يستطيعوا أن يملوا عينها، من أجل ذلك أحكامهم لصالح ترويض هذا الكائن لمصالحهم، فيناهضون تعليم المرأة لكي لا تعلم كم المظالم التي يحوطونها بها يناهضون عملها حتى لا تستقر وتملك حريتها وتستغنى عن الرجل لو آذاها، يخشون إحترام المرأة لنفسها لذا يحوطونها بأفكار للحط من قيمتها، فهي الناقصة التي تتحكم فيها عواطفها ومع ذلك يقبلون أن تتحاسب كما يحاسب الرجال ومسئولة عما لا يسئل عنه الرجال، خدمة وتعليم وصحة أطفال ونفس الوقت تمنع من المسؤلية المالية والوصاية على الأطفال، طبعا لسبب يسوقوه وهو الخشية من أن يخدعها أحد وتصرف الأموال عليه،أي أن الأم قادرة على تحمل جميع المسؤليات التي تريح الذكر ولكنها غير قادرة على تحمل مسؤلية تجعلها حرة هي وأطفالها بعيدا عن سلطة ( قبيلة الأب).
لو أدركنا أحكامهم عن طريق التفكير المنطقي الذي يحتم علينا أن نراعي مصالح الجميع سنراهم متناقضين، ولكن حين ندرك هدفهم في السيطرة على المرأة سنراهم منطقيين، لقد نشروا الأفكار التى تمكنهم من ذلك ونجحوا في تحويل مصدر قدسية المرأة في الحضارات القديمة ( الأمومة ) إلى تكبيل النساء بها، فلا وصايه لها عليهم ولا تستطيع حتى أن تقدم لهم في مدرسة ولا تخرج لهم جواز سفر ولا أن تسمح بإجراء عملية جراحية لأطفالها، وبسبب الأمومة هي مكبلة مع زوج من أجل أطفالها مهما كان يسئ معاملتها.
مع ذلك نرى كثيرين يدافعون عن هذا الوضع وفي ظني أنه لا يخترق هذه القداسة المانعة من التفكير سوى الفن، لانه وحده القادر على مخاطبة الجماهير بمختلف مستوياتهم الثقافية والتعليمية وأخذ عقلهم لبضع دقائق ووضعهم في حال اخر غير حالهم وظروف أخرى لبشر أخرين يعانون من التناقض ويألم المشاهد بوضع نفسه مكان الأخريين، فيرفض ما كان يدافع عنه عندما يراه مجسدا على الشاشة، لذا لا عجب من زعر الرجعيين من أعمال فنية كمسلسل" تحت الوصاية " ومحاولة تشويهه، فما قدموه في الفن فضح ما يقولوه من شعارات في الوصية، فالناس بعمل فني واحد أدركوا تطبيق ما يردد من شعارات كاذبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟