الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنسا على استعداد لمساعدة المغرب على تلبية احتياجات الإغاثة وضحايا الكوارث

أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)

2023 / 9 / 11
السياسة والعلاقات الدولية


تستمر الحصيلة في الارتفاع بعد الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة والذي هز المملكة ليلة الجمعة. عمليات الإنقاذ متواصلة ومستمرة في البحث عن المفقودين تحت الأنقاض.
استفاق المغرب يوم السبت مترنحا بعد الزلزال القوي الذي ضرب البلاد في وقت متأخر من مساء الجمعة. وكشفت أشعة الشمس الأولى عن الأضرار الباهرة التي شهدتها عدة مناطق من المملكة بما فيها مراكش. وفي هذا السبت، نعى المغاربة بشكل خاص موتاهم. ومع بداية المساء، تجاوزت حصيلة القتلى 1300 شخص، فيما واصلت مصالح الإنقاذ البحث بين الأنقاض للعثور على ناجين محتملين. وهناك أيضا أكثر من 1800 جريح. وقد تدفقت بشكل هائل استعدادات للتضامن، بما في ذلك عبر الحدود، لتلبية احتياجات الإغاثة وضحايا الكوارث.
وبات من المؤكد أن المستشفى الجامعي بمراكش استقبل غالبية الضحايا. وقالت جيهان قداد، مديرة الاتصالات في موقع "ماروك إبدو" إن “عدد الأشخاص الذين تم قبولهم كبير جدا لدرجة أننا لم نتمكن من التعرف عليهم بدقة”.
وتابعت: "عندما وصل الضحايا، كان أكثر ما يهمنا هو القدرة على تقديم الإسعافات الأولية لهم". منذ أن انضممت إلى المستشفى الجامعي، لم يسبق لي أن رأيت أطباءنا يواجهون مثل هذه المهمة الهائلة. ومع ذلك فإنهم ينجحون بشكل مثير للإعجاب. وعلينا أن نرفع القبعة لهم.".
وقالت اليونسكو إنها ستدعم السلطات المغربية في حصر الأضرار التي لحقت بالتراث والتعليم، وجعل المباني آمنة والاستعداد لإعادة الإعمار.
وبينما يتم تفعيل خدمات الطوارئ، تسلط الأرقام الضوء على المناطق الأكثر تضررا من الزلزال المميت.
من ذلك يتبين أن إقليم الحوز الذي يقع فيها مركز الزلزال، دفع الثمن الأكبر حيث بلغ عدد القتلى في هذه المرحلة 1293 قتيلا. في حين سجلت تارودانت 452، وشيشاوة 103.
وكانت مدينتا ورزازات ومراكش، اللتان تتمتعان ببنية تحتية أكثر صلابة، أقل تأثرا بعدد الوفيات، حيث بلغ عدد الوفيات 41 و15 حالة وفاة على التوالي.
وقالت العديد من الدول والمنظمات المتعددة إنها مستعدة لتقديم المساعدة للمغرب في تنظيم جهود الإغاثة. لكن المملكة لم تقدم أي طلب في هذا الصدد. "كنا نود أن نستقل طائرة تقلع خلال دقيقة واحدة من أورلي، لسوء الحظ لم نحصل بعد على موافقة الحكومة المغربية"، هذا ما صرح به صباح يوم الأحد ل"فرانس إنتر" أرنو فريس، مؤسس منظمة "منقذون بلا حدود" بلهجة لا تخلو من أسف.
وأضاف قائلا: “الحكومة المغربية تمنع جميع فرق الإنقاذ باستثناء الفرق القطرية التي يُسمح لها بالهبوط هناك. وصلوا ومعهم 96 شخصا وخمسة كلاب بحث. نحن لا نفهم هذا الوضع المعوق”. ثم قال إن أكثر من 100 فريق أبلغوا الأمم المتحدة باستعدادهم لمساعدة المغرب.
مساء السبت، انطفأت بشكل استثنائي عند الساعة الحادية عشر اضواء برج إيفل، الذي يبقى عادة مضاء حتى الواحدة صباحا، وذلك للترحم على ضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب الليلة السابقة.
وقالت عمدة باريس آن هيدالغو، يوم السبت، إن إطفاء الأضواء يعبر عن “دعم العاصمة الفرنسية الكامل والواضح للمغرب”، معربة عن “تضامنها مع المدن والعائلات”.
وأشار الاتحاد الوطني للمغاربة، في بلاغ صحفي، صباح يوم أمس السبت، إلى أنه أرسل فريقا من الخبراء إلى متاحف مراكش، لمعاينة الآثار التي خلفها الزلزال وتحديد الاحتياجات العاجلة لإصلاحها.
توفي فرنسي خلال الزلزال الذي ضرب المغرب، وأصيب ثمانية آخرون، حسبما أعلنت صحيفة :"كي دورسي". وقالت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، "إننا نأسف لوفاة مواطن فرنسي بأكادير إثر نوبة قلبية خلال الزلزال"، كما حددت هوية "ثمانية مواطنين" مصابين، وقالت إنها "على اتصال وثيق بهم. من أجل (ضمان) حسن رعايتهم”. ورغم أن أكادير تبعد بنحو 200 كيلومتر عن الحوز، مركز الزلزال، إلا أن الشعور بالزلزال كان قويا هناك.
ونبه الصليب الأحمر الدولي، اليوم السبت، المجتمع الدولي إلى أهمية احتياجات المغرب، بعد الزلزال المدمر الذي ضربه، مستشهدا باحتياجات "لأشهر أو حتى لسنوات". وقال: "لدينا جداول لأشهر، بل لسنوات من الاستجابة"، مضيفا: "ستكون الـ24 إلى 48 ساعة القادمة حاسمة لإنقاذ الأرواح". وأوضحت كارولين هولت، مديرة العمليات العالمية في الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر: "ستكون جهود البحث والإنقاذ هي الأولوية بالطبع مع ضمان العناية بالأغطية".
كما أفادت وزارة الخارجية الفرنسية أن “عدة سلطات محلية” تواصلت مع خدماتها بعد الزلزال الذي ضرب المغرب “لطلب مبلغ مساعدة يقارب مليوني أورو”. وفي وقت سابق، تعهدت ثلاث مناطق في جنوب فرنسا - أوكسيتاني، وجماعة كورس، ومنطقة بروفانس ألب كوت دازور - بتقديم مليون يورو كمساعدات إنسانية.
عبر الفنان الكوميدي جاد المالح، المولود في الدار البيضاء، يوم السبت، على موقع إنستغرام، عن “صدمته” من الزلزال الذي خلف أكثر من ألف ضحية. وقال على قناة BFMTV: “إنها صدمة حقيقية، بالطبع كمغربي، ولكن أيضًا كإنسان”.
وأطلق نداء لجمع التبرعات من هيئات الإنقاذ الشعبي لمساعدة الضحايا. وأضاف جاد المالح: "نتحدث مع عدد من الفنانين لمحاولة تنظيم حفل أو عرض، وهو أمر يمكن أن يساعد"، موجهاً التحية "للمتواجدين في الميدان".
كما أعرب العديد من الفنانين الفرنسيين عن مشاعرهم بعد الزلزال المدمر. ودعا جمال الدبوز، الذي ينظم مهرجان مراكش للضحك منذ عشر سنوات، بشكل خاص إلى “مساعدة المغرب و[الصلاة] من أجل إنقاذ الأرواح في الساعات والأيام القادمة”.
من جانبه، كتب إيمانويل ماكرون في رسالة موجهة إلى ملك المغرب محمد السادس، والتي نشرت وكالة "فرانس برس" مقتطفات منها، إن فرنسا مستعدة بالفعل لحشد الوسائل اللازمة للاستجابة لأي طلبات من المملكة المغربية. وأعاد رئيس الدولة، الذي عرض المساعدة المفتوحة صباح يوم السبت، التعبير للملك عن "مشاعره القوية" و"حزنه العميق".
وتقترح فرنسا أيضا، حسبما أشار رئيس الدولة، "تقديم مساعدة فورية في هذه المرحلة الطارئة الحرجة، وتقديم الدعم اللازم لإعادة الإعمار عندما يحين الوقت".
وقع زعماء الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مساء السبت، رسالة إلى ملك المغرب محمد السادس قالوا فيها إنهم “متضامنون تماما” مع الشعب المغربي بعد الزلزال المدمر الذي أغرق المملكة في الحداد.
وكتبوا في هذه الرسالة، وانضم إليهم رؤساء مؤسسات الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل (المجلس الأوروبي) وأورسولا فون دير لاين (المفوضية) قائلين: "باعتبارنا أصدقاء وشركاء مقربين للمغرب، نحن على استعداد لمساعدتكم بأي طريقة ترونها مفيدة".
عن جريدة "لو فيغارو" لتصرف





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع

.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي

.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال



.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل