الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النيل وإيمان والسيد درويش

حسن مدبولى

2023 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


فى الذكرى المئوية لخالد الذكر الفنان الرائع سيد درويش نؤكد على حقيقة ثابتة لاتتغير ، وهى أن مصر دوما كانت وستظل تتحامل وتعادى ( كل) أو (أى) (سيد درويش) يظهر فى ربوعها ،فالمبدع العنيد المستقل المقاوم يعتبر فكرة مرفوضة مصيرها المحتوم هو الفناء أو الاختفاء القهرى !!
هكذا كان حال الجد سيد درويش، وهو أيضا الذى حدث لجمال حمدان صاحب تلك الفكرة ، وكذلك بات هو النهاية المؤلمة ذاتها التى ألمت- بالحفيد إيمان البحر درويش !!

وإذا تركنا المواقف والتراث الإبداعى والنهاية المأساوية لسيد درويش جانبا لإنها باتت حقائق تاريخية يعلمها القاصى والدانى وانتهت منذ حوالى مائة عام، وقمنا بالبحث عن تفاصيل ما وقع للحفيد إيمان البحر درويش فى عصرنا الحالى ، سنكتشف أنه قام منذ عامين بكتابة تدوينة سياسية غاضبة ناقمة حزنا على نهر النيل ، كما ظهر أيضا فى مقطع مصور على وسائل التواصل الإجتماعى داعيا الشعب المصرى لكى يستفيق ويصحو من نومته الدائمة ، وأن يهب للدفاع عن النهر التاريخى قبل الضياع ، كما سخر درويش (الحفيد) من السلطات الرسمية التى تضيع الوقت فى أعمال شكلية ولا تفعل أمرا حاسما ،
وقد إعتبر البعض أن هذا النداء أو الإستنهاض الغاضب الساخر لا يجوز ، وفيه تطاول مرفوض شكلا وموضوعا ، وبدأت على الفور السيمفونيات المعاكسة تنهال على الرجل وتحرض عليه وتسخر منه ومن جده العظيم سيد درويش وتدعوه بأن يخرس ويلتزم حدوده ؟
وعلى الرغم أن إيمان البحر درويش لم يخطئ ، وما قاله كان دفاعا عن نهر النيل ونقدا للمواقف الرسمية السلبية، وهو أقل ما يمكن فعله وقوله فى هذا المقام الخطير والتهديد الوجودى للبلاد والعباد ،إلا أنه واجه ردات فعل كارثية توجت باختفائه ثم عودته المأساوية عقب الحكم على إبنه بالسجن عدة سنوات لتسببه فى حادث سير مرورى !!
الكارثة الأكبر أن نداء إيمان البحر درويش لم يحرك ساكنا ، ولم يترك أثرا يذكر إلا عليه هو شخصيا وعلى عائلته ، تماما كما ذهبت من قبل صيحات جده وضاع جهاده وكفاحه هباءا منثورا ، بل أن القدر لم يكتفى لهما بالحصار وتجاهل الناس وتناسيهم ،فحياة الجد إنتهت فى ريعان الشباب وعلى مايبدو كان السبب مدبرا من قبل أعدائه، بينما الحفيد(ايمان) حوصر اعلاميا وفنيا وانتهى أثره بشكل غامض إلا من بقايا حزينة أظهرتها ابنته لكى يعرف المصريون كم يرتكبون من جرائم تجاه كل من يدافع عن مصالحهم الوطنية وعزتهم وحريتهم !!

لقد كان من المفترض أن ينتبه الناس لصيحات وصرخات إيمان البحر درويش، وأن يدعمه المئات بل الآلاف من الفنانين والمثقفين متضامنين ومؤيدين ورادعين لهذا السفه الداعى للجبن والهوان والمانع لكل كلمة حق تطلق دفاعا عن مصير أمة بأسرها، لكن يبدو أن الفنانين وغيرهم متفرغون فقط لجمع الأموال والاستمتاع بالملذات والمقابلات الفضائية وتأمين أسرهم وأبنائهم وحدهم !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا