الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشيلي..في ذكرى الانقلاب الدموي

صوت الانتفاضة

2023 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


"لن أستقيل! بعد أن دخلت في تحول تاريخي، سأدفع مقابل الولاء للناس بحياتي. وأقول لهم إنني على يقين من أن البذور التي زرعناها في ضمير الآلاف والآلاف لن تذبل. تحيا شيلي، عاش الشعب، عاش العمال".

هذه هي الكلمات الأخيرة للرئيس المنتخب ديموقراطيا سلفادور الليندي، والتي وجهها للشعب التشيلي، قالها في لحظة قصف القصر الرئاسي من قبل طائرات الفاشي بينوشيه، في صبيحة الحادي عشر من أيلول عام 1973.

قٌتل الليندي، وقتل معه الالاف من الشيوعيين، وبلغ عدد المعتقلين 100 ألف في سجون القوى الفاشية المجرمة، ليقوموا بعمليات تعذيب يقشعر لها البدن؛ كانت القسوة هي المنهج الوحيد لقادة الانقلاب الدمويين، والذين اغلبهم قد تلقى تدريبا في الولايات المتحدة الامريكية.

سيناريو كانت المخابرات المركزية الامريكية قد نشرته في بلدان عديدة، فهو ذاته ما حصل في العراق 1963، أعدم عبد الكريم قاسم وكل القادة الذين حوله، وقتل الالاف من الشيوعيين وممن لديه ميول يسارية، واعتقل عشرات الالاف منهم، ومورس التعذيب والاغتصاب من قبل بلطجية الحرس القومي، الذين كما أعلن أحد قادتهم بشكل صريح: "لقد جئنا بقطار امريكي".

إيران مصدق 1953، غواتيمالا اربينز 1954، الكونغو لومومبو 1961، والعشرات من الانقلابات التي قادها حلفاء السي آي إيه، لكن تبقى في الذاكرة اندونيسيا سوكارنو 1965، والتي بلغت بها وحشية الأنظمة الفاشية قمة دمويتها بقتل أكثر من نصف مليون انسان، اتهمتهم هذه الأنظمة بالشيوعية واليسارية، بمباركة أمريكا وأوروبا لهذه الإبادة.

كانت الانقلابات في القرن الماضي تباركها وتحث عليها الديموقراطية الامريكية والأوروبية، اما انقلابات اليوم فأنها مندد بها، وتطالب بالحفاظ على حياة الرؤساء، والرجوع الى المسار "الديموقراطي".

في هذا العام، وفي الذكرى الخمسين على الإطاحة بالرئيس الليندي، طلبت السلطة في تشيلي من النظام الديموقراطي الأمريكي، طالبتهم بالإفراج عن الوثائق المرتبطة باحداث الحادي عشر من أيلول 1973، وقال سفير تشيلي في واشنطن في وقت سابق:

"ما زلنا لا نعرف طبيعة الملفات التي كانت موضوعة على مكتب الرئيس ريتشارد نيكسون صبيحة الانقلاب العسكري وكيف تم ابلاغه به". وما الذي تريد معرفته؟ أنظمة رأسمالية قذرة تريد ان تحافظ على مصالحها بأي ثمن.

قتل الليندي، قتل فيكتور جارا، ثم قتل بابلو نيرودا، قتلوا كل شيء جميل في تشيلي؛ كان المطرب الراحل جعفر حسن يغني "شيلي تمر بالليل نجمة بسمانا".

"في مسألة السلطة، لا يتعلق الأمر بالارتباط العددي للقوى، بالحصول على الأغلبية. على سبيل المثال، إذا في آذار/مارس عام 1973، حصلنا على 51% أو 55%، هل هذا يعني أن الإمبريالية والبرجوازية الكبيرة سوف تتوقف عن الاستعداد للانقلاب، ولن تستمر في تجهيز قواها للإطاحة بنا؟ على الأقل، تُظهر التجربة التاريخية أنه حتى في ظل أقلية، يدافع الأعداء عن هيمنتهم الطبقية بوسائل عنيفة" لويس سيبولفيدا....1949-2020.

كل المجد والخلود لسلفادور الليندي ورفاقه والعار كل العار لبينوشيه و لديموقراطية البيت الابيض.
طارق فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب