الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاوله لتصويب التحالفات

سامي العباس

2006 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


في التحول المتأخر الى نمط الإنتاج الرأسمالي تفضي المخانق التي يمر بها التحول , الى نشوء أوضاع ثورية, تنعقد على أغصانها أوهام حرق المراحل , التي وإن تصدرت اللينينية شرف التنظير لها , إلا أن بواكير هذا الميل مبثوثة في كتابات ماركس وسلوكه السياسي ..يمكن التقاط هذا الميل في البيان الشيوعي وفي ماركس 1844 على سبيل المثال لا الحصر ..
تكشف ملاحظة لينين الشهيرة (لايوجد رجل ثوري توجد لحظة ثورية ) محاولة لينينية لعقلنة هذا الميل الجارف نحوتحميل الإرادة فوق ما تحتمل , الذي استشرى في أوساط أتباعه كرد فعل على الإتجاه الإصلاحي السائد في الأممية الثانية ..
من المخنق الألماني خرجت الأيديولوجية الألمانية , ومن المخنق الروسي خرجت اللينينية ..إلا أنه هنا وهناك تّخلق المخنق من شرط تاريخي ( التحول المتأخر الى الرأسمالية ) و مصدرين لتوليد الإكراهات :
- خارجي يفتح على التدخلية التي تمارسها رأسمالية تخطى توسعها في دائرة التبادل السوق القومية ( الرأسمالية الإنكليزية والفرنسية في طورها الإمبريالي ). وهي تدخلية تبدأ من تغليب الطابع الكومبرادوري على الجنين البرجوازي كون ولادته تتم في شروط التوسع الرأسمالي في دائرة التبادل. ولا تنتهي في الحجم المتضخم للإرادوية , الغالب على عملية تحطيم نمط الإنتاج القديم ( إقطاعياً كان أو خراجياً ) وما يستدرجه هذا من ملفات تتلطى وراءها قوى الممانعة المحلية لعملية التحول ( ملفات الهوية الوطنية أو القومية أو الدينية )
- داخلي يبدأ من تفاقم الإحساس بالعطالة لدى المثقف المحلي- مشكلا قاعدة انطلاق لنزعات الإستسهال والإستعجال من جهة والقنوط والإستقالة من المهام الإ ستثنائية التي يتوجب على المثقف العالم ثالثي النهوض بها ..في نقطة بين النزعتين المتناقضتين يقع السلوك الصحي للمثقف – ولا ينتهي عند الإرث الثقيل للماضي اللذي تحسن قوى العطالة التاريخية التلاعب به ..( في سورية على سبيل المثال ساهمت مشكلة الأرض في تحويل حزب ليبرالي للبرجوازية المستنيرة ,مزود ببرنامج قومي للتحول الرأسمالي – راجع الدستور المنبثق عن المؤتمر التأسيسي لحزب البعث وأدبيات السنوات القليلة اللاحقة – الى حزب اشتراكي بنزعة لينينية متفاقمة بلغت ذروتها في النصف الثاني من عقد الستينات. وتمخضت عن ولادة رأسمالية دولة من الطراز السوفييتي المخفف )..
لم تكن مشكلة الأرض أكثر من نقطة وثوب بالأوهام الى مستوى تخطي الرأسمالية كممكن تاريخي ..
إلا أن تموضع مخنق التوسع الرأسمالي عند مشكلة الأرض في الحالة العربية على سبيل المثال , جعل من الفلاحين - بدلا من البرجوازية- الحامل الإجتماعي لمقطع طويل من عملية التحول ..وأعطاها طعمها الريفي..فتصدر ابناء الفلاحين الذين تسربوا الى المؤسسات العسكرية قيادة ( الثورات ) التي تولت شق الطريق للعلاقات الرأسمالية الى أبعد نقطة في البوادي والأرياف ..ليس صدفة أن يأتي معظم الرجال اللذين قادوا التحولات الكبرى في العالم العربي طيلة النصف الثاني للقرن العشرين من الأرياف والبوادي ( عبد الناصر , حافظ الأسد , صدام حسين , القذافي ..الخ ..) ..
ا ا
في المخنق الجديد - وهو مخنق التحول من رأسمالية الدولة الى الدولة الرأسمالية, مرت وتمر به ما سميت في حينه ( المنظومة الإشتراكية) والبلدان التي تحالفت معها ونسجت على منوال تجربتها في التحول الرأسمالي لأسباب متنوعه- تمارس الماركسية الأيديولوجية بنسخها : اللينينية والماوية وأبناء عمومتهما القومية – الإشتراكية والإشتراكية – الوطنية..الخ التحالف مع قوى الممانعة التقليدية للحداثة: الأيديولوجيات الدينية..وتتكئ في تحالفاتها هذه على باقة من الذرائع التي يمكن تفهمها لا تبنيها وتمتد- أي الذرائع – من الدفاع عما تبقى من مكاسب حّصلتها الفئات الشعبية في المقطع الصاعد من سيرورة رأسمالية الدولة, وصولا الى مقارعة الإمبريالية ( العدو الذي تتلاقى عنده خطوط العداوة الطبقية والوطنية والقومية) .
في خانة( أليكْ )هذه تنحشر الليبرالية كأيديولوجيا ينبغي أن تقود عملية التحول من رأسمالية الدولة الى الدولة الرأسمالية كممكن تاريخي . وفي العالم العربي والإسلامي تتسع مضبطة الإتهام الموجهة لليبرالية لتشمل العمالة للإمبريالية وتوهين العزائم القومية والوطنية والتفريط بالمصالح وصولا الى تلبيسها كل ما تلبسه الديانات السماوية لأبليس!!
لا تنظرالماركسية الأيديولوجية وأبناؤها وأحفادها لليبرالية بالعين التاريخية .. لا بل أن التاريخية كمفهوم تركنه أثناء تحليلاتها كما يركن المحراث السومري عندما يحضر التراكتور , متناسية أن مايعجز عن حراثته التراكتو ر لهذا السبب أو ذاك يستطيع حراثته المحراث السومري ..لاتختصر الحداثة العقلية بكمية الأدوات الحديثة التي تجمَعها بل بكيفية إستعمالها . وإلا تحولت الى نياشين تعلق في الإستعراضات فقط ..
في سماءالتحول الرأسمالي تنعقد و تتداخل الأيديولوجيات كما الغيوم . بعضها ماطر وأغلبها ينفع فقط في إشاعة الوهم بقدوم المطر .ليست المشكلة بوجود الماء في هذه الغيمة أو تلك . بل بتوفر الشروط المناسبة ( حرارة ورطوبة ) .. بين الأيديولوجية الليبرالية ومرحلة التحول الرأسمالي ما يمكن التعبير عنه بالوعي المطابق .. الوعي الذي لايعجز عن حل الإشكاليات المطروحة من جهة ولا يغرق في الإشكاليات التي لم يحن أوانها من جهة ثانية..أي الوعي اللازم بلا نقصان ولا تزيد ..
في المقطع الراهن من عملية التحول الرأسمالي الجارية وهو مقطع التحول من رأسمالية الدولة - التي أنجزت في شروط التحول المتأخر مرحلة التراكم البدئي – الى الدولة الرأسمالية, تشتد الحاجة الى الأيديولوجية الليبرالية التي شاغبت عليها الماركسية الأيديولوجية وتفريعاتها وأقصتها الى الرصيف مفرغة الطريق لأيديولوجيات ما قبل الرأسمالية : الدينية ومشتقاتها ..
ااا
بتحالف الماركسية الأيديولوجية مع الإسلام السياسي في العالم العربي والإسلامي تزيح الأولى عينها عن المستقبل الذي يجر الإسلاميون الحاضر إليه..هو موقف عقلي أشيه بفقه النكاية..لم تفلح الماركسية الأيديولوجية في صناعة حاضر تخيلته(الإشتراكية ) - وهو عجز يمكن تفهمه من قبلها إن استعادت علميتها وطابعها النقدي – فانتقلت الى خندق من يريد أن يدمر ما أنجزته مجتمعات العالم العربي –الإسلامي على طريق الحداثة , وبرنامجه : ثلاث كلمات ( الإسلام هو الحل )











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا