الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


!ممنوع الاقتراب أو التفكير

لبنى حسن

2006 / 11 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


للمرة الثانية في اقل من عام يتم إلقاء القبض على المدون عبد الكريم نبيل سليمان (22 عاما) و لمن لا يعرفه فهو طالب أزهري فصل مؤخرا بسبب كتاباته على النت و سدت أمامه جميع الأبواب التعليمية فلم يسمح له باستكمال دراسته داخل مصر أو باستخراج جواز سفر لاستكمالها في الخارج.

انتشر خبر اعتقاله هذا الأسبوع حيث بثته الإذاعة البريطانية و راديو " سوا" الأمريكي و عدة شبكات على الانترنت من بينها رويترز و إيلاف و بعض المواقع الأوربية و العربية حتى أن بعض نشطاء البحرين قاموا بإنشاء موقع خاص ينادى بالإفراج عنه.

و التهم كما نشرتها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
1) إذاعة بيانات و إشاعات مغرضة من شأنها تكدير الأمن العام
2) إهانة رئيس الجمهورية
3) التحريض على قلب نظام الحكم و كراهيته و الازدراء به
4) إبراز مظاهر غير لائقة بسمعة البلد و الإذاعة عنها للجمهور
5) التحريض على بغض طائفة "الإسلام"

قد نفترض –جدلا- أن النظام غيور على "الإسلام" و نتفهم التهمة الأخيرة حيث أن هناك قانون مصري يجرم ازدراء الأديان بالرغم أن معنى و مفهوم"ازدراء الأديان" قد يكون نسبيا أو محل جدال, و في معظم الأحيان لا يطبق, فكثيرا ما نرى على الأرصفة الكتب التي تحرض على أتباع المسيحية و غيرها من الأديان, و لكن لا افهم معنى التهم الأربعة الأولى و لا أراها سوى عبارات مطاطة نستطيع توجيهها لاى كاتب معارض, بل و أيضا لصحف بأكملها سواء كانت مستقلة أو حزبية, فتلك الاتهامات العامة سيف مسلط على الرقاب, و قد تنطبق على الجميع ما عدا المحاسيب وأنصار "كله تمام و أخر انسجام"!

و طبقا لتلك الاتهامات و حرصا على سلامة أصحاب الرأي وجب الابتعاد عن نقد الأوضاع الحالية بما فيها على سبيل المثال –لا الحصر- حوادث القطارات و العبارات و إهمال و تراخى الوزارة المعنية, و الكتابات عن إهانة الشرطة للمواطنين و انتشار الرشوة و المحسوبية و الفساد وضرب و سحل المعارضين و تزوير الانتخابات و انتشار البلطجة و هروب رؤؤس الأموال و بيع القطاع العام و تشريد العمال و تهريب أموال البنوك و استيراد الأسمدة المسرطنة و قانون الطورىء و التفجيرات الإرهابية و قمع القضاة و أساتذة الجامعة و التعذيب في أقسام الشرطة و تلوث الماء و الهواء و الزرع و أنفلونزا الطيور و التمييز العنصري و مجزرة اللاجئين السودانيين و ضحايا محرقة بنى سويف و جريمة بنى مزار و الإهمال الطبي و الأطفال المشردين و غلاء الأسعار و انتشار القمامة في الشوارع و تزايد التحرشات بالنساء واختناق المرور و انهيار التعليم و البطالة و مهانة سكان المقابر و العشوائيات و العشش و الأكواخ و الخرابات و صفر المونديال...الخ لان كل تلك تعد إبراز مظاهر غير لائقة بسمعة البلد و من شانها التحريض على كراهيته النظام!

بالتأكيد لست هنا أكتب للدفاع عن عبد الكريم سليمان تحديدا خاصة و أنني لا أتفق مع معظم آراءه و لا أحبذ أسلوبه الصدامي و لكن القضية تكمن في حرية التعبير و حرية الإنسان في أن يمارس ابسط حقوقه أو ما كان متاح له من حقوق.... حرية النباح!!.... و لكن يبدوا أيها المواطن انه لا يكفى أن تكون "صابر " الصابر و لكن عليك أن تكون "صابر" الصابر الساكت حتى تكون مواطنا صالحا مرضى عنك و عن سيرتك و عشيرتك.

اكتب اليوم ليس دفاعا عن احد بل قلقا على مستقبل حرية التعبير بعد أن انضمت مصر لقائمة أسوأ الدول التي تقمع حرية التعبير على الانترنت لتجاور كوبا و إيران و تركمستان في أحدث تقرير لمنظمة صحفيون بلا حدود.

لا أستطيع الجزم بان هناك حرية مطلقة, و لا اتفق مع الشق الأول من مقولة " لقد ولدتنا أمهاتنا أحرار و لن نستعبد بعد اليوم" لان الإنسان في الأصل يولد دون اختياره و لا يختار البلد التي يولد بها و لا الجنسية التي يحملها وقت ولادته و لا اسمه و لا شكله و لا أهله و لا ديانته و لا طبقته الاجتماعية..و لكن أليس من حق هذا الإنسان الذي فرض عليه أن يحيا كانسان - في اى مكان- أن يتمتع بالأمان مادام لا يؤذى أحدا و مادام يمارس حريته بشكل سلمى أم أن الحرية في وطننا وهماً كبيراً نتغنى به في المناسبات و لكن علينا أن نخشاه في الممارسات؟

و أخيرا رسالة لكل معتقلي الرأي

من سمم المحاصيل الزراعية و سرطن الملايين...حر
من أغرق ألف في المياه الإقليمية...حر
من احرق المئات في مسرح بنى سويف و حوادث القطارات...حر
من ذبح العشرات في بنى مزار...حر
من تحرش بالنساء في يوم الاستفتاء و غيره...حر
ليتك يا صاحب الرأي ما فكرت و ما دونت و انضممت لهؤلاء لكنت الآن...حر!

لبنى حسن
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية