الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب يناديكم يا أهل الخير ، ماذا بعد الإغاثة الطارئة و عمليات الإنقاذ و البحث عن الناجين !

عبير سويكت

2023 / 9 / 12
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


عبير المجمر (سويكت)


فى ظل الكارثة الطبيعية التى يتعرض لها المغرب و الأزمة الانسانية المتفاقمة لم ترفع الصحافة الصفراء يدها عنهم، بل أرادت كالعادة المتاجرة فى الأزمات بهدف أثارة الرأي و جذب العديد من القراء و المستمعين و المشاهدين لرفع رصيدها من المتابعين او المشترين دون أدنى مراعاة لما تسببه من ضيق للمغرب و أهله.
فقد ذهبت الصحافة الصفراء لنسج القصص الخيالية لتفسير سلبي لتريث المغرب فى إعطاء الضوء الأخضر للمساعدات الدولية المتتالية، و دون الدخول فى القيل و القال و الأحاديث التى تؤخر و لا تعجل فى حل الأزمة و عليه يصبح تداولها مضيعة للزمن.

فمن المعلوم أن بلد كالمغرب فى ظل الأزمة التى يمر بها ومن اجل إدارة الكارثة الطبيعية التى تتعرض لها البلاد، و حتى ‎تتمكن من الاستفادة من المساعدات الفنية والمالية و اللوجستية المختلفة لتعزيز قدرتها على التعامل مع الزلازل وغيرها من الكوارث الطبيعية لآبد لهم أولًا من إجراء تقييم شامل لأضرار الزلازل الأمر الذى سيساعدهم بصورة فعالة على فهم مدى الضرر ‎و من ثم تقييم وتحديد احتياجات السكان المتضررين.

و من خلال المتابعة المهنية الدقيقة لتطورات الأحداث في المغرب يبدو أنهم تمكنوا إلى حد ما من إجراءات الإغاثة للحالات الطارئة من خلال توفير الغذاء و المياه النظيفة للمتضررين و بعض الخيم كنوع من المأوى المؤقت، بينما لا يزال بعض المغاربه يفترشون البطاطين فى انتظار إيجاد حلول أفضل ، كما تابعنا عمليات الاستنفار الوطنية المحلية لأهالي المغرب من شيب و شباب نساءاً و رجالًا هبوا لإغاثة المتضررين، و تكاتفوا جنبًا لجنب لتوفير الأمان الغذائي و المائى و الملابس، بإلاضافة لطوابير التبرع بالدماء، و جمع المساعدات الغذائية و التبرعات الماليه من مختلف مناطق المملكة المغربيه داخليًا و الجالية المغاربية بالخارج، كما شهدنا مجموعة من الشبان و الشابات المتطوعين إنسانيًا من آجل تقديم خدمات الرعاية الطبية من الإسعافات الأولية و غيرها، بل و أطلقوا نداءات على مواقع التواصل الاجتماعي للمتدربين منهم للالتحاق بالمنظمات الدولية و الإقليمية التى تنوى تقديم المساعدات للمغرب حيث رغب الشباب فى الوقوف مع تلك المنظمات الاقليمية و الدولية جنبًا لجنب ليقدموا لها يد المساعدة و أيضًا لتستفيد من خبراتهم المحلية و من اجل تبادل الخبرات و المعرفة على نهج " بدل ان تعطيه سمكة علمه كيف يصطادها"، و لآن أهل مكة أدرى بشعابها فقد يكون هؤلاء الشباب خير دليل لتلك المنظمات يدلونهم على احتياجات أهاليهم من المتضررين و يسهلون عليهم عملية التواصل معهم.

أما فيما يتعلق بعمليات الإنقاذ و البحث عن الناجين فبالرغم من التكاتف المجتمعي لأهالي المغرب من مسعفين ومتطوعين وفرق من القوات المسلحة المغربيه من أجل العثور على ناجين وانتشال جثث من تحت الأنقاض وبالرغم من عملهم يدًا بيد بكل شجاعة و تنافى لإنقاذ الناجين من تحت الأنقاض و انتشال المصابين و الجثث، بالإضافة لسعى وزارة الصحة و الحماية الاجتماعية المغربية توفير ترسانة لوجستية لضمان سرعة عمليات التدخل و الإنقاذ و صمود القوات المسلحة لتلبية حاجات مواطنيها إلا ان مجهوداتهم الجبارة و محاولاتهم دون كلل و لا ملل مستعينين بالأدوات البدائية و الحفر حتى بأيديهم التى سالت دماً إلا أن هذه المهمة كانت و ما زالت صعبة عليهم، نسبةً لضعف الإمكانيات اللوجستية، علاوةً على صعوبة الطرق المتضررة و المناطق الجبلية التى تصعب من عملية التنقل و لكنهم بالرغم من ذلك لم يستسلموا و استعانوا بالحمير كوسيلة للوصول و نقل المساعدات إلى منكوبي الزلزال.
و البعض يرى ان الاستجابة الدولية كانت بطيئة فى الساعات الأولى، و أن كانت عملية البحث عن الناجين تعتمد على عوامل، مثل حجم الزلزال، والبنية التحتية المتاحة، والموارد البشرية والمادية إلا ان الساعات الأولي هى الأهم لآن عمليات الإنقاذ السريعة والفعالة منذ البداية تعظم من فرص العثور على ناجين بينما احتمال البقاء على قيد الحياة يتناقص بشكل ملحوظ مع مرور الوقت و تصبح عملية البحث أكثر تعقيدًا.

و لكن بالرغم من ذلك يظل الأمل باقي فى فرص العثور على ناجين و ما أضيق الحياة لولا فسحة الأمل، و حسب الخبراء يُشار إلى انه حتى بعد مرور ساعات و أيام على الزلزال يمكن لبعض الأشخاص البقاء على قيد الحياة لعدة أيام بسبب الجيوب الهوائية، أو الحطام الذي يوفر بعض الحماية، أو عوامل أخرى مواتية. حيث يشير المختصون انه كانت هناك حالات تم العثور فيها على أشخاص أحياء بعد عدة أيام من وقوع الزلزال، حتى في المواقف الصعبة. مع التوضيح على انها عادةً حالات استنائية و أن فرص العثور على ناجين تتضاءل مع مرور الوقت،و مع ذلك قد تظل هناك حالات استثنائية للبقاء على قيد الحياة.

و بناءًا على المتابعة المهنية يبدو ان المغرب يعمل على تقييم أضراره و إحصاء احتياجاته، فان كان قد نجح فى عملية توفير الإغاثة الطارئة و أجتهدوا فى عمليات الانقاذ و البحث عن الناجين فقد تكون المرحلة التالية تعتمد على ما هى أحتياجات المتضررين الذين باتوا يتساءلون عن ما المدى الزمني الذى سيظلون فيه فى الخارج ؟ خاصةً و الشتاء على الأبواب و ما أصعبه فى تلك المناطق ذات الطبيعة الجبلية و هم يتساءلون فى ذات الوقت متى العودة للحياة الطبيعية ؟و هذا السؤال يصعب الرد عليه لان مرحلة التعافي و إعادة البناء لعودة الحياة لطبيعتها و جبر الضرر يحتاج الى تعاون دولى و دعم و مساندة الأسرة الدولية من أجل إعادة بناء البنية التحتية المتضررة، مثل الطرق والجسور والمدارس والمستشفيات. جميع المنشآت المجتمعية المتضررة بلا أستثناء لإستعادة الخدمات الأساسية ودعم التعافي الاجتماعي و الاقتصادي، و عندما نتحدث عن الاقتصاد لا ننسى ان القطاع السياحي يلعب دورًا كبيرًا فى دخل المغرب أقتصاديا واجتماعيا و قد لحق ضررًا كبيرًا بالمناطق الأثرية و التاريخية التى تحتاج إعادة تأهيل. ثم ان الأهم من ذلك عندما نتحدث عن عودة الحياة لطبيعتها نذكر ان المدنيين ينامون فى الشوارع على الأرصفة و آخرين فى خيام كمأوى مؤقت و لآبد لهم من منازل تأويهم يتم تشييدها و بناءها حسب معايير بناء صارمة ضد الزلازل باستخدام مواد مقاومة للزلازل وتقنيات البناء لمجابهة الأضرار المستقبلية التى يمكن ان تنجم عن الزلازل و الحد منها.
و الجدير بالذكر ان الداخلية المغربية كشفت عن ترحيب المغرب بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم و انه لا مانع لديهم فى اللجوء لعروض الدعم المقدمة من دول صديقة اذا اقتضت الحاجة، و لعل الحاجة المتبقية الان قد تكون دعم و مساندة دولية لمرحلة التعافي و إعادة البناء.

نواصل للحديث بقية


منظمة السودان الجديد الاوربية
LNS(Le New Soudan)
بالتعاون مع جمعية الصحفيين و الكتاب المستقلين
JEI(Journalistes et Écrivains indépendants)
Paris / France
11/09/2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل