الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرير ماركس من تشويهات الأيديولوجيا الشيوعية

عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري

2023 / 9 / 12
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


بعض الناس يظنُّ أنه يعرف طريقه إلى البيت. أؤكد لكم أنني لا أعرف هذا الطريق دائمًا، فكثيرًا ما كنتُ أرتقي السياج بدل الدخول من الباب، لأنك قد تجد الحكمة في طبعة كتاب رثِّ مُغبرِّ مغمور ممزق مدفوع بالأبواب أكثر مما تجدها في كتاب أنيق الطباعة مذهَّب الحواشي يرتاح على رفِّ مكتبة فخمة في شارع أنيق. وقد كتب صحافي من جريدة "شيكاغو تريبيون" زار كارل ماركس عام 1878 وأجرى معه لقاء: لا يجري حديث كارل ماركس على غرار واحد، بل يتنوَّع تنوع الكتب على رفوف مكتبته. ويمكن عمومًا أن نحكم على رجل من خلال الكتب التي يقرأها، وهذا ما يمكنكم أن تفعلوه باستنتاجاتكم الخاصة حيث أقول لكم إنَّ نظرة عابرة قد كشفت عن شكسبير وديكنز وموليير وراسين وبيكون وغوته وفولتير، وعن كتب زرقاء إنجليزية وأميركية وفرنسية، وعن أعمال سياسية وفلسفية بالروسية والألمانية والإسبانية والإيطالية، هذا هو كارل ماركس.

بهذا الاستهلال أريد تقديم مادة "جيدة" للبروفيسور اللبناني مشير باسيل عون مفكر لبناني تخصص في فلسفة اللاهوت وتلاقي الحضارات، وهو بالتأكيد ليس ماركسياً، كتبها حديثاً عن كارل ماركس وفلسفته تحت عنوان:" ماركس الذي يجب تحريره من تشويهات الأيديولوجيا الشيوعية":

الفيلسوف كارل ماركس الذي غير التاريخ

من مفارقات تاريخ الفكر الفلسفي أن الذي استطاع أن يضعف أو، في الأقل، أن يزعزع العمارة الهيغلية الضخمة لم يكن فيلسوفاً بحسب المعنى التقني الدقيق. إنه الثائر الاجتماعي عالم الاقتصاد المؤرخ الفيلسوف الألماني كارل ماركس الذي ولد عام 1818 في مدينة ترير الألمانية في أسرة يهودية كان الجد فيها حاخاماً، في حين انتقل الأب إلى الإيمان المسيحي البروتستانتي خوفاً من فقدان نفوذ مهنة المحاماة التي كان يمارسها. درس ماركس القانون في بون، ثم في برلين حيث خالط جماعة اليسار الهيغلي، وذلك بعد أن قرأ بنهم أعمال هيغل الذي أثر فيه تأثيراً بالغاً. وما لبث أن أنهى عام 1841 دكتوراه الفلسفة بأطروحة تناولت الفكر المادي الإغريقي القديم عنوانها "الاختلاف في فلسفة الطبيعة بين ديموقريطوس وإبيقوروس"، وأظهرت ميله المبكر إلى الإلحاد النظري.

بدايات السيرة النضالية

كان ماركس يرغب في أن يدرس في جامعة بون، غير أن موقف الإدارة السياسية في الولاية من اليسار الهيغلي، لا سيما من صديقيه اللاهوتي الفيلسوف الألماني برونو باور (1809-1882) والفيلسوف الألماني لودڤيغ فويرباخ (1804-1872) أثبط عزيمته، فصرف النظر عن الطموح الأكاديمي هذا. على رغم تأثر ماركس بالجدلية الهيغلية، فإن الأفكار الإلحادية التي بثها فويرباخ في كتابيه "جوهر المسيحية" (Das Wesen des Christentum) و"فلسفة المستقبل" (Grundsätze der Philosophie der Zukunft) أفضت بالشاب الثائر إلى اعتماد المذهب المادي المحض. التأمت هذه الكوكبة من الفلاسفة المشاكسين، فأنشأوا جريدة سياسية تعارض النظام الحاكم (Rheinische Zeitung)، وعينوا ماركس مدير التحرير فيها. غير أن الحكومة البروسية في منطقة الراين الألمانية منعت الجريدة في عام 1843، فاستقال ماركس من إدارة تحريرها، بعد أن عارض قرار مالكيها مسايرة الحكومة وتغيير نهج المقالات السياسية.

في هذه الأثناء اقترن ماركس برفيقة طفولته يني فون ڤستفالن المتحدرة من أسرة نبلاء المقاطعة، وقد عين شقيق من أشقائها وزير الداخلية في الحكومة البروسية. رزق ماركس سبعة أولاد من هذا الزواج، ولكن ثلاث بنات من ذريته هذه قاومن المرض والموت المبكر، وهن يني ولاورا وإليانور.

المنفى الباريسي والبلجيكي

في عام 1843 انتقل ماركس وزوجته يني إلى باريس، وأنشأ فيها مجلته "الحوليات الفرنسية - الألمانية" (Deutsch-Französische Jahrbücher) التي لم يصدر منها سوى عدد واحد. في باريس التقى الشاعر الألماني هاينريش هاينه (1797-1856) الذي امتدح جرأته وشجاعته في إحدى حواشي كتاب الرأسمال. أما اللقاء الحاسم فجمع بينه وبين صديق عمره المنظر السياسي والاقتصادي الفيلسوف الألماني فريدريش إنغلز (1820-1895). بفضل الإقامة الحرة في باريس، استطاع ماركس أن يؤلف قسماً من نصوصه الأساسية التي لم تنشر إلا بعد مماته: "في نقد فلسفة هيغل في القانون" (Zur Kritik der Hegelschen Rechtsphilosophie)، "مخطوطة النصوص الاقتصادية - الفلسفية" (Ökonomisch-philosophische Manuskripte)، "الأيديولوجيا الألمانية" (Die deutsche Ideoldogie)، "أطروحات في فويرباخ" (Thesen über Feuerbach). وما لبث أن انتقد آراء أصدقائه في الفلسفة والسياسة، فأصدر كتابه الشهير "الأسرة المقدسة" (Die heilige Familie).

لم تتوان الحكومة البروسية عن ملاحقة ماركس وأصدقائه حتى في معقل منفاهم الباريسي. فطردته السلطات الفرنسية، واضطرته إلى مغادرة أراضيها والالتجاء إلى بروكسل حيث انتسب وصديقه إنغلز إلى جمعية نضالية سرية تناصر الثورة الشيوعية. في المدينة البلجيكية هذه تناول ماركس الاشتراكية، لا سيما في فكر عالم الاجتماع والاقتصاد المناضل السياسي الفيلسوف الفرنسي بيار-جوزف برودون (1809-1865)، تناولاً تحليلياً كشف كتابه المعروف "بؤس الفلسفة" الموضوع أصلاً باللغة الفرنسية (Misère de la philosophie) ثغراتها المنهجية وعيوبها الفكرية ومواضع عقمها التاريخي.

الاستقرار في لندن والأممية الأولى

بعد كر وفر وترحال مضطرب بين بروكسل وكلن وباريس، يمم ماركس في عام 1849 شطر العاصمة الإنجليزية لندن وأقام فيها، منصرفاً إلى تنظيم نضاله الثوري، ومستعيناً بصداقة إنغلز الذي كان يدعمه مالياً من أرباح معمل الغزل الذي أنشأه والد الصديق الوفي هذا في مدينة مانشستر. بفضل جهود ماركس الحثيثة انبثقت في عام 1864 جمعية ثورية جديدة سميت رابطة العمال الدولية (Internationale Arbeiterassoziation)، عرفت بالأممية الأولى. أثناء الإقامة اللندنية أدرك ماركس أنه يجب محاربة ضربين من التطرف الفكري: انحراف الاشتراكية اليمينية التي جسدها فكر الكاتب السياسي البروسي فردينن لاسال (1825-1846)، وانحراف الاشتراكية اليسارية التي تجلت في فكر الفيلسوف الروسي ميخائيل باكونين (1814-1876) وفي مذهبه الأناركي الفوضوي العبثي.

أما السنوات الأخيرة فقضاها ماركس عاكفاً على تجويد أبحاثه في الاقتصاد السياسي. فإذا به ينشر في عام 1859 دراساته في "نقد الاقتصاد السياسي" (Zur Kritik der politischen Ökonomie)، ويصدر في العالم 1867 القسم الأول من ثلاثيته الضخمة الرأسمال (Das Kapital). من بعد أن أنهكته نضالاته السياسية وأحواله المعيشية الرديئة، ومن بعد أن توفيت امرأته في عام 1881 انطفأت شعلته، وهو جالس في مقعده يتأمل في مظالم المجتمع الإنساني. بعد وفاته أكب صديقه إنغلز على إصدار المجلد الثاني (1885) والمجلد الثالث (1894) من كتاب الرأسمال. تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الأممية الثانية انعقدت في باريس عام 1889، في حين أن الثالثة اجتمعت في روسيا عام 1917.

نهاية الفلسفة وبداية النضال التغييري

لا ريب في أن فكر ماركس يناقض التنظير الفلسفي المحض، إذ يصر على صدارة العمل الواقعي الفعلي التغييري الثوري. جميع هذه العبارات ينطوي عليها اصطلاح البراكسيس (praxis) المشهور الذي غدا شعار ثوار الأرض. الحقيقة أن ماركس عاين اختتام الفلسفة كلها، النظرية والعملية، في أنظومة هيغل الضخمة، فأعلن أن فيلسوف الجدلية هذا هو الفيلسوف الكامل الفذ الذي استطاع أن يضبط حركة الفكر ويبلغ بها ذروة تجلياتها التاريخية. لم يترك لنا هيغل سوى مهمة واحدة: أن نتخلى عن البناء النظري الذي اكتمل في أنظومته، وأن نعمد إلى تجاوز الفلسفة تجاوزاً يجعلها تتحقق في معترك الواقع التاريخي. على غرار النسخ الارتقائي التطوري (Aufhebung) الذي نادى به هيغل، يجب علينا اليوم أن نتجاوز الجانب التنظيري ونحافظ على الجانب العملي الاختباري، بحيث نخضع الفكر لامتحان الفعل التغييري. ومن ثم، يصح ما قاله ماركس في الأطروحة الحادية عشرة من أطروحاته في فويرباخ: "اكتفى الفلاسفة بتفسير العالم تفسيراً متنوعاً، ولكن الأمر المطلوب أن نغيره تغييراً".

من الواضح أن العمل التغييري أو المراس الفعلي يصيب الطبيعة والإنسان على حد سواء، وينطوي على طاقة ثورية تعارض وترفض وتبطل وتلغي وتتجاوز ما هو قائم. غير أنه من الضروري أن يستند إلى تصور فكري واضح يعاينه ماركس في العلم الوضعي الذي يضمن للإنسان المعرفة الموثوقة. أما معايير الموثوقية فينبغي استخراجها من معترك الاختبار العملي. كل فكرة لا تصمد أمام التجربة العلمية يجب إسقاطها. جميع النظريات المجردة ينبغي أن تخضع لأحكام التحقق العلمي النقدي المتطلب. وعليه، تضحى الماركسية أشبه بالفلسفة النقدية التي تستند إلى معطيات المعرفة العلمية، فترفض الفلسفة النظرية والأنظومات الميتافيزيائية المجردة. يبلغ النقد الماركسي أيضاً منطقة الوجدان الإنساني الذي يعاني ضروباً شتى من الاستلاب أو الاغتراب التشويهي. علاوة على النقد، يصر ماركس على اعتماد منهجين: المنهج الوضعي المستند إلى النقدية العلمية، والمنهج البراغماتي التجريبي الاختباري التحققي. أما الفرضيتان اللتان يقوم عليهما هذا النقد، فترسم الأولى أن الميتافيزياء جوفاء من جراء صعوبة تجاوز خلاصات المعرفة العلمية الوضعية، وتؤكد الثانية أن التنظير عقيم حين نفصل الفكر عن الفعل الواقعي.

إذا أردنا أن نتقصى المصادر التي استل منها ماركس أفكاره، وجب علينا أن نعود إلى هيغل وجدليته الحيوية وتصوره المقترن بالاستلاب الكياني الناشط في علاقة العبد بالسيد، وإلى فويرباخ ونظريته الأنثروبولوجية التي تقصي الدين وتربطه باختبارات المعنى الإنساني، وإلى الفكر الاشتراكي الفرنسي الذي ناصره إصلاحيون بارزون من أمثال برودون، والاقتصادي الفيلسوف الفرنسي سان-سيمون (1760-1825)، والاقتصادي الفيلسوف الفرنسي شارل فورييه (1772-1837).

تصويب الجدلية الهيغلية

يعيب ماركس على هيغل ميوله الفكرية المحافظة ومثاليته النظرية، ولكنه يهنئه على اكتشاف الجدلية الحيوية التي ينبغي الحفاظ عليها من دون ربطها بالمثالية، ذلك بأن المنهج الهيغلي سليم، في حين أن المضمون النظري رديء عقيم. يبين لنا هذا التمييز أن ماركس يفصل في الأنظومة عينها بين المنهج والمضمون، فيرسم أن الجدلية لا ترتبط حتماً بالمثالية، إذ إن تطور العلوم كشف للجميع عن أنها ناموس الطبيعة والفكر على حد سواء. ومن ثم، يمكن استثمارها في المادية التي تعلن أن الفكر مرآة الطبيعة، يخضع على غرارها للقانون الجدلي عينه.

يتصور ماركس الجدلية علم القوانين الأعم التي تضبط حركة الطبيعة وتطورها، وحركة الاجتماع الإنساني وتقدمه. أما الفرضية الأساسية التي تقوم عليها، فالقول إن العالم مسار حي معقد من التطور الخلاق الذي يصيب كل الأشياء والكائنات، بيد أن الطبيعة لا تنفصل عن حركتها، بل تتماهى بها تماهياً يجعلها تنتقل من طور إلى آخر بفضل التقابل والتجابه والتعارض بين القوى الحية. الحركة عينها جدلية، إذ لا تني تنتقل من مستوى إلى آخر، من نفي إلى إثبات، ومن إثبات إلى نفي، حتى تحرر التاريخ من كل أصناف الاغتراب المهين. ومن ثم، تعتني الجدلية بالنظر في التناقضات الناشبة في ماهية الأشياء عينها، بحيث يضحى التطور أشبه بصراع الأضداد.

لا عجب، والحال هذه، من أن يرفض المنهج الجدلي كل تنظير ميتافيزيائي يقوم على التفكير في ماهية الكينونة الجامدة، وفي انعقاد الكائنات على طبيعة صلبة راسخة مكتملة. أما الجدلية فلا تعترف إلا بالحركة التي تصيب العالم في جميع ظواهره وتجلياته، ولا تؤمن بحقيقة مطلقة خالدة. ليس في الوجود من حقائق ثابتة، أو حلول قاطعة، أو معارف نهائية. ما نحسبه اليوم حقيقة يمكن أن يتحول غداً إلى مغالطة خطرة، والعكس صحيح. ومن ثم، فإن الماركسية التي أسهم ماركس وإنغلز ولاحقاً لنين (1870-1924) في ترسيخ مفاهيمها، تستحسن النسبانية (Relativismus) الشاملة، ذلك بأن الأنظومات التي صاغها العقل البشري، ابتداءً بالميتافيزياء والدين وانتهاءً بالأخلاق والأيديولوجيات السياسية، إنما تخضع لقانون الجدلية النقدية التي تقوم اعوجاجها وتصحح مسارها. وحدها العلوم الطبيعية لا تخضع لهذه النسبانية، إذ إن معارفها مبنية على منهج وضعي شديد التطلب والإحكام.

العالم وجود فعلي مادي طبيعي تاريخي

خلافاً للمثالية الهيغلية التي تربط العالم بالروح المطلق، يصر ماركس على اعتماد نقد فويرباخ واستثماره في تصور العالم على هيئة الواقع المادي الملموس الذي نختبره ونعاينه ونخضع لنواميسه. بفضل فويرباخ استقام فكر هيغل ونهض يسير على قدميه عوضاً عن الاتكاء على رأسه، بحسب تعبير إنغلز، كما أن العالم المادي ليس منبثقاً من عظمة الفكر المثالي، بل الفكر صورة العالم الذي يكتنفنا، كذلك الوعي الذي نحمله في كياننا ليس إلا انعكاساً للوضعيات البيولوجية والدماغية والعصبية الفيزيائية والمادية التي تحكم بنيتنا كلها ووجودنا الواقعي التاريخي. لذلك يمكننا القول إن مادية ماركس ورفاقه انقلاب على مثالية هيغل وأصحابه. عوضاً عن افتراض الروح متجسداً في العالم المادي، ينبغي منذ الآن فصاعداً تصور العالم منعقداً انعقاداً جوانياً في هيئة الفكر الذي يقتصر على وصفه وصفاً علمياً منزهاً: "ليست المادة نتاج الروح، بل الروح ليس إلا نتاج المادة الرفيع".

ومن ثم، تتغير مهمة الفلسفة برمتها، إذ لا تعود تنظر إلا في علاقة الفكر بالطبيعة وبالعالم وبالكينونة. تتباين المواقف الفلسفية بتباين الجواب الذي يقترحه العقل عن أصل العالم: المثاليون يولون الروح مقام الصدارة، في حين يكتفي الماديون بالطبيعة أصلاً حاضناً كل الموجودات. لا بد من الإشارة إلى أن ما نسبه هيغل من حيوية خلاقة إلى الروح، أسنده ماركس إلى المادة، فأدركها طاقة حيوية تحتشد فيها كل قابليات الإنضاج والنمو والتطور والتقدم، ذلك بأن هذه المادة قديمة، تنطوي على قوة ارتقائية تستولد الحياة استيلاداً يبلغ ذروته في انبجاس الحياة وظهور الإنسان. أما الفكر فينتجه الدماغ انعكاساً لحركة المادة الخارجية.

العالم تقوده ضرورات التاريخ المادية

يصر ماركس في ماديته الجدلية على تصوير حركة التاريخ خاضعة لطرائق إنتاج وسائل العيش، بحيث يضيق نطاق الحرية الإنسانية التي تدل على قبول الضرورة التاريخية، وقد استوعبها الإنسان ناموساً حتمياً يجعله يعتصم بالعلم سبيلاً إلى إخضاع الطبيعة لحاجاته. ليست الحرية قدرة على الاختيار، بل اعتراف بمقام العوامل المادية في نحت صورة العالم، ذلك بأن الأفكار التي يظن الناس أنها تسير التاريخ ما هي سوى بنى فوقية أو أيديولوجيات قاهرة أنتجتها الأوضاع الاجتماعية التي تخضع للقرائن المادية الاقتصادية. كان ماركس مقتنعاً بأن البنى التحتية الاقتصادية تحرك التاريخ، إذ إن طرائق إنتاج الحياة المادية تؤثر تأثيراً حاسماً في مسار الوجود الاجتماعي والسياسي والروحي. ليس وعي الإنسان ما يحدد فينا كياننا الاجتماعي، بل بخلاف ذلك كياننا الاجتماعي يحدد لنا وعينا.

من أغرب الغرائب الخلاصات التي يستخرجها الماركسي من المبدأ الأساسي هذا. من جراء ارتباط الوعي بالبنى المادية، يعتقد الماركسيون أن العقل الإنساني لا يطرح على ذاته إلا المشكلة التي من الممكن حلها، وذلك بالاستناد إلى القول الذي يرسم أن المسائل المطروحة جيداً تتضمن الحل، بحسب ما اعتمده أيضاً الفيلسوف الفرنسي برغسون (1859-1941). تسويغاً للنظرة التفاؤلية هذه، تظن الماركسية أن المشكلة لا تظهر في الوعي إلا حين تنعقد الشروط المادية الضرورية الكافية التي تيسر حلها. إذا طرأ على الفكر إشكال لا يملك المرء أن يعالجه بالاستناد إلى التحليل المادي الاقتصادي البحت، فإن مثل هذا الإشكال مزيف لا طائل منه، فضلاً عن ذلك، يعتقد الماركسيون أن تطور البشرية يخضع للحتمية نفسها التي تخضع لها الطبيعة، أي حتمية الجدلية المادية. ليس التاريخ مسرحاً عبثياً تتعاقب عليه الأحداث الطارئة تعاقباً اعتباطياً، بل موضع تحقق الضرورة الجدلية التي تفضي إلى نشوء منطق علمي يترصد حركة العالم وفقاً لأحكام التطور المادي المحض. لذلك ينعقد التاريخ على معنى لصيق به، فتتحقق غايته بواسطة بناء المجتمع الشيوعي، أي مجتمع الأحرار الذي يلغي جميع ضروب التناقض بين الإنسان والطبيعة، بين الفرد والمجتمع، بين الأفراد أنفسهم، بين الطبقات الاجتماعية. ومع ذلك، ما برح التناقض يحيي التاريخ على قدر ما يحتضن صراع الطبقات المتجلي في المواجهة الشرسة الناشطة بين قوتين اقتصاديتين حاسمتين: الرأسمال والعمل.

بما أن التاريخ أضحى موضوعاً للنظر العلمي المحض، فإن العقل يستطيع أن يستشرف مآلاته ومصائره. من آيات هذا الاستشراف التنبؤ بسقوط الرأسمالية ونهاية الملكية الخاصة، وبزوال الدين وتعزيز سلطان البروليتاريا أو حكم الطبقة العاملة، وانهيار الدولة وتفككها، وقيام المجتمع الإنساني المنعتق من نظام الطبقات الظالم. في هذا السياق، لم يحسم ماركس مسألة ارتباط الشيوعية بنهاية التاريخ. يبدو أن نصوصه تميل تارة إلى تصوير الشيوعية خاتمة النضالات التحررية، وتوحي تارة بأن تحرير البشرية من الاغتراب البنيوي يستهل الزمن التاريخي الحق. من جراء الغموض الاستنتاجي هذا، انبرى بعض المنظرين الماركسيين، ومنهم الثائر الشيوعي الروسي ليون تروتسكي (1879-1940)، يعلنون أن الشيوعية نفسها طور من أطوار التاريخ ينبغي تجاوزها من أجل تحقيق ملء قوام الإنسانية.

تحليل بنية الشعور الديني

لم يكتم ماركس رفضه القاطع كل ضروب التدين الذي يسلب الإنسان كرامته وحريته ومسؤوليته. كان حاقداً على الآلهة التي لا تقيم وزناً لمقام الوعي الإنساني. لذلك أرسل قولته الشهيرة: "يفضي نقد الدين إلى المذهب القائل إن الإنسان هو لنظيره الإنسان الكائن الأسمى" (ماركس، "في نقد فلسفة هيغل في القانون"). غير أن مستند النقد الماركسي ما برح التحليل الذي ساقه فويرباخ حين رسم أن الله إسقاط مرضي يجرد الإنسان من ماهيته وينسبها إلى الله. لا شك في أن هذا الإسقاط ينشأ من الاغتراب الذي يعانيه الإنسان حين يخضع لقوى غريبة تتجاوزه. ومن ثم، لا بد من إعادة الإنسان إلى مقامه الأصلي: "الإنسان يصنع الدين، ليس الدين ما يصنع الإنسان" (ماركس، "في نقد فلسفة هيغل في القانون")، بيد أن ماركس لا يعتمد نقد فويرباخ في جميع جوانبه، إذ يرفض مقولة الإنسان المجرد الذي ينشأ بمعزل عن الأوضاع المادية الاقتصادية السائدة. الإنسان، في نظر ماركس، نتاج اجتماعي يعبر عن حال المجتمع. لذلك ينبغي أن نتحرى أصل الاغتراب الكياني الذي يفضي بالإنسان إلى التشبث بأهداب الدين. استجلاءً لطبيعة الشعور الديني، يعكف ماركس على تحليل ثلاثة عوامل: اجتماعية ونفسية وجدلية.

يبين ماركس في تحليل العامل الاجتماعي أن الدين ما فتئ يضطلع بمهمة اجتماعية تقضي بأن يحافظ على النظام السائد ويصون البنى الظالمة المتخلفة الرجعية. إذا كان الدين، في نظره "أفيون الشعب" فسبب ذلك أنه يعد الناس بحياة أبدية مزدانة بالمساواة والعدل والسلام، ويحرض الجميع على التصبر والخنوع حتى تأزف ساعة الملكوت. من عواقب هذا التحريض أن المتدينين ينصرفون عن النضال الاجتماعي والسياسي، وينكفئون إلى جوانيتهم يتأملون في اقتراب نهاية الزمن، عوضاً عن الكدح الصبور والكفاح في سبيل تحسين الأوضاع المادية.

حين يتناول ماركس العامل النفسي يتضح له أن أصل التدين شعور الإنسان بالعجز أمام اقتدار الطبيعة وجبروت القوى الاقتصادية والسياسية المهيمنة. الإنسان البدائي اختبر العجز الكياني في مواجهة غضب الطبيعة، فخر ساجداً للآلهة يستعطفها ويستنزل بركتها. الإنسان الحديث عانى الظلم الاجتماعي في مقارعة القوى الرأسمالية المتجبرة، فالتجأ إلى المؤسسة الدينية يستجير بها ويتعزى بمواعظها التخديرية. في كلتا الحالين يتجلى الدين مناهضاً الرغبة النضالية، يعبر تعبيراً مأسوياً عن بؤس الأوضاع الإنسانية، ويروم أن يحتج احتجاجاً لطيفاً ويستنكر استنكاراً سلمياً وديعاً. والحال أن اليأس من تغيير الأحوال يوازيه ابتهاج بوعود الملكوت الإلهي الآتي. لذلك استشرف ماركس زوال الدين رابطاً إياه بزوال أسباب البؤس. حين ينجح الإنسان في تغيير البنى الاقتصادية الظالمة، لا يعود يحتاج إلى البحث عن تعزية إلهية وهمية.

إذا كان تحليل العامل الاجتماعي يجعلنا ندرك الأثر الخارجي الذي يخلفه الدين في حياتنا، وتحليل العامل النفسي يجعلنا نمسك بأصل فكرة الله، فإن تحليل العامل الجدلي يتيح لنا أن نستخلص ماهية الدين، وقد عبر عنها ماركس في اصطلاح الاغتراب أو الاستلاب. كلما أفرغ الإنسان ذاته وتخلى عن ماهيته الإنسانية، أهدى جوهر كيانه إلى الكائن الإلهي الذي يفترض وجوده في ما وراء الطبيعة. ومن ثم، فإن وجود الله يعني إنكار الإنسان، وإنكار الله يستتبع وجود الإنسان. ليس هذا الوجود مجرد عيش عبودي اغترابي استغلالي، بل حياة إنسانية واعية، حرة، مستقلة، قادرة على النضال التطويري والمبادرة الخلاقة: "حين أعلم أن الدين هو الوعي البشري المستلب، أدرك أيضاً أن وعيي الذي ينتمي إلى ذاته لا يترسخ في الدين، بل في إلغاء الدين". بواسطة التصريح الواضح هذا، يعلن ماركس القطيعة النهائية بين الإنسان والله، ويمهد السبيل إلى نشوء إنسانية جديدة منعتقة من كل أصناف العبودية، ومنها عبودية الإنسان لله.

الإنسان يصنع إنسانيته بواسطة العمل المنتج

يرفض ماركس تعريف الإنسان كائناً مجرداً من أوضاعه التاريخية. في نظره، الإنسان مجموع العلاقات الاجتماعية التي ينسجها بواسطة العمل الإنتاجي. الإنسان كائن اجتماعي يخضع لأحكام العمل الذي يعزز فيه إنسانيته. بما أن العمل يحول الطبيعة وفقاً لحاجات الإنسان، فإنه "يؤنسن" الطبيعة، وفي الوقت عينه "يطبعن" الإنسان، أي يعيد خلقه على الدوام. في هذا السياق، يستلهم ماركس نظرية الاعتراف الهيغلية، فيرسم أن الإنسان إنسان بفضل اعتراف الآخرين بإنسانيته. غير أن هذا الاعتراف لا يستقيم إلا إذا استولد الإنسان ذاته بواسطة العمل الإنتاجي الذي يغير هيئة الطبيعة. الإنسان الواقعي ثمرة عمله الإنتاجي.

غير أن المشكلة تنشأ من سيطرة طبقة اجتماعية رأسمالية مقتدرة على جماعة العمال الكادحين. لذلك أخذ ماركس يحلل أسباب الهيمنة والاستغلال بالاستناد إلى مقولة القيمة التبادلية التي ينطوي عليها العمل. فالمنتجات المادية والرمزية تستمد قيمتها من مقدار العمل الذي أنتجها، فتكتسب المقابل المالي الذي يجعلها خاضعة لأحكام التبادل. أما المال فيمكنه أن يشتري القدرة العاملة أيضاً، فيتحول إلى رأسمال يتعاظم بتعاظم العمل الذي يعزز الإنتاج. يحدد ماركس الرأسمالية بالاستناد إلى الرأسمال الذي يتكاثر بفضل المال المكتنز، فيتحول إلى قيمة فائضة يتيح للاقتصادي الرأسمالي أن يشتري عمل العامل بعد أن يجعله بضاعة للبيع، مانحاً العامل الحد الأدنى من الأجر الذي يكفيه في أكلاف معيشته الأساسية. أما قيمة العمل الإضافية التي تنتج فائض القيمة المالية، فيختزنها صاحب الرأسمال في أهرائه من أجل مضاعفة ثروته وتعظيم اقتداره.

لا بد، والحال هذه، من محاربة الرأسمالية التي تستغل عمل العامل وتحرمه من الإفادة المباشرة من قيمة عمله، وتضطره إلى الثورة وتحطيم البنى الظالمة وإلغاء الملكية الخاصة إنشاء النظام الشيوعي الذي يرمم إنسانية الإنسان. بالاستناد إلى التصور الطوبوي هذا، اعتقد ماركس أن الشيوعية قادرة على استثمار طاقات العمل الإنساني في سبيل تحرير الوعي من كل ضروب الاستلاب الكياني المقيتة. لم يفته كذلك أن يحلل أطوار الاجتماع الإنساني بالاستناد إلى طبيعة الإنتاج، سواء في المجتمع البدائي أو مجتمع العبودية أو إقطاعية القرون الوسيطة أو زمن الرأسمالية البورجوازية. ومن ثم، أدرك أن تكثف الرأسمال وتعاظمه أفضيا إلى إفراغ مبدأ الملكية الخاصة من مضمونه، بحيث تسبب نمو القوى الرأسمالية الإنتاجية بإلغاء الحواجز الفاصلة بين ملكية وسائل الإنتاج وامتلاك القوة العاملة. حينئذ تستطيع الثورة أن تلغي الملكية الخاصة هذه لتمنح البروليتاريا حق امتلاك القوى الإنتاجية، وترتقي بالإنسان من مجرد عامل-بضاعة أو سلعة تباع قوة عمله بأبخس الأسعار إلى إنسان حر يستثمر بذاته طاقات إنتاجه.

خصوصية الفلسفة الماركسية

بمعزل عن التطورات الأيديولوجية التي شوهت فكر ماركس واستغلته في الصراع الشيوعي - الرأسمالي والحرب الباردة البغيضة، لا بد من الاعتراف بأن ما يميز الحدس الماركسي ربط الحياة بأوضاعها التاريخية، وربط الوعي بالنضالات التحررية، وربط العالم بشروط الممارسة التاريخية. لا شك في أن اختزال الحياة وردها إلى بعدها المادي يجعلان الإنسان أسير الحركة الإنتاجية المحضة، بيد أن ماركس لم يرد أن يقتصر مسعاه الفلسفي على النظر الأثيري في الكينونة المجردة والروح المطلق والجوهر المتعالي. جل اعتنائه النظر النقدي في شروط حياتنا الواقعية. لذلك أفضى النقد هذا إلى بناء فلسفة عملية لا تكتفي بتناول العمل غاية بحد ذاته، بل كذلك موضوعاً للتحليل العلمي ووسيلة لاكتساب المعرفة الموثوقة، ذلك بأن دعوة الفلسفة تكمن في إدراك شروط تحول العالم الحي الواقعي الملموس. الفلسفة، في نظر ماركس، وعي العالم وعياً نقدياً يجعله ميدان الممارسة العملية الإصلاحية التغييرية. إذا أردنا أن ننصف الثورة الفكرية الماركسية، قلنا إنها، حين نحررها من انحرافات المدارس والأيديولوجيات المنبثقة منها، ما برحت حية فاعلة ملهمة في العلوم الاجتماعية النقدية وسائر فلسفات الالتزام والإصلاح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماركس الثورة و ماركس الواقع
بارباروسا آكيم ( 2023 / 9 / 12 - 12:45 )
حينما يتكلم الثوريون عن ماركس فأنه يقدمون نسخة من ماركس تلك النسخة  صنعها المكتب السياسي و هي صورة غير حقيقية الى حد بعيد
فماركس لم يكن ثوريا في اي يوم من الأيام بالمعنى الذي حاول تصديره هؤلاء طيلة فترة الأربعينات الخمسينات و الستينات
و هو لم يكن الأم تريزا و لم يكن يكن نصير الفقراء بالصورة الرومانسية على غرار روبن هود اي ان يسرق من الأغنياء ليطعم الفقراء
بل كان ماركس يدرك تماما حجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق الغرب المتقدم في تغيير  شكل العالم آنذاك
اما المعنى الفوضوي لتلك الثورية المشار اليه آنفا بحقن انصاف اميين بالنزعة الثورية ثم تجييشهم نحو العداء للغرب
فهو نمط فرضه الواقع الحزبي و ظروف الحرب الباردة و الإستقطاب الحاد آنذاك بين الغرب و الشرق بالإضافة إلى مسألة مهمة و هي العصبية القومية الروسية


2 - ماركس الثورة و ماركس الواقع ٢-;-
بارباروسا آكيم ( 2023 / 9 / 12 - 12:47 )
ان ماركس قد نظر الى الغرب ( اوروبا تحديدا ) بكثير من الإحترام و سعى بل دافع عن ذلك النموذج الذي اعتبره منفتحا على عكس الجوار المتخبط في مستنقع  التخلف
في عام ١-;-٨-;-٥-;-٣-;- كتب ماركس مقالة بعنوان : الحكم البريطاني في الهند و اشار  في تلك المقالة عن متلازمة (( الإستبداد الشرقي )) يتكلم ماركس في هذا المقال عن طبيعة النظام الاقتصادي السياسي للنظم الاقتصادية المتخلفة التي كانت تسود في الشرق حيث كانت نظم إقطاعية مغلقة شديدة البؤس
بل ان ماركس ادان تماطل الدول الأوربية في اسقاط الخلافة العثمانية المتخلفة التي اعتبرها اصل كل الشرور و بارك ثورات الأرثوذكس من السلاف و اليونانيين ضد الترك
و دعا صراحة الى القضاء على الخلافة العثمانية بالضربة القاضية و بلا تأخير


3 - موضوع مسروق من ميشيل باسل عون
بسيم فؤاد البدران ( 2023 / 9 / 12 - 13:12 )
موضوع مسروق من ميشيل باسل عون صحيفة الأندبندت بالعربية


4 - ماركس الذي يجب تحريره من تشويهات الأيديولوجيا الشي
بسيم فؤاد البدران ( 2023 / 9 / 12 - 13:16 )
الموضوع مسروق من مشير باسيل عون مفكر لبناني الاثنين 11 سبتمبر 2023 16
ماركس الذي يجب تحريره من تشويهات الأيديولوجيا الشيوعية
الجدلية لا تعترف إلا بالحركة التي تصيب العالم في جميع ظواهره وتجلياته ولا تؤمن بحقيقة فلسفية مطلقة


مشير باسيل عون مفكر لبناني الاثنين 11 سبتمبر 2023 16


5 - أستاذ دحنون اين التشويهات
د. لبيب سلطان ( 2023 / 9 / 12 - 14:03 )
تحية للاستاذ دحنون
اعتقد ان المقالة تعرض باسهاب الماركسية ولا يتناول اي نقاش، وفق عنوانها، لتشويهات الايديولوجيا الشيوعية وحتي اني اعتقدت بعد قرائتها انها طريقة طرح صحفية لعلنا نجد ما لانعرفه عن ماركس وكيف جرى تشويه افكاره بادلجتها وتحويلها الى مقدسات اطلاقية وجعلها كالمقولات الدينية الحتمية ، فاين التشويهات بصورة ادق واكثر تفصيلا مما هو في ادلجتها وما المقصود من تشويهات الشيوعية ..هل يقصد بها اللينينة مثلا او مالمقصود بالايديولوجيا الشيوعية ..هل هو تشويه في التطبيق ام تشويه في تفسير ماركس وطروحاته ..فهذه هي ما يجب ان نجده في المقالة وفق عنوانها وهي ما خلت منه كي تحصل فائدة لو تضمنته
مع التقدير


6 - السيد الفاضل بسيم فؤاد البدران
عبدالرزاق دحنون ( 2023 / 9 / 12 - 16:18 )
سيدي الفاضل
أنت لو قرأت فقط -تقديم- هذه المادة المهمة المنشورة في -الحوار المتمدن-
أقول بالنص في التقديم:
(بهذا الاستهلال أريد تقديم مادة -جيدة- للبروفيسور اللبناني مشير باسيل عون مفكر لبناني تخصص في فلسفة اللاهوت وتلاقي الحضارات، وهو بالتأكيد ليس ماركسياً، كتبها حديثاً عن كارل ماركس وفلسفته تحت عنوان:- ماركس الذي يجب تحريره من تشويهات الأيديولوجيا الشيوعية-)
فيا سيدي الفاضل
ظن بالناس خيراً قبل أن تُطلق الأحكام
على كل حال شكر لك وتمنياتي لكم بالصحة والعافية
مودتي


7 - الدكتور الفاضل لبيب سلطان
عبدالرزاق دحنون ( 2023 / 9 / 12 - 16:46 )
ألف تحية وسلام صديقي العزيز الدكتور لبيب سلطان
يا سيدي
المفكر اللبناني البروفيسور مشير باسيل عون ليس ماركسياً ولا شيوعياً هو أستاذ جامعي يُدرس الفلسفة بكافة فروعها وتداخلاتها في واقعنا الاجتماعي
لذلك ليس مطلوباً منه أن يفكر كما نفكر نحن هو له وجهة نظر في هذه الحياة وله كامل الحرية في طريقة عرضها
تعرفت عليه من خلال كتاباته من بضع سنيين ورحت أتابعه لأنه مفكر من طراز فريد وأنا أحب طريقته في عرض -فلسفته- ووجهات نظره
يمكن دكتورنا العزيز لبيب متابعته والتعرف على كتاباته من خلال العديد من المواقع الإلكترونية التي يكتب فيها
مودتي


8 - تَشْوِيهُ caricature ماركس
عبد الحسين سلمان ( 2023 / 9 / 13 - 08:10 )
الدكتور لبيب سلطان : تعليق رقم 5
تحياتي

تريد ان تعرف كيف جرى تشويه افكار ماركس ؟ اليك جزء من مقلنا في الرابط اسفا التعليق وبعنوان:
تَشْوِيهُ caricature ماركس
الكثير ساهم في تشويه caricature نظرية ماركس من خلال تطبيقها العملي في محاولة لتقليد سلوكه كالقرود. وأهم هؤلاء أربعه:
1. إنجلز الذي أخترع كذبة ( القوانين laws )
2. كاوتسكي الذي شوه نظرية ماركس الاقتصادية.
3. لينين الذي استورد الماركسية في بلد متخلف en arrière
4. ستالين الذي جعل ديكتاتورية البروليتاريا , ديكتاتورية على الشعب الروسي.
وتم ترسيخ هذا التشويه بسلسة من الأكاذيب على ماركس

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710986



9 - ‏مقالة جديرة وتعليقات مثيرة حول التشويهات
د. لبيب سلطان ( 2023 / 9 / 13 - 12:52 )
عزيزي الاخ عبد الحسين
اجد ان المقالة التي اعطيت رابطها مع التعليقات معها والتي نشرت عام 2021 على هذا الموقع رائعة وهي من يلائم العنوان الذي نشر تحته الاستاذ دحنون مقاله
انها توضح وبشكل مختصر ولكنه دقيق نوع التشويهات التي ساهم بها من ادعى بعد ماركس انهم اعمدتها واقام معبدا للتقديس الديني مثلا لمقولات ماركس وجعلها قوانين ( ومساهمة تعليق استاذ مممود بكير كانت رائعة ) او في مجال التطبيق ( وكان تعليقك رائعا بمقارنة دور لينين والبلاشفة كاليعاقبة في الثورة الفرنسية ) وستالين طبعا فاق روبسبير بما لايحصى ولكن كلاهما اتفقا ان الثورة بتقدمها تحتاج للمزيد من قطع الرقاب
يبدو لي هناك امرا مشتركا بين اصحاب المناهج والمفكرين اولهما يتم رفضهم قتلهم او نفيهم في حياتهم (سقراط، المسيح، علي ابن ابي طالب، ماركس وهكذا) ومن ثم يأتي ادعياء بدعواتهم ويقومون بادلجة مناهجهم، وتقديس مقولاتهم وجعلها دينا وبسهولة تتحول مقولات الفلاسفة الى ادوات سجون ومشانق وسكاكين من الافاقين على المفكرين..
هذه هي احدى جوانب بؤس الفكر الانساني..تاريخ تشويه واغتيال الفكر والمفكرين
شكرا لك ولاستاذ دحنون على استضافته


10 - الأستاذ عبد الحسين سلمان
حميد فكري ( 2023 / 9 / 13 - 18:22 )
الأستاد عبد الحسين سلمان تحياتي
أرى أنك أصبت بخصوص النقطة 2 و4 ، ،أما الأولى ففيها نظر ، لكن الثالثة ، لا أرى أنك وفقت فيها

ملاحظة ،أعتقد أن تعليقك ،كان ينبغي أن يوجه لشخص محايد باحث عن الحقيقة ، ، وليس لشخص يحمل موقفا اخر غير محايد تجاه ماركس .فالذي يشوه ماركس -عن قصد أو عن غير قصد- ما الذي يفيده أصلا في التعرف على التشويهات التي لحقت بماركس!!
تحياتي مجددا


11 - تعددت الأقوال، والإبادة واحدة
حسين علوان حسين ( 2023 / 9 / 13 - 22:26 )
يقال أن أحدهم قد سمع شخصاً يقول له:
- ان نظرية ماركس قد شوهت من خلال تطبيقها العملي في محاولة لتقليد سلوكه كالقرود. وأهم هؤلاء أربعه:
1. إنجلز الذي أخترع كذبة القوانين
2. كاوتسكي الذي شوه نظرية ماركس الاقتصادية.
3. لينين الذي استورد الماركسية في بلد متخلف
4. ستالين الذي جعل ديكتاتورية البروليتاريا ديكتاتورية على الشعب الروسي.
وعندما سأله المخاطب: يابروفيسير، ماركس لم يضع نظاما تطبيقا للاشتراكية وأنت تطرح نفسك كما لوكنت أفهم من انجلز وكاوتسكي ولينين وستالين، فمن تكون؟
رد عليه بالقول:
جنابنا ...
وقد نسي الراوي فحوى بقية إجابة البروفيسور، فمرة يقول بأنه قال أنه من شريط جعلوني مجرما، ومرة يقول قال أنه عنتر مقطوع ذيله، ومرة يقول أنه العميل السري المخول بقتل أعداء الغرب، ومرة يقول أنه من الموساد المخولين بابادة معارضيهم من الاطفال والنساء العزل بصواريخ كروز وبالاسلحة النووية مثلما فعلوا في جنين، ومرة يقول أنه الطيار الذي ضرب هيروشيما وناغازاكي ودمر العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان وفلسطين، ومرة يقول أنه هو الذي فرض الحصار على العراق ليبيد نصف مليون طفل، والبقية في الحلقات القادمة ... .


12 - ألانصاف والحياد مع الماركسية
د. لبيب سلطان ( 2023 / 9 / 14 - 00:23 )
المدعو حميد فكري في ت10
دوما كنت منصفا تجاه الماركسية النظرية ودوما كنت منحازا لها وليس محايدا في تناولها كفكر
انساني ونقدي لها كما نشرته في مقالة قبل شهر كان لاعادة فهم مقولاتها وجعلها منهجا وليس دينا
ولكني بالطبع منحازا كمثقف ضد الستالينية العربية وهي النسخة الوحيدة المشوهة للماركسية في عالمنا العربي ومنه فانت محق فهنا انا لست محايدا بل ضد الستالينية ومقالتي الاخيرة في نقد الماركسية العربية توضح اماكن الادانة كونها نسخة سلفية دينية رجعية لا علاقة لها بمنهج الماركسية بمفهومها العام الذي ناقشته بنفس المقال
انك واتباعك تمثلون الستالينية ولا تمثلون الماركسية كما يفهما العالم دون رتوش واخراجات لينينية وستالينية لم تضف لحضارة العالم غير تجارب التسلط وبناء الديكتاتوريات على نمطها ومايحتاجه عالمنا العربي هو تعلم اسس الديمقراطية والحريات الفكرية والتنمية وليس الستالينية فهي علم تسلط الديكتاتوريات باسم سب الرأسمالية ولا تملك شيئا غير ذلك..كما لاتملك انت غيرها


13 - ماركس والاشتراكية !!!
عبد الحسين سلمان ( 2023 / 9 / 14 - 07:45 )
ماركس والاشتراكية !!!
ماركس: المجلد رقم 24 MECW :
According to Mr. Wagner, Marx s theory of value is the cornerstone of his socialist system” (p. 45).
Since I have never established a “socialist system,” this is a fantasy of Wagner, Schä-;---;--ffle e tutti quanti.

المصدر
https://www.marxists.org/archive/marx/works/1881/01/wagner.htm
نظرية القيمة لماركس، على وفق رؤية فاجنر، تشكل حجر الزاوية في نظامه الاشتراكي. وبما أني لم أضع أي نظام اشتراكي ، فأنها ليست سوى رؤية فنظازية من جانب فاجنر


14 - نظرية تاريخية – فلسفية
عبد الحسين سلمان ( 2023 / 9 / 14 - 07:58 )
نظرية تاريخية – فلسفية
ينفي ماركس ان تكون ابحاثه نظرية تاريخية – فلسفية
من رسالة ماركس إلى هيئة تحرير مجلة -المذكرات الوطنية- الروسية
1877

لكن هذا قليل جداً بالنسبة إلى ناقدي .
فلابد له بصورة مطلقة أن يحول المجمل التاريخي عن تكون الرأسمالية في أوروبا الغربية إلى نظرية تاريخية – فلسفية عن المسيرة العامة, المفروضة من القدر على كل الشعوب مهما تكون الظروف التاريخية التي تواجهها, كي تصل في أخر المطاف إلى هذا التشكيل الاقتصادي الذي يضمن , مع الانطلاقة العظمى للقدرات الانتاجية الخاصة بالعمل الاجتماعي, التطور الأكمل للإنسان .

لكن أستميحه عذراً : ذلك يعني منحني شرفاً عظيماً, وإلحاق كثير من العار بي في وقت واحد.
But I beg his pardon. (He is both honouring and shaming me too much

المصدر
https://www.marxists.org/archive/marx/works/1877/11/russia.htm


15 - المهرج الخفيف
عبد الحسين سلمان ( 2023 / 9 / 14 - 09:43 )
إلى صاحب تعليق رقم 11 المهرج الخفيف
وكيل المجرم بريمر في الحلة
و ربيب هانز جوست النازي Hanns Johst

بماذا تختلف عن الوهابية التي تذبح الناس لمجرد الاختلاف في العقيدة ؟

وبماذا تختلف عن البعث الفاشستي الذي قتل الناس بتهمة العمالة ؟

وبمااذا تختلف عن الدواعش الذين يحرقون البشر لمجرد هم من دين او طائفة أخرى؟

و بماذا تختلف عن هانز جوست النازي الذي يقول:
Whenever I hear the word culture, I reach for my pistol!

الحمد لله انك لا تملك مسدس أو بندقية, لكان قتلت الجميع كما عمل معلمك وابوك الروحي ستالين


16 - هل من مزيد، علني أعثر على عبارة صحيحة واحدة؟
حسين علوان حسين ( 2023 / 9 / 14 - 13:17 )
الى صاحب التعليق الثقيل 13-15 المحترم
حبذا لو تفضلتم بفبركة المزيد من الردح، علني أعثر على عبارة طائفة صحيحة واحدة فيها. وتذكر باقات وردك المزعومة التي تكفل الزمن باثبات كذبها، ولا تنس أن مثلك لا يزكي مثلي، ناهيك عن التخرص على ماركس وانجلز ولينين وكاوتسكي وستالين الذين هم أرفع شأناً من أسياد أسيادك مبيدي مليارات البشر طوال ثلاثة قرون، مثلما يعلم الجميع .
انتظر منك المزيد، للتسلية.
كل الاحترام.


17 - يجب تذكيرك كي لا تنسى
حسين علوان حسين ( 2023 / 9 / 14 - 13:31 )
الى صاحب التعليق الثقيل 13-15
يجب تذكيرك كي لا تنسى أن تهد علي من تعرفهم، فالأجر على قدر المشقة.
كل الاحترام.


18 - حق الأمم في تقرير مصيرها بنفسها
عبدالرحمن مصطفى ( 2023 / 9 / 14 - 13:41 )
الاخ عبدالحسين تحياتي.. ..

من حق الشعوب والأمم أن تجترح الحلول بما يتلاءم مع الظروف ومع التحديات التي تواجهها بصرف النظر عن رأي كارل ماركس بذلك إن كان يوجد ما لديه ما يؤيد هذه الحلول أم لا ..مع ذلك أذكر أني قرأت مرة عن دراسة ماركس لأوضاع الفلاحين في روسيا وتوقعه (أو وضع احتمالات مفتوحة) لتطور نظام اشتراكي من المشاعة الفلاحية في روسيا (قد أنشر هذا في المستقبل)

مشكلة اليسار الغربي أنه يسقط ظروفه وظروف تطوره وظروف تطور الرأسمالية في الغرب على الدول والبلدان الأخرى التي تملك ظروف مختلفة وتاريخ ونظام سياسي وثقافي واقتصادي مختلف ..الوضع اختلف كثيرا عما كان عليه الحال في القرن التاسع عشر وظهر استقطاب جديد بين الدول والأمم ناشئ من تشكل جديد للرأسمالية وعلاقاتها الاستغلالية وهو في تغير وتبدل مستمر..

تحياتي.


19 - ماركس وانجلز نادى بالثورة الشيوعية في كل مكان
حسين علوان حسين ( 2023 / 9 / 14 - 18:01 )
الاستاذ الفاضل عبد الرحمن مصطفى المحترم
نعم بالتأكيد ماركس ناقش موضوع امكانية تطوير المشاعة الروسية الى نظام اقتصادي اشتراكي دون المرور بالمرحلة الرأسمالية.
أستاذي الفاضل، لا يوجد شيوعي حقيقي في العالم لايعي هذا النص الصريح الفصيح في البيان الشيوعي
النص
باختصار، يدعم الشيوعيون في كل مكان كل حركة ثورية ضد النظام الاجتماعي والسياسي القائم للأشياء .
وفي كل هذه الحركات، يبرزون، كأولوية، في كل منها، مسألة الملكية، مهما كانت درجة تطورها في ذلك الوقت.
انتهى النص الفصيح الصريح الذي يؤكد أن على الشيوعيين في كل مكان بالعالم في كل مكان بالعالم العمل على الغاء الملكية البرجوازية لوسائل الانتاج الاجتماعي مهما كانت درجة تطورها .
أعداء الشيوعية المنخرطين في الحرب العالمية الثالثة لابادة الشيوعية - هؤلاء الجلادين الملطخة أيديهم بدماء ملايين الشيوعيين - يأخذون تعليماتهم من السي آي اي والمكتب السادس البريطاني في كيفية محاربة الشيوعية و تزويرها وتزييفها بالأكاذيب لقاء أثمان مدفوعة مقدما. هذا الجلاد الامبريالي النتن يربط انجلس بلينين كي يصل الى مربط الفرس: ستالين حليف أسياده تشرتشل وروزفلت.
كل الحب .


20 - رد ماركس على ناقده
حميد فكري ( 2023 / 9 / 14 - 19:53 )
السيد عبد الحسين سلمان
رد ماركس على ناقده شوكوفسكي ،كان صحيحا .لذلك رفض أن يكون تحليله للمجمل التاريخي عن تكون الرأسمالية في أوروبا الغربية ، بمتابة خط مستقيم / قدر مفروض لابد وأن تخضع لمراحله كل الشعوب مهما اختلفت ظروفها.
فجوهر الماركسية ، الإختلاف ،لأن التاريخ في حقيقته إختلاف، ولذلك قيل إنه يستحيل أن يعيد نفسه.
إذا كان التاريخ لا يعيد نفسه ،فلماذا تطلب من لينين أن ينتظر تكون وظهور الرأسمالية في روسيا ، بنفس الشكل وبنفس مراحل رأسمالية أوربا!!؟
لذلك ،كان تطبيق لينين للماركسية ، في بلد متخلف،تطبيقا مختلفا، يراعي تميز واقع روسيا كما هي لا كما يجب أن تكون في النظرية .


21 - ألتجارب خيرا من النصوص وامتحان لهااستاذ عبد الرحمن
د. لبيب سلطان ( 2023 / 9 / 14 - 20:16 )
الاستاذ عبد الرحمن مصطفي المحترم
في تعليقك رقم 18 تورد ان اليسار الغربي يفرض تصوراته على البلدان الاخرى والواقع ان من طبق هذا الفرض هم من قاد الماركسية نفسها في التطبيق حيث فرضوا النصوص على الواقع مثل تحويل الفلاحين الى عمال كالذي قام بها ستالين او ماو او بول بوت.. وحصلت مجاعات وابادات مليونية بشرية
العلم ومنذ القرن 19 يحكم على الاخذ بالنص النظري بعد النجاح في التجربة ، والفكر العقلاني التجريبي ( العلمي) يقوم بعمليتين الاولى دراسة قبل التجربة لمعرفة اسس وتقييم وامكانية نجاحها والعوامل الجانبية المترتبة عليها، والثاني تقييم ما بعد التجربة عن جدوى النص وصحته النظرية ..والنص سواء كان من ماركس او اينشتين او عيسى ابن مريم او نقلا من الله عبر جبرائيل عن محمد ابن عبد الله.،ومهما كان جميلا ومنمقا ومليئا بالانسانيات يخضع لهذا المعيار الذي وضعه العلم
التجارب هي من يختبر صحة النصوص وليس بما روي عن ماركس او انجلز او اينشتين او برنشتاين او غيرهم من الطيبين
ومنه فلا يوجد يسار غربي او هندي او روسي ..بل يوجد منهج وعلم عقلي تجريبي او منهج نصي سلفي كالماركسي العربي( الستاليني)
مع التقدير


22 - الى المدعو لبيب سلطان
حميد فكري ( 2023 / 9 / 14 - 20:34 )
المدعو لبيب سلطان
أنا أيضا قرأت مقالتك ،ولم أجد فيها إنصافا لماركس ،بل تشويها واضحا ، كما أنني أعرف تعليقاتك من خلال مناقشتي معك ، ولا أعلم إن كان هذا التشويه منك مقصودا أم لا.
أما إدعاءك بأنني ستاليني ،فهو إدعاء ينم عن جهل بمحاوريك ،وأنك لا تجيد غير إلقاء التهم جزافا، وأنك تخبط خبط عشواء ،في الليلة الدهماء.
جاء في تعليقك(ومقالتي الاخيرة في نقد الماركسية العربية توضح اماكن الادانة كونها نسخة سلفية دينية رجعية لا علاقة لها بمنهج الماركسية بمفهومها العام الذي ناقشته بنفس المقال)
تبدو من خلال هذا الكلام ، وكأنك العارف الوحيد بمنهج الماركسية ،مع أنك لست ماركسي ،أليس هذا منتهى السخف !!
ولو أردت إثبات جهلك بالماركسية ،من مقالك المشار إليه ،لأتيتك باقتباسات منه تفضحك.


23 - التجارب اثبتت بشكل قاطع ان الامبريالية مبيدة للبشر
حسين علوان حسين ( 2023 / 9 / 14 - 21:59 )
الاستاذ الفاضل حميد فكري المحترم
تحية حارة
لقد اثبتت التجارب العملية ووقائع التاريخ وعلى نحو مشهود أن الامبريالية فاشلة في كل شيء باستثناء ابادة الشعوب ونهبها . وهذا الفشل المأساوي أكد ويؤكد كل يوم صحة التحليل الماركسي لطبيعة الرأسمالية ولمآلاتها الجائحية الكونية .
يكفي أن تتدبر الحرب الروسية الاوكرانية التي تنذر بتدمير كل البشرية لكي يدرك كل انسان شريف وحريص على البشر - من غير تجار الموت - مدى فداحة ثمن تاسس الامبريالية على القتل و النهب . هذه الحرب الطاحنة بين اوليغاشيا الغرب و الشرق مستمرة لكي تمتليء جيوب اساطين التصنيع العسكري بالترليونان فوق الترليونات على حساب انهار الدم وملايين المهاجرين.
فها يوجد فشل أسوأ من هذا ؟
الى اين نحن ذاهبون في عالم يتحكم فيه تنانين مراكمة الارباح بلا نهاية وبأي وسيلة ؟
ألم ينبهنا ماركس وانجلز إلى هذه المآسي في البيان الشيوعي وغيره ؟.
ولعل آخر اثبات على فشل الامبريالية ماثل للعيان هو فشلها في أن تجد من هو أقل أمية في السياسة والاقتصاد والفلسفة من ابو الردح صاحب التعليق 21 ليدافع بالجهل عن جرائمها ويشرعن ابادة الشعوب.
كل الحب والتقدير والاعتزاز. .


24 - استمرار الرأسمالية الى ما لانهاية
عبدالرحمن مصطفى ( 2023 / 9 / 14 - 23:37 )
الاستاذ حسين علوان حسين تحياتي..

الفكرة المنشفية بوجوب تطور الرأسمالية قبل الاشتراكية هي فكرة ساذجة جدا ..مثلا لأ أحد يجيب كم المدة التي ستسغرقها الرأسمالية في التطور ولماذا الى الان لم تنتقل الدول الغربية الى النظام الاشتراكي هذه فكرة ميكانيكية تنسب كل شيء الى قوى الانتاج وبمقتضاها يكون البشر مجرد دمى ومتأثرين سلبيين بالظروف المادية ..على العكس التبديل في هيكل الملكية يمكن أن يسرع من تطور قوى الانتاج أو أن تتعايش نظم ملكية مختلفة في ظل مشروع تتبناه الدولة


25 - المجاعة والثورة الصناعية
عبدالرحمن مصطفى ( 2023 / 9 / 15 - 00:24 )
لبيب سلطان.
تجربة نقل الفلاحين الى المصانع لم يبتدعها ستالين ولا ماو بل ظهرت قبل ذلك في بريطانيا وتم القضاء على الانتاج الفلاحي المستقل مع الثورة الصناعية وتم سحق العمال (الفلاحين المهاجرين) حرفيا في المدن ونتج عن ذلك حالات بؤس ومجاعات كالمجاعة الايرلندية في أربعينيات القرن التاسع عشر التي مات الملايين فيها بسبب رغبة بريطانيا في تطبيق سياسات التجارة الحرة التي قوضت الانتاج المحلي للمزارعين الايرلنديين وحدث الأمر ذاته بصورة متكررة وأفظع في الهند .طبعا المجاعة لايمكن أن تكون نتاج لسبب اجتماعي .المجاعات كانت نتاجا لأسباب طبيعية والعامل الاجتماعي يزيدها سوءافي الهند كانت المجاعات نتاجا مبتشرا لسياسة السوق الحرة لأن الهنود كان يعتمدون قبل الاستعمار نظام الكميون الذي يمنع تفشي الجوع
في دول المعسكر الشرقي كان هناك سياسات خاطئة لكن في نفس الوقت على المدى الطويل ارتفع المستوى المعيشي للسكان .
اليسار الغربي (في معظمه) الذي يدعم سياسات صندوق النقد في العالم الثالث سبب أزمات وكوارث اجتماعية كما حدث في روسيا في التسعينيات حيث هبط متوسط العمر وكان هناك انكماش في عدد السكان في ظرف أقل من عقد !


26 - تطبيق السياسات الزراعية في عهد ستالين
عبدالرحمن مصطفى ( 2023 / 9 / 15 - 00:30 )
تطبيق السياسات الزراعية في عهد ستالين وماو والقاضية بجمع الفلاحين في كلخوزات أو كميونات كبيرة لم تكن لإيمانهم بنصوص ماركس ..بل رغبة في اقامة صناعة ثقيلة بشكل سريع بحيث يذهب فائض الانتاج الزراعي لمصلحة التصنيع الثقيل ..بصرف النظر عن تقييمنا لفعالية هذا النهج من عدمه لكن الفكرة أن ليست الرغبة في تطبيق النصوص بل الرغبة في تسريع التصنيع الثقيل بسبب المحيط العدائي (الدول الفاشية والدول
الرأسمالية)بالدرجة الأولى وهذه السياسة نتج عنها مشاكل جمة وبعض المنافع من قبيل التصدي للغزو الألماني في الحرب العالمية الثانية ..


27 - أجل إنها فكرة ساذجة ودعاتها سلفيين
حميد فكري ( 2023 / 9 / 15 - 18:50 )
الأخ عبد الرحمان مصطفى
(الفكرة المنشفية بوجوب تطور الرأسمالية قبل الاشتراكية هي فكرة ساذجة جدا .)

هذه هي الفكرة نفسها التي ،يحاول اقناعنا بها مثلا المدعو لبيب سلطان . مع أنه يدعي ،فهم المنهج الماركسي ومعرفته حق المعرفة .والأنكى أنه ينعثنا بالسلفية ،وهو السلفي النصي بامتياز.
ماذا تقول تلك الفكرة المنشفية ؟
تقول ،إن نصوص الماركسية تعلمنا أن التاريخ ،لا بد وأن يسير في خط مستقيم ،ينطلق من المشاعة الى العبودية مرورا بالإقطاعية فالرأسمالية ،ثم انتهاءا بالإشتراكية .
أليس هذا ما أشيع رسميا عن الماركسية ؟
ولكن هل فعلا ، منهج الماركسية الجدلي ،يقول هذا؟
الجواب في التعليق 20
وقد أضيف لاحقا ،توضيح أكثر بخصوص كيفية تعامل لينين مع مسألة انتقال روسيا الى الإشتراكية . وكيف كان حله أكثر عمقا وذكاءا وجدلية .


28 - الماركسية النصوصية
عبدالرحمن مصطفى ( 2023 / 9 / 16 - 05:47 )
حميد فكري تحياتي.
الفكرة المنشفية هي التي تتعامل مع النصوص الماركسية وكأنها نصوص مقدسة ويغيب عنها الجدل ..وبليخانوف عموما اتهم لينين بأنه شعبوي ويمثل التيار القومي الروسي الذي كان يريد أن يتجاوز الرأسمالية ولم يتهمه بأنه ماركسي نصوصي ..حتى فكرة المراحل الخمس في الماركسية تنطلق من نظرة أوروبية فهذا التسلسل لم يعشه المجتمع الأمريكي مثلا ولا معظم المجتمعات الاسيوية هناك مجتمعات شهدت سيطرة نموذج الدولة الخراجية فضلا عن هذا ماركس عندما تصور أن المرحلة الرأسمالية ضرورية قبل الاشتراكية لتنمية قوى الانتاج كان في ذهنه رأسمالية القرن التاسع عشر القومية التنافسيةفمنذ نهاية القرن التاسع عشر ظهرت رأسمالية جديدة احتكارية معولمة وأصبحت مهمة النهوض تقع على عاتقها ويستحيل اليوم بالنسبة لمجتمع عالم ثالثي منافسة الرأسماليات الاحتكارية العريقة في عصر عولمة رأس المال اقتصاد الانتقال يقتضي دراسة شروط كل مجتمع وظروفه وهو فرع مغيب تماما في دراسة الاقتصاد كعلم وفي دراستي الجامعية للاقتصاد لم يكن لهذا الفرع أي وجود بل حتى لدور الملكية أو تنظيم الاقتصاد ككل فالتاريخ غائب تماما كمنهج عن الاقتصاد .


29 - على الهامش
عبدالرحمن مصطفى ( 2023 / 9 / 16 - 05:48 )
لماذا لاتكتب مقالات هنا فأنت لديك الكثير مما تقدمه ..
خالص تحياتي..


30 - الأخ عبد الرحمان مصطفى
حميد فكري ( 2023 / 9 / 16 - 21:05 )
يا أخي نفس السؤال طرح علي عدة مرات . لماذا ، لست أدري؟
وقد يكون السبب مجرد تهاون.
على العموم أشكرك

اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام