الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة والسياسة

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2023 / 9 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هل هناك اختلاف بين الثقافة والسياسية
أيهما يؤدي إلى الأخر الثقافة أم السياسة ..؟ فعندما يكون للشعب ثقة عالية في الحكومة والمؤسسات السياسية، سيشاركون بنشاط في الانتخابات والأحزاب والجمعيات المدنية.
أو يكون للشعب ثقة منخفضة في الحكومة والمؤسسات السياسية، ولا يشاركون كثيراً في العملية السياسية.
أو يكون للشعب ثقة متوسطة في الحكومة والمؤسسات السياسية، ويشاركون بصورة محدودة في العملية السياسية.
هذه ليست تصنيفات صارمة أو نهائية، فقد تحدث تغيرات في ثقافة سياسية بلاد مع مرور الزمن أو بتأثير حدث ما.
هناك سؤال معقد ومثير للنقاش، ولا يوجد إجابة واحدة أو نهائية عليه. بعض الباحثين يربطون بين السياسة والثقافة، ويعتبرون أن الثقافة هي العامل المحدد لنوعية السياسة ومستوى التنمية في كل دولة..
بعض الباحثين الآخرين ينفون هذه العلاقة، ويرون أن السياسة هي المحرك الأساسي للتغيير في كل مجتمع، وأن الثقافة هي نتاج للظروف التاريخية والجغرافية والاقتصادية لكل دولة..
لا شك أن هذا الموضوع يستحق المزيد من البحث والدراسة، وأنه يتطلب تحليلًا عميقًا لكل حالة على حدة. لكن ما يجب أن لا ننساه هو أن كل دولة تتكون من شعب يحمل ثقافة معينة، وأن كل شعب يختار سياسات معينة. فإذا كان هذا الشعب متعلمًا وواعيًا ومشاركًا في صنع قراراته، فإنه سيختار سياسات تخدم مصالحه وطموحاته. أما إذا كان هذا الشعب جاهلاً أو مغفلاً أو مستسلمًا للظروف، فإنه سيسمح بأن تفرض عليه سياسات تضر به وبمستقبله.
والذي ينعكس في فشل السياسي يؤثر على ثقافة السلطة ومشروعيتها.
نعم، ينعكس الفشل السياسي عادة على ثقافة السلطة ومشروعيتها. عندما يفشل القادة السياسيون في تحقيق أهدافهم وتلبية توقعات الناس، فإن ذلك يؤثر على الثقة في النظام السياسي ومؤسسات الحكم. يمكن أن يؤدي الفشل المتكرر إلى تدهور الثقة العامة في الحكومة والقادة السياسيين، وقد يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى فقدان المشروعية..
علاوة على ذلك، قد يؤدي الفشل السياسي إلى تغيير في ثقافة السلطة نحو الأسوأ. وقد يتسبب الفشل في ظهور ردود فعل سلبية مثل الفساد والاستبداد، وقد يؤدي إلى تصاعد الانقسامات والتوترات الاجتماعية. الذي يطور الشعور بالاستياء والاحتجاجات المناهضة للنظام، وقد ينتج عن ذلك تحركات اجتماعية وثقافية للتغيير..
ومن الأمثلة الواضحة على الفشل الثقافي والسياسي هو عدم تحقيق الوعود, إذا لم يتمكن القادة السياسيون من تحقيق الوعود التي قدومها للناخبين، فإن ذلك يؤثر سلبًا على الثقة في قدرتهم على تحقيق التغيير وتحسين الحياة العامة..
عندما يتخذ القادة السياسيون قرارات سياسية تؤثر سلبًا على المجتمع بشكل عام،او قرارات اقتصادية تؤدي إلى ارتفاع البطالة أو تفاقم الفقر، فإن ذلك يقلل من مشروعية الحكومة ويزيد من عدم الثقة في القادة.
انعدام الشفافية والمساءلة ,عندما يكون هناك انعدام شفافية في عمل الحكومة وعدم وجود آليات فعالة للمساءلة، فإن ذلك يؤثر على الثقة في الحكومة ويجعل الناس يشعرون بعدم العدالة والظلم.

تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية عندما تشهد البلاد أزمات اقتصادية مستمرة، مثل التضخم العالي أو التراجع الاقتصادي، أو تزايد الفقر والبطالة، فإن ذلك يؤثر بشكل كبير على ثقة الناس في الحكومة وقدرتها على إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية..
هذه بعض العوامل الرئيسية التي يمكن أن تؤدي إلى تدهور الثقة العامة في الحكومة والقادة السياسيين. الثقافة تلعب دورًا هامًا في تشكيل الأيديولوجيا والعقائد التي يعتمد عليها النظام السياسي في إدارة الشؤون العامة. الثقافة تشمل المعتقدات والقيم والممارسات التي تتوارثها المجتمعات عبر الأجيال، وتؤثر في شكل التفكير والتصرفات السياسية..
عندما يحدث فشل سياسي، قد يكون ذلك دليلاً على فشل الأيديولوجيا التي يتبناها النظام السياسي. إذا كانت الأيديولوجيا غير قادرة على تحقيق الأهداف المعلنة وتلبية تطلعات الشعب، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى خسارة المشروعية وانتقاد النظام السياسي بشكل عام.
ومن الجدير بالذكر أن الفشل السياسي لا يعني بالضرورة فشل الأيديولوجيا بشكل كامل. قد يكون هناك أخطاء في التنفيذ أو ظروف استثنائية تؤدي إلى الفشل، بينما يمكن أن تظل الأيديولوجيا نفسها مقبولة لدى بعض الأفراد. ومع ذلك، عندما يتكرر الفشل وتتراكم الأخطاء، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى إشكالية في الأيديولوجيا والثقافة التي تقوم عليها السلطة.
بالتالي، يمكن القول إن الفشل السياسي قد يعني فشل الأيديولوجيا المعتمدة، ويؤدي إلى تساؤلات وانتقادات حول صلاحية ومشروعية السلطة في إدارة الشؤون العامة إن الفشل في الحكم يمكن أن يختلف بشكل كبير ويعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك النظام السياسي المحدد والتحديات والظروف التي يواجهها. قد يستغرق فشل الحكم وتدهور الثقة فيه فترة طويلة من الزمن، أو قد يحدث بشكل سريع ومفاجئ..
في بعض الحالات، يمكن أن يكون هناك علامات مبكرة على فشل الحكم، مثل التظاهرات الشعبية المناهضة للحكومة، انخفاض مستوى الثقة العامة، انتشار الفساد، تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتصاعد الانقسامات السياسية. وفي هذه الحالات، يمكن أن يحدث تدهور الثقة بشكل سريع وأن يؤدي إلى فشل الحكم في وقت نسبي قصير.
مع ذلك، في حالات أخرى، قد يكون الفشل السياسي عملية تتطلب وقتًا أطول للتطور والظهور بشكل واضح. قد يكون هناك عوامل تعوق التغيير وتحافظ على استمرارية الحكم رغم وجود مشكلات وتحديات كوجود الاحتلال أو التدخلات الأجنبية عندما تحاكي السلطة الحاكمة تطلعات تلك الدول وأوامرها. في هذه الحالات، يمكن أن يستغرق الفشل السياسي وتدهور الثقة في الحكم فترة طويلة قبل أن يحدث تغيير فعلي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اطفال الشطرة يرسمون لغزة


.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا




.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ


.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت




.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا