الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هلوسة ثقافية

عماد الطيب
كاتب

2023 / 9 / 12
الادب والفن


يقول تولستوي : " نحن لسنا بحاجة الى الأدباء الذين يتفرجون على الحياة أو الذين يتعالون على مشكلاتها وآلامها وعذاب الناس فيها . بل نحن بحاجة إلى أدباء يساهمون في بناء العالم وتخفيف عذاب الانسان . " نحن حقا بحاجة الى تلك الشريحة الهامة في بناء المجتمع وبناء الانسان .. ومعهم من يعمل في مجال الاعلام الذين يعدون اداة مفصلية في كل مجتمع .. ونرى في الدول المتقدمة كيف يكشفون الفساد ويطيحون بالحكومات الفاسدة وينشرون وثائق في غاية السرية اذا كانت تهم الصالح العام بل يفتحون جبهات ضد كل فاسد بتضامن ضمني بين وسائل الاعلام حتمتها اخلاقيات العمل الصحفي ووثيقة الشرف التي يلتزم بها الصحفي بمهنية عالية . ونجد بلدانا صارت افضل حالا بسبب الاعلام ومن ساندهم من شريحة المثقفين الذين اسهموا بشكل فاعل وصريح بتأليف كتب تحمل افكارا بناءة لتفتح طريقا نحو الديمقراطية الحقيقية والحرية الشخصية في التعبير عن الاراء ومصارحة اي مسؤول مهما كان منصبه ومحاسبته . ونجد كيف العدالة تأخذ مجراها في المحاكم والقاضي لايتغاضى عن اي تهمة مهما كان حجمها لان الشعب ووسائل الاعلام والمعارضة من منظمات المجتمع المدني تعمل بصفة الرقيب .ولهذا نعجب لبناء تلك الدول بشكل حضاري ولاندري ان البنى التحتية لهكذا بناء يعود لهؤلاء الذين يعملون ليلا ونهارا من اجل ضمان مستقبل افضل والعيش برفاهية . ولهذا صنفت تلك الدول على انها دول سعيدة .. لان المسؤول سواء كان ملكا او رئيسا او وزيرا هو في المحصلة النهائية موظفا حكوميا يعمل من اجل الشعب ونجده معرض للادانة والاقالة في حال التقصير اواي شائبة فساد .. نحن ماذا فعلنا بعد 2003 .طلبنا الحرية والديمقراطية والعيش الرغيد بسلام وامان .. فكانت كلها شعارات جوفاء .. حكومات فاسدة ..منظمات مجتمع مدني لاتعرف تعمل بشكل مدروس ومخطط ولكنها تعرف كيف تنهب الاموال .. مسؤولون فاسدون ومرتشون .. مشاريع وهمية.. وغيرها .. اذا ماذا فعل الاعلام والمثقفون من اهل البلد .. لاشيء على صعيد البلاد .. فضائيات تنبح بالطائفية وتؤجج الفتن وتزرع التفرقة .. واعلاميون وجدوا ضالتهم في ابتزاز المسؤول وفرصة ذهبية لبيع برامج للمسؤول من اجل حفنة من الدولارات . فكل مسؤول اذا اراد ان يدلو بدلوه في برنامج عليه ان يدفع ويتحدث بأي شيء حتى لو يحرق البلد . واعلاميون مهمتهم ابتزاز المسؤول لتحقيق ثروات . وفضائيات وجدت لابتزاز الحكومات وتهدد بنشر فسادهم والذي يمتنع عن الدفع يصبح حديث الناس على حساب مصلحة البلد . والمثقف من الادباء والمثقفين مازلوا سارحين بأحلامهم في الشعر والقصة والرواية وغيرها من الفنون الادبية بعيدين عن هموم المجتمع في امسياتهم واصبوحاتهم . والفنان يتسول بين الفضائيات لعمل فني مهما كان درجة محتواه الهابط . والشعب يبكي تارة ويضحك تارة بسبب هلوسة السياسة والاوضاع الاقتصادية المتردية . والبطالة جعلت العراق سوقا كبيرا للمخدرات .. فالشاب سواء ولدا او بنتا وجدوا ضالتهم بالحبوب المخدرة . وانتشرت المخدرات ووصلت للمدارس والدعارة دخلت الجامعات التي تحولت الى دكاكين لاصدار شهادات عليا غير معتمدة .. وخرجت من التصنيفات العالمية . وبيع العراق في المزايدات السياسية لدول الجوار تحدث بالعلن مادام الدفع بالدولار .. والحديث يطول في بلد قطعه ابناءه الى قطع متناثرة بمساعدة الغريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب