الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الرابعة لاجتياح مدينة معان ......مدينة منزوعة السلاح مهضومة الحقوق

وليد حكمت

2006 / 11 / 10
حقوق الانسان


إن التجارب القمعية العنيفة التي تذخر بها ذاكرة الإنسان في معان والتي أسهمت في إعادة تشكيل الوعي الاجتماعي والسياسي لدى أبناء المدينة وعملت على إعادة ترتيب البنية المعرفية المتعلقة بالقناعات تجاه الأوضاع السياسية القائمة في الأردن وخصوصا السياسات التي تنتهجها البيروقراطية البرجوازية المتسلطة تجاه المدينة خاصة والشعب عموما . فابتداءا من تجربة عام 1989م ومرورا بانتفاضة الخبز عام 1996 وانتفاضة ضرب العراق عام 1998 ومرورا بأحداث ابن شويطر عام 2001 وانتهاءا بأزمة عام 2002م المفتعلة مع التيار السلفي في المدينة والأزمة لا زالت مفتوحة كما يقولون والمرشحة للتجدد في المستقبل , التجارب القمعية قد تكون أصعب واشد ضراوة في المناطق المعزولة البعيدة عن المركز الذي قد يحظى بشيء من الصحافة والإعلام وجماعات حقوق الإنسان التي قد تلطف الأجواء قليلا في الظروف الصعبة وسنستثني مدينتنا التي عانت اشد تجربة قمعية حقيقية عام م1998 وتميزت تلك التجربة بالعنف والحصار والعقوبات الجماعية المشددة والاعتقالات الجماعية وانعدام الشفقة والرحمة من قبل المعاقبين الديمقراطيين أصحاب ربطات العنق الأنيقة ... تلك التجارب القمعية التي جاءت في تراتبية أطرت لاستيعاب ايدولوجيات متعددة معاكسة للوضع القائم تندد بالقمع وتنشد الإنصاف والعدل وتبحث عن الحلول في كل مكان وتؤطر لصراعات قد تهدد البنية الاجتماعية والاقتصادية المنهارة أصلا عند تلقي أي شرارة عابثة, تلك التجارب التي لا زالت تعيش في الذاكرة ويذخر بها الوعي الجمعي لأناسي معان تلك المدينة التي لا زالت ترزح تحت ضغط الفقر والجهل والتخلف والقهر والظلم الذي تعانيه المدينة والذي يؤشر إلى مدى الحالة المتردية التي وصلت إليها المدينة في كافة مناحي الحياة بمختلف قطاعاتها الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والسياسية وفق سياسات عزل وإقصاء وتهميش تمارسها الحكومات المتعاقبة على ولاية البلد بحق المدينة , فمن الممكن أن نتحدث عن حقوق الإنسان وانتهاكاته المختلفة لكن من المؤلم جدا أن نعيش التجربة على ارض الواقع في مدينة جل سكانها من الفقراء والمعدومين الذين لا يجدون قوت يومهم ويكدون ليل نهار لأجل لقمة العيش الشريفة رافضين شتى صنوف الاستغلال والتجهيل والاضطهاد .

عندما أعلن رئيس الحكومة الأردني الأسبق علي أبو الراغب عقب أحداث معان المؤلمة والتي دفع ثمنها أبناء الشعب البسطاء الذين لا ناقة لهم فيها ولا جمل مع إصرار مسبق من قبل الحكومة المشؤومة بان يكون العقاب جماعيا في كل مرة كما يفعل المعلم الديكتاتور حينما يعاقب تلاميذ الصف أجمعين حتى وان كانت الأكثرية بريئة من الذنب هذا إذا كان هناك شيء من ذنوب وإصدار ابو الراغب قرارا يقضي بجعل المدينة _ مدينة معان- مدينة منزوعة السلاح ليتسنى له ان يحكم قبضته على رقاب البشر فبدأ حينها بمصادرة الأسلحة التي بحوزة الشعب الصامد ليضيف عقابا جديدا إلى سابق العقوبات التي قدر للمدينة أن تنالها لا لذنب يذكر إلا لأنها كانت تعبر عن عواطفها ونزعاتها في كل موقف سياسي يمس الأمة ويهدد مصيرها ومستقبلها , لكن الشباب في معان في تلك الحقبة المأساوية ردوا بعنف على أبو الراغب ( بل هي مزروعة السلاح حتى يأتي الله بأمره) فالسلاح عن أهالي معان يعتبر من المسلمات والبديهيات وله ثقافة خاصة تأخذ حيزا ثقافيا واسعا في ذاكرة أبناء المدينة بمختلف أعمارهم فهو الذي حقق عامل الردع النسبي للقوى البرجوازية المتعسكرة في الانتفاضات التي مرت بها المدينة .

الحكومة فشلت في تنفيذ قرارها البوشي نظرا لأن الشعب أوعى واصلب من رجل أعمال يفكر بعقلية التاجر الدكنجي والمقاول و بطل البورصات والبزنس ...



ذكرى التجربة القمعية وأيام الجمر والرصاص عام 2002 خزنت في الذاكرة والنفس مزيجا من ألم وقهر وأسى و ولدت رفضا حادا ولاءات مغلطة ضد امتهان واضطهاد الإنسان ومصادرة حرياته









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية