الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الرحيم الوالي إعلامي وناشط مدني مغربي يتحدث عن الحوار العربي الأمريكي

مصطفى عنترة

2006 / 11 / 10
مقابلات و حوارات


ـ في نظركم لمادا تعرف دائرة العـداء للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة الممتدة من المحيط إلى الخليج اتساعا ملحوظا؟
هذا أمر طبيعي تماما بالنظر إلى سياسة الإدارة الأمريكية الحالية القائمة على الاحتلال و التقتيل في حق الأبرياء من أبناء الشعوب المنتمية إلى هذه المنطقة.
هناك أيضا أمر آخر هو الانحياز إلى إسرائيل بشكل غير مشروط من طرف الإدارة الأمريكية الحالية على حساب الشعب الفلسطيني و باقي شعوب المنطقة وحقوقها التاريخية والمشروعة. هذا علاوة على عدد من الممارسات الأخرى كما حصل في أبوغريب و غيره من مناطق العراق الشقيق التي شهدت و تشهد أبشع الجرائم على يـد القوات الأمريكية من قتل و اغتصاب و غير ذلك.
كل هذا لا يمكن أن ينتج عنه إلا العداء للإدارة الأمريكية. ومن ينتظر عكس ذلك فهو ببساطة شخص غير عاقل.

ـ ما هي طبيعة الصورة المرسومة للأمريكان في ذهنية الشارع العربــــــــي؟

علينا أن نميز هنا بين الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي. فالصورة السائدة عن الإدارة الأمريكية الحالية هي أسوأ صورة للولايات المتحدة الأمريكية منذ نشأتها.
ومع ذلك فالشارع العربي يتمتع بدرجة كبيرة من الوعي السياسي خلافا لما يعتقده البعض. وهو يميز بين الشعب الأمريكي وإدارة المحافظين الجدد بزعامة مجرم الحرب جورج بوش الذي قتل أزيد من 655 ألف من أبناء الشعب العراقي الأعزل.
إن الشعب الأمريكي قال لا لهذه السياسة في أكثر من مناسبة منذ بداية العدوان على العراق الشقيق وحتى الآن. ولذلك فالصورة السيئة ليست صورة الشعب الأمريكي وإنما صورة الولايات المتحدة الرسمية بقيادة السفاحين جورج بوش ورامسفيلد و غيرهما. هؤلاء لا يجسدون في شيء القيم التي نشأت عليها الولايات المتحدة الأمريكية: قيم المساواة والعدالة والحرية التي أرساها الرواد المؤسسون وليام جيفرسون وجون آدمز و بنيامين فرانكلين. إنهم يدمرون بلادهم وشعبهم قبل تدمير العراق أو أي بلد آخر.

ـ لماذا تعجز النخبة المثقفة في إقناع الشارع العربي بجدوى الحوار العربـي الأمريكي؟

إقناع الشارع العربي بالحوار مع الإدارة الأمريكية الحالية التي تقتل أطفاله و تزني بنسائه في العراق وتخرب دياره غير ممكن بتاتا. و هذا ليس عجزا من قبل النخبة العربية بقدر ما هو نتيجة حتمية لسياسة الإدارة الأمريكية الحالية ومعتقدات المحافظين الجدد وبعض الطوائف المتطرفة الأخرى التي تمكنت من السيطرة على دواليب القرار الأمريكي في السنوات الأخيرة.

ـ وهل هناك من يرفض هذا الحوار؟
الحوار مع الشعب الأمريكي أمر مختلف تماما، لكن لا أعتقد أن هناك من يرفضه في العالم العربي إلا بعض الأوساط التي ليس من مصلحتها هذا الحوار. وهي الأوساط التي لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالحداثة و لا بحقوق الإنسان سواء كانت ضمن الأنظمة القائمة في العالم العربي أو حتى في بعض الأحزاب التي تدعي التقدمية وغير ذلك من الشعارات و تمارس عكس ذلك في الواقع.
نحن في حاجة إلى حوار حضاري كبير عرباً وأمريكيين، حوار يتأسس على التكافؤ و الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتكامل بين الحضارتين الأمريكية و العربية ـ الإسلامية. ونحن المغاربة بالضبط لدينا رصيد تاريخي كبير نستطيع أن نؤسس عليه هذا الحوار. لقد كنا أول بلد اعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية في عهد السلطان محمد بن عبد الله. والولايات المتحدة الأمريكية بدورها كانت أول بلد اعترف باستقلالنا سنة 1956. وحتى عندما كانت الولايات المتحدة لا تزال دولة ناشئة كان المغرب يرعى مصالحها في البحر الأبيض المتوسط من باب التعاون و ليس من باب الخضوع لأن الولايات المتحدة آنذاك كانت لا تستطيع إخضاع أحد. وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن المصالح الأمريكية مع الشعوب العربية يمكن ضمانها عبر مقاربة تعتمد على التعاون والشراكة بدل التدمير والتقتيل وصناعة الموت من الجانبينس.

ـ هل تعتقدون أن هدا الحوار سيؤثر على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة الممتدة من المحيط إلى الخليج؟

طبعا يمكن أن يحصل تأثير كبير إذا نجح الشعب الأمريكي والشعوب العربية في بناء توافق حضاري تاريخي كبير وإذا ما انخرطت النخبتان العربية والأمريكية بفعالية وجدية في هذا الحوار.
علينا أن نخضع العلاقات العربية الأمريكية لإرادة الشعوب وليس لإرادة الحكام الذين لا يرون إلا مصالحهم الضيقة سواء من هذا الجانب أو ذاك. إن الشعب الأمريكي استطاع أن يحقق تجربة رائدة لبناء الدولة. ونحن كشعوب عربية لدينا أيضا رصيد تاريخي و حضاري كبير و بإمكاننا أن نكون مفيدين جدا للشعب الأمريكي كما أن هذا الشعب يمكن أن يكون مفيدا لنا أيضا على أكثر من صعيد. وعندما نرسي دعائم الحوار مع الشعب الأمريكي فإنه سيكون إلى جانبنا في مواجهة كل الانحرافات التي يمكن أن تصدر إزاءنا عن قيادته. وكذلك نحن أيضا يمكننا أن نكون إلى جانب الشعب الأمريكي على عدد من الأصعدة داخل بلداننا.
إن قناعتي الشخصية هي أن الشعب الأمريكي شعب محب للحياة والسلم والكرامة الإنسانية. وهو يلتقي في هذه القيم مع الشعوب العربية. وحينما نبني حوارا حضاريا مع هذا الشعب فنحن حتما سنكون مؤثرين على سياسات أنظمتنا العربية تجاه مصالح الشعب الأمريكي مثلما سيكون الشعب الأمريكي مؤثرا على سياسة بلاده تجاه مصالح شعوبنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة