الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليبيا مأساة وفواجع

بن حلمي حاليم

2023 / 9 / 14
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


مع تعازي الحارة لكل الليبيين، ولهم الصبر والسلوان.
لقد عانى الشعب الليبي الكثير، وتسلطت عليه أصناف المصائب منها : الاستعمار الأجنبي الامبريالي، والنظام الملكي ، ونظام المجرم معمر القذافي، ثم المأساة الكبرى تحت سيطرة حركات الإسلام السياسي الملتفة على ثورة 17 فبراير/ شباط 2011.
فالكارثة الطبيعية التي عصفت بمنطقة الشمال الشرقي، والجهة الساحلية والمنطقة الجبلية للبلد: الجبل الأخضر، والمرج، وبنينا، وسوسة، ودرنة، والبيضاء و شرق مدينة بنغازي، نتيجة هطول أمطار غزيرة جداً مصحوبة برياح قوية بلغت سرعتها من 70 حتى 100 كيلومتر في الساعة، وبذلك تحول الأمر إلى إعصار عنيف، مر باليونان وتوجه صوب سواحل ليبيا عبر البحر الأبيض المتوسط؛ وصنف بإعصار دانيال متسبب في خسائر إنسانية ومادية كبيرة.
بعد انهيار سدين جرفت المياه الطوفانية مدينة درنة بشرق ليبيا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، كثيفة السكان، مما تسبب في خسائر إنسانية كبيرة.
.

فاجعة الشعب الليبي وتعاون الدول معه
إن المأساة والفواجع التي عاشها الشعب الليبي كثيرة جداً، ولكني سأركز على تلك التي بدأت مع ثورته يوم 17 فبراير/ شباط 2011 حيث تخلص بقتاليته وبسالته العظيمة من نظام استبدادي بشع ظل جاثم عليه لعقود منذ الانقلاب العسكري في أول سبتمبر/ أيلول 1969، لكن التدخلات الرأسمالية والامبريالية وخدامها، والأنظمة الرجعية الإقليمية والعربية الاستبدادية وحركات الإسلام السياسي بكل توجهاتها منها : التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، والتيارات الدينية الأكثر انغلاقا وتزمتا وعنفا؛ إضافة إلى المرتزقة القادمون من كل جهات العالم صوب ليبيا، ولأنها بلد شاسع المساحة، وغني بالثروات الأساسية للتطور الصناعي والزراعي، وثقافة حضارية عريقة،وشعبه لم يتجاوز نحو 7 ملايين نسمة، ويعدون من أطيب الناس.
بعد نجاحه بإسقاط نظام المجرم معمر القذافي، تعاون لصوص العالم على دعم ومساندة المجموعات الموالية لكل جهة تخدم مصالحهم، بالمال والسلاح، وكل وسائل الفتك، وتصفية العلمانيين، والديمقراطيين الحقيقيين الليبيين والليبيات، من اجل توجيه بناء الدولة بعد نظام القذافي صوب مصالح الرأسماليين والامبرياليين والأنظمة الرجعية الاستبدادية بالمنطقة.
بعد قتل ما لا يعد من الليبيين والليبيات بدم بارد من اجل إنشاء سلطة رجعية موالية وتابعة وخاضعة للرأسماليين والامبرياليين، يريدون الآن دعمهم بالطحين والسكر، والزيت، والملابس، والفراش، والأغطية، والأدوية ...الخ، بعد إعصار دانيال وكارثة طوفان سبتمبر / أيلول 2023، لقد تفتقت العواطف الإنسانية الجياشة نحو الأشقاء الليبيين والليبيات، بعدما دمروها وخربوها ونهبوها، وقتلوا حتى المواليد والصبيان وذو الحاجات الخاصة والمسنين.
بعد ما عملوا كل ما بوسعهم من اجل تفتيت ليبيا وتقسيمها، وإعادتها إلى عهود ما قبل العصر الصناعي والرأسمالي، إلى البنيات القبلية والعشائر والطرق...الخ، لقطع خط التطور عبر تشكيل الأحزاب والنقابات والجمعيات بمختلف الحقول.
ان الكوارث الطبيعية تخلف فواجع إنسانية وجروح عميقة، طبعا، ومؤلمة جداً، ولذلك تتطلب تضامن جماهيري واسع مع ضحاياها،لأنها فعلا تترك أثار موجعة بحياة الإنسان، لكنها ناتجة عن عامل طبيعي، ولا ريب أن الجشع "الانتاجاوي " الإفراط في الإنتاج من اجل الأرباح، ومخلفاته على البيئة والاحتباس الحراري من الأسباب الرئيسية والأولى في كثير من المصائب والكوارث الطبيعية بالعقود الأخيرة.
الرأسماليون يقسمون الليبيين والكوارث الطبيعية توحدهم وتوحدهن
الاستعمار الجديد والرأسماليين والامبرياليين يقسمون الليبيين تقسيما، ينظمون للذين سيطروا على بعض السلطات لقاءات وقمم هنا وهناك، في دوامة سياسية ضمن التحولات العالمية والصراعات على المواد الخام والمعادن والنفط والغاز والثروات البحرية ومنابع المياه والأراضي الزراعية والأسواق...الخ.
مروجين بأنهم يعملون بجد لإيصال " الأطراف الليبيين" إلى تفاهم حول حل الأزمة السياسية، فالاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة وغيرهم، كلها هيئات تأسست بعد الحرب الامبريالية العالمية الثانية وتسيطر عليها السياسات عينها، وهي المصالح الكبرى للقوى الامبريالية القديمة وبعد بروز امبريالية جديدة تقود حاليا " بريكس بلوس" تعمقت الأزمات العالمية، ولهذا يتطلب الأمر قوى ثورية حقيقية علمانية وديمقراطية فعلا تتأسس على مبدأ الكفاح مع الشعب الليبي من اجل تقرير مصيره وسيادته على بلده ووحدتها، وطرد كل العملاء والخونة.
سيكون ذلك عبر انتخاب جمعية تأسيسية تصوغ دستور يضمن السلطة للشعب، والمساواة بين الجنسين وفصل الدين عن الدولة، وتوزيع الثروات بصورة عادلة، ويمكن أن يؤسس لذلك هذا التضامن الإنساني الواسع بين الليبيين والليبيات بعد الكارثة الطبيعية والفاجعة الإنسانية.
يجب أن يدقق جميع الليبيين-ات ، في الفترة الفاصلة بين يوم 17 فبراير / شباط 2011 و يوم 11 سبتمبر/ أيلول 2023، ثم يعدون الضحايا والخسائر التي تسبب فيها الرأسماليين والامبرياليين والرجعيين، ثم يعدون ما خلفه إعصار دانيال من ضحايا وخسائر؛ وبعد ذلك وسيعرفون من هو العدو الحقيقي للإنسانية والطبيعة معا.
فبالتأكيد أن وحدة الليبيون والليبيات المنبثقة من التضامن الشعبي الواسع مهمة، لكن معرفة العدو الحقيقي وتحديده مهمة جدا لكي تضمن استمرارية التضامن حتى تحقيق النصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل


.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو




.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي