الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قناطر خيرية حاربها الاعلام

كاظم فنجان الحمامي

2023 / 9 / 14
سيرة ذاتية


في البلد العجيب وفي الزمن الغريب، وصل إلى قريتنا المنسية وزير مستقل، فحضر مجلس العزاء المقام على أرواح أطفالنا الذين غرقوا عام 2017 في نهر دجلة اثناء عبورهم النهر على متن قطعة بالية من الفلين الأبيض. كانوا في طريقهم إلى المدرسة الواقعة في الطرف البعيد. فتأرجحت بهم قطعة الفلين في يوم شديد البرودة، ثم مالت بهم وانزلقت وانقلبت، أصيب الاطفال بالرعب فتشبثوا ببعضهم البعض حتى استقروا في القعر. .
تأثر الوزير وتفاعل مع المأساة، وأمر فريقه الهندسي بتشييد قنطرة مؤقتة ريثما تستفيق مديرية الطرق والجسور من سباتها وتنشئ للقرية قنطرة نظامية. .
اكتملت قنطرة الوزير في غضون شهر واحد فقط، وكانت مؤلفة من صناديق فولاذية محكمة وقضبان وسلاسل وعوامات طافية. ثم شيد الوزير المستقل حزمة من القناطر الخيرية: ثلاثة على نهر دجلة، والرابعة على الفرات. .
فرح القرويون بهذه القناطر البسيطة التي لم تكلف الدولة فلسا واحدا، كانت القنطرة الواحدة بطول 150 متراً، لكن أبواق الاعلام التسقيطي وجدت ضالتها في التهكم عليها، وجندت حشودها للنيل من صاحب المبادرة، وتشويه صورته. تارة بمقارنة القناطر بجسر مانهاتن وبالجسور الصينية واليابانية العملاقة، وتارة بالتقاط صور لبعض المعابر الخشبية المقامة على الجدوال الصغيرة وتزييف الحقائق بقصد التنمر على الرجل وفريقه الهندسي. .
اللافت للنظر ان حملاتهم الساخرة ظلت مستعرة بتوجيه وتمويل من بعض الجهات المنتمية إلى غابة القرود المشاكسة. .
قال لي صديقي الذي كنت احاوره بموضوع القناطر الخيرية المُنقِذة: نحن نحب الإنسان الوطني الطيب، لكننا لا نعطيه حقه. ولا نحب الإنسان السيء لكننا نخشاه ونحسب له ألف حساب. . فقلت له: طالما ان هذا الرجل لم يؤذي أحد، فلا يهمه إن أحبه أحدهم أو لم يحبه. .
ختاماً: كم تمنيت لو كانت المواقف مكتوبة بقلم الرصاص، لنمسح كل ما يزعجنا، ونحتفظ بما هو جميل فقط. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!