الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام معزول خارجيا وداخليا

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


" بما ان مدير البوليس السياسي المدعو عبداللطيف الحموشي ، ورئيسه ( صديق ومستشار ) الملك ، ورئيس " البنية السرية " المدعو فؤاد الهمة ، قطعا الكونكسيون عن منزلي ، وهو عمل وتصرف اجرامي ، سأضطر للخروج لإرسال هذه الدراسة من مقهى او من Cyber "
هل الملك محمد السادس ملك الاهانات ؟
عندما نقول ان النظام ، نظام محمد السادس معزول ، فالمسألة لا تقتضي مجرد الوصف ، ولكنها تعني مرامي تطبخ وحان موعدها . بل اكثر من ذلك فالعزلة الواضحة التي يعاني منها محمد السادس دوليا ، قد تخبئ بعض المفاجئات التي طال انتظارها ، وحان وقت قطف ثمارها .
فحينما يتجاوزك الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، ولا يعيرك ادنى اهتمام ، وتوجه مباشرة الى ( الشعب ) المغربي الرعايا ، بخطاب ليس ككل الخطابات ، فالوضع على الساحة الدولية ، ليس ولن يكون ابدا بالوضع العادي ، لان العلاقات بين شخص محمد السادس ، وشخص الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، وبين النظام المخزني البوليسي ، وبين الجمهورية الفرنسية ، ومثل العلاقات بين النظام المخزني ، وبين نظام الجيش الجزائري ، وكما عبر عن ذلك رئيس الدولة الجزائرية السيد عبدالمجيد تبون ، عندما وصف العلاقات بين الجزائر العاصمة وبين الرباط ، باللاّعودة ، فهو نفس الوصف الصحيح في العلاقات بين شخص محمد السادس ، وشخص الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، أي وصلت الى نقطة اللاعودة .
ان نفس الوصف يلاحظ ، ولكن بشيء من الفن والكياسة ، التي تحافظ على مصالح الدول ، بين شخص ونظام محمد السادس ، وبين الاتحاد الأوربي ، خاصة في موضوع نزاع الصحراء الغربية ، التي يركز ويتشبث فيها الاتحاد الأوربي بالمشروعية الدولية ، وبالحل الديمقراطي الذي يعني الاستفتاء وتقرير المصير. فخطاب الرئيس الفرنسي Emanuel Macron الى ( الشعب ) الرعايا المغربي ،ومرورا على نظام محمد السادس الذي أهمله ، ولم يعره اهتماما ولا أدنى قيمة ، هو رسالة يمكن استيعابها وتفسيرها بطرق مختلفة .
1 ) ان تجاوز الرئيس Emanuel Macron شخص محمد السادس كملك ، ومخاطبته بدله وعوضه مباشرة ( الشعب ) الرعايا ، قد نعتبره من جهة ، ان فرنسا ومن خلال معاهدة الحماية التي لاتزال جارية حتى سنة 2055 ،هي المسؤولة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية بدولة المخزن ، التي لا تزال ترعاها فرنسا بمقتضى اتفاقية الحماية .. وقد نعتبره تعرية فرنسية لحقيقة العلاقات بين قصر الاليزيه Le palais de l’Elysée ، وبين نظام محمد السادس الذي وضعه خطاب الرئيس الفرنسي ، في مكانه الأصلي ، الذي لن يرتقي يوما ليصبح مستقلا في قراراته إزاء حاميه وعرابه الدولة الفرنسية . وقد نستخلص من خطاب رئيس الجمهورية الفرنسية السيد Emanuel Macron الموجه الى ( الشعب ) الرعايا المغربي ، دون المرور عن قصر " تْوارگة " ، وبالضبط مع تجاهل شخص محمد السادس وتجاهل نظامه ، بان أشياء قد تكون رُتّبت ليلا ، ضد شخص ونظام محمد السادس الغائب عن المغرب ، والقاطن بباريس في فرنسا منذ 1999 ، والمعزول دوليا ، وقاريا ، وبمنطقة شمال افريقيا ، لأسباب جوهرها سوء التصرف ، عندما انقلب محمد السادس على التزاماته ووعوده للأوروبيين ، ببناء الدولة الديمقراطية التي ستكون صمام امان لسلامة الجهة الشمالية الأوروبية ، المقابلة للجهة الجنوبية المغربية ، وهنا تكون اسبانيا هي من دفع تكلفة الفاتورة العالية ، نظرا لقرب اسبانية من المغرب ، خاصة تزكية الاتحاد الأوربي للطابع الاسباني لمدينة سبتة ومدينة مليلية والجزر الجعفرية ..
2 ) ان اكبر إهانة للرئيس الفرنسي السيد Emanuel Macron ، لشخص محمد السادس ، عندما تجاهل بالمطلق شخص محمد السادس ، لأنه عند الرئيس الفرنسي ، وعند الاتحاد الأوربي لا يساوي شيئا ، وتوجه مباشرة يخاطب الرعايا ( الشعب ) المغربي . فتصرّفٌ من هذا القبيل ليس بالبريء ، لكنه ينم عن شيء ، او عن أشياء تكون قد رُتّبت بين قصر الاليزيه ، وبين المهتمين بالشأن العام المغربي .. وقد يكون احد الأطراف المعني بالتغيير الجذري في المغرب ، تمثله الولايات المتحدة الامريكية ، خاصة وان الجميع متأكد ومتفق ، على ان باب التغيير التحتي ، مدخله نزاع الصحراء الغربية ، التي يرفض الاتحاد الأوربي ، وترفض الولايات المتحدة الامريكية ، الإقرار بمغربيتها ، وهو نفس الرفض من قبل مجلس الامن ، ومن قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة ، الذين يركزون فقط على حل الاستفتاء وتقرير المصير .
3 ) فاذا كانت فرنسا بسبب العلاقات الخاصة مع النظام المخزني ، رغم انها كانت تصوت بالإجماع على قرارات مجلس الامن ، التي تركز فقط على الاستفتاء وتقرير المصير ، لكنها كانت تعطل تنزيل تلك القرارات ، باستعمال الفيتو ، مثلا ضد توسيع صلاحية " المينورسو " ، " هيئة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية " لتشمل مراقبة حقوق الانسان ، إلاّ ان فرنسا الى جانب الامريكان والاتحاد الأوربي ، رغم انهم يعرفون ومتيقنون من ان استقلال الصحراء الغربية ، يعني حتمية سقوط النظام المخزني ، وهنا يجب ان نفرق بين سقوط نظام ضمن دولة ، في انتظار نظام اخر ضمن نفس الدولة التي ستستمر ، وبين سقوط كل الدولة ، وليس فقط سقوط النظام القائم بها .. فرغم معرفة الغربيين بالسقوط الحتمي للدولة ، وليس فقط للنظام ، فان تشبث الاتحاد الأوربي وعلى رأسه فرنسا ، والولايات المتحدة الامريكية بخيار الاستفتاء وتقرير المصير ، الذي ستكون نتيجة تصويته 99 في المائة لصالح الاستقلال ، فهم يعتبرون ان قضية نزاع الصحراء الغربية ، سيكون الباب الآمن لإسقاط النظام ، بسبب دوْسِه على حقوق الانسان ، وبسبب تغييبه بالمطلق للممارسة الديمقراطية ، ونهبه لثروات الشعب المفقر ، وهما المحورين ( الديمقراطية وحقوق الانسان ) ، الذي بسببهما تم تقريع البوليس السياسي للنظام المخزني من قبل البرلمان الأوربي ، ومن قبل الاتحاد الأوربي كسلطة تنفيذية تحرص على تنزيل قرارات البرلمان الأوربي التشريعية ، وهو نفس التقريع كان لوزارة الخارجية الامريكية ، عندما انتقدت سياسة الدولة المخزنية في الديمقراطية ، والمرتبطة بحقوق الانسان في الصحراء الغربية . وهنا وحتى يظهر التقرير الأمريكي للولايات المتحدة الامريكية ، في صلابته ، فانه اعتبر " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " ، بمثابة منظمة تحررية تمارس الكفاح المسلح ، لاستقلال أراضي يعتبرها البيت الأبيض ، كما يعتبرها الاتحاد الأوربي ، خاضعة لقواعد تصفية الاستعمار بالمنطقة . فحينما تناقش مجموعة 24 التابعة للأمم المتحدة ، " اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار " ، أوضاع الصحراء الغربية ، فهي بهذا الاشتغال ، تعتبر وجود جيش النظام المخزني من الناحية القانونية ، بتواجد احتلال ، ينتظر حله من قبل الأمم المتحدة ، وليس من قبل النظام المخزني ، او من قبل جبهة البوليساريو ، عن طريق الاستفتاء وتقرير المصير الذي لا يمكن التنازل عنه ، حتى لو انقلبت الجبهة عن مطلب الاستفتاء ، وقررت الاندماج عن طواعية مع النظام المخزني بمقتضى البيعة ..
فالدول الكبيرة داخل مجلس الامن التي تصدر سنويا قرارات تؤكد فيها فقط على الاستفتاء وتقرير المصير ، هي نفس الدول عندما تكون تعالج الصراع حول الصحراء الغربية بالجمعية العامة للأمم المتحدة ، وهي نفس الدول تعالج نزاع الصحراء الغربية بالاتحاد الأوربي .. أي نفس الأشخاص منتشرين عبر هيئات او مؤسسات ، الجمعية العامة ، مجلس الامن ، والاتحاد الأوربي ، تعالج قضية الصحراء . فالمشكل ليس بين النظام المخزني الذي يعاني قانونا من سيطرته على جزء من الصحراء ، وليس على الصحراء ، بل نقطة ضعف النظام المخزني ، انه يواجه العالم بغطاءات حربائية ، الهدف منها التدمير غير التدمير للمنطقة بكاملها .
لكن دعونا نطرح السؤال عن السبب في قطع الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، علاقته الشخصية مع شخص محمد السادس ، وقطع العلاقات بين النظام المخزني البوليسي ، وبين الجمهورية الفرنسية .
طبعا ومن خلال الخطاب الذي وجهه الرئيس الفرنسي الى (الشعب ) الرعايا ، متجاوزا محمد السادس ونظامه ، فقد يكون السبب في تصليب مواقف الرئيس الفرنسي ، انكار باريس للنظام المخزني ، وانكارا للدولة ، وانكارا للحكومة التي هي حكومة الملك كما يحق الرئيس الفرنسي .. فتجاهل الرئيس الفرنسي للملك ، هو اعتراف فرنسي بنفي ، وعدم وجود شيء يسمى بالحكومة التي رئيسها طبعا ، وكما يدرك الرئيس الفرنسي ، هو الملك محمد السادس الغائب عن المغرب منذ 1999 ، والمقيم في باريس عاصمة الجمهورية الفرنسية .
ان التفريق الذي استعمله الرئيس الفرنسي بين النظام المخزني الطقوسي ، وبين الرعايا ( الشعب ) ، كان مقصودا ، وكان إشارة فرنسية ، او تلميحا فرنسيا بشيء ، يتجاوز الملك ، ويتجاوز النظام .. وقد تكون اطراف متورطة فيه على مستوى الداخل . هذا انْ انتهى التغيير بإسقاط شخص محمد السادس ، واسقاط نظامه ، مع بقاء ، او الاحتفاظ بالدولة كدولة . وهنا ، ربما سيكون البحث عن شخص آخر يتناغم مع الديمقراطية الغربية ، في المتناول ، لان الهدف هو اسقاط النظام والدولة البوليسية ، التي تسببت في هذا ( الجلل ههه ) لمحمد السادس ، ولنظامه .
ان تجاهل الرئيس الفرنسي في خطابه الموجه الى ( الشعب ) الرعايا المغربي ، كان ضربة لمحمد السادس ، لم تكن منتظرة بهذه القسوة من قبل رئيس فرنسا . وقد برهنت على حدّيتها عندما اعتبرت العلاقات على الطريقة الجزائرية ب اللاعودة ، وهي الحقيقة الجلية التي لا تحتاج الى فهم مستنبط من التخمينات المختلفة ، خاصة بقرب اعلان العودة الطبيعة للعلاقات بين قصر " تْوارگة " ، وقصر الاليزيه Le palais de l’Elysée . فخطاب الرئيس الفرنسي كخطاب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ، كان حكما حاز على قوة الشيء المقضي به ، فاصبح قاطعا لكل أمل في العودة ، لما كانت عليه العلاقات بين محمد السادس وبين Emanuel Macron . فتحييد الرئيس الفرنسي لمحمد السادس ولنظامه، كما فعل الرئيس الجزائري ، سببه في الأصل ، ضعف محمد السادس الذي لا يتوفر على كاريزما الحكم ، واستغلال محيط الملك الذين منحهم المغرب ، ومنحهم التصرف في مصير المغاربة . فعوض خلق الدولة الديمقراطية التي ستكون محمية ومحروسة من قبل الأمم المتحدة ، ومن قبل الاتحاد الأوربي ، وروسيا الاتحادية ، والصين الشعبية ... الخ ، خلق دولة بوليسية اشتطت في استعمال السلطة ، لا لحماية المثقفين ، والكتاب ’ والصحافيين ، والسياسيين التقدميين ، وأصحاب الرأي ... أي حماية النظام من خلال الحماية الديمقراطية ، التي انقلب عليها النظام البوليسي بمجرد تفجير الدارالبيضاء في 16 مايو 2003 ، وتفجير مدريد Madrid في 11 مارس 2004 . أي ان الفترة بين التفجيرين ، تفجير الدارالبيضاء ، وتفجير مدريد لم يتعدى عشرة اشهر . فبعد هذا الانقلاب الإرهابي ، سيتغير كل شيء ، وعوض الدولة الديمقراطية التي التزم الملك للأوروبيين ببنائها ، وكانت حلما ، تم بناء دولة بوليسية خبيثة ، فتم التراجع ، وساد الظلام ، وكان العمل الإرهابي بتفجير الدارالبيضاء ، وتفجير مدريد ، انقلابا جعل محمد السادس يفوض السلطات المطلقة للدولة البوليسية ، وللنظام البوليسي الذي تربع على عرشه ( صديق ومستشار ) الملك فؤاد الهمة ، الذي بعد تصفية وحسم معارك مع جهات من نفس الحقل ( الجنرال حميدو لعنيگري ) ، استولى على البوليس ، واستولى على وزارة الداخلية . وبين عشية وضحاها اصبح هو الكل في الكل ، الى ان فاجئهم مجيء منافس آخر سرق قلب محمد السادس ، هو الاخوة " أبو زعيتر " الذين همشوا فؤاد الهمة ، كما همشوا مدير الكتابة الخاصة للملك ( الماجدي ) .
ان تغول الدولة البوليسية التي سماها الأستاذ المعطي منجيب ب " البنية السرية " ، وتوسع في التفسير الأستاذ النقيب المحامي محمد زيان .. هي السبب الرئيسي في ما آلت له العلاقة بين الرئيس الفرنسي وبين محمد السادس ، كما انها السبب في التقرير الذي أصدره البرلمان الأوربي ، والتقرير الذي أصدرته كتابة الدولة الامريكية في الشؤون الخارجية ، خاصة تركيز التقريرين على مجال الديمقراطية المنتفية بالمرة ، وفي مجال حقوق الانسان المُداسة بأرجل البوليس السياسي ، سيما وقد توسع التقريران ، عند حقوق الانسان بالصحراء الغربية ، واضافتهما على الوضع القانوني " للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " ، ، صفة حركة تحرير ، وليست منظمة إرهابية .
وطبعا عندما يضع الملك المغرب والمغاربة بيد أصدقاءه ، وعلى رأسهم رئيس " البنية السرية " ، او " الدولة العميقة " فؤاد الهمة ، طبعا يكون تأزيم العلاقات مع الجمهورية الفرنسية ، ومع الاتحاد الأوربي ، ومجلس الامن ، والجمعية العامة ، وحتى الاتحاد الافريقي ، وبالمنطقة المغاربية .. ، تحصيل حاصل لعزل النظام أوربيا ، وافريقيا ، ، وجغرافيا إقليميا ( الجزائر ، تونس ، وموريتانية ) التي تعترف بالجمهورية الصحراوية ..
ولو كان البوليس السياسي الذي يسيره هواة كل تقاريرهم كذب وبهتان ، في مستوى المسؤولية التي يُحمّلهم القانون ، تحت طائلة العزل السريع والمحاكمات ، هل كان للبوليس السياسي وعلى رأسه ( صديق ومستشار) الملك ، وخادمه المرؤوس مدير البوليس السياسي ، اقناع الملك بسهولة اختراق هاتف الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، وهواتف سياسيين فرنسيين ، وشمل الاختراق والتلغيم ، هاتف رئيس الوزراء الاسباني السيد Pedro Sanchez ، وهواتف وزراء اسبان في الحكومة الاسبانية .. ؟
فتلغيم هواتف الرئيس الفرنسي ، وهواتف الوزراء الفرنسيين ، ما كان ليحصل لو لم يؤيد هذا الفعل الاجرامي المعاقب من القانون الدولي ، شخصيا الملك محمد السادس . نعم ان الهواتف التي رُكّب فيها البرنامج Pegasus يستحيل اكتشافها ، لكن البلداء نسوا ان علاقة فرنسا مع إسرائيل ، ليست هي العلاقات بين النظام المخزني وبين إسرائيل .. فالشركة التي باعت البرنامج الى البوليس المغربي ، او الى طرف ثالث هو من زود البوليس المخزني بالبرنامج Pegasus ، وبعد الحصول على موافقة الحكومة الإسرائيلية ، هي من عرت على اختراق المخزن المغربي ، لهاتف الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، وهواتف وزراء فرنسيين . لكن الرئيس الفرنسي وعد إسرائيل بالامتناع عن الرد او بالانتقام ، لان للدولة الصهيونية مصالح لا تزال قائمة مع النظام المخزني ، لم تنتهي بعد .
وبالفعل منذ علم الرئيس الفرنسي بما حصل ، اعتبر محمد السادس غدارا ، مراهقا ، واعتبره دون مستوى الرئيس الفرنسي ، ومستوى الوزراء الفرنسيين ، فقرر الرئيس الفرنسي الانتقام ومن بعيد ، من غدر وفعلة النظام المخزني .. بالتجاهل التام . لكن التجاهل لشخص محمد السادس ولنظامه ، لا يعني ان فرنسا خرجت من المنطقة . بل زاد الدور الفرنسي صلابة ، عندما شرعت باريس ومن بعيد ، في عرقلة ولجم مصالح محمد السادس ، بالاتحاد الأوربي ، بالبرلمان الأوربي ، وبمجلس الامن ، وبالجمعية العامة للأمم المتحدة . بل ان فرنسا تحركت اوربيا حتى على مستوى القضاء الأوربي ، في ابطال وفك الاتفاق المخزني المغربي الأوربي ، بالنسبة لثروات المناطق المتنازع عليها ..
فالتحرك الفرنسي في الانتقام من محمد السادس ، سيكون من خلال تعرية تواجد النظام المخزني ، بجميع المؤسسات الدولية والقارية ..
لقد شنت الصحافة الفرنسية ووسائل الاعلام ، حملة ضد شخص محمد السادس ، حين وصفته بالسكير ، وبالخاوي الوفاض ، والضعيف ، وهو ما يشكل قرينة صحيحة ، على ان المخابرات الفرنسية هي من كان وراء إيداع فيدو لمحمد السادس ، وهو ثمل سكران صباحا في باريس . فالغرض من الفيديو ، تأليب ( الشعب ) الرعايا للثورة على شخص محمد السادس وعلى نظامه ، فكان الاتجاه العام يهدف زعزعة الداخل المغربي ، بتأليب الجيش ذا الثقافة الفرنسية ، وتأليب ( الشعب ) الرعايا ضد محمد السادس ، خاصة تأليب جماعات الإسلام السياسي ..
وبالطبع فقد أدى فيديو محمد السادس أمير المؤمنين ، الامام الأكبر ، والراعي للرعايا في دولة الامارة ، بالعديد من رؤساء وملوك العالم العربي ، الى التقليل من شخص محمد السادس ، ووصل التقليل حد العزل ، وتجميد العلاقات مع الدولة المخزنية . فموريتانية ، وتونس ما كان لهما ان يتشددا في ملف الصحراء الغربية ، دون اعتبار للملك الذي لا يزال يردد الأسطوانة المتآكلة " أمير المؤمنين ، حامي حمى الملة والدين ، الساهر على أمن وصحة المواطنين هههه " .
وعندما هدد الرئيس الفرنسي بالتعرية عن الأموال التي جمعها بالسرقة كل الملوك والرؤساء الأجانب ، وكدسوها في الحسابات الخاصة بفرنسا .. فهو كان يقصد بالحرف أموال محمد السادس التي وصلت حوالي ثمانية مليار دولار والنصف الدولار مكدسة بالابناك الاوربية .. وكلها اموال الشعب الفقير والمفقر .. ومع ذلك فالملك الذي تساءل يوما قائلا : أين الثروة ؟ اصبحت الثروة التي تساءل عنها في محل خارج المغرب ، وفي القصور والبنايات الرفيعة بالمناطق الباريسية كالدائرة السابعة ..
ان التغيير للنظام المخزني سيأتي من خارج المغرب ، لا من داخله . لكن الداخل سيتحرك عندما تبلغ ازمة النظام حدها ، ونحن في الطريق اليها ، ليصبح الداخل رائد التغيير الذي تنفخ فيه فرنسا ، كما ينفخ فيه الاتحاد الأوربي ، والولايات المتحدة الامريكية .
نعم التغيير سيأتي من الخارج ، وبابه ، مصير والنهاية التي سيؤول اليها الوضع في الصحراء الغربية .
ان خطاب الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، الموجه الى الرعايا ( الشعب ) المغاربة ، وتجاهل شخص محمد السادس ، وتجاهل موظفيه الساميين ( الوزراء والحكومة ) ، هو ليس بالإهانة فقط التي مست محمد السادس واصابت المخزن الذين ظلوا صامتين ، بل هو تحدي واضح ينفي وجود نظام ، ووجود دولة طقوسية ، نيوبتريمونيالية ، نيوبتريركية ، الكمبرادورية ، ميركانتلية ، تقليدانية غارقة في الشعوذة ، وفي اساطير الاولين .. فحان الوقت للتعامل معها بما يضعها في مكانتها طبعا الصُّغيّرة ، وفي حجمها الطبيعي ..
ولفتح الأعين ، فان مواقف الرئيس الفرنسي هي نفسها مواقف الاتحاد الأوربي ، وموقف الولايات المتحدة الامريكية ، لكن الخطأ الذي ارتكبه الرئيس Emanuel Macron ، انه تسرع اكثر من اللازم في تعرية ، وفي الكشف عن المخطط الذي يشتغل عليه الجميع ، وحان الوقت لجني ثماره .. وطبعا الباب الكبير سيكون نزاع الصحراء الغربية .. أي ان التغيير سيأتي من خارج المغرب لا من داخله ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في شمال كوسوفو.. السلطات تحاول بأي ثمن إدماج السكان الصرب


.. تضرر مبنى -قلعة هاري بوتر- بهجوم روسي في أوكرانيا




.. المال مقابل الرحيل.. بريطانيا ترحل أول طالب لجوء إلى رواندا


.. ألمانيا تزود أوكرانيا بـ -درع السماء- الذي يطلق 1000 طلقة با




.. ما القنابل الإسرائيلية غير المتفجّرة؟ وما مدى خطورتها على سك