الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ج12/ ما قبل الأخير: اللهجة العراقية بين العربية الفصحى واللهجة المندائية.
علاء اللامي
2023 / 9 / 15مواضيع وابحاث سياسية
كلمات هذا الجزء: "سدانة - صگاطة -صنان - صيهود -قَبوط - قوزي - راشدي - رُطب -رگـة -شجر - شرمخ - شقل". سيكونترتيب الفقرات أدناه كما يلي: رقم الفقرة ثم الكلمة كما تلفظ في اللهجة العراقيةثم علامة مساواة وبعدها لفظ الكلمة في اللهجة المندائية بين قوسين ثم معنى الكلمةفي المندائية فمعناها في العراقية فرأيي الشخصي بهذا التخريج مع التوثيق المعجمي:805- صگاطة= (سكتا) وتعني سدادة وقفل. ويشرح معنى اللمة في العامية فيقول وهي عبارة عنقطعة خشب أو حديد مرتبطة من جهة وسائبة من الأخرى لكي تثبت في حلقة أو مكان مخصصعلى جهة الباب الثانية. وهذه هي السقاطة في اللغة العربية الفصيحة ونقرأ في معجمالمعاني (السُّقَاطةُ: أداة توضع على أعلى الباب فيقفل) وهي تلفظ في العامية بفتحالسين وفي الفصيحة بضمها. وفي المعاصرة نقرأ (سُقَّاطة :1 - أداة تُوضع خلف الباب من أعلى لإحكامإغلاقه. 2 - ما يُطرقبه الباب).811- صنان= (صهنا) وتعني الرائحة الكريهة وهذه كلمة عربية ومشتركة في اللغات الجزيريةالسامية بالمعنى نفسه نقرأ في معجم الوسيط (الصُّنَانُ: النَّتْنُ.والصُّنَانُالريح الكريهة وذفر الأبط)، وفي المعجمالغني "يَفُوحُ مِنْهُ صُنَانٌ: رَائِحَةُ الإبْطِ الكَرِيهَةِ -صُنَانُلَحْمٍ: نَتَنُهُ".812- صيهود= (صاهيا) جفاف عطش. والمؤلف يعلم أن الكلمة عربية فصيحة ولكنه يعاند ويحاولأن يجد لها تخريج ما فيقول إن معناها في المندائية يتعدى معناها في العربية الىالجفاف. وفي العامية العراقية تعني كلمة الصيهود الحر الشديد والصيف القائظ ولاتعني الجفاف قط، ونقرأ في المعجم الرائد (صيهد: حر شديد. - صيهد: سراب مضطرب. -صيهد: طويل القامة. - صيهد: أرض واسعة جافة لا ماء فيها). نقرأ في لسان العرب (ابنسيده: صَهَدَتْ الشَّمْسُ تَصْهَدُه صَهْداً وصَهَداناً: أَصابَتْه وحَمِيَتْ عليهوالصَّيْهَدُ: شدّة الحَرِّ).815-قَبوط= (قبوتا) وتعني في المندائية صندوق خزانة تابوت. وفي العامية العراقية القبوطهو المعطف فلا علاقة لهذا بذاك. وربما كانت الكلمة معربة عن لغة أجنبية أخرى هيالفرنسية (CAPOTE) التي تعني المعطف العسكري والمعطف المُقَلْنس"معطف بقلنسوة". 822- قوزي= (قصير، صغير) وتعني كما يقول المؤلف " رضيع الخراف في إشارة إلى صغيرة)وهذه الكلمة تركية عثمانية من قوزو أو قوزي وتعني الحَمَل. ودخلت اللهجة العراقيةخلال الاحتلال التركي العثماني للولايات العراقية. والمؤلف يشير إلى هذه المعلوماتولكنه ينفيها لتأكيد تخريجه المندائي الخاص. أما التخريج الذي يقول به خالد السيابفي معجمه "معجم الفصيح الدارج في اللهجةالعراقية المحكیة في محافظة كربلاء" والذي مفاده أنه يجد"أن للكلمة أصلا عربياً، فـ (القوز) في الكلام الفصيح، يعني: كثيب مشرف منالرمل فيه استدارة، وصغر تشبه به أرداف النساء" فهو تخريج ضعيف وبعيد من حيثالمعنى المراد.827- راشدي= (ريش +دها) وتعني في العامية صفعة على الوجه ويحاول المؤلف أن يجمع كلمتينمندائيتين هما "ريش" أي رأس و "دها" التي يقول إنها تعني"دفع وربما ضرب"، فهل يعني ذلك أن المؤلف غير متأكد من معنى الكلمة فيلغته الأم؟ وعموما فواضح القسر التأثيلي هنا ومحاولة تلفيق تخريج لهذه الكلمة.ويبدو أنها من المفردات الجديدة في اللهجة العراقية في فترة الاحتلال العثمانيفهناك روايتان تنسبان الكلمة، الأولى إلى أحد حكام أمارة المنتفق في جنوب العراق وهوراشد باشا السعدون الذي امتاز بضخامة جسمه وطوله وهيبته وكان أذا صفع أحدهم أغميعليه لشدتها! والرواية الثانية تنسبها الى ضابط عثماني عرف باسم ابيه (راشدي)،وكان هذا الضابط قوي البنية لدرجة أنه إذا ضرب شخصا على وجهه أو خده بكفه يخرالمضروب صريعا من قوة الضربة، واشتهر هذا الضابط بقوة ضربته وشدتها، فصار الناسيضربون المثل به وبصفعته الرنانة" وتبقى هاتان الروايتان شعبيتان ومحاولة غيرموثقة لتفسير الكلمة نسوقهما للعلم بهما دون أن نتبنى إحداهما رغم أنها أكثرمعقولية من تخريج المؤلف قيس مغشغش السعدي.833- رُطب = (رطب) وتعني فيالمندائية ريان وطري. والمؤلف يسجل أن الكلمة عربية بعناها المعروف والشائع ولكنهيضيف لتبرير الزج بها في المعجم المندائي ما يلي: "والكلمة من أساس لغةالعراق القديمة فهي تأتي في المسمارية على "رطبو" وقد احتفظت بهاالمندائية! وهذا الكلام ينطوي على عدة أخطاء فأولا؛ المسمارية ليست لغة بل طريقةكتابة أو نظام علامات للكتابة، فقد يكون النص باللغة الأكدية ويكتب بالمسمارية وقديكون باللغة السومرية أو غيرها ويكتب بالمسمارية. وثانيا لما كانت الكلمة قد وردتبإحدى اللغات الجزيرة القديمة وهي الأكدية وذكرها العلامة طه باقر في كتابة "من تراثنا" وكتب عنها " رَطَب = رطابو: التمر فيمرحلة النضج الأول وهو الطري"؛ فلماذا يريد المؤلف احتكارهاللمندائية التي هي لهجة من لهجات الآرامية، ولا يحق للغة العربية أن ترثها أيضا؟لنقرأ ما ورد في واحد من أقدم المعاجم "لسان العرب" عن رطب (وأَرْطَبَالبُسْر: صار رُطَباً. وأَرْطَبَتِ النخلة، وأَرْطَبَ القَوْمُ: أَرْطَبَ نَخْلُهموصار ما عليه رُطَباً. الرَّطْبُ، بالفَتْحِ: ضدُّ اليابسِ.والرَّطْبُ: النَّاعِمُ. رَطُبَ، بالضَّمِّ، يَرْطُب رُطوبَةًورَطابَةً، ورَطِبَ فهو رَطْبٌ ورَطِـيبٌ، ورَطَّبْتُه أَنا تَرْطِـيباً.وجارِيَةٌ رَطْبَة: رَخْصَة).838-رگـة= (ريقا) سلحفاة. وهذه كلمة أكدية قديمة "رقو" وثمة من يقول إنهاسومرية انتقلت إلى الكلدانية، وهذا أمر مستبعد، وهناك من يقول بأنها سومرية انتقلتإلى الأكدية وهو الأرجح إذ أن الأكدية أقدم تأريخيا من الكلدانية وأقرب إلىالسومرية تأريخياً إن لم تكن متزامنة معها، ومن غير المستبعد أنها انتقلت الىاللهجة المندائية فالعربية لاحقا. والمؤلف مطلع على هذه المعلومة ويحاول توظيفهالتبرير زجه بها في معجمه فيقول (وقد حفظت اللغة المندائية التسمية الأكديةللسلحفات "رقو" وأشاعتها في العامية العراقية). والكلمات لا تفقد هويتهااللغوية حين تنتقل إلى لغة أو لهجة أخرى عبر وسيط بل يتساوى الوسيط "المندائيهنا" مع العامية العراقية في الأخذ من المصدر الأقدم، خصوصا وأن اللهجةالمندائية محدودة الاستعمال والانتشار داخل الطائفة الصابئية الصغيرة والمسالمةوالتي استعربت كلها في العصور العربية الإسلامية وبرز منها علماء وشعراء أفذاذباللغة العربية.855-شجر =(شگر) وتعني في المندائية يشعل يحرق يوقد. ولتوضيح معناها يأتي المؤلف بمثال(تشجر المرأة التنور) والكلمة عربية فصيحة وتلفظ بالسين والإبدال بين السين والشينشائع جدا في اللغات الجزيرية. نقرأ في لسان العرب (والسَّجْرُ: إيقادك فيالتَّنُّور تَسْجُرُه بالوَقُود سَجْراً). وفي الرائد والمحيط: " سجر التنور: أشعل الوقود فيه وأحماه"وفي المعاصر (سجَّرَ النَّارَ: أوقدها، أحماها: وفي القرآن {وَإِذَا الْبِحَارُسُجِّرَتْ}). وكنت قد أوردتها في كتابي "الحضور" وكتبت عنها في فصلمفردات أكدية وآرامية: شجر، سجر= أضرم النار ...في العربية بالمعنى ذاته: وسَجَرَالتَّنُّورَ يَسْجُرُه سَجْراً: أَوقده وأَحماه، وقيل: أَشبع وَقُودَه.والسَّجُورُ: ما أُوقِدَ به. والمِسْجَرَةُ: الخَشَبة التي تَسُوطُ بها فيهالسَّجُورَ. وفي حديث عمرو بن العاص: فَصَلِّ حتى يَعْدِلَ الرُّمْحَ ظَلُّه ثماقْصُرْ فإِن جهنم تُسْجَرُ وتُفتح أَبوابُها أَي توقد، اللسان). وبهذا المعنىفالكلمة جزيرية سامية مشتركة بين عدة لغات منها العربية والآرامية بلهجتهاالمندائية.863- شرمخ = (شرا +مخخ) والكلمة في المندائية من مقطعينالأول "شرا" ويعني يحل ويفك ويخلع والثاني "مخخ" ويعني يقلعينشر يسوي. وفي العامية (شرموخ) تعني الكلمة نزع فرع من الفروع التي يتكون منهاعذق النخلة). واضح الطابع المتعسف لهذا التخريج. والكلمة في اللغة العربية هيشمروخ وجمعها شماريخ وتعريفها: العذق الذي يحمل التمر في النخلة والعنقود الذييحمل العنب في الكرمة. ونقرأ في معجم المعاني والوسيط والرائد (شَمْرَخَ العِذْقَ:خَرَطَ شمَاريخَهُ، أو خَرَطها بالمِخْلَب) و (الشِّمْرَاخُ: العِثْكَالُ "العذق"عليه بُسْرٌ "التمر" والشِّمْرَاخُ: العُنْقودُ عليه عِنَبٌ). (الشِّمْرَاخُالعُنْقودُ عليه عِنَبٌ والشِّمْرَاخُ غُصْنٌ دقيق رَخْصٌ ينْبُت في أعلى الغصنالغليظ، خَرَجَ في سنته رَخْصًا. والجمع: شَمَارِيخُ).869- شقل /شاقول = (شقل) وتعني في المندائية يوازي، يساوي في الأهمية. وتعني في العامية كما يقول المؤلف شاقول البناءوهو آلة تستخدم لمعرفة درجة استقامة البناء. والكلمة عربية فصحى بذات المعنى نقرأفي معجم المعاني (شاقول: مِيزَانُ البَنَّائِينَ وَالْمُهَنْدِسِينَ لِلتَّأَكُّدِمِن اسْتِقَامَةِ الحَائِطِ، وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنْ خيْطٍ فِي أسْفَلِهِ ثِقْلٌ، يرفععموديا -المِطْمَارُ) وكلمة ثقل في العربية جاءت من اللغة الأكدية "شقل"عبر الآرامية. وهي وحدة وزن بابلية وبالدارجة العراقية شقلَ الطفلَ أي حمله علىالكتف. وفي الدولة الصهيونية، اتخذوا هذه الكلمة الآرامية اسما لعملتهم النقديةزاعمين بأنها عبرية، والواضح أن الأسرى العبرانيين أخذوها من الآرامية وربما منالأكدية. ولا توجد كجذر في العربية ولكنها موجودة بلفظ ثقل بالثاء العربية الرادفةوالمعنى نفسه لشقل ونقرأ في اللسان (الثِّقَل: نقيض الخِفَّة، والثِّقَل: مصدرالثَّقِيل، تقول: ثَقُل الشيءُ ثِقَلاً وثَقَالة، فهو ثَقِيل، والجمع ثِقالٌ. والثِّقَل:رجحا الثَّقِيلوالثِّقْل:الحِمْل الثَّقِيل، والجمع أَثْقال، وقوله تعالى: {وأَخرجت الأَرض أَثقالها/الزلزلة -2}.703-سِدانة =(سدانا) وتعني في المندائيةأساس وركيزة. ولا علاقة لهذا المعنى بمعنى الكلمة في اللهجة العراقية؛ فالسدانة هيحاوية أو وعاء أسطواني عمودي يُعْمَل من الطين وحين يجف يستعمل لخزن وحفظ الحبوبوالمواد الجافة الأخرى وهذا الوعاء لا يقوم أصلا على ركيزة ولا يحفر له أساس فيالأرض كالبناء بل يطرح الطين على الأرض ثم يسوى على شكل جدار دائري يرتفع رويدارويدا ويضيق في الأعلى ويشبه تنور الخبز التقليدي، ولذلك تكون السدانة هشة لاتتحمل الرطوبة والماء حيث تضمحل وتنهار لذلك قالوا في المثل الشعبي " حالهحال السدانة بالماي". وزعم بعضهم أن الكلمة سومرية أو بابلية ولكني لم أجدتوثيقاً يُطمأن إليه لهذا الزعم. والمرجح أن كلمة سدانة هي اسم آلة على وزن فِعالةجاءت من جذر (سَدَنَ) ومن معانيه الستر والحجب. نقرأ في الصحاح: "والأسْدانُ:لغةٌ في الأَسْدالِ، وهي سُدولُ الهوادج. وسدن الرجل ثوبَه وسَدَنَ السِتر، إذاأرسَله"، ومنها سدانة الكعبة تقديم الخدمة والحفظ والحجابة نقرأ في اللسان:"سِدَانَة الكعبة خِدْمَتُها وتَوَلِّي أَمرها وفتح بابها وإِغلاقُه، يقالمنه: سَدَنْتُ أَسْدُنُ سَدَانة" فالكلمة توفر معاني الخدمة والحجب، وفيالرائد: "سدن الستر: أرخاه، أرسله. وسَدَن وسُدن. ستر، جمع: أسدان". ومنطريف ما ورد بخصوص السدانة بيت من الشعر الشعبي لعراقية جنوبية تصف ابن عمهاالقبيح قالت:يا طول ابنعمي طول السدانةومغرافةللتنور وحدة من اذانه!
للاطلاع على هذه الاجزاء السابقة من المفرداتانقر لطفا على هذه الوسمة:#لهجة_عراقية_اللامي يتبع
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس يقول إن إسرائيل ألحقت الهزيمة بح
.. وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد هزيمة حزب الله.. ماذا يعني ذلك؟
.. مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة: أكثر من 300 ألف إنسان يعيش
.. أسامة حمدان: جرائم القتل ضد شعبنا ستبقى وصمة عار في وجه الدا
.. حرب وفقر وبطالة.. اللبنانيون يواجهون شقاء النزوح ونقص الدواء