الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهسا أمينى: رمز الاحتجاجات الإيرانية

إسلام أشرف عطية
(Eslam Ashraf Attia)

2023 / 9 / 16
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


اليوم ١٦ سبتمبر الذكرى السنوية الأولى لمقتل مهسا امينى..



قصة مقتل مهسا امينى

مهسا امينى شابة كردية من مدينة سقز فى محافظة كردستان، كانت تبلغ من العمر ٢٢ عاماً عندما قتلت، فى يوم الثلاثاء ١٣ سبتمبر من العام الماضي كانت مهسا فى رحله إلى طهران مع شقيقها وأقاربها، قبل أن يتم احتجازها من قبل عناصر ما تسمى ب "شرطه الأخلاق" فى ايران لنقلها إلى ما يسمي "مركز إعادة التثقيف" بسبب ارتدائها للحجاب بطريقة غير لائقة من وجهة نظرهم، وبحسب شهود عيان، تعرضت الشابة للضرب من قبل عناصر شرطة الأخلاق. بعد ذلك تم نقلها إلى المستشفى حيث توفيت في وقت لاحق متأثرة بجروحها.
وفى يوم الجمعة ١٦ سبتمبر أُعلن عن وفاتها.
دُفنت مهسا أميني في مدينتها تحت مراقبة عناصر الأمن، وقدّر عدد المشاركين في الجنازة بالآلاف.
تعرضت عائلة أمينى لجميع أشكال الانتقام والتهديدات، بينما تم إعتقال الصحافيتين اللتين أبلغتا عن وفاتها.
أثار مقتلها موجة من الاحتجاجات في إيران، و نزل آلاف الأشخاص إلى الشوارع للمطالبة بتحقيق العدالة لها.


رد النظام على الاحتجاجات

أستخدم النظام الرصاص الحى لقمع الاحتجاجات و قتل أكثر من ٥٣٠ متظاهراً من بينهم ٧١ طفلاً وأصيب الآلاف و فقد مئات المحتجين الإيرانيين أبصارهم او تعرضت إحدى أعينهم لضرر بالغ نتيجة إستهدافهم عمداً بالرصاص المطاطى.
واعتقل ما يقرب من ٢٠ ألف أخرين بمن فيهم النشطاء والفنانين والصحفيين و تعرضوا لأعتدائات و انتهاكات جسيمة.
وهناك عدد كبير جداً من المعتقلين مهدد بالأعدام بتهم مصطنعة ومثيرة للسخرية ك تهمة "الأفساد فى الأرض" و" محاربة الله"
وأعدم ٧ متظاهرين حتى الان فى محاكمات تعسفية وموجزة وصورية.
وفيما يخص حادثه تسميم الطالبات، اعترف مسؤول حكومي كبير أن مئات الفتيات "استهدفن عمدا". وكان مسؤول لجنة تقصي الحقائق فى إيران قد اعلن عن وجود ٥ ألاف حالة تسمم في ما يقرب من ٢٣٠ مدرسة في ٢٥ محافظة معظمهم لفتيات، وقد أخرج العديد من أولياء الأمور بناتهم من المدارس خشية عليهن من هذه الهجمات.
على الرغم من القمع، استمرت الإحتجاجات في إيران، حيث أظهرت للعالم أن الشعب الإيراني لن يقبل القمع والاستبداد.
(الأرقام المذكور تخص الاحتجاجات الأخيرة فقط ولا تشمل كل انتهاكات النظام عموماً ومع ذلك الأرقام مرشحه للزيادة).

التضامن الدولى مع الشعب الايرانى

لم تقتصر الاحتجاجات على إيران فقط بل امتدت إلى العديد من الدول، بعدما كشف مقتل مهسا امينى القمع الممنهج للمرأة في إيران وانتهاكات حقوق الإنسان بشكل عام تحت حكم نظام ولاية الفقيه.
وعبرت الكثير من الدول عن تضامنها مع الانتفاضة الشعبية للإيرانيين
فى النمسا أعلن مسؤولون تسمية شارع في العاصمة فيينا على اسم مهسا أميني.
وفي فرانكفورت أعلنت رئيسة البلدية أنه سيتم تغيير اسم الشارع الذي تقع فيه القنصلية الإيرانية إلى مهسا أميني.
وفى لوس أنجليس، وهي ثاني أكبر المدن الأميركية من حيث عدد السكان، اعلن مجلس المدينه أنه ستتم إعادة تسمية تقاطع شارعي ويستوود وروتشستر، الواقع في منطقة بها مقار شركات فارسية، ليكون اسمه ساحة حرية حياة المرأة، تخليداً لذكرى أميني.
وفى كندا قاموا بتغيير اسم جزء من الشارع الذي يقع أمام السفارة الإيرانية السابقة في كندا إلى "مهسا أميني"
كما قامت كثير من دول العالم، بتسمية أماكن وشوارع باسم مهسا أميني

الضغوطات الدوليه على النظام فى ايران

أصدر البرلمان الأوروبي قرارا لصالح تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمجموعة إرهابية واتهمه بقمع المتظاهرين في البلاد ودعا المجتمع الدولي إلى تصنيفه منظمة إرهابية.
وأقر الكونغرس الأمريكي الثلاثاء الماضي بأغلبية ساحقة مشروع قانون "مهسا أميني" لمحاسبة المسؤولين الإيرانيين على انتهاك حقوق الإنسان ودعمهم للإرهاب قبل الذكرى السنوية لمقتلها بأيام.
فيما تعتزم الحكومة البريطانية تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.

وجدير بالذكر أن الشعب الإيرانى يعانى من أزمة أقتصادية و معيشيه نتيجة للعقوبات المفروضة على النظام بسبب برنامجه النووى و دعمه للجماعات الأرهابية، وتورطه فى صراعات خارجيه وتدخله فى الشؤون الإقليمية.
كانت مهسا أمينى رمزًا للاحتجاجات الإيرانية، وأصبحت صورتها رمزًا للحرية والمقاومة.


ليست المرة الأولى التى أتحدث فيها عن القضية الأيرانية فقد سبق وأن خصصت مساحة مثبتة لها فى حسابي الشخصي على الفيس بوك وإنستجرام كما قررت اهداء كتابي الأول إلى الشعب الإيراني، وسوف أستغل صفحة الأهداء كلها للتعبير لهم عن شكرى وامتنانى. ولن تكون المرة الأخيرة التى أشير فيها لقضيتهم لعدة أسباب
أولاً لتكريم الشهداء والمصابين والمعتقلين لأنهم مصدر إلهام لكل حر
ثانياً لأن التضامن مع الشعب الايرانى فى محنتة واجب إنساني
ثالثاً لأن قضيه الشعب الأيرانى مسألة وجودية بالنسبه لكل فرد مؤمن بالحرية
رابعاً لتسليط الضوء على معاناتهم وكفاحهم من أجل الحرية والكرامة
خامساً للتذكير بخطورة الأيديولوجية الشمولية و أصحاب الفكر الراديكالي وللتحذير من أستمرارهم فى الحكم أو السماح لهم بالوصول للسلطه فى مكان اخر من العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين وصحفيين بمخيم داعم لغزة


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش




.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش


.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -




.. كلمة عضو مشروع الشباب الإصلاحي فيصل البريدي في الحلقة النقاش