الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمّيّتان تتحدان و الناس يعيشون الضياع :

عزيز الخزرجي

2023 / 9 / 16
الادب والفن


ألأمّيّتان تتحدان و الناس يعيشون الضياع :
ألأمّيّتان وجهان لعملة واحدة هي(الجهل) :

الأمّيّة بشقيه؛ (الأبجدي) و (الفكري) آفتان تنخران وجود ألأنسان في معظم المجتمعات خصوصاً العراقيّ و العربي و العالمي بين أكثر من 280 دولة! يقول أحد الكُتّاب بأنّ الاحصاءات الرسمية تضاربت مع احصاءات المنظمات الدولية بشان اعداد الاميين(الأبجديين) في البلاد (العراق) حصراً, فقد اعلنت وزارة التربية العراقية بان الاميّة انخفضت بنسبة 8% خلال العشر سنوات الماضية بحسب البيانات الرسمية لوزارة التخطيط، من 20.5% في عام 2010 الى في 12.3% عام 2022 ممذا حفّز وزارة التربية التأكيد على اهمية التوسع في تعليم الكبار .. هذا بآلنسبة للأمية الأبجدية ..

أما الأمية الفكرية و التي إنعكاساتها السلبيّة أخطر بكثير من الأمية الأبجدية .. فإن الأحصاآت أشارت إلى إصابة معظم المجتمع العراق كما المجتمعات الأخرى بنسب متفاوتة بآلأمية الفكريّة .. أي فقدان العامة لنظرية كونية إنسانية تضمن كرامة الأنسان و إستقلاله و حريته .. أي أن عدد الأميين الابجديين في العراق بحسب إحصائيات رسمية وضلت لأكثر من 3.7 مليون أمي و لكن تقرير لليونسكو تضارب مع الارقام الحكومية تضمن أرقامًا تصل إلى 12 مليون أمي في العراق وقد نفته وزارة التربية ..

و بيّنت التخطيط أيضاً ؛ أن نسبة الأمية في العراق بين السكان الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنوات ترتفع بين الإناث لتصل إلى 18%، فيما تنخفض بين الذكور إلى 8% وما يزال المنبع الرئيسي للامية هو عدم الالتحاق بالمدارس ,حيث بلغ نسبة الملتحقين بالصف الاول الابتدائي 93% وهو اقل ممّا كان قبل التغيير عام 2003 التي بلغت100% واعداد المتسربين هي الاخرى عالية , الى ذلك تطبيق قانون التعليم الالزامي وملاحقة المتخلفين عن الالتزام به ضعيفة جدا .

وفتحت آنذاك مراكز لمكافحة الامية على نطاق واسع واقترنت بمنح المنخرطين فيها امتيازات , مادية ومعنوية , للمتعلمين والمعلمين ,واشراك منظمات المجتمع المدني في الحملات المستمرة الى ان اصبح هذا النظام التعليمي يشار اليه في بالبنان بهذا الخصوص .

ان محو الاميّة وتجفيف منابعها تتطلب جهودا كبيرة وتكريس الامكانات العملية والقانونية للقضاء عليها , وان تصاحبها حملة لرفع الوعي بأهمية التعليم وجذب منهم في سن الدراسة الى مقاعدها , بعد ان تدنت مكانته في المجتمع لأسباب عديدة , وكما يجب ان تكون الحملة مستمرة واشراك الجهات الاجتماعية في ملاحقة المتخلفين وتشديد الرقابة عليهم . تستلزم المعالجة لهذه المشكلة المتشعبة ان تعترف وزارة التربية بوجودها والاستماع للذين ينتقدونها ويشخصون تدهور التعليم في البلد ولا تستفز مما يدلون به ومحاولة تغطية الشمس بغربال , ان ذلك الخطوة الاول نحو معالجة جادة ومسؤولة .

والمحزن ان متخرجين من مراحل متقدمة بالدراسة هم غير قادرين على القراءة والكتابة بطلاقة, بل لا يتقنون الحد الادنى منهما وهم بصورة واخرى يدخلون في عداد الاميين , وليس ادل على ذلك انه لا تتجاوز نسبة الملتحقين بالدراسة الاعدادية لا تتجاوز الثلاثين في المئة .

المشكلة هي عزوف الناس عن القراءة فآلكتاب يكتبون لأنفسهم ؛ لهذا يا يمكن أن نحصل على مثقفين أو نتيجة مرضية بإتجاه الخلاص من الأمية الفكرية بشكل خاص .. فآلأمية الأبجدية يمكن القضاء عليها بدورات موسمية أو سنوية قليلة .. لكن المشكلة العظمى هي الأمية الفكرية التي تحتاج لأجيال لطبعها و تسويقها !

الكثير من المختصين بينهم أساتذة جامعات .. يعتقدون : بأن الكُتّاب والصحفيون الرواد كانوا يكتبون للناس…اليوم هناك الكثير من الكتاب ورجالات الصحافة يكتبون لأنفسهم وليس للناس يرجى الإنتباه”.

وأعود إلى المقالات التي نشرتها سابقا بهذا الخصوص , وأجد أن ما يُكتب لا يُقرأ بل ربما ترد إنتقادات على طول المقالة و عدم وجود الوقت لقرائتها و غيرها , لأنه لم يُكتب للناس , وإنما كتبه الكاتب لنفسه وحسب. تعلمت من تفاعلي مع المجلات الرصينة العالمية , أنهم لكي ينشروا لي مقالة يحاسبونني على كل كلمة وعبارة , و يطلبون إعادة كتابة العبارة أو تغيير الكلمة , لكي تكون واضحة ومفهومة للقارئ.

وأذكر إحدى المقالات كان الأخذ والرد بيني و بين المحرر أكثر من عشر مرات .. بل تكررت مع الكثير من مسؤولي المواقع و المحررين, حتى إقتنع بأن ما جاء بها أصبح سهلا و واضحا ومفهوما. تعلمت من هذه التجارب أن أكتب ما يفهمه القارئ ويتعلم منه الغاية أساساً , وفي أفضل حالات الوضوح والتبسيط والمباشرة , لكي نشد القارئ ونمنحه شيئا من متعة القراءة.

و كثيرا ما أتحوّل إلى ناقدٍ قاسٍ لما أكتبه , وأحاول أن أعيد ترتيب العبارات ونسق الأفكار , لكي تكون منسابة وقادرة على تشجيع القارئ على مواصلة القراءة , ولا أدري إن أفلحت ولا زلت أحاول!! فالكتابة عناء ومهارة و فنّ لا تُكتسب بسهولة , وإن كانت موهبة فتحتاج لصقل وتهذيب وترتيب وتدريب.

وبسبب فقدان أصول الكتابة وتقنياتها تجدنا نكتب لأنفسنا , وما نكتبه لا يتفاعل مع الناس , ولا تجد له صدى في الواقع , فما أكثر الأفكار القويمة المطروحة بأساليب غثيثة ومربكة!

ترى إلى متى سنبقى نتابع أخبار السياسيين الخالية من المصداقية .. الذين كذبوا على الناس مع سبق الاصرار و (الكذب من الكبائر ) و صاحب الكبيرة لا ينفع الناس أبداً بل يضرّهم و يستنزف قوتهم و يخرّب مستقبلهم .. فهل سنبقى نكتب لأنفسنا أو لفئة لا تتجاوز عدد الأصابع فقط؟ إلى جانب التخلف في جامعاتنا و عدم مواكبة العلم على الأقل ناهيك عن الفلسفة, لهذا التقليد سيتطور و ينفذ في كي حي و مؤسسة و مركز و وزارة, و الفكر سيتم خنقه أكثر فأكثر بتشريد المفكرين و الفلاسفة خوفا من تسببهم بسقوط أقنعة المسؤوليين و الرؤوساء الذين وصلوا لمراكزهم بآلحيلة و المكر لسرقة الناس مع مرتزقتهم الذين لا يعادون سوى الفكر و الثقافة و الإبداع و يعتاشون على لقمة الحرام بكل وسيلة و يتجاهلون تأسيس المنتديات و المراكز مع التعصب للعشيرة و الحزب و المليشيات.

و معظم الكُـّاب بدؤوا يتجاهلون الكتابة للأمم و الشعوب و لعموم آلناس مع ضعف واضح في إساليب الكتابة و النشر و فقدان أصول الفكر و الفلسفة الكونية .. لذا سيبقون يدورون في حلقات فارغة و كأنهم مغيبون خارج التأريخ و البقاء على تمجيد الاحزاب و رؤسائهم بغباء مفرط كمرتزقة لراتب حرام 100% و للقمة عيش ذليلة أو لسكن أو لزيارة بيت الله الحرام بآلمال الحرام ناسين فسحة أمل لنيل الحرية و الكرامة؟

العارف الحكيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?