الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سرينادا

أزهار أحمد

2006 / 11 / 11
الادب والفن


تحت شرفة سماءك أنا
لكني لا أغني كما ينبغي لعاشقة
لا ...
ولا أعزف ألحاناً للحب
ولا أقرأ قصائدك

أنا تحت شرفة سماءك .. ولا سرينادا يمكن أنْ تسمعها الآن مني سوى النحيب، نعم أنا أنتحب تحت سماءك ولا أراك تُلوِّح لي بوردة ولا قبلة، لكني أشعر بك غائصاً في دمعي، فماذا نفعل وأنتَ فوق سماءك وأنا أنتحب لها؟

ما أقصر يدي ...

يشجني الوله ويدي قصيرة، ويمضي الليل، يا لهذا الليل، يا لقسوته.. كيف له أنْ يرفع سماءه هكذا ويحيطها بهذه الأسوار؟

حالي به وجل .. كيف لي أنْ أفسر هذا الأمر؟ أنْ أكون تحت سماءك ولا تصل يدي إليك؟
ألا تستطيع أنت الهبوط؟
هل أغير لحن صوتي؟ هل يجدي مع سماءك أنْ أصرخ، أم أنادي اسمك أم أصمت؟
لكن، أتسمح لكَ أنْ تهبط لي، لو أنها أُعجِبَتْ بلحني وتغريدي؟
آه يا حبيبي ليتني آلهة الغناء الآن، ليت التغريد يُغمض عينَ السماء عن هذا البعد، ليت صوتي قربانٌ لبعثي إليك.
آه يا حبيبي، ليت الرقة كلها الآن تحتل السماء، وليت ملائكة الرحمة تفرد أجنحتها وتحملني إليك عليها، لعلَّ قلب الوجع ينفطر من كمدي ويأسي ويأخذني إليك.

كم أنا يائسة تحت شرفة سماءك، وصورة هذين العاشقين المُلتاعين أمامي تفجّر ألمي غيظاً وحنقاً .. حتى صور الرقصات التي اخترعتها لنا غابت عن ذهني، وأنا أعاهد الوقت والأمل أنْ أكون أسيرةَ ملذاتهما فقد يبعثاني من هذه البقعة المليئة بكل أحدٍ إلاك. هذا عبثٌ يلعبه القدر الخبيث عليّ ويتناولني وجبةً دسمة شهية، يقضمها بهدوء وتلذذ.
كم أنا يائسة وصوتي يخفتُ غناؤه، وحنجرتي تغرق في هذا النهر المتدفق شوقاً أمامي، مع أنه نهر مُركبٌ من أحذية العشاق الذين مروا بجانبه، ووحيدةٌ أنا، لم أمر بحذائي وبجانبه حذاؤك على تربة النهر الندية الرطبة. هذا النهر يشفق عليَّ ويهديني حفنةَ ماءٍ من عشق، ليهدئ روعي ولكن هيهات أنْ يسكن نبضي وهيهات أنْ تقف ركبتي وهيهات هيهات أنْ أقبل بغير اقترابك وأرسل صوتي لغير سمائك.

اسمعني ...
أنا أصرخ وجداً
شوقاً
وجداً
حباً
ولهاً
موتاً، موتاً، موتاً، موتاً، موتااااااااااااااااااااااااااا
اسمعني ...
لا بل اسمعيني أنت أيتها السماء ولا ترسلي صدى صوتي لي لأنه يصفعني، حتى أصبح وجهي متورماً من هذا الصبر
اسمعني أنت الآن حبيبي وخذ إليك صوتي، قَبِّله واجمعه في جيب قميصك، لا تتركه يعود فهو مُوجع، يا وجد القلب وضوء الروح.
اسمعني ...
اسمعني فأنا والموسيقى نركض ونصرخ غناءً وحباً، نهرول ونلبس الألحان والأناشيد والتراتيل، نشربها، نتجرعها كي تهوي مني وتعانق صوتي.
الموسيقى تفهمنا، تحبنا، لذا هي لا تيأس من الركض معي واللحاق بي .. فارأفي بنا أيتها السماوات، كم طال صوت هذه السرينادا وكم طال لحن صوتي وغنائي المعلق ما بين شرفة حبيبي وموطئ حذائي.

أرسليه
ابعثيني
فقط قربينا ودعي وجعي تحت حذائي لحظة، فسأعود إليه إكراماً لك.
اجمعينا أيتها الرحيمة، فهذه الوقفة تقتلني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07