الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفقراء يتبرعون والأغنياء يتمتعون

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2023 / 9 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


طالعتنا شاشات الفضائيات طيلة الأشهر الماضية مشاهد مؤذية للكوارث الطبيعية التي دمرت بها مناطق متعددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفزيفيا من زلازل وأعاصير وما نتج عنها من تحطيم البنية التحتية ألهشه لهذه الأماكن, لكن الملاحظ إن التفسيرات العلمية اتخذت طابعا ما ورائيا بغض النظر عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى خسائر هائلة في الأرواح والممتلكات والتي منها حركة القشرة الأرضية وتبعاتها الجيولوجية و فساد صفقات المقاولات وعدم الجاهزية لمثل هذه الكوارث ورغم قساوة المنظر لكننا نجد أن الفقراء يعانون و يتبرعون والأغنياء يتمتعون, فالفقراء يعيشون في أماكن لا توفر لهم الحاجة الأساسية للعيش إلا ما ندر, اغلبهم يعيش في مجمعات ذات بناء عمودي أو أحياء عشوائية التنظيم لم تكلف الدولة نفسها بمتابعة جودة البناء والتي يستثمرها الأغنياء لزيادة ثروتهم وهم يعيشون في مناطق مضادة للأعاصير والزلازل المادية والطبيعية,
وهذا يعني أن هناك بعدا اخز يدفع الفقراء إلى التبرع وهو البعد النفسي لعمليات التبرع لمتضرري الكوارث الطبيعية و المرتبط ارتباطا نفسيا بعمليات التبرع للمراقد المقدسة عند الشعوب, وهي دوافع ومشاعر وسلوكيات مرتبطة بالتبرع لأسباب إنسانية أو دينية.أما الدوافع الإنسانية هي تلك التي تنبع من الشفقة والتعاطف والرغبة في مساعدة الآخرين الذين يعانون من ظروف صعبة أو مأساوية، مثل ضحايا الكوارث الطبيعية أو الحروب أو المجاعات.
أما الدوافع الدينية هي تلك التي تنبع من الإيمان والولاء والإخلاص لله أو للمذهب أو للقائد الروحي، والرغبة في نيل رضاه أو شفاعته. هذه الدوافع تتأثر بعوامل مثل المعتقدات والممارسات والتقاليد الدينية، والشعور بالانتماء والهوية والتضامن مع المجموعة الدينية، والحاجة إلى التفاعل والتأثير على المجتمع.
لكن هناك الدوافع الشخصية,و هي تلك التي تنبع من الرغبة في تحقيق فوائد نفسية للإنسان والتي تمس علاقاته أو صحته وان هذه الدوافع تتأثر بعوامل مثل ، الضغط أو التشجيع من قبل الآخرين،
كل فئة من هذه الدوافع لها دور في تحفيز عملية التبرع، وقد يكون هناك تفاعل أو تضارب بينها في حالات مختلفة. على سبيل المثال، قد يبرِّز شخص دافعًا دينيا عند التبرع لمتضرري الكوارث الطبيعية، ولكن في الواقع قد يكون لديه أيضا دافع شخصي للحصول على اعتراف أو امتنان أو ضمير مرتاح. أو قد يبرز شخص دافعا دينيا عند التبرع للمراقد المقدسة،او التبرع لمتضرري الكوارث الطبيعية ولكن في الواقع قد يكون دافعه فائدة مادية لتحسين سمعته و لكسب المحتاجين الذين يزورنه وبدورهم سيكونون متبرعين محتملين وهكذا، فإن فهم البعد النفسي والاقتصادي لعمليات التبرع يتطلب دراسة متعددة المستويات ومتعددة المنظورات، تأخذ في الاعتبار كل من العوامل الفردية والجماعية والموقفية التي تؤثر على قرارات وسلوكيات الفقراء والأغنياء.و تحليل الدوافع لدى.
الفقراء نرى انهم يحتاجون إلى الشعور بالقيمة والكرامة والاحترام، وأحد الطرق التي يحققوا بها هو المشاركة في الأعمال الخيرية والتبرعات, هذا يجعلهم يشعرون بأنهم جزء من المجتمع وأن لهم دور في تحسين الوضع الإنساني.
الفقراء يتبعون مبدأ “اليد العليا خير من اليد السفلى”، وهو حديث نبوي شريف يدل على فضل المانح على المستقبل, هذا يجعلهم يفضلون أن يكونوا في موقف العطاء بدلاً من السؤال، وأن يكونوا مصدر نفع بدلاً أن يكونوا عبء وهم الذين عاشوا جل حياتهم تحت رحمة الأغنياء
هذه بعض الأسباب التي قد تشرح لماذا تكون مساهمة الفقراء واضحة في مثل هذه التبرعات. ولكن هذا لا يعني أن الأغنياء لا يتبرعون أو لا يساهمون في الأعمال الخيرية، فإن كثيرًا منهم يقدمون دعمًا ماديًا ولوجستيًا كبيرًا للتدليل على صدق نواياهم المزعوم والكثير منهم للتغطية الشكلية لنواياهم المستقبلية المبنية على استغلال الفقراء, وهنا نستنتج الفقراء يتبرعون لأسباب أخلاقية, أما الأغنياء يتبرعون لغرض المتعة وزيادة راس المال,:
على طريقة المجرم الناعم والمقدس لدى بعض الشعوب,
حينما يشعر الفقراء بالمسؤولية الاجتماعية نحو المجتمع والمجتمعات الأكثر ضعفًا. يرون أنه من واجبهم مساعدة الآخرين الذين يعانون والمساهمة في تخفيف معاناتهم. وبالنظر إلى أن الفقراء قد يكونون أكثر عرضة للمعاناة والحاجة، فإنهم قد يكونون أكثر استعدادًا لتقديم الدعم والمساهمة بما يستطيعون، حتى وإن كانت مساهمتهم محدودة.
على الرغم من أن المساهمات المادية للفقراء قد تكون محدودة بسبب ظروفهم المالية، إلا أن لديهم القدرة على تقديم الدعم العاطفي والروحي والمجتمعي الذي يمكن أن يكون قيمة كبيرة فيدعم المجتمعات المتضررة. .

أما بالنسبة لكون تبرع الأغنياء ليس أخلاقيا بنفس مستوى الفقراء، يمكن أن يكون هناك عوامل مختلفة تؤثر على ذلك. قد يكون للأغنياء اهتمامات أو التزامات مالية أخرى، أو قد يكونوا مشغولين بإدارة أعمالهم أو استثماراتهم, قد يكونون أيضًا يعتقدون أن دورهم هو دعم الأعمال الخيرية والمشاريع الاجتماعية من خلال توفير فرص العمل أو تمويل المشاريع الكبيرة.
التي تبنى من تبرعات الفقراء وهم الذين اجهدوا انفسهم دينيا وثقافيا لتبريرها, وان هذا الموضوع ينطبق على المجتمعات التي تلعب الانتماءات العاطفية والطائفية فيها دورا أساسيا في توجيه المجتمع مستغلين نقاوة سريرة الفقراء ليكونوا ممولين لمشاريع الأغنياء الخاصة, وذلك لان عملية إسناد متضرري الكوارث الطبيعية وكذلك رعاية .المراكز المقدسة و التجمع العام لأغراض ثقافية متنوعة هي مسؤولية مؤسسات تمتاز بالشفافية والمسائلة وليس مسؤولية الأفراد..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا